الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / أحلام فترة النقاهة “نص على نص” نص اللحن الأساسى: (حلم‏ 141 & 142)

أحلام فترة النقاهة “نص على نص” نص اللحن الأساسى: (حلم‏ 141 & 142)

“نشرة” الإنسان والتطور

12-3-2009

السنة الثانية

العدد: 559

أحلام فترة النقاهة “نص على نص”

نص اللحن الأساسى: (حلم‏ 141)

هذا حينا القديم وهذا أنا أجول فى أركانه حاملا فى قلبى ذكرياته ثم خطر لى أن أقيم فى البيت القديم حتى تخف أزمة المساكن ولكن تبين لى من أول يوم أنه لم يعد صالحا للحياة الحديثة.

التقاسيم:

بعد تردد ليس طويلاً قلت لنفسى، ولا أنا أيضا عدت صالحاً للحياة الحديثة، وقد يكون بذلك هو أصلح مكان أقضى فيه بقية أيامى، وتوكلت على الله، ودفعت الباب، وإذا بالصرير القديم يصدر منه هادئاً جميلاً ملأنى طمأنينة إلى حسم اختيارى، وحكمة قرارى، وحين أغلقته خلفى وشممت رائحة الرطوبة العتيقة مؤتنسا، أصدر نفس الصرير الجميل، لكن ما أن تم إغلاقه حتى امتد الصرير إلى صوت ناى كهربائى ناعم سرعان ما انقلب إلى صوت أورج صاخب، فتصورت أننى أخطأت لكن أصوات الآلات الموسيقية الحديثة بدأت تأتينى من كل مكان فى بهجة وصخب وإزعاج محتمل، وحين دلفت إلى الصالة عرفت أن المسألة تعدت كل تصور، الشباب هائص والبنات نصف عرايا وعرق الرقص يشع نداءات جنسية جميلة لها أثرها البهيج، عجبت من نفسى أننى لم أرفض أيا من ذلك، وتقدمت لى فتاة فى غاية النشاط، وخلعت عنى أغلب ملابسى وجرجرتنى دون استئذان لوسط حلبة الرقص، فلم أعترض ولا ثانية، ورحت أشاركها بتوجيهاتها والسنون تتراجع، وفرح الجميع بنا وتحوطونا نحن الاثنين يصفقون ويضحكون وأنا لا أتعب، وأنشد “والله زمان يا سلاحى”، فيتعالى ضحكهم أكثر.

****

نص اللحن الأساسى: (حلم‏ 142)

هذه القطعة من الأرض الفضاء هى ميراثى الوحيد وقد أطلق عليها اسم الخرابة لطول ما عانت من إهمالها وما أن رُزقت بعض المال حتى فكرت جاداً فى تعميرها ولكنى لم أقدم لكثرة ما عرفت من حوادث النصب وفساد الذمم حتى سألت جارى الحكيم: ألا يوجد فى الدنيا شخص خيِّر؟ فأجابنى بأنه موجود ولكن يتطلب العثور عليه عزماً وشجاعة وبحثاً لا يتوقف.

التقاسيم:

قلت له: ومن أين لى بكل ذلك. قال: أنا هنا أمامك ماثل. قلت له: لكنك قلت شروطا لم أنفذها بعد؟ قال: أية شروط؟ قلت: العزم والشجاعة والبحث الذى لا يتوقف. قال: وهل انت فعلت غير ذلك؟ وإلا ما كان الله وضعنى فى طريقك بهذه السرعة. فَرِحتُ وسلّمته الحقيبة التى بها النقود التى كنت أعددتها لتعمير الأرض، فأخذها منى شاكرا، وقبّلنى يسارا ويمينا ثم أخذنى بالحضن، وانصرف دون كلمة وأنا مطمئن، وحين أنهيت مهامى الأخرى رجعت إلى بيتى وأنا فى غاية الرضا، وقلت أمر على جارى قبل أن أدلف إلى مسكنى، فأخبرونى أن هذا المنزل خال من سنين، وأن من أسأل عنه قد هاجر إلى إيطاليا منذ ولادة ابنى الذى وصل إلى الجامعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *