نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس:
السنة السابعة
العدد: 2477
ص 157 من الكراسة الأولى
الحمد لله الواحد الأحد
الحمد لله رب العالمين
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
إليك سلاما عاطرا محملا بأعراف
بساتين زينة الجنان
الصبر مفتاح الفرج
فى الإرادة ما تقهر به اليأس والكآبة
فالإرادة خير هدية من الوهاب
عادت ليالي الهنا
بشرى لنا نلنا المنى
نجيب محفوظ
القراءة:
لم يبخل علينا شيخنا بأن يواصل أن يعلمنا حمد الله، مع أن ما وصلنا من أفعاله أو أفكاره أو صبره أو حمله أمانة ما حمَّله ربنا لنا وله وللناس، كان كله هو حمد فى حمد، كرر من قبل كثيرا أن “الحمد لله رب العالمين” فاتحة فاتحة الكتاب الكريم ، فوصلنا منها وهو يتلوها كتابة مذاق خاص وإيقاع خاص وهى تطفو فوق وعيه تكرارا فى معظم التدريبات وغيرها، كما قدمنا من قبل (مثلا: صفحة التدريب رقم (44) نشرة: 17-11-2011، أو فى صفحة التدريب رقم (49) نشرة: 15-12-2011).
- اليوم يبدأ شيخنا تدريباته بتقاسيم جديدة للحمد لعله خاف من التكرار ونحن نعيد الحمد دون حمد فخشى أن يفتر منا أو يهمد نبضه وتخف مسئوليته، مسئولية حمد النعمة هى أن نضعها فى موضعها، وأن نوظفها فيما تسهم به فى حمل الأمانة وإحياء الحياة.
اليوم يحمد شيخنا الله “سيد الأكوان”، فتصلنى مختلفة عن سيد الكون، ثم إنه لا كلمة “الأكوان” ولا كلمة “كون” وردتا فى القرآن الكريم، فتعجبت بصراحة، خاصة وأننى فى هذه الأيام وأنا استلهم “مولانا النفرى” أشعر أنى أسبح فى أكوان مترامية متداخلة مفتوحة تسع السماوات والأرض، وهو العلى العظيم، ونادرا ما يصلنى أنه كون واحد بل كون فكون فكون، تدور الأكوان فى حلقات متناغمة متصاعدة مفتوحة، يجمعها خالقها ومسيِّرها وسيدها، فتصل نغماتها إلى وعى شيخنا هذا المؤمن المبدع فيحسن استعمالها النابض المنظم الملهم هكذا.
- ثم هو يعقب ذلك مباشرة بتذكرة التوحيد: الله “سيد الأكوان” وهو “واحد أحد”، فرد صمد، بلا تعدد أو شريك، أحد أحد.
- يختم هذه الابتهالات “بالحمد لله رب العالمين” وهو ما سبق أن أشرنا إليه حالا وكيف أن فاتحة الفاتحة كانت طوال الترحالات لها موقعها الخاص ودلالاتها.
- بعد ذلك نلاحظ كيف يتقدم اسمه اليوم اسمىْ كريميته، وقد أعتدنا أن يليا اسمه فى أغلب الصفحات، (أنظر مثلا: نشرة 18-7-2013، نشرة: 13-10-2013 (يا ترى هل يريد أن يوقع اليوم هو أولا على حمد الله ليوصل نعمته إلى كريمتيه، بارك الله فيهما؟
السطرين التاليين أحرجانى بعض الشىء، وقد قرأتهما اجتهادا هكذا:
“إليك سلاما عاطر محملا بأعراف بساتين زينة الجنان“،
لمن يا ترى يهدى هذا السلام؟ لإبنتيه؟ لأصدقائه؟ لمصر الغالية؟ لسيد الأكوان؟ رحت أبحث عن أعراف البساتين التى ينبعث منها هذا العطر، السلام العاطر، لم أنجح أن أعرف ماذا كان يقصد بأعراف زينة الجنان، ما هو العـُرْف؟ فعُرف الجبل “أعلاه”، وعُرف الفرس شعر عند العنق، وعرف الديك لحمة على رأسه، ربما هبـّت على شيخنا – وهو يهدى سلامه الطيب هذا لمن يستحقه- عطر الجنة فى أعلى عليين وقد انطلق من بساتينها عطرٌ زينة للناظرين ورحمة من ربهم إليهم.
