الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس فى الطب النفسى الافتراضات الأساسية: الفصل الخامس: ملف الإرادة (18) ثقافتنا: وتفعيل إرادة الحياة حركية التفاعل بين “الامتلاء” و”الامتداد”

الأساس فى الطب النفسى الافتراضات الأساسية: الفصل الخامس: ملف الإرادة (18) ثقافتنا: وتفعيل إرادة الحياة حركية التفاعل بين “الامتلاء” و”الامتداد”

نشرة “الإنسان والتطور”

الاثنين: 13-4-2015   

السنة الثامنة

العدد: 2782

الأساس فى الطب النفسى

الافتراضات الأساسيةالفصل الخامس:

ملف الإرادة (18)

 ثقافتنا: وتفعيل إرادة الحياة 

حركية التفاعل بين “الامتلاء” و”الامتداد”

إرادة التصعيد بالوعى هى إرادة الحياة ذاتها، وإطلاق الوعى البشرى مع مقاومة التشويه والتقزيم والإعاقة هو الطريق إلى التطور الممكن للإنسان بالإبداع والتلاحم بالوعى الجمعى، فالوعى الجماعى، فالوعى المطلق إلى وجه الله.

قلت قبل ذلك إن الوعى البشرى، مع كل  الجهود العلمية والفلسفية بل والدينية ما زال عصيا على الإحاطة بطبيعته وحركيته وخواصه، وكل من اشتغل فى هذه المنطقة بأمانة أعلن ذلك بوضوح مطلق، فإذا أضيف إلى ذلك أن الوعى البشرى ليس وعيا واحدا بل هو جُماع عدد من مستويات الوعى احتواها عبر تاريخه التطورى، زادت المسألة صعوبة واستعصاء على الحل.

ثم ها نحن نواجه إشكالة الإرادة (التى هى بشكل ما إشكالة الحرية، وهى أيضا إشكالة حمل الأمانة) فنجدها أقل غموضا، لكنها تظل غامضة بدرجة تنبهنا إلى ضرورة رفض اختزالها إلى “اتخاذ قرار عقلى” على حساب “حمل  أمانة الحياة ” واختيار ترجيح كفة المسيرة لصالح النوع “إليه”.

الحديث عن معايشة وجود الله “هنا والآن”، وهو الذى فرض نفسه فعلا ماثلا عاملا علاجيا أساسيا فى ممارسة العلاج عامة، والعلاج الجمعى خاصة، قد سبقت الإشارة إليه، كما سبق التنويه على أن وجود الله ليس قضية للإثبات بالتفكير والعقل الظاهر والمنطق السببى مهما كانت الحجج سليمة، فأغلب هذا المنطق هو سببىّ خطىّ سطحىّ، وهذه المنطقة أعمق، وأخطر، وآصَلُ، من ذلك كثيرا كثيرا، وقد سبق ان أوضحنا أن الإدراك بكل شموله هو السبيل إلى التعرف على مستويات الوعى المتصاعدة إليه انطلاقا من “هنا والآن”.

إرادة الحياة تقوم بتدعيم هذه المسيرة فعلا معيشا طول الوقت بهدْى إيمانٍ معرفىٍّ ملىء ممتد (أنظر بعد)، أما إرادة الفرد المتحوصل على ذاته فهى عكس ذلك تقريبا إذ تتركز فى تحقيق ما تيسر من احتياجاته ودوافعه دون التحام بسائر مستويات الوعى طولا وعرضا.

ثقافتنا التى هى ليست قاصرة علينا (نحن المصريين، أو نحن العرب، أو نحن المسلمين) مازالت وثيقة الصلة بهذه المسائل الثلاثة: الله، والوعى، والإرادة.

فمن ناحية هى شديدة البساطة والمباشرة حين ينطلق يقينها بحضور الله طول الوقت انطلاقا من “هنا والآن” إلى ما ليس كمثله شىء (الغيب)،

ومن ناحية أخرى هى عصية على التناول بالمنطق الخطى والتفكير (العقل) الظاهر.

رحت أبحث فى أوراقى وسابق محاولاتى فى التعرف على هذه الثقافة التى أزعم أننى أنتمى إليها وأنا  أريد أن أتبين المزيد من معالمها لأربط بينها وبين طبيعة ما أحاول سبر غوره (حاليا: الإرادة، والوعى، وربنا)، وفى نفس الوقت أتعرف على تأثير ذلك على الممارسة االطبية النفسية (العلاج عموما) حتى عثرت على مقالات متواضعة  كتبتها للقارئ العادى منذ أكثر من عشر سنوات، اخترت أن أقتطف بعض ما يمكن أن يوضح ما أريد الآن، وكان ذلك من مصدرين فقط :

الأول: مقالتان، الأولى بعنوان “العولمة ونوعية الحياة” (الأهرام 14 مايو 1999)، والثانية بعنوان “هم يحتاجوننا بقدر ما نحتاجهم” (الأهرام 1 يونيو 1999).

الثانى: سلسلة مقالات (خمسة) نشرت فى مجلة عربية (الوطن السعودية) بعنوان “حضارة بديلة! كيف؟؟ ” من مقالة 27 نوفمبر 2000 وحتى مقالة 27 ديسمبر 2000 .

بيـّنتُ في هذه وتلك بعض المعالم التى لاحت لى كأنها تميز ثقافتنا أو يمكن أن تميزها، وهى شديدة الصلة بما أود التأكيد عليه فى هذا المقام، ونحن نتعرف على معنى الإرادة وعلاقتها بالوعى الشخصي فالجمعى فالمطلق إلى وجه الله.

الفكرة الأساسية أقتطفها الآن من مقال الوطن “الاختلاف حقيقة فى الجوهر والمظهر” بتاريخ: 12/12/2000:

1- ‏عندنا‏ (‏أو‏ ‏المفروض‏ ‏أن‏ ‏عندنا‏): ‏إن‏ ‏الانسان‏ ‏ليس‏ ‏هو‏ ‏غاية‏ ‏الوجود‏، ‏ولكنه‏ ‏بعض‏ ‏مظاهره‏، ‏وإحدى ‏وسائله‏.‏

‏(‏الغالب‏ ‏عندهم‏ ‏أن‏: ‏الإنسان‏ ‏قد‏ ‏ألم‏ ‏بقدر‏ ‏كاف‏ ‏من‏ ‏الوجود‏ ‏يجعله‏ ‏سيد‏ ‏العالم‏، ‏بل‏ ‏ومحوره‏، ‏وصانع‏ ‏مصيره‏).‏

‏2- ‏عندنا‏ (‏أو‏ ‏المفروض‏ ‏أن‏ ‏عندنا‏): ‏أ‏ن‏ ‏سلامة‏ (‏أو‏ ‏سعادة‏) ‏الفرد‏، ‏هى ‏فى ‏تعميق‏ ‏وعيه‏ ‏وتأكيد‏ ‏امتداده‏ ‏فيما‏ ‏بعده‏، ‏متمثلا‏ ‏فى ‏السعى ‏إلى تصعيد مستويات الوعى إلى ‏ ‏وجه‏ ‏الله‏، ‏والكدح‏ ‏للقائه‏، ‏وبالإيمان‏ ‏بالغيب‏ ‏الذى ‏يحفز‏ ‏باستمرار‏ سعيه ‏إلى ‏البحث‏ ‏بعد‏ ‏النهايات‏ ‏المفتوحة‏.‏

‏( ‏الغالب‏ ‏عندهم‏ ‏أن‏ ‏غاية‏ ‏الوجود‏ ‏هى:  ‏تمام‏ ‏صحة‏ ‏الجسد‏، ‏وإطالة‏ ‏العمر‏، ‏وتحقيق‏ ‏رفاهية‏ ‏السفر‏ ‏والأجازات‏، ‏وتأمين‏ ‏حق‏ ‏المتعة‏ ‏حتى ‏بالتفريغ‏ ‏الجميل‏ ‏فى ‏ما‏ ‏هو‏ ‏فن، ‏ ‏ينجح أو يفشل فى تفعيل الامتداد أحيانا  فى مستويات الوعى المختلفة‏)‏.

‏3- ‏عندنا‏ (‏أى‏ ‏المفروض‏ ‏أن‏ ‏عندنا‏): ‏إن‏ ‏الاقتصاد‏ ‏والسياسة‏ ‏والعلم‏ ‏والتكنولوجيا‏..  ‏الخ‏ ‏ليسوا‏ ‏سوى ‏وسائل‏ ‏إلى ‏تحقيق‏ ‏الغاية‏ ‏الواعية‏ ‏المتميزة‏ ‏المتمثلة‏ ‏فى ‏الظاهرة‏ ‏البشرية‏ (‏الانسان‏ ‏فى ‏الكون‏ ‏سعيا‏ ‏إلى ‏وجه‏ ‏الله‏) ‏بطريقة‏ ‏عملية‏ ‏على ‏أرض‏ ‏الواقع‏.‏

‏(‏الحادث‏ ‏عندهم‏ ‏أن‏ ‏أصبح‏ ‏الجمْع‏، ‏والتراكم‏، ‏والنجاح‏ ‏الاقتصادي‏، ‏والتسويق‏، ‏هم‏ ‏غاية‏ ‏الاستمرار‏ ‏رغم‏ ‏الزعم‏ ‏بغير‏ ‏ذلك‏).‏

‏4-‏عندنا‏ (‏أى‏ ‏المفروض‏ ‏أن‏ ‏عندنا‏): ‏إننا‏ ‏نرتاح‏ ‏حتى ‏يمكننا‏ ‏أن‏ ‏نسعى ‏فى ‏الأرض‏ ‏أفضل‏ ‏وأصبر‏. ‏بمعنى: ‏إننا‏ ‏نرتاح‏ ‏لنعمل‏ (‏ونبدع!)‏. ‏أعنى ‏أننا‏ ‏ننتمى – ‏المفروض‏ ‏يعنى – ‏إلى ‏حضارة‏ ‏السعى ‏المستمر‏ ‏والاكتشاف‏ ‏المتجدد‏.‏

‏‏‏(‏الغالب‏ ‏عند‏ ‏أغلبهم‏:  ‏أن‏ ‏العمل‏ ‏خمسة‏ ‏أيام‏ ‏فى ‏الأسبوع‏ ‏يحقق‏ ‏هدفه‏ ‏الذى ‏هو‏ ‏إتاحة‏ ‏الراحة‏ ‏فى ‏نهاية‏ ‏الأسبوع‏، ‏حتى أن‏ ‏العمل‏ ‏حتى ‏سن‏ ‏الخمسين‏،  ‏يحقق‏ ‏هدفه‏ ‏بالمعاش‏ ‏المبكر‏ ‏الذى ‏يسمح‏ ‏بالسياحة‏ ‏‏، ‏والتمتع‏ ‏ببقية‏ ‏سنوات‏ ‏العمر‏ ‏متفرجا‏ ‏سعيدا‏ !!‏)

مظاهر على المستوى الشعبى

أما على المستوى الشعبى فلا‏ ‏بد‏ ‏أن‏ ‏أعترف‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏المرحلة‏ ‏من‏ ‏الاجتهاد‏ ‏أن‏ ‏ما ذكرته حالا لا يلوح لى بشكل يبرر أن أصفنا به، ‏ربما‏ ‏لأننا‏ ‏قد‏ ‏سُـرقنا‏ ‏ونحن‏ ‏نعيش‏ ‏نموذجا‏ ‏آخر‏، ‏يقاس‏ ‏بمقاييس‏ ‏أخرى،  ‏ويصب‏ ‏فى ‏أهداف‏ ‏أخرى. ‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏فلا‏ ‏أملك‏ ‏إلا‏ ‏محاولة‏ ‏الإشارة‏ ‏إلى ‏أمثلة‏ ‏من‏ ‏تشكيلات السلوك‏ ‏اليومى الذى لم يعد موجودا غالبا بقدر يسمح لى بذكره، لكنه  ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يعلن‏ ‏بعض‏ ‏معالمنا‏ التى أرجو أن تكون عاملا مؤثرا فى تقرير توجيه إرادتنا من وحى ثقافتنا، وأيضا ربما تحدد معالم ما يسمى حديثا “نوعية الحياة“، أو لعلها تشير أيضا إلى المعنى الحضارى الذى يكمن داخل حضارتنا ونحن نطمسه،

خذ هذه المظاهر ربما تستطيع أن تقيس بها موقفك الخاص وأنت تقارنه بما تصوره تلك المظاهر باعتبار أنها يمكن أن تنبع من ثقافتنا لتكون حضارة خليقة بنا قابلة للتصدير!!:

أولا‏: ‏حين‏ ‏لا‏ ‏تستطيع‏ ‏النوم‏ ‏وأنت‏ ‏شبعان‏ ‏وجارك‏ ‏جائع‏‏. ‏

ثانيا‏: ‏حين‏ ‏لا‏ ‏تسمح‏ ‏لنفسك‏ ‏أن‏ ‏تأكل‏ ‏أكلا‏ ‏له‏ ‏رائحة‏ ‏ممتدة‏ ‏إلى ‏جارك‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يشاركك‏ ‏فيه‏ (‏رائحة‏ ‏الشواء‏، ‏أو‏ ‏حتى ‏رائحة‏ ‏قلى ‏الطعمية‏ ‏بالمنزل‏) ‏.‏

ثالثا‏: ‏حين‏ ‏لا‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تتخلى ‏عن‏ ‏إنقاذ‏ ‏مريض‏ ‏أو‏ ‏جريح‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏كان‏ ‏عدوا‏ ‏لك‏، ‏رغم‏ ‏أن‏ ‏إقدامك‏ ‏على ‏ذلك‏ ‏فى ‏ظروف‏ ‏غير‏ ‏منضبطة‏ ‏قد‏ ‏يعرضك‏ ‏للخطر‏، ‏أو‏ ‏للمساءلة‏ ‏القانونية.

رابعا‏: ‏حين‏ ‏تعيش‏ ‏فى ‏يقين‏ ‏أن‏ ‏ما‏ ‏تملكه‏ ‏ليس‏ ‏ملكك‏ ‏فعلا‏،  ‏ليس‏ ‏لأن‏ ‏القانون‏ ‏يحرمك‏ ‏منه‏، ‏وإنما‏ ‏لأنك‏ ‏لست‏ ‏إلا‏ ‏أمينا‏ ‏على ‏صرفه‏، ‏تنفق‏ ‏مما‏ ‏استخلفك‏ ‏الله‏ ‏فيه‏ ‏لتعمير‏ ‏الأرض‏ ونفع الناس.

خامسا‏:  ‏حين‏ ‏تأبى ‏أن‏ ‏تقتل‏ ‏مجهولا‏ ‏عن‏ ‏بعد‏، ‏لمجرد‏ ‏أنك‏ ‏تملك‏ ‏القدرة‏ ‏على ‏ضغط‏ ‏زر‏ ‏موجّه.

أعترف‏ ‏أن‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏أمور‏ لم تعد موجودة عندنا بوفرة تسمح لى بالفخر بها، ولا هى مطروحة عبر العالم، وقد استـُبدلت  بشعارات مكتوبة موصى عليها من جهات مشبوهة، كما أنها لا يمكن تحقيقها بالوعظ أو‏ الإرشاد‏، ‏وخاصة‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏خرُبت‏ ‏النفوس‏،  ‏وتشوهت‏ ‏الفطرة‏، وتمادى التقليد الأعمى، ‏لكننى ‏أصر‏ ‏أننا‏ ‏مهما‏ ‏ابتعدنا‏ ‏عن‏ ‏مثل‏ ‏ذلك‏، ‏ومهما‏ ‏بررنا‏ ‏استحالة‏ ‏تطبيقه‏ ‏على ‏المدى ‏الأوسع‏، ‏فهذا‏ ‏هو‏ ‏أصل‏ ‏ما أتصور أنه يميزنا، أو المفروض أنه يميزنا إذ يميز البشر.

من المرفوض‏ ‏بداهة‏ ‏أن‏ ‏نزعم‏ ‏أننا‏ ‏كذلك‏ ‏دونهم‏، ‏أو‏ ‏أن‏ ‏نكتفى بأن‏ ‏ ‏ ‏تحل‏ ‏حسن‏ ‏النية‏ ‏محل‏ ‏القوانين‏ ‏المكتوبة‏، ‏أو‏ ‏أن‏ ‏نسمح‏ ‏للقوانين‏ ‏الداخلية‏ ‏أن‏ ‏تغنى ‏عن‏ ‏التنظيم‏ ‏الخارجى ‏المُحكم‏،  لكن يظل ‏ ‏ ‏الجهاد‏ ‏الأكبر‏ ‏هو‏ ‏ألا‏ ‏نتخلى ‏عن‏ ‏جذور‏ ‏الموقف‏ ‏الإنسانى، وفى نفس الوقت لا نترك تنفيذه للنوايا الحسنة على ناحية، ولا للقوانين المكتوبة على ناحية أخرى،

أنا لا‏ ‏أعرف‏ ‏سبيلا‏ ‏إلى ‏تحقيق‏ ‏ذلك‏ ‏تفصيلا‏، ‏لكننى ‏على ‏يقين‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏الدين‏ ‏الصحيح، والإيمان القوى يدعوننا‏ ‏إلى ‏جهاد‏ ‏أكبر‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يحل‏ ‏هذه‏ ‏المعادلة‏ ‏الصعبة‏.‏

قيمتان

في سلسلة مقالات “حضارة بديلة: كيف؟”  خطر لى أن أختصر كل ما يميز (أو أتمنى أن يميز) ما أسميه ثقافتنا فى قيمتين أساسيتين هما:

الامتلاء‏

و

الامتداد‏

أما‏ ‏الامتلاء‏ ‏فهو‏ ‏يتحقق‏ بالاعتراف بكل قنوات التواصل والمعرفة فى حركية قادرة على تحريك الوعى بالقوانين التى خلقها الله بها، دون سيطرة مستوى واحد على سائر مستوياته، وأن نقيس النجاح فى ذلك بحضور المعنى وجلاء القصدية وحركية التشكيل وإعادته باستمرار، الامتلاء‏ ‏يتحقق‏ ‏أيضا‏ ‏بأن‏ ‏يكون‏ “‏الآخر” ‏هو‏ ‏جزء‏ ‏من‏ ‏وعيى ‏طول‏ ‏الوقت، فلا حركية سليمة للوعى الشخصى إلا فى مواجهة حركية وعى آخر ينبض بنفس القوانين فى نفس الاتجاه (وليس بالضرورة بنفس المحتوى)

‏ ‏أما‏ ‏الامتداد‏ ‏فهو‏ حركية دوام السعى ‏ ‏المستكشِـف‏ ‏القادر على أن ‏يكسر‏ ‏غرور‏ ‏الإنسان‏ ‏وغوايته‏ ‏بنفسه‏  ‏وبقدراته‏، ‏وهو‏ ‏يبدأ من رفض الشرك رفضا مطلقا، ويمتد إلى ‏الإيمان‏ ‏بالغيب‏ بالاجتهاد‏ ‏المفتوح‏ ‏النهاية‏، وبالإبداع على كل المستويات، ‏كدْحا‏ ‏إلى ‏وجه‏ ‏الله‏ ‏تعالى.‏

العلاقة‏ ‏بين‏ ‏الامتلاء‏ ‏والامتداد‏ ‏هى ‏علاقة‏ ‏وثيقة‏، ‏فهما يتكافلان معا فى تفاعل دائم ‏ ‏يسمح‏ ‏لكل‏ ‏طبقات‏ ‏الوعى ‏أن‏ ‏تعمل‏ ‏معا‏ بالتبادل فالتكامل فالجدل إلى الإبداع، وبهذا ‏الجهاد‏ ‏الأكبر‏ ‏ ‏سوف‏ ‏يمكن أن تــُحَل‏ ‏إشكالة‏ ‏الجدل‏ ‏بين‏ ‏الخارج‏ ‏والداخل‏، ‏بين‏ ‏المكتوب‏ ‏والمنطوق‏، ‏بين‏ ‏القانون‏ ‏والعرف‏، ‏بين‏ ‏الماضى ‏والحاضر‏.‏

وبعد

إرادة الحياة هى فى تفعيل قوانين الحياة لما خلقها الله

(برجاء إعادة قراءة النشرة إن شئت!!)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *