نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 12 -11- 2015
السنة التاسعة
العدد: 2995
ص 210 من الكراسة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
جاءنى خطاب من المصلحة
يخبرنى بالترقية إلى الدرجة السابعة،
فرحت فرحا عظيما وطبعت بطاقة
جديدة، ومشيت بين الناس بخطى
جديدة حتى صدفتنى غلطة غيرت
مجرى حياتى و”ضمت”(؟؟)[(1) على بذل
معروف ومجهول وكانت السبب
الأول الذى دفعنى فى النهاية إلى
ارتكاب عشرة جرائم قتل منها
قتل قطة – “مسالمة”(؟)- فكانت
السبب فى تبرئتى من جميع
الجرائم.
نجيب محفوظ 7/9/1995
القراءة:
هكذا يلوح لنا من جديد ما اسميناه “إرهاصات إبداع أحلام فترة النقاهة” هذه الإرهاصات بدأها شيخنا فى الصفحات رقم (176 ، 177، 178، 179، 180، 181) ويمكن الرجوع إليها بالترتيب بالوصلات التالية:(نشرة 13/11/2014 صفحة التدريب رقم (176)، نشرة 20/11/2014 صفحة التدريب رقم (177)، نشرة 27/11/2014 صفحة التدريب رقم (178)، نشرة 4/12/2014 صفحة التدريب رقم (179)، نشرة 11/12/2014 صفحة التدريب رقم (180، نشرة 18/12/2014 صفحة التدريب رقم (181)، ومازلت فرحا بهذه الفرصة النادرة (أعتقد عبر التاريخ) أن يترك لنا مبدع بهذا الحجم، وهذه القدرة: مستندات بخط يده يمكن أن ندرس من خلالها عملية تطور الإبداع وهو يجهز نفسه (أو بتعبير أخر: يسخن وعيه) لانطلاقات الإبداع المتميز بهذه الدرجة من الأصالة والجدّة.
حين عادت المحاولة تطل علىّ فى هذه الصفحة فكرت أن أجعل جزءًا من الدراسة الشاملة (إن أتاح الله لى فرصة إكمالها) لدراسة “العملية الإبداعية” وكيف تطورت، أو كيف تتطور حتى تنضج وتطيب ثمارها، أنا لا أعتبر هذه البدايات مسودات لأن أيا منها – على حد علمى – لم يتطور إلى نص كامل بتحديث أو إكمال (أو تبييض) لذلك فإنها قد وصلتنى على أنها نصوص ناقصة لا أكثر، وهذا لا يترادف مع كلمة “مسودات” لأنها لم تتواصل حتى تظهر فى إبداع كامل، ومجرد حضورها أو استقبالى لها – هكذا– نصوصا لها كل معالم الإبداع الحلمى (الشعرى) بالذات: هو الذى أوحى لى أنها عملية مراحل الإبداع الأولى، وبالتالى لا يصح أن يطلق عليها مسودة ما دامت لم تصل إلينا بعد تنقيحها فى عمل مـُنـْجـَز كامل.
قصة اليوم (أو مشروع قصة اليوم) تبدو لى أقرب إلى الحلم من قصص الصفحات الست السالفة الذكر.
مقتطفات من تداعياتى على ما سبق:
من النشرات (الأقاصيص / الأحلام) السابقة: توضيحا لموقفى من هذه المفاجأة الرائعة.
أولاً: نشرة 13/11/2014 قراءة الصفحة رقم (176):
“تصورت أن كل هذه العبارات التى طفت على سطح وعى شيخنا طوال فترة تدريبه كانت تمثل هذه النبضات الإبداعية المتفرقة، وأنه حين بدأت تتبلور فكرة احتمال العودة إلى السماح لها بالتآلف فى إبداع قد يصلح للنشر تماسكت هذه الإرهاصات أكثر لتمثل: مشروع قصة قصيرة” (ثم إلى أحلام فترة النقاهة).
****
ثانياً: نشرة 20/11/2014 قراءة الصفحة رقم (177):
…………
“هذا جنين آخر يتميز بما تميز به جنين الخميس الماضى، فلا فقرات، إلا نثرات سيقان وأذرع الجنين فى بطن أمه بدءًا من الشهر الخامس، وحروف العطف جاهزة والتسلسل وارد، لكنه ليس تسلسلا خطيا مثل كتابة مقال”
****
ثالثاً: نشرة 27/11/2014 قراءة الصفحة رقم (178):
…………
“هل سوف يستمر هكذا تحضيراً لإبداع أحلام فترة النقاهة؟
هل سيرجع إلى تلقائية السماح بما يطفو على سطح وعيه إلى قلمه دون التزام بترابط؟
هل سنقابل أجنة أخرى تتكون تمهيدا لأحلام فترة النقاهة؟
هل سنفاجأ بنمط ثالث لا نعرف طبيعته حتى الآن؟
دعونا لا نسبق الأحداث، ولننتظر لننظر اسبوعا بعد اسبوع”
****
رابعاً: نشرة 4/12/2014 قراءة الصفحة رقم (179):
…………
“هذه الصفحة تدعم فكرة احتمال نقلة إلى كلام متكامل، بديلا عما اعتدنا عليه من تداعيات غير مترابطة بفكرة محورية واحدة، إلا أنها لم تصلنى على أنها “جنين إبداع” كما فى النشرتين السابقتين، (نشرة صفحة 178)، (نشرة صفحة 177) ومع ذلك فقد حققت لى عدة فروض أخرى”
****
خامساً: نشرة 11/12/2014 قراءة الصفحة رقم (180)
…………
“…المهم، علىّ أن أعلن من البداية أنه ليس من حقى أن أتناول هذه المشاريع القصيرة بالنقد المألوف، لأن صاحبها لم يقصد بها أن تصل إلى القارىء، لكن من حقى أن أعرض ما خطر لى من أننى أمام فرصة نادرة قد لا تكون قد تكررت قبل ذلك عبر التاريخ، فرصة أن أرى عملية حضانة مضطردة لخلايا أجنة الابداع حتى ولادة أحلام فترة النقاهة”.
****
سادساً: نشرة 18/12/2014 قراءة الصفحة رقم (181):
“وها هو جديد آخر يتخلق، مرة أخرى لا أسمح لنفسى أن أقرأه ناقدا وهو بعد لم يتم أشهر تكوينه، لكن دعونا نتعلم كيف يتخلـّق الإبداع واحدة واحدة”
…………
…………
“ها هو ذا إبداع “آخر يتخلق” أمام ناظرينا.
******
دعونى اليوم أنشر النصوص الست السابقة كما هى دون تعقيب، وبصراحة خطر لى أنه ماذا سوف يحدث لو أنها نشرت متفرقة ضمن مجموعة أحلام فترة النقاهة الجديدة التى تحدثت عنها فىنشرة: 1-10-2015 (أنظر بعد).
أولاً : نشرة 13/11/2014 صفحة التدريب رقم (176)
“لم يكن فى الغرفة بصيص نور، وجاء هو من آخر البيت يسعى، فاعترض سبيله شيطان رجيم، وتواصلا، يتقدم فى المسير، فعلم ان المسير ينتهى إلى خير
صمم على المسير، وفقد الآخر نذيره، وزادت المآسى واحدة جديدة”
ثانياً : نشرة 20/11/2014 صفحة التدريب رقم (177):
اجتمعوا على سبيل ليناقشوا المسألة من كافة وجوهها، وانبرى رجل من الجماعة قاذفا بأقبح التهم وجوه الأبرياء، فوقع التلاحم المقصود وسيقوا جميعا إلى القسم، وحرر محضر بالحادث، ولكن انتهى الأمر بالقبض على الابرياء لحين تقديمهم إلى النيابة، وتجمهر ناس فقذفوا القسم بالطوب، وخطب رجل بينهم بحاجة الناس إلى الثورة.
ثالثاً : نشرة 27/11/2014 صفحة التدريب رقم (178):
“تلاشى الخائفون وقال الرجل كلمته، ولم يكن فى الحانة إلا سكران واحد، وقد صدرت عنه جملة من الهذيان، وتناثر من الحكمة حتى اختلط الأمر على سامعيه، فقال البعض إنه حكيم، لا ينطق عن الهوى وقال البعض إنه مجنون، لا يدقق (؟؟)(1) ودارت من اجله معركة حامية، قتل فيها الحكيم والمجنون، والله ولى الصابرين”.
رابعاً : نشرة 4/12/2014 صفحة التدريب رقم (179):
“…وذهبتْ إلى المحطة بهدف الزواج، كانت الرغبة فى الزواج قرينة الرغبة فى كسر حاجز الوحدة، ووجدت أكثر من رجل على استعداد لمشاركتها، ولكن اعترض عند كل واحد عائق لا يستهان به، فهناك الشقة وتكاليف الزواج وما يلحق بذلك من نثريات، فعادت مقررة الرهبنة، وتدثرت برداء الحزن الذى خرجت معه”
خامساً : نشرة 11/12/2014 صفحة التدريب رقم (180)
“كانوا ثلاثة الأول فقد تطوع وحارب واستشهد أما الثانى فقد تبرع بكثير من ماله وأما الثالث فلم يفعل شيئا وأحسن علاقته مع الطرفين المتصارعين، فاشتركا فى قتله، ومارسوا قصة حسينا، وتروى حكايتهم على الربابه فيستمع إليها المحزونون”.
سادساً : نشرة 18/12/2014 صفحة التدريب رقم (181):
ذهبت إلى السوق فلم أجد موضع لقدم وجاءنى العون من صاحب خبرة بالزحام فشق بى سبيلا إلى غايته، واقنعنى بأنها غايتى، لم أجد فى ذلك بأسا وكانت سبب الكثير من افراحى وحزنى، ولكن صاحب الخبرة اختفى فى زمن يسير وتركنى أبحث عن شىء كنت أبحث عنه”……”(؟)(2)
* * * *
ثم هأنذا أقوم الآن بنشر نص صفحة التدريب الحالية اليوم دون تعقيب أيضا:(3)
“جاءنى خطاب من المصلحة، يخبرنى بالترقية إلى الدرجة السابعة، فرحت فرحا عظيما وطبعت بطاقة ، جديدة، ومشيت بين الناس بخطى، جديدة حتى صدفتنى غلطة غيرت مجرى حياتى و”ضمت”(؟؟) على بذل معروف ومجهول وكانت السبب الأول الذى دفعنى فى النهاية إلى ارتكاب عشرة جرائم قتل منها قتل قطة – “مسالمة” (؟)- فكانت السبب فى تبرئتى من جميع الجرائم”
وبعد
عاودنى الخاطر الباكر: يا ترى لو نشرت هذه الأقاصيص ضمن أحلام المجموعة الجديدة “لأحلام النقاهة” دون ذكر أنها تداعيات، هل سيستطيع القراء أو النقاد أو الجميع أن يستخرجوها من بين الأحلام؟
[1] – لست متأكدا من صحة قراءة هذه الكلمة فقد يكون رسمها أقرب إلى “لا ينطق” لكن من السياق لا يسمح بأن تكون هكذا فقربتها إلى أقرب ما يمكن أن يخرج من مجنون يهدر كيفما اتفق المتناثر فى مقابل الحكيم الذى لا ينطق عن الهوى.
[2] – الكلمة ما بين تنصيص هى تقريبية غير مقروءة
[3] – علما بأننى أقدم للقارئ هذه النشرة كلها اليوم كعينة مما قد تأتى به “الدراسة الشاملة” إذا ما شاء ربى لها أن تظهر.