- ثم قرب الختام يعود إلى حديثه عن الإرادة التى سبق أن احترت فيما تحمله أبعادها عنده، يقول:
فى الإرادة ما تقهر به اليأس والكآبة فالإرادة خير هدية من الوهاب:
أشرت سابقا، إلى علاقتى بالإرادة الإنسانية المنفصلة، وأننى لا أصفق لها كثيرا، ولا أثق فيها وحدها، ولا أعتبرها دافعا أوْلى من غيرها بالتركيز، فلكلٌ منا إرادات كثيرة. عامة الناس يركزون على الإرادة بمعنى القوة التصميمية التى تؤدى للنجاح عادة، أو التى تستطيع مقاومة الضعف، وكثيرا ما أقول لبعض المدمنين عند بدء التعاقد العلاجى: أحذرك من الانخداع بثلاث كلمات مغرية: هى “الوعود“، و”حسن النية“، و”الإرادة” وعندما يسألنى أحدهم “كيف ذلك مع أن كل الناس تصر على أن توقـُّفى عن التعاطى يعتمد على قوة إرادتى” فأنبهه أننى فى خبرتى تابعت من يبالغ فى شد وتر إرادته، ثم يواصل الشد حتى ينقطع منه، أقول له دعنا نبدأ سويا بمراحل قصيرة متتابعة، تحتاج فيها إلى قرارات صغيرة متصاعدة، دون “حزق وشد أوتار إرادته المتينة جدا حتى تتمزق.
ما وصلنى من شيخى عن إرادته طول الوقت أنها تتعلق “باتخاذ القرار”، ثم “سلامة التوجه”، و”ضبط زاوية المسار” “فالمثابرة”، هذا برنامج متكامل لا يرتبط بالإرادة وحدها، ولا بها كدافع أول، وإنما يرتبط – بقدر ما وصلنى – بارتباطه ببرنامج نمائى إبداعى مضطرد نحو هدف محدد، حتى لو كان بعضه غامضا لكنه قادر على الحفاظ على توجه سهم الأداء المُثِابر نحوه طول الوقت، وتوحد، الهدف لا يعنى ثباته، وإنما يعنى أن السهم المتوجه إليه شديد الوضوح رحب الوعود، فى نفس الاتجاه، أعتقد أن ما جاء هنا هو مكمل لما جاء فى قراءتى لصفحة (98) نشرة 11 – 10 – 2012 وهو يقول: “إستعن بالله، فعلاج الأرق فى الإرادة، والرحمة قرينة العدل،: لا إله إلا الله” وقد قلت هناك إنها هكذا تصبح “قصيدة جميلة”، حيث وصلتنى رسالة التوحيد والعدل مسئولة عن تواصل الحفاظ على اتجاه السهم الإرادة، وهو هنا أيضا لا يفرد الإرادة وينسبها لنفسه فرداً، بل يتقبلها هدية من الوهاب، وبالتالى تصبح إرادة مختلفة قادرة على قهر اليأس والكآبة.
وبعد
السطرين الأخيرين وردا من قبل ، وهأنذا أسجل موقع ورودهما مع ما سبق وروده أيضا فى هذه الصفحة، أسجل كل ذلك فى الهامش كما اعتدنا مؤخرا. (1)
[1] – الحمد لله الواحد الأحد: ورد هذا النص فى صفحة التدريب رقم (108) نشرة: 28 – 2 – 2013
الحمد لله رب العالمين: ورد هذا النص فى صفحة التدريب رقم (7) نشرة: 21-1-2010، ورد هذا النص صفحة التدريب رقم (36) نشرة: 8-9-2011 ، وفى صفحة التدريب رقم (44) نشرة: 17-11-2011، وفى صفحة التدريب رقم (49) نشرة: 15-12-2011، وفى صفحة التدريب رقم (55) نشرة: 26-1-2012، وفى صفحة التدريب رقم (61) نشرة: 16 – 2 – 2012، وفى صفحة التدريب رقم (67) نشرة: 29-3-2012، صفحة التدريب رقم (87) نشرة: 2-8-2012، صفحة التدريب رقم (97) نشرة: 4-10-2012، وفى صفحة التدريب رقم (113) 27-6-2013، وفى صفحة التدريب (118) 25 – 7 – 2013
* الصبر مفتاح الفرج:
كلمة (الصبر) | صحفة | عددها |
الصبر طيب | 37- 92- 95- 99- 110- 144- 172 | 7 |
مرارة الصبر | 103 | 1 |
الصبر جميل | 2- 13-52- 92- 100- 144- 148-157- 172 | 9 |
الصبر جميل وطيب | 171 | 1 |
الصبر طيب وجميل | 103 | 1 |
شيمتك الصبر | 27-51- 63- 127- 151- 166- 187 | 7 |
الصبر مفتاح الفرج | 157- 160 | 2 |
الصبر مع الصابرين | 195 | 1 |
الصبر من الإيمان | 32 | 1 |
الصبر عذب | 226 | 1 |
الصبر (فقط) | 236- 245 | 2 |
الله مع الصابرين | 1 | 1 |
إن الله مع الصابرين | 52 | 1 |
إصبر إن الله مع الصابرين | 154 | 1 |
الصبر جميل، جميل الصبر | 238 | 1 |
اللهم صبرك | 147 | 1 |
* عادت ليالي الهنا بشرى لنا نلنا المنى: ورد هذا النص فى صفحة التدريب رقم (156) نشرة: 29-5- 2014.