“يوميا” الإنسان والتطور
5-9-2008
السنة الثانية
العدد: 371
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
فضلت أن أقدم البريد هذا الأسبوع دون مقدمة، فقد خيل إلى أنه كله مقدمة.
وكل عام وأنتم بخير.
****
يوم إبداعى الخاص: سنة كاملة!!! والفضل لأصحاب الفضل
د. أسامة عرفة
…تَعَلَّمْنَا معك أن مسودات العمل الابداعى قد تكون أهم من العمل النهائى نفسه ولا أخفيك سرا أننى فى كثير من الأحيان كنت أتفاعل مع ما يقدم على أنه ضمن هذه المسودات بل أضيف أيضا أننى أتصور أن الحوار مع محاوريك جزء لا يتجزأ من فعلنة وتطوير هذا الجهد الإبداعى، حتى أننى تخيلت أن هناك ما قد يتشكل من منهج جديد للإبداع ولنسمه مثلا الابداع التفاعلى أو الابداع بالمشاركة، وهو أن يبدع المبدع مادته الابداعية من خلال مناقشة محتواها أثناء تشكله أولا بأول مع محاورييه وهى عملية فى غاية الصعوبة والتشابك والقيود أحيانا ولكن هى تشبه إلى حد كبير إبداع جلسات العلاج الجمعى إذا نظرنا إلى الجلسة كوحدة إبداعية تتشكل وتنمو وتتطور خلال التفاعل.
كل سنة وأنت أكثر خصبا وأكثر عطاءا
رمضان كريم
د. يحيى:
افتقدتك يا أسامة فى الشهرين الأخيرين، وها أنت تعود بالسلامة.
الله أكرم.
د. أميمة رفعت
هذه تجربة شخص واحد هو شخصى فما بالك بالعشرات غيرى؟ فإذا لم يدل هذا على نجاح عمل ما فعلى ماذا يدل إذن؟ أشكرك يا د.يحيى وبارك الله لك فى عملك وصحتك وحياتك كلها ..رمضان كريم، وعام جديد ثرى إن شاء الله، وذكرى عطرة لنجيب محفوظ أكرم الله مثواه..
عام مر، تواصلت فيه معكم تسعة أشهر وقرأت (بل إلتهمت) صفحات الأشهر الثلاثة التى لم ألحقها وغيرها من مقالات وكتب وأعمال بالموقع. فأثرانى وأنضجنى هذا العام قدر النضج الذى حصلت عليه فى الخمس سنوات الماضية، وربما أكثر.
د. يحيى:
ربنا يسهل
وينفع بالجميع
من كلٍّ حسب موقعه وكشفه، إلى كلٍّ حسب قدرة ونوع تَلقِّيهْ.
د. مدحت منصور
إذا كانت النشرة هى الإنسان والتطور فإن الإنسان لا يتطور بالطب النفسى وعلوم النفس فقط والورطة ورطة حضرتك فى أن تكون النشرة متوازنة لتبعث على التطور وكذلك من الصعب على غير المتخصصين ملاحقة المواضيعالأكاديمية والمشاركة فيها بشكل محيط.
كل عام وحضرتك بخير.
د. يحيى:
عندك حق
ولكن من قال أننى سوف أقدم مواضع أكاديمية أو مثل ذلك.
بعد أن وصلتنى يا مدحت كثير من التعليقات المحتجة على زيادة الجرعة النفسية، قد أتراجع فعلاً عن ذلك، وأدع النشرة تسيّر نفسها تماما مثل العام الماضى.
د. على سليمان الشمرى
…. هذا العمل الذى تقومون به، فوائده لا تحصى ولعل من أهمها انه مفيدا للغاية لطرفى المعادلة فى المعالجة النفسية، مفيد للمعالج ومفيد للمريض، انا استفدت فائدة لا تقدر بثمن كمعالج نفسى وذلك باثراء معلوماتى بتقنيات واستراتيجيات مبتكرة من خلال عرض الحالات، ومن تزويدى بخلاصة جهودكم العلمية فى مجال العلاج النفسى، وفقكم الله.
د. يحيى:
معا
نستطيع أكثر.
أ. إسلام أبو بكر
…. (بعد الشكر الجزيل)… عن اقتراحك فى الأبواب: انا ارى ان نزيد الجرعه ونزيد الأبواب والافكار ونظل على كل القديم لا نغيره، فانا عن نفسى احببت ان اقرأ الحالات فى “الاشراف عن بعد” رغم انى فقير المعلومات فى مجال الطب النفسى والالعاب ذات الطابع الجماعى المحبب والتعتعة التى حتما لابد من وجودها اعتقد انها عامود اساسى جدا جدا جدا وباب ابداعى الشخصى
اريد ان اتجاذب الحديث وانقد واتساءل وأستشير فى ما يلهمك لتجعل منه ابداعا هكذا
أحب ان أُرضى فضولى،
وهناك دائما ساعه المواصلات التى استلذ فيها القراءة، وساعة ما قبل النوم التى تعطى القراءة فيها نوعا من تعاطى المخدرات، احساسا جميل.
ما علينا
اذن
أنا أود أن نبتدع أبوابا اخرى وجديدة
وكل سنة وأنت طيب، هذه سنة جديدة لليومية فالبسها لباسا جديدا
د. يحيى:
ما رأيك، يا إسلام أن تجعل بحذقك الإلكترونى اليوم يومين، فيصبح عندنا السبت، السبت، الخميس، الخميس…. حتى نستطيع أن نكمل الملفات القديمة، وأن نبتدع أبوابا جديدة، من فمك لباب السماء.
هل أنا ناقص يا إبنى
غالبا ستستمر النشرة كما هى، تمضى “بالتسيير الذاتى”.
وربنا يستر.
****
الإشراف عن العلاج النفسى (16): “التحول” Conversion المتعدد الأوجه”
د. مشيرة أنيس
وصلنى من الحالة المعروضة كلام حضرتك عن العلاقةالجنسية مع الأم والميول المثلية والتذبذب ما بين دينين وانها كلها أعراض اعاقة عملية النمو….لكن العمل بعد كده ايه مع العيان ده…؟
يعنى بعد ما الواحد يشتغل مع نفسه فى تقبل العيان و ما يقوله…و هناك حرص من العيان على المداومة على الجلسات….المفروض الواحد يرتب الشغل مع العيان ده ازاى …بصراحة حاسة الحالة صعبة جدا
وسؤال آخر هل جنس المعالج حايفرق فى العملية العلاجية؟
وحضرتك كمان اتكلمت عن المثلية ووصفتها بإعاقة نمو…يعنى تمنيت ان حضرتك تكلمنا عن رؤيتك للمثلية الجنسية خصوصا اننا نقابلها كثيرا ….
د. يحيى:
أولا: ليس المطلوب من المعالج أن يصنع المعجزات وما دمنا نؤمن بإيجابيات الحياة، فإن حرصنا على الاستمرار والحوار والتعلم جدير بأن يخلق لنا حلولا لم تخطر على بالنا.
ثانيا: جنس المعالج (ذكر أو أنثى) يوضع فى الاعتبار طبعاً، لكن المعالج الكفء والمريض المثابر، يمكن لكل منهما أن يتجاوز ذلك حين يصبح المعالج ذكر وأنثى معا، ويسعى المريض فى هذا الاتجاه.
وبصراحة يا مشيرة لا أخفى عليك أننى أصبحت أكثر حيرة فى مسألة الجنسية المثلية هذه، خصوصا بعد أن بدأت أتعمق فى التفرقة بين الجنس الحيوانى animal sex والجنس الإنسانى Erotics، وهى هى التفرقة بين الجنس الفجّ التفريغى sex والجنس الحب التواصلى Eros، محتار بجد، وخائف أن أجد نفسى قد فهمت المسألة أكثر، فأحتاس أكثر.
نؤجل هذا الموضوع لو سمحتِ حتى نرسى على بر، ولنتذكر دائما أن الطبيعى طبيعى مهما تَفَذْلَكْنَا.
ملحوظة: رسالتك الأخرى عن الحالة المشابهة لحالة الإشراف الأسبوع الماضى سوف أرد عليها فى باب “استشارات مهنية” يوم الأحد القادم.
د. نعمات على
السماح الحقيقى ده شىء صعب جدا ومحتاج وقت وجهد وتغير فى شخصية المعالج لأنى باشعر أن المريض يلاحظ الرفض حتى فى حركات أو نظرات المعالج حتى دون أن يتكلم، أشعر أنه شىء صعب بس مهم؟ بس أزاى أوصل له؟؟
د. يحيى:
كله إلا خداع المريض، خصوصا فى حكاية السماح هذه، لكن ماذا نفعل؟
وطبعا تعرفين أن السماح غير “التفويت” غير “أدعاء الحرية” غير “الشفقة” غير “الطبطبة”.
د. نعمات على
…. هل انتظام المريض فى العلاج حتى لأسباب سلبية ممكن أن يتحول لأسباب إيجابية نظراً لعلاقة المريض بالمعالج؟
د. يحيى:
ممكن
لكن النقلة قