الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الإشراف على العلاج النفسى (77) صعوبات الواقع، وحدود المسئولية، والذنب!

الإشراف على العلاج النفسى (77) صعوبات الواقع، وحدود المسئولية، والذنب!

نشرة “الإنسان والتطور”

2-2-2010

السنة الثالثة

 العدد: 886

التدريب عن بعد

الإشراف على العلاج النفسى (77)

صعوبات الواقع، وحدود المسئولية، والذنب!

أ. مراد عبد الحفيظ: هى عيانة عندها 35 سنه متجوزه بقالها شهر ونص حضرتك كنت محولهالى من حوالى 3 سنين ونص أو 4 سنين

د.يحيي: بصراحة كتر خيرك، قدرت تخليها تستمر المدة دى، بتدفع كام بقى ؟

أ. مراد عبد الحفيظ: حاجة بسيطة، دى كانت من الحالات الأولانية خالص

د.يحيي: آه صحيح ، آه! دا انت بقالك تلات اربع  سنين معاها، يعنى  قبل الغلا

أ. مراد عبد الحفيظ: هى كانت معاها دبلوم تجاره وبعين هى منطوية (شيزيدية) بمعنى الكلمه، يعنى كان عندها صعوبة فظيعة فى التواصل معايا فى أى اتجاه ، كلام أو عنين أو أى حاجة

د.يحيي: برافو عليك إنك تقدر تستمر المدة دى وتحافظ على العلاقة، انت بتقول إنها متجوزه بقالها شهر ونص بس؟ مش كده ؟

أ. مراد عبد الحفيظ: أيوه، شهر ونص

د.يحيي: يعنى قعدت معاك 4 سنين لحد ما فكت وعملتها،  يعنى البركة فيك برضه، إنت اللى جوزتها

أ. مراد عبد الحفيظ: هى ما قعدتش 4 سنين منتظمين قوى كده يعنى

د.يحيي: ماشى ماشى

أ. مراد عبد الحفيظ: هى كانت واخده دبلوم تجاره، وبعدين دخلت كلية فى الجامعة المفتوحة وخلصتها الحمد لله،  وبعدين قطعت مدة، وبعدين جُم لى قبل الجواز هى وأمها وكده، واتكلموا معايا، وياترى  تتجوز ولا ما ينفعشى، أنا طبعا شجعت جامد على الجواز، المهم إن هى اتجوزت، بصيت لقيت المشكلة ظهرت بشكل تانى بعد الجواز، أصلها اتجوزت واحد أصعب، فبقت العلاقة بينهم صعبة لدرجه إن هما الأثنين مابيبصوش لبعض، يعنى تديله كوباية  شاى وهى وشها فى حته،  وهو وشه فى حته

د.يحيي: اسم الله، علاقة ناجحة ميه فى الميه

أ. مراد عبد الحفيظ: العلاقة الجنسية فاشله بينهم مافيش خالص

د.يحيي: لأه وضَّح، يعنى إيه  مافيش خالص

أ. مراد عبد الحفيظ: يعنى هوه حاول، وفشل، وبطل

د.يحيي: يعنى مانجحشى ولا جزئيا

أ. مراد عبد الحفيظ: لأه هو حاول مرتين، هى بتقول لى أنا ما أصرتش، وهو ماحاولشى تانى

د.يحيي: يعنى هى لسه  بنت بنوت

أ. مراد عبد الحفيظ: آه لحد دلوقتى، أًصل الجواز كان فيه زى صفقه من الأهل تقريبا، يعنى هما اللى جابو العفش وكل حاجة،  والولد شكله غلبان، يعنى، فالجواز تم بهذا الشكل يعنى

د.يحيي: جوزها عنده كام سنة

أ. مراد عبد الحفيظ: عنده 33 سنة

د.يحيي: أصغر منها بسنتين، بيشتغل إيه؟

أ. مراد عبد الحفيظ: شغال فى محلات كده زى كاشير معاه بكالوريوس

د.يحيي: وهى ؟

أ. مراد عبد الحفيظ: هى معاها ليسانس جامعة مفتوحة زى ما قلت لحضرتك، بعد دبلوم تجارة

د.يحيي: بتشتغل ؟

أ. مراد عبد الحفيظ: إشتغلت شهر بالظبط،  والشغل هو اللى جوّزها، يعنى شهر كده فى معمل تحاليل، وأثناء المعمل حد شافها طيبة وغلبانه فقال تنفع فلان، فتمت الجوازه بهذا الشكل

د. يحيى : السؤال بقى إيه؟

أ. مراد عبد الحفيظ: هى دلوقتى  بتلومنى إنى أنا شجعتها على الجواز، هى مش مبسوطه طبعا، ونسبة الفشل المنتظر يفركش كل حاجة عالية جدا،  يعنى احتمال الطلاق ممكن يحصل فى أى وقت، ثم إنى حاسس إن استمرار شغلى مع الست دى، زى ما يكون مخليها معدّية جوزوها فى الحركة والوعى

د.يحيي: وانت إيش عرفك حركته شكلها إيه؟

أ. مراد عبد الحفيظ: عرفت منها، هى بنت طيبة وصادقة، يعنى مش ظالماه ولا حاجة، ده حكمى عليها، لأه نتيجه الأربع سنين فى العلاقة، وقدرت أفهم منها إن هو حالته أصعب منها، يعنى هو محتاج علاج أكتر

د. يحيى: هوا انت شفته؟

أ.مراد عبد الحفيظ : لأه، هى اللى بتقول

د.يحيي: ما يمكن هى مش عارفة إيه اللى بيحصل بالظبط

أ. مراد عبد الحفيظ: . تقريبا كده فعلا

د.يحيي: مش برضه لازم تعرف يا بنى أكثر، وبالتفصيل

أ. مراد عبد الحفيظ: ما أنا باحاول معاها، وهى صعبه لسه برضه

د.يحيي: مش تشوف الطرف التانى يا أخى

أ. مراد عبد الحفيظ: أنا  قلت لأمها إنه هو ممكن يكون محتاج علاج هو كمان وفكرت إن إحنا نعرضه على حضرتك زى ما بتقول لنا، بس هوه  جوزها شكله إنه رافض خالص فكره العلاج، وقال أنه ما فيش أى مشكله،  وراح طارح الطلاق على إنه الحل، وهما لسه مابقالهمشى شهر ونص.

د.يحيي: كل ده وانت ما قابلتوش من أصله

أ. مراد عبد الحفيظ: هو رفض المبدأ، هو مجرد ما أنا قلت لهم نخش للدكتور يحيي عشان يبقى الكلام من خلال حضرتك يعنى، فأول ما عرضوا عليه فكره العلاج، ومش العلاج رفض

د.يحيي: السؤال بقى تانى؟

أ. مراد عبد الحفيظ: أنا أعمل إيه فيه، ولاّ فيها دلوقتى؟

د.يحيي: بصراحة : ما يقدر على القدرة اللى الله

أ. مراد عبد الحفيظ: الدنيا صعبة، ومش عارف بقت كل ما بتجيلى باحس بالعجز والفشل بصحيح

د.يحيي: أنا قلتلكوا قبل كده إن الدكتورة “م….”، الريسة بتاعتنا،  شاطره فى الحالات دى،  مااعرفش شاطرة  ازاى، بس هى شاطره شاطره، وانا حولت لها حالات كتيرة، بعد مدة طويلة من الفشل، مش شهر ونص، ونجحت نجاح أنا استغربت له،  يعنى هى عارفه المفاتيح الظاهر وحاجات كده،  فممكن تسألها حتى لو ماجاش الزوج، يمكن تقول لك تعمل إيه، ولو جه الزوج ممكن تساعدهم معاك أو لوحدها، ده لو قرروا يكملوا من أصله.

أ. مراد عبد الحفيظ: ما هو مش حاييجى، ما انا قلت لحضرتك إنه رافض نهائى.

د. يحيى: بصراحة برغم إنك قعدت أكثر من تلات سنين، وإنها خدت الليسانس على إيدك، وبرضه اتجوزت بتشجيعك، إنما المعلومات ناقصة بشكل فظيع، يعنى البنت متأخرة فى الجواز من أصله، وبعدين جواز بالشكل ده يتم بالصدفة تقريبا، وقوام قوام، وفيه شبهة رشوة وهما اللى جهزوا كل حاجة، وكلام من ده، كل ده معناه إن البُنا كله مبنى هش على غير أساس. وانت دلوقتى عمال تتكلم على إنها تعدّيه ولا ما تعديهوش، تعدى مين يا راجل، هوا احنا عارفين هوه واقف فين، ولا هى عدت بصحيح ولا تلصيمة، وتقول لى تعديه ولا ما تعدهوش، تعدى إيه دلوقتى؟  إحنا فى إيه ولا فى إيه واحنا مش عارفين هما حايكملوا ان شالله سنة ولا ست شهور كمان ولا لأه.

أ. مراد عبد الحفيظ: أنا بصراحة حاسس بمسئولية، ويمكن شوية ذنب من إنى شجعتهما، والجواز تم قوام قوام.

د. يحيى: مسئولية آه، إنما ذنب لأ، إوعى حكاية الذنب تخش فى العلاج، إنت عارف علاقتى بالذنب والكلام ده، فى العلاج وغير العلاج، وانا اتكلمت فى الحكاية دى مرات كتيرة قوى، إنت تتوجع، تتألم، تصحح، تستشير، إنما ذنب لأه، إنت عملت اللى عليك، واحنا هنا عمال على بطال عمالين نقول يا جماعة الطبيب والد، واحنا ثقافة خاصة، والبنت لازم تتستر، وكلام من ده، صحيح كل ده صح، بس مش قوى كده، هوّه ده مبدأ كويس إنت الظاهر اقتنعت بيه، بس باين عليك  زودتها حبتين من عندك، إنت فعلا لو دى بنتك أو أختك يمكن كنت حاتعمل نفس الحكاية حتى لو غلط، تبقى مش ذنب، وفيها إيه لما دخلت الخبرة، وفشلت، هى حاتزيد انطوائية وشيزيدية يعنى؟ ماأظنش، إنت لسه قايل إنها بتتحرك، وخايف إنها تعدى جوزها، خالى بالك الكلام ده إنت مش قايله بالصدفة، فى الغالب فيه حاجات إيجابية حصلت خلال المدة دى كلها، خدت الليسانس بعد الدبلوم، واشتغلت، ودخلت مخاطرة العلاقة، تيجى بقى تفشل ولا ما تفشلشى فى شهر ونص، لأه المدة دى مش كفاية خالص، باقول لك أنا ساعات بتجيلى حالات بعد سنين، وباحولهم للدكتورة “م….”، ويعدوا، مش انت قلت إن عندها 35 سنة، حاتستنى إيه أكتر من كده، لكن برضه تتعلم بالنسبة للحالات الجاية إن الوقت مهم جدا، والإعداد مهم زى ما العمر مهم.

أ. مراد عبد الحفيظ: يعنى أعمل إيه دلوقتى؟

د. يحيى: وماتنساش كمان إن فرص المطلقات فى مجتمعنا أعلى من فرص العوانس، مش عارف ليه، صحيح دى لو اتطلقت حاتتطلق بعد شهر ونص، ودى فى مجتمعنا للأسف بتبقى فى وش البنت أكتر من الراجل، منتهى الظلم طبعا، إنما أهو دا اللى حاصل، لكن برضه حاتلاقى فرصها مش أقل من فرص المتأخرات فى الزواج، يمكن أحسن، يعنى واحده عندها 35 سنه ومطلقه، غير واحدة  فى نفس السن وماتجوزتش، بس طبعاً مطلقه بعد شهر ونص فيها كلام تانى

أ. مراد عبد الحفيظ: يعنى أوافق على الطلاق؟

د.يحيي: يا جدع انت إعمل معروف، إنت مستعجل على إيه، وبعدين إنت استعجلت فى الموافقة على الجواز، بلاش تستعجل فى الموافقة على الطلاق يا أخى، ويعنى هم مستنيين موافقتك قوى كده؟

أ. مراد عبد الحفيظ: لأ طبعا، مش زى ما كانوا مستنيين موافقتى فى الجواز

د. يحيى: عليك نور، يبقى فيه عوامل تانية مخلياهم مستنيين فرج الله، علما إن من كلامك إن الحكاية مش حكاية عجز جنسى بسيط، دا شكلها كده جزء من سمات الشخصيتين، حكاية الشاى ومش الشاى، وتبص الناحية التانية وهى بتقدم له الشاى والكلام اللى انت قلته ده، المسألة عايزة دراسة بطيبة وصبر.

أ. مراد عبد الحفيظ: طيب وشعورى بالفشل؟

د. يحيى : تانى؟ فشل مين يا عم، إحنا بنعمل اللى علينا يا إبنى، إنت تحافظ على العلاقة العلاجية طول ما هى بتيجى، ومالكشى دعوة بإنها تعديه ولا ما تعديهوش، يمكن لما تنضج أكتر، تعرف تحتويه وتستحمل بطريقة تانية مافيهاش حكم عليه، خلى بالك الراجل، خصوصا لما يكون زى ما انت حكيت كده، بتوصل له رسايل رفض حقيقية ومش حقيقية، حتى لو كانت الست اللى بترفضه مش عارفه إنها بترفضه من أصله، يعنى المسألة صعبة، والنضج بيحلها مش بيزودها صعوبة، فلو كانت التلات سنين علاج دول عملوا حاجة كويسة، وفى الغالب هما عملوا حاجة كويسة، يبقى الزمن فى صالحنا، هم مستعجلين على إيه؟ إنت عايز تبطل ليه؟ هوه إيه البديل، هى طلبت إنك تبطل؟

 أ. مراد عبد الحفيظ: لأه

د. يحيى: طيب يا أخى، ما دام هى بتيجى، وبرضه مش هى اللى طالبة الطلاق، ما تديها وتدى نفسك فرصة تشوفها بتيجى ليه بعد المشوار ده، مش يمكن نضجت شويه من وراك، وحتى من ورا نفسها؟ وبعدين هى بتشتغل دلوقتى ولا لأه؟

أ. مراد عبد الحفيظ: هى تقريبا فى إجازة، أو حاجة كده

د. يحيى: لأه بقى، إذا كنا بنتكلم على نمو ومش نمو، يبقى الشغل هنا أساسى، سواء طلقها لازم حاتشتغل، ماطلقهاش لازم اتشتغل، وانت تكمل معاها عادى، إذا هو استعجل فى الطلاق، يبقى خلاص طلقها طلقها،  حانبتدى من أول وجديد ونكمل ، لكن إذا استمروا شوية وهو شاف إن الاستمرار لصالحه ولصالح حالته، مش شفقة عليها وكلام من ده، يبقى يمكن تتخلق فرصة نشتغل معاه فيها، سواء بمساعدة “د.م….. “، أو أى حاجة .. ، ولو انت حاتشتغل مع الدكتورة م…” حاتعلمك حاجات كتيرة، لكن بقى لو هوه ماجاش بقى وركب راسه، يبقى هو حط النهايه بدرى، وهو حر، ما نقدرش نحسس عليه ولا نتحايل  ولا نلصّـم،  بس انت كل اللى عليك انك تأدى واجبك طول ما فيه فرصة، ما تقدرش تهدر شغل أربع سنين وفيه بوادر نضج انت شاورت عليها، علشان خاطر واحد مادخلشى التجربة من أصله، ومش عارف يمسك منها كباية وجها لوجه، ويبص لك الناحيه التانية، لا يا عم، يفتح الله، ده إذا  كان كلامها صح، على فكرة : هى حلوة ؟

أ. مراد عبد الحفيظ: هى متوسطه يعنى، أو اكتر شوية

د.يحيي: جذابة؟

أ. مراد عبد الحفيظ: مش قوى

د.يحيي: إنت عارف طبعا إن الجاذبية أهم من الحلاوة

أ. مراد عبد الحفيظ: بالنسبة للرجاله مش جذابه

د.يحيي: بالنسبه للرجاله؟؟  إمال انت تبقى إيه؟

أ. مراد عبد الحفيظ: أنا معالج،  يعنى بالنسبة ليّا مش جذابة،  لأه

د.يحيي: إنت عارف إحنا بنكرر المثل الظريف بتاع، “يا وحشة كونى نغشة”، مش كده؟ بس لازم الست دى فيها حاجة هى اللى خلتك تستمر معاها أربع سنين يا أخى، أصل ممكن الجاذبية تبقى هادية ومن تحت لتحت، إنت عملت اللى عليك، وحاتعمل اللى عليك، ولازم البنت تستاهل، ربنا يوفقك.

أ. مراد عبد الحفيظ: طيب شكراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *