اليوم السابع
السبت: 21-12-2013
سيادة الرئيس: إعمل معروفا، الرئاسة أولا!!
الرئيس منصور يتكلم بهدوء، ومنطق، وصبر، فتخرج كلماته دالة على فهم، وحكمة، وأناة، بما يطمئن، ولو جزئيا، إلى أنه يستوعب ظروف البلد الانتقالية، وينصت لنبض الشارع الحقيقى، ولحاجتنا الشديدة للعمل المنتج والاستقلال الكامل (الاقتصادى أولا وتماما)، أما الميزة الأهم فى هذا الرئيس (الانتقالى) فهو ما يصلنى منه بشكل موضوعى من أنه يمارس سلطته وهو واع تماما أنها مهمة مؤقتة، وبالتالى فهى أكبر ثوابا، وأجمل عاقبة – إن شاء الله- لما تستحقه مصر التى يبدو أنه يحبها مثلنا.
وهو كرجل قضاء شديد الالتزام فائق الموضوعية، وبالتالى فلا بد أنه يفضل ألا يغير حرفا فى “خريطة الطريق”، ليس لأنها مقدسة، ولكن لأنه يحترم الكلمة المكتوبة، والرأى المتفق عليه، وأيضا يضع فى اعتباره لغو الذين عينوا أنفسهم أوصياء علينا فى الخارج، وبالتالى هو يفضل ألا يفتح باب التغيير فى خطوات خريطة الطريق مهما بدا مفيدا ومهما، لكن هذا المطلب الشعبى الذى تكرر ظهور الشعور بالحاجة إليه من معظم الناس، أو ربما كل الناس، بالإضافة إلى إعلانه صراحة من مجموعات سياسية مختلفة الهوية ، لم يعد مفيدا ومهما فحسب، بل أصبح ضرورة ووقاية اساسا.
شعبنا يا سيادة الرئيس يحترم رئيسه ولا يقدسه كما يزعمون، وحين يكون له رئيس محدد المعالم، بغض النظر عن انتمائه ولونه، فإنه يتقدم إلى اختياراته التالية مطمئنا أكثر، وليس تابعا لهذا الرئيس كما يتصورون، هذا شعب عريق أصيل، يفيق حاليا تدريجيا من شلل التهميش وإهانة الاحتقار، وأيضا من غسيل المخ بالاستغلال الخبيث لنزعة تدينه العريق، فهو يطمئن أكثر حين يتحرك مواكبا الخطوات الأولى لبناء دولة تتكون بإرادة لها رأس يأمل فيها العدل والشرف، وبالتالى فإن هذا الشعب، يحسن الرؤية بوضوح أكثر حين يكون له رئيس غير مؤقت، وهذا لا يعنى أنه سينتخب للمجلس النيابى من ينتمى إليه هذا الرئيس، بل إنه قد ينتخب من يعارضه ممن يثق أنه يستطيع أن ينتقده ويقوّمه، وفى الحالين هو يحتاج رئيسا محدد المعالم، متعين فى شخص بذاته.
إن الضرورات يا سيدى ، كما تعلمت من أساتذتى رجال القضاء العظام، تبيح المحظورات، تعلمت منكم يا سيادة القاضى الفاضل معان رائعة عن كلٍّ من: “أسباب الإباحة”، و”موانع المسئولية” و”موانع العقاب” والفرق بينها، فإذا كنت ترى أن التغيير غير مباح فى خطة الطريق خشية أن يكون سنة يستن بها غيرك ممن هو أقل التزاما، فإن ما يصلنى من الناس عامة، الناس المصريين الحقيقيين الذين يدعون لك، أن فكرة “الرئاسة أولا ” هى من “أسباب الإباحة”.
فإن كان المعترضون، (أو المغرضون)، يهمسون بالخوف من أن الرئيس الجديد قد يتدخل بطرق غير مشروعة فى الانتخابات التى سوف تجرى لاحقة بعد توليه الرئاسة، برغم من مئات جهات المراقبة من الداخل والخارج، فلهم عذرهم قياسا على ما جرى خلال ثلاثين عاما ، ثم عاما يتيما قبيحا، لا أعاد الله هذا أو ذاك، لكنك قاض يا سيادة الرئيس، وتعلم أن التزوير لا يتم بأمر من الرئيس أيا كانت سلطته، وإنما هو نتاج لفساد نظام بأكمله، بل ولاختلال المنظومة الأخلاقية والدينية لعامة الناس أيضا، والعياذ بالله، ونحن الآن فى مرحلة التخلص من هذا وذاك مهما كان السير بطيئا.
سيادة الرئيس، إعملها وتوكل، والله موفقك، ومنجى مصر من كل فوضى غير خلاقة، وحاميها من أية أخلاق فاسدة، ومن مصير لا تستحقه
أشكرك على تضحيتك بقبول المنصب مؤقتا، كما أشكر كل رجالك: من أخطأ منهم ومن اصاب، وأدعو لمن أصاب بالجزاء الحسن، ولمن أخطأ بالتعلم والتصويب.
نحن كنا أين ؟!!!
(إحنا كنا فين؟).