نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس : 1 – 11 – 2012
السنة السادسة
العدد: 1889
قبل النص والقراءة:
هذه هى الصفحة الأولى من المائة الثانية، وأنت تعلم يا شيخى العزيز أن اليوم هو اليوم الأول فى عامى الثمانين، كما تعلم علاقتى بما يسمى عيد ميلادى، وقد حدثتك عن بعض المفارقات والمساجلات بينى وبين عميد كليتى التى أثبتها فى كتابى “فى شرف صحبتك” نشرة 11-10-2007 ، وقد انتهزت هذه العلامة المُفيقَة لأقدم على بعض القرارات التى كنت مترددا بشأنها، فالعد التنازلى ماثل أمامى بوضوح كافٍ، واليوم ظهر لى أكثر تحديا أكثر، وبالتالى فأنا فى أشد الحاجة إلى رأيك ورأى من يحبك لأقرر بالنسبة ليوم الخميس كيف أحافظ على صحبتك وفى نفس الوقت أقوم بما هو أهم بالنسبة للديْن الذى علىّ لك ولمحبيك، وفى نفس الوقت أيضا كما ذكرت الأسبوعين الماضيين كيف أقوم بما أوصيتنى بأوليته فى العلم أساسا كما ذكرت الأسبوع القادم.
لا أخفى عليك يا شيخى الجليل أننى قد وصلنى احتمال أن يكون القراء – الذين لا أعرفهم – قد فترت حماستهم، ولا اقول – برغم أن هذا جائز- قد ملّوا المضى قدما فى نفس نهج المائة صفحة السابقة.
ثم إنى أخشى أن أتوقف فتهمل مئات الصفحات المتبقية التى مازلت أعتبرها كنزا ثمينا عاشرته حتى الآن عامين إلا ثلاثة أسابيع بالتمام، السنة 52 أسبوعا، عشتها مع كل صفحة حرفا حرفا، ثانية بثانية، حتى وصلتنى دلالته وخلفياته وتنوعه، برغم ما بدا من تكرار ربما يكون مسئولا عن اقتراحات بعض الأصدقاء بالتوقف، وأيضا عن الهاجس الذى يراودنى بالتفكير فى تغيير المنهج.
خذ مثلا بالنسبة لنشرة اليوم صفحة (101) ليس بها جديد إلا كلمتى “لا مفر”.
ص 101 من الكراسة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
الهاكم التكاثر حتي زرتم المقابر
كما انتم لنا وكما نحن تكونون
لابد من صنعا وان طال السفر
لا يأس مع الحياة
لا مفر
نجيب محفوظ
14 / 5
* * *
ثم ها هى صفحة (102)
ليس بها جديد أصلا،
فهى قد خلت إلا من سورة الفاتحة كاملة، كما حدث من قبل فى صفحة (44) بتاريخ 13/3/ 1995 نشرة: 17-11-2011.
ص 102 من الكراسة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
الحمد لله رب العالمين
الرحمن الرحيم
مالك يوم الدين
اياك نعبد واياك نستعين
وهدنا الصراط المستقيم
صراط الذين انعمت عليهم
غير المغضوب عليهم ولا الضالين
آمين
نجيب محفوظ
16/5/1995
* * *
وبرغم أن تداعياتى سابقا انطلقت بالنسبة لسورة الفاتحة بالذات بإسهاب تستحقه فمازال عندى الكثير من إيحاءات هذه السورة ودلالاتها، وأعتقد أن عندك أكثر ياشيخى من هذا الكثير بكثير!! هذه السورة التى يقرأها المصلى المسلم فى فروض صلاته فقط 17 مرة، وأظن أنها أخذت حقها فى النشرة السابقة اللهم إلا بالنسبة للإشارة العابرة عن مغزى قراءة الفتحة “على” الراحلين منا، ونحن نذهب للقبور ونقرأ عليهم الفاتحة، ونكتب فى النعى “سألناكم الفاتحة”، يا ترى ما معنى ذلك، وهل نحن بعد أن ينتقل الوعى الشخصى إلى الوعى الكونى إلى ربنا سبحانه وتعالى تظل دعوتنا إلى ربنا أن “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ” قائمة هى هى، حتى بعد ما يسمى الموت؟
ربما، من يدرى؟
أما صفحة (103) فجاء فيها عبارتان جديدتان
الأولى: يسألون الله الستر والرحمة
والثانية: دعونى فهذا كله قبر مالك
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
يسألون الله الستر والرحمة
ألا ليت الشباب يعود يوما
الحلم سيد الأخلاق
دعوني فهذا كله قبر مالك
الصبر طيب وجميل
مرارة الصبر هي امتحان القدر
نجيب محفوظ
مايو 1995
* * *
وقفة وتجربة
كنت قد قررت أن أعقب أو استلهم من وحى خمس صفحات بخمس صفحات لعل ذلك يدعونى للإيجاز، وفى نفس الوقت يقرب الأمل فى أن هذا العمل سوف ينتهى إن آجلا أو عاجلاً، وقد زيّن لى اتخاذ هذا القرار ما لاحظناه حالا من صفحات (101 ، 102 ، 103)، لكننى ما أن وصلت إلى صفحة 104 ، 105، حتى وجدتى أمام فيضان من الجديد – يا ترى هل عرفت يا شيخى نيتى فغمرتنى بما أحرجنى هكذا فكتبت بشكل مختلف هذا الفيض من الجديد هكذا؟
توقفت وتراجعت وقررت ما يلى:
أولاً: أن أنشر هاتين الصفحتين (104 ، 105) بخط يدك فقط دون تعليق وهما أول صفحتين تكتبهما بما يسمى “على عمودين” مع أن الكراسات مليئة بالصفحات الخالية، وقد شجعنى هذا على نشرهما دون محاولة نقلهما إلى حروف المطبعة لأنتهز الفرصة وأطرح دعوة على أى من الأصدقاء أن يساعدنا فى فك ما تداخل من حروف الصفحة (105) مقارنة بالصفحة (104) الأوضح نسبيا .
ثانياً: أن أؤجل الكتابة عن الصفحات الثلاثة الأولى (101 ، 102 ، 103) حتى ألتقط أنفاسى ويصلنى رأيك بالنسبة لمبدأ مواصلة هذا العمل، وأيضا بالنسبة للمنهج إن شاء الله .
ص 104 من الكراسة الأولى
* * *
* * *
الدعوة: لكل من يتطوع بالاسهام فى فك شفرة هذه الصفحة (105) أن يتفضل بالمشاركة بأن يرسل لنا المقابل بحروف المطبعة مثل النموذج المنشور اليوم لصفحات (101 ، 102 ، 103)
وبعد
يا شيخى الفاضل
وصلنى الآن منك ما أعرفه عنك فيما يتعلق بمناسبة اليوم ، رغم تحفظى فى بداية النشرة، لكن لمعرفتى برقة مشاعرك أرد على تحيتك أنه:
وأنت بالصحة والسلامة.