نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 21-2 – 2013
السنة السادسة
العدد: 2001
ما تبقى من ص 107 من الكراسة الأولى – الحلقة (3)
الله – الكريم- الصادق- الرحيم
ليك (؟) تحيتى- من هنا الباب المفتوح ضربات القلب – والصبح اذا تنفس
(ك.غ) تأتى من يخلق – الفيوضات التجليات – النصب – العمل – الجمال
اكرام الميت دفنه- (ك.غ)
ماء الحسين - الجميل توأم الجليل،
حسن هدي نصله وحقيقة الوقت – العلم - الادب - الاخلاق - الفوائد –
الحكم - الواقع - نسيج الاحلام يتنزل الرماة – الصبر طيب – كما انتم كنا وكما نحن تكونون – القبور مساكن الاحياء
أشهد أن لا آله الا الله وان محمد عبد
الله ورسوله
نجيب محفوظ
القراءة:
هذه الصفحة العجيبة (107) ليست مكتبة، ولا هى جمل مفيدة، ولا هى مقتطفات من شعر قديم أو أغنية جميلة، ولا هى طلقات حِكَم رصينة، وإنما هى كل ذلك، يا ترى ماذا كان شيخى يريد بها ومنها، قلنا مرار أنه بهذه الكتابة لم يكن يريد شيئا بعينه إلا أن يدرب يده على الكتابة، فإذا بها تتحفنا بكل هذا الفيض مما هو نجيب محفوظ.
ليكن ما تبقى فى هذه الصفحة ولم نتناوله بالقراءة، ومن ثم بالتداعى، هى كلمات لا رابط بينها فى الظاهر بالإضافة إلى كلمة غير مقرءوة (ك.غ) (أو أكثر) وأيضا بالإضافة إلى ما سبق وروده فى نشرات سابقة (1).
عجزت اليوم عن أربط بين ما تبقى لى فى هذه الصفحة من كلمات، وشيخنا لم يقصد أبدا أى ربط دال أو هادف، لكن حين نقرأ هذه الكلمات “العلم” – “الأدب” – “الأخلاق” – ” الفوائد” – “الحكم” – “الواقع” – “نسيج الأحلام“، بجوار بعضها هكذا لابد أن نتوقف ونتأمل أليست هذه هى القوائم الأساسية التى تنبى عليها الدول الحديثة (وغير الحديثة)؟ قرأت “الحكم” فى بادئ الأمر على انها “الحلم”، لكننى وجدته كتب بعد كلمة واحدة بعدها (هى “الواقع“)، “نسيج الأحلام“، عدت فوجدت سنّة بارزة قليلا من اللام فتصلنى أن تكون “الحِكَم” لتكتمل منظومة بناء الدولة المتماسكة القوية خاصة هذه الأيام ونحن فى أشد الحاجة إلى هذه المعانى لنبنى ما تفكك، ولم أرفض أن تنحشر كلمة “الفوائد” (2) وسط العلم والأدب والأخلاق من ناحية والحكم والواقع ونسيج الأحلام من ناحية أخرى، فالأخلاق النفعية الإيجابية هى من أقوى دعائم منظومة مؤسسات الدولة السياسية الناجحة، والناس الفاعلين العاملين.
لكن انتظر، لقد قفزت إلىّ عدة كلمات وردت بعد لفظ “التجليات” التى تناولناها الأسبوع الماضى:
نبدأ بكلمات “النصَب“، “العمل“، “الجمال“، طبعا لم أقرأ كلمة النصب بتسكين الصاد لتفيد المعنى العامى للتحايل والسرقة، لأن المقام لا يسمح، فقرأتها النصَب بفتح الصاد لتقع بين العمل والجمال، فوصلنى المعنى المناسب، نعم هو فى الأغلب يقصد المشقة والنصب الذى يصحب العمل الجاد والمثابرة، فيتفجر نوع من الجمال راسخ المعالم مخترق الحضور، ثم تحضرنى الآيتان الكريمتان “فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ” فأفرح وأتصور أن هذا المعنى هو الأقرب إلى العمل والجمال، وتوقفت طويلا أمام الآية “وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ” حالة كونى منتصبا نحوه، وفرحت، ولا أزيد.
ثم انتقل إلى “اكرام الميت دفنه”، فلا أجد لها مناسبة وسط كل هذه العناوين، ولا حتى ربطا بين ما ألمحت إليه فى الحلقة قبل السابقة حين كتبت قرب النهاية عن: “القبور مساكن الأحياء” مع أننى حين بحثت عن اكرام الميت دفنه لم اجد أنه حديث شريف، واختلفت فيه الأقوال اختلافا لم أتوقف عنده فقد انطلقت منه بعض الأفكار تحذر من الاستعجال فى دفن الموتى خشية أن يُدْفـَنَ أحدنا والحياة ما تزال تدب فيه (3)، خاصة وأن هذا القول شائع فى الريف وعند البسطاء أكثر من غيرهم، ولم أفهم الكتابة على عربة نقل الموتى “تكريم الإنسان” إلا حين قرأت ما خط شيخى هنا.
وبعد القفز على الكلمة غير المقروءة أجدنى أمام “ماء الحسين” فأتململ لعدم الفهم، ومع أننى أعرف علاقة شيخى بسيدنا الحسين عليه السلام، وبحىّ الحسين بوجه خاص، إلا أن ذكر الماء أوقفنى، فأى ماء كان للحسين، وإذا بذكرى استشهاد الحسين تحضرنى. فأجد ما يبرر ذلك فى عادة (ولا أقول سنة) ذكر الحسين عند شرب الماء. فقد ترك استشهاد الإمام الحسين عليه السلام عطشا لوعة في قلوب محبّيه جعلتها تذكر عطشه مع رؤية كل نهر أو عين ماء ومع تناول أى ماء أو شراب، لأن الماء يثير ذكريات عطش يوم الطفّ ومن استشهدوا فيه وهم عطاشى. قال الإمام الصادق عليه السلام: “ما شربت ماءً بارداً إلاّ وتذكرت عطش الحسين بن علي”، … وأن الشيعة يذكرون الحسين عليه السلام عند شرب الماء ويسلّمون عليه قائلين: “السلام على الشفاه الذابلات. سلام الله على الحسين وأصحابه”. ويكتبون على أماكن توزيع الماء في الصيف وعلى خزانات الماء البارد في أيام محرم: “اشرب الماء والعن يزيد” أو “أشرب الماء واذكر عطش الحسين” .
وفجأة يقفز شيخى إلى “الجميل توأم الجليل” (ثم ثلاث كلمات لم تصلنى منها شىء متماسك، وهى “حسن / هدى/ نصله“، إن صحت قراءتى، فأكتفى بتأمل كيف ربط شيخى الجمال بالجلال، ولا أترك لنفسى العنان أسرح مع ما حضرنى من “تجليات الجمال” فى جلائل الأحداث متجاوزاً المعنى السهل اللذيذ، وحتى معنى التناسق الناعم، وأذكر مقالا كتبته عن كيف أن الموت الاستشهاد الرائع وصل إلى جمالا خالصا أثبته فيما يلى، ونحن نعيش محنة استشهاد شبابنا الغالى، ونكاد نعبث بذكراهم، فأشعر بمعنى أننا بحسن نية ، أو من خلال انفعالاتنا البدائية قد افقدناهم جلال وجمال ما فعلوا.
فأقدم هذا المقال المنشور منذ أكثر من عشر سنوات تحية لهم.
نشرت فى الاهرام: 8-4-2002
معنى آخر للجمال
وسط كل هذا التذبيح، والقتل، والتجويع، والإبادة، والإهانة، والاستهانة، هل يوجد مكان للحديث عن الجمال؟ لابد أن للقبح معان أخرى كما أن للجمال معان أخرى، هل يوجد أقبح من أن تستمع لهذا السيد المسمى بوش وهو يصرح أى تصريح ولا تشعر بالغثيان. تعلمت من غثيان سارتر كيف يكون القبح مثيرا لمثل هذا الرد المعبر عن التقزز، إنك حين تسمع هذا الدبليو بوش وهو يطلب من عرفات أن يبذل جهدا أكبر لمكافحة الإرهاب وقد قطعوا عنه الماء فلم يعد يستطيع أن ينظف نفسه أو يتوضأ، أو وهو يوصى صديقه وحليفه شارون ألا يطرد عرفات حتى لا يمارس الإرهاب من الخارج، (وليس لأى سبب آخر)، وكل تصريحاته كذلك، لا تملك إلا أن تصاب بالغثيان وهو أقبح أنواع القبح. ذلك القبح النشاز المثير للنفور الفاتر اللزج المسخ.
هل يوجد بعد و وسط كل هذا القتل والإهانة والإذلال والتجويع، والغطرسة مجال للحديث عن عكس هذا تماما، عن الجمال؟
ما هو الجمال؟ وكيف يجد مكانا وسط كل هذا ؟
لا أعرف ما الذى جعلنى أخاطب وفاء إدريس فى نهاية مقال نشر لى فى موقع آخر(الوفد 6/ 2 / 2002) قائلا “ما أروعك يا وفاء، وأنت تقلبيين كل خططهم بكل هذا الجمال”، راجعنى بعض الأصدقاء والقراء عن مدى تناسب هذا الوصف مع صورة وفاء وقد تناثرت أشلاؤها بما يثير آلام وحسرة ذويها وكل من يحبها، لم أجد إجابة جاهزة حتى أننى كدت أراجع نفسى كأن اللفظ قد قفز منى رغما عني. لكننى حين طالعت بعد ذلك بأسابيع وجه آيات الأخرس وعشت – تقمصا ما أمكن ذلك – خبرتها وهى تودعنا لتلحق بأختها منال وإخوانها بلا حصر، عاد إلى وعيى ذلك الوصف الذى غمرنى وأنا أشير إلى رحيل منال رغم الدم والأشلاء والآلام .
ما الحكاية؟ أى جمال فى هذا الفعل الرائع؟
يمكن أن نتكلم عن البطولة، وعن الشجاعة، وعن التضحية، وعن الإيثار ، ولكن أن يوصف هذا الفعل بالجمال هذا هو ما توقفت عنده أحاول تفسيره
دون الدخول فى تنظير حول فلسفة الجمال ، وصلنى من خلال مغامرة القلم هذه أن الجمال ليس مجرد تناسق الأجزاء فى كل قادر أن يعيد تناسق وعى المتلقى بما تيسر، لكنه حضور جدلى بين وعى إنساني، ووعى إنسانى أو إلهى آخر فى حالة تصعيد بلا نهاية. الجمال حركة منفرجة ضامة مفتوحة النهاية قادرة على تحريك مواز ليواكبها. الجمال تآلف بطول الزمن الممتد، وبعرض الطيف غير المحدود ، كل هذا لا يتحقق بشكله المطلق إلا فى حالة من الوجد الصوفى الذى لا يوصف.
هل هذه هى الرسالة التى وصلتنى من وفاء وآيات وكل أولادى وأحبابى وأنا أنظر فى عيونهم بعد أن رحلت أجسادهم عن مجال حواسنا الأدنى لتتآلف فى المطلق غير المتناهى؟ ربما، وربما هذا هو الذى جعل الألم الذى يعتصرنى لا يمنعنى من استعمال تعبير الجمال فى وصف رحيل أجسادهم دون اختفاء دورهم.
لحن الاستشهاد هذا هو الذى يملأ الوعى بتأكيد العلاقة الوثيقة بين الحياة والموت، ليسا كضدين، ولكن بتوليد أحدهما للآخر، وهو هو الذى يؤلف بين الفرد وناسه، بين المحدود والمطلق ، بين الدنيا والآخرة، هذه العلاقة لا يمكن أن توصف إلا بالجمال، دون أن يحرمنا هذا التناغم من أن نتقطع ألما ونجزع فرقا.
إن الذى يقرأ وصف الأخرين من الثقافة الأخرى لهؤلاء الشباب لا بد وأن يشك فى سلامة وعيهم، ونقاء ذوقهم، إنهم يتحدثون عن هذا الجمال بأقبح الأوصاف، لم يذهب أحدهم إلى مرآته، ويمسك بأى آلة حادة، ويقربها من عنقه، ثم يسأل نفسه ما هو الدافع الذى يمكن أن يجعلنى أغرس هذا النصل فى عنقى هذا اللهم إلا أن يكون الشديد القوى الذى لم يعد يطاق ؟
الفلسطينيون المحتلون المهانون المستعملون المذلون يضخون بحياتهم الواحد تلو الآخر ليس نتيجة للإحباط وإنما هى استراتيجية انتحارية؟ والإسرائليون وهم يحتلون أرض غيرهم، ويهينون خلق ربنا، ويبصقون على كل الأعراف، ويمزقون كل القرارات الدولية، هؤلاء الإسرائيليون هم الذى يقومون بهذه المجازر الاضطرارية نتيجة للإحباط، شكرا يا سيد سترو.
لا أحد منهم يفهم معنى الموت الجميل، لأن لا أحد منهم يريد أن يتقمص هذا الوجه الجميل لأيات الأخرس، حتى لو عجز فريدمان عن ذلك، فليناد ابنته أو حفيدته فى مثل سن آيات، أو أكبر أو أصغر قليلا وليتطلع فى وجهها ويتصورها وهى تلف حزام التفجير حول وسطها الرقيق، ويسألها أو يسأل نفسه، ما الذى يجعلها تهدر كل هذا وتحرمه منها، وتحرم نفسها من كل آمالها وحبها وحلمها؟ إستراتيجية العمليات الانتحارية؟ لا يا شيخ !!!!! آيات لم تسمع كلمة استراتيجية أصلا يا سيدى
إنه ظلمكم يا سيد فريدمان. واحتقاركم لأى آخر غيركم
أريد فى النهاية أن أقر أن ما دفعنى إلى مراجعة معنى الجمال هكذا، هو ذلك الفيلم الذى يعرض الآن فى أكثر من دار عرض فى مصر فيلم “عقل جميل”، وهو ما يحتاج إلى عودة مستقلة تبين لنا هل يمكن أن يوصف العقل بالجمال وقد اعتدنا أن نصفه بالحذق، والموسوعية، والقدرة، والإحاطة، لا أكثر ولا أقل؟
إن العقل الجميل لا يقول مثل هذا الخلل القبيح النشاز المقزز المثير للغثيان الذى بدأنا به هذا المقال، وهو أيضا ليس عقلا واحدا بالضروة،
* * * *
وبعد
هل يا ترى حضر كل هذا فى وعى شيخنا وهو يكتب “الجميل توأم الجليل”؟
ثم يكتب شيخى “حقيقة الوقت” وأذكر أننى تناولت طويلا ومكرراً علاقته بالوقت والتوقيت والانضباط، لكننى لم أتوقف عند موقع “وحضورالزمن” بطوله وعرضه وعمقه واتساعه كما وصلنى منه، وعند ما أعدت ابنتى يومية للجمعية التى أسستها “الجمعية المصرية للعلاجات الجماعية EAGT” ” اقتطفت من قول بالمر: “إنك لن تعلم أبدًا مدى تأثير ما قد تفعله أو تقوله أو تفكر فيه اليوم على حياة الملايين غدًا”. كما اقتطف منى قولا سجلته دون أن أدرى “الحياة هى مجموعة هذه الأجزاء من الثوانى التى نعيش إحداها معاً “هنا والآن” وأظن أن لى عودة فى ذلك.
وبعد : هل كان شيخى يعنى بعض ذلك وهو يكتب “حقيقة الوقت”
ملحوظة: آسف لقد قفزت فوق جملة “يتنزل الرماة“، وددت ألا أعلق عليها، لكننى حين قرأت تفاصيل ما حدث فى غزوة أحد، وكيف أن نزول الرماة مخالفة لتوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لعله كان يعنى بعض ذلك:
حين بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعبئة جيشه، فهيأهم صفوفاً للقتال، واختار منهم فصيلة من الرماة الماهرين ، قوامها خمسون مقاتلاً، وأعطي قيادتها لعبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري ، وأمرهم بالتمركز على جبل يقع جنوب شرق معسكر المسلمين، على بعد مائة وخمسين متراً من مقر الجيش الإسلامي، ثم استقبل المدينة ، وجعل جيش المشركين أمامه ، أي بينه وبين المدينة ، ثم جعل ظهره إلى هضاب جبل أحد والرماة فوقه . وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسم إلى الرماة فقال :” احموا لنا ظهورنا ، فإنا نخاف أن نؤتى من ورائنا ، والزموا مكانكم لا تبرحوا منه ، وإن رأيتمونا نهزمهم حتى ندخل عسكرهم فلا تفارقوا مكانكم ، وإن رأيتمونا نقتل فلا تعينوننا ولا تدفعوا عنا ، اللهم إني أشهدك عليهم “،وما إن رأى المسلمون النصر وأحسوا بحلاوته حتى حدث ما حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ ترك الرماة أماكنهم ، ونزلوا يشاركون إخوانهم فرحة النصر ، ويجمعون معهم ما خلف المشركون من أموال ومتاع ، ولما نهاهم قائدهم عن ذلك ، وقال لهم : إن رسول الله أمرنا ألا نبرح أماكننا في حال من الأحوال قالوا : لم يرد رسول الله هذا ، وَقد أذل اللّه المشركين، وهزمهم فما مقامنا هاهنا ، فتركوه في عشرة من أصحابه ورحلوا؛ مما جرأ خالد بن الوليد على أن يدور بمن معه، ويطوق المسلمين من الخلف ، بعد أن رأى ظهرهم قد عري من الرماة …الخ.
يا خبر!!
ما الذى أحضر كل هذا بجوار بعضه هكذا فى صفحة واحدة؟
فتعلمنا!!
شكراً يا شيخى الجليل.
[1] – مثل “فكما أنتم كنا وكما نحن تكونون وردت فى نشرة: 13-10-2011، صفحة التدريب 39 ، وأيضا فى صفحة التدريب رقم (75) نشرة : 10-5-2012، “والصبر طيب ” ورد هذا النص فى صفحة التدريب رقم (37) بتاريخ: 5-3-1995، نشرة 15/9/2011، وأيضا فى صفحة التدريب رقم (37 مرة ثانية) نشرة 22-9-2011 ، والجمال” ورد هذا النص فى صفحة التدريب رقم 32) نشرة 11-8-2011
[2] – خطر لى هنا أن أشير إلى كتاب “الفوائد” لابن القيم الجوزية، وهو كتاب في الوعظ فريد من نوعه؛ حيث إنه يشتمل على التفسير والحكم والطرائف والآراء والنظرات الفلسفية في مختلف شئون الدنيا والدين، وكثيرًا ما يتناول فيه المصنف آية أو جزء آية فيفسرها تفسيرًا لم يسبقه أحد إليه، أو جزءًا من حديث أو حتى كلمة فيه فيبرع في إخراج المعاني القيمة والحكم المفيدة بسبك رائع وأسلوب عظيم راق، وهذا مثل ما أشير إليه واسميه “الاستلهام المتجدد”.
[3] – وحسب ما ذكرته صحيفة ذا أفدو كيت فى لويزيانا “فى 27 مايو 2005” هناك شخص من بين كل خمسين يدفن حياً على مستوى البلاد.
وهذا الرقم استخرجته الصحيفة اعتماداً على معدل الأخطاء المشابهة “التى تم اكتشافها فى آخر لحظة” ضمن متوسط حالات الوفاة اليومية فى كامل الولايات ، عشرة بالمئة من الموتى يصلون إلى حدود الموت الحقيقى ثم يعودون مجدداً (حسب عدد يناير 2003 من مجلة New Dawn) وفى عام 2001 قام الدكتور بم لمل بدراسة 334 مريضاً مروا بهذه التجربة فى مستشفيات هولندا واكتشف أن 18% منهم ماتوا سريرياً ثم عادوا للحياة مرة أخرى “حسب عدد أكتوبر 2003 من مجلة The Lancet الطيبية!..