نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 25-9-2012
السنة السادسة
العدد: 1852
تعتعة الوفد
عن الأمْركة والأخونة والبنك العولمى الجديد
قالت البنت لأخيها: عندى فكرة، قال أخوها: لا أريد أن اسمعها، أنا أعرف أفكارك كلها، وليس عندى وقت لا للإعادة ولا للتفاهة، قالت: انت مغرور وعندك ورم ذكورى فى مخك وتعاملنى على أنى ناقصة عقل ودين، وهذا الورم يحرمك من احترام أفكار الآخرين، قال: أنت لست “آخرين” وأنا أخوك وأنا أحفظك عن ظهر قلب، قالت: ومع ذلك سوف أقولها لك، سوف أقف خلفك وأن تحلق ذقنك وأحكيها لك رغما عنك، قال: خلاص خلاص سلمت أمرى لله، قولى يا ستى، قالت: ما رأيك لو منحت أمريكا الجنسية الأمريكية لكل شعوب العالم؟ قال: ماذا تقولين؟ هل جننت؟ قالت: اسمعنى لو سمحت؟ ألا تلاحظ أنها تريد أن تُأمِرْكـَنا جميعا حتى نسمع الكلام ونصبح أتباعا شطارا تستعملنا كيف تشاء لما تشاء؟ قال: لا لم ألاحظ ، وأنا شخصيا لا أقبل الجنسية الأمريكية من حيث المبدأ، قالت: إذن تقبل أية جنسية قال: إننى لو لم أولد مصريا لوددت أن أكون مصريا، قالت: اسم الله عليك وعلى حواليك سلّم لى على مصطفى كامل، قال: اسم الله عليك انت وعلى قلة وطنيتك، ولماذا تريدين أن تكونى أمريكية، قالت: حتى أتمتع بحق سب الدين براحتى، قال: يا خبرك أسود انت المصلية التى تكادين تضربيننى إذا فوّت فرضا، قالت: ومن قال لك أننى سوف أسب دينى، قال: إذن: أى دين سوف تسبين؟ قالت: ومن قال لك أننى سوف أسب أى دين أصلا، أنا كل ما قلته هو أننى أريد أن أمارس حقى فى سب الدين، والشعور بأن لك الحق الفلانى لا يعنى ضرورة تفعيله، قال: تفـْو .. ماذا؟ قالت: لا تدق أنا سمعتها هكذا فوّت لو سمحت، أنا أقصد أن الإنسان الأمريكى حتى لو تأمرك على كَبَر، أو كان مُستوردا من موطنه الأصلى المتخلف، يتحرك فى مساحة تسمح له بإبداء رأيه حتى فى الدين، قال أخوها: صدقى أو لا تصدقى أنا أتعاطف مع هذا إنسان الشعب الأمريكى تعاطفا شديدا، وأعتبره مغفلا مثلنا تماما، قالت: وهل نحن مغفلون، قال: وهل نحن نحصّل، أنا فعلا أفرق بينه المواطن الأمريكى وبين السلطة الأمريكية سواء فى الحكومة أو الكونجرس أو الشركات، قالت البنت: وما دخْل الشركات؟ قال: ألم أقل لك ألف مرة أنها هى التى تحكم حكام أمريكا، هم الذين يحكمون الشعب الأمريكى، كما يحكمونا، بنفس الطريقة لنفس الغرض. قالت: يحكمونا؟ أين هم؟ ماذا تقول؟ قال: هل تتصورين أن هناك أى هدف من كل من كل هذه الأحداث ثم ما يجرى من اتفاقات علنية وسرية إلا أن نوافق على أن تحكمنا أمريكا السلطة هذه، قالت: ماذا تعنى بأمريكا “السلطة”، قال: قلت لك أنا أفرق بين أمريكا السلطة وأمريكا الشعب، قالت: إذا كان هذا رأيك فلماذا تعجبت لاقتراحى أن يتجنس كل العالم بالجنسية الأمريكية، قال: اقترحى كما تشائين لكننى لا أظن أنهم سيوافقون، قالت: من هؤلاء الذين لن يوافقوا، قال: ألا تعلمين أن الحصول على الجنسية الأمريكية يحتاج شروطا وخطوات وكروتا خضراء سنين عددا قبل الحصول عليها، قالت: أعرف ولكننى أتصور أن كل ذلك سوف يتعدل بمجرد أن تنجح هذه السلطات فى تحقيق المخطط العولمى الجديد الجارى حاليا على قدم ساق، قال: أى مخطط، لكن أرجوك لا تتمادى بتفكيرك التآمرى هذا لأننى شبعت منه، قالت: تآمرى ماذا يا جدع انت، إنهم يريدون أن يرتقوا بنا إلى الدرجة التى وصلوا إليها وهم يصدرون لنا عبوات الكرامة البلاستيك، ومعلبات الحرية المفضضة، وعلى الله يتمر فينا، قال أخوها: بطلى سخريه اعملى معروفا حتى لا أسخر من اقتراحك بما لا تطيقين، قالت: ولا يهمنى إسخر كما تشاء أنا قدها وقدود، قالت: طيب: أنا أقترح أن يعطوا الشعب الأمريكى أولا الجنسية الأمريكية قبل أن تطلبى أن يوزعوها على كل الناس عبر العالم، قالت: أنت تخرف حين تهزأ باقتراحى هكذا، وهل الشعب الأمريكى تنقصه الجنسية الأمريكية، قال: نعم أليس عندك خبر، قالت: ليس بعد فهل تدلنى على مصادر أخبارك لو سمحت؟ قال: هنرى كيسنجر قالت: من؟ قال: ألا تعرفينه، قالت: يعنى، ومن أين يحصل صاحبك هذا على الأخبار؟ قال: من اليهود، أعنى من اسرائيل، قالت: الله الله!! سوف تحشر اسرائيل كعادتك فى الموضوع لتثيرنى فأعدل عن مشروع الأمركة الذى اقترحه، قال: حلوه حكاية “الأمركة” هذه، على وزن “الأخونه”، قالت: وزن ماذا؟ قال: الأخونة… قالت: الأخـ.. ماذا؟ الأخونة، لقد خيل إلىّ أننى سمعتها خطأ، قال: نظفى أذنيك لو سمحت إذا كنت قد عجزت عن تنظيف عقلك، قالت: أنت المتخلف تربط أشياء ببعضها بالوزن مستغلا طيبتى وحسن نيتى، ما علاقة الأمْرَكة بالأخونة غير الوزن بالله عليك؟ قال: والله العظيم أنا كنت مثلك أحسب أنهما ضدان، لكن روح يا زمان تعالى يا زمان يبدو أنهما واحد، أقول لك شيئا ثقيل الظل؟ قالت: قله، فلابد أنه يشبه ظلك، قال: الله يسامحك يا أم الدم الشربات، أقوله مهما كان ثقيلا، إنها كلمة جديدة استخرعتها تلخص الجارى، قالت: قلها مهما كانت ثقيلة فقد شوّقتنى، قال: إن ما يجرى هو نوع من “الأخْرَكة”، قالت: الـْ.. ماذا؟ قال: ألم أقل لك أنها ثقيلة الظل، قالت: جدا، ولكن قلها ثانية، قال: أنا أتعجب لهذا الاتفاق المتنامى بين فرقاء كنت أحسبهم قبلا على طرفىْ نقيض، قالت البنت: لم أكن أعرف أنك تصدق الإشاعات بهذه السهولة، الأمركة مبدؤها أن “الديمقراطية هى الحل” أما عند الإخوان “فالإسلام هو الحل”، هل نسيت؟ قال: نسيت ماذا؟ الإخوان وصلوا للحكم بالديمقراطية وأوباما وصل الشرق الأوسط بالإسلام أنت التى نسيتِ، ألا تذكرين خطابه فى جامعة القاهرة قالت: أذكره جدا وأذكر استشهاده بآيات من القرآن الكريم، قال: كان هذا فتح كلام!! قالت: فتح كلام؟ وما هو الكلام الذى هذا فتحُه؟ قال: كل ما حدث بعد ذلك من تثوير فتفكيك فتوافق فاتفاقات، قالت: ولكن غلاة المسلمين هم الذين قتلوا السفير الأمريكى فى ليبيا وهم الذين كانوا على وشك تحطيم السفارة الأمريكية عندنا، فأين التوافق وأين الاتفاقيات؟ قال أخوها: لا تنسى أن هؤلاء الذين فعلوا هذا وذاك هم صناعة أمريكية أيضا منذ الثمانينات حين جنّدت أمريكا المجاهدين المسلمين ضد الملحدين الروس فى أفعانستان، قالت: لا يا شيخ!! وهل الأمريكان من العبط بحيث لم يحسبوا أن الروبوت الذى صنعوه قد يعمل ضدهم لحسابه يوما ما؟ قال: عليك نور، لكن يبدو فى النهاية أنها سوف تصب فى صالحهم حين ينجحوا فى تفكيكنا وشغلنا فى الانتقام من بعضنا البعض، فلا يبقى عليهم إلا أن يمسكوا بحبل الخزام ويسحبوننا إلى حيث يريدون، قالت البنت: جاءك كلامى؟ أليس الأفضل أن نقبل الأمركة برضانا، قال: وحتى لو قبلناها فهم لابد أن يأخذوا موافقة أصحاب الأمر والنهى قبل أن يمنحوها، قالت: ومنَ هم أصحاب الرأى والنهى؟ قال: هل نسيت؟ ألم أقل لك من هم حالا؟ لا لم تقل؟ قال: هم اسرائيل يعنى الصهيونية العالمية يعنى الحكومة العالمية المالية العولمية، قالت: الله! أحسن!! إذن سوف نكون كلنا تابعين لحكومة واحدة، ولابد أن هذه الحكومة سوف تعطى الجنسية لمواطنى العالم كما أملت أن تعطيها الحكومة الأمريكية فى اقتراحى، قال: من يدرى، ربما تصرف كروت ائتمان متعددة الدرجات بدلا من الجوازات، وتقسم ناس العالم إلى طبقات جديدة تحقق المخطط المرسوم، قالت: وهل ساعتها سوف يحصل الأمريكيون نفس الجنسية فتتساوى الرؤوس، قال لا طبعا: سوف تكون هناك جنسية درجة أولى وجنسية درجة عشرة، قالت: ونحن سوف نحصل على جنسية أية درجة،
قال: إيش عرفنى؟ ربما حسب درجة “الأخْرَكة”
قالت: الله يخيبك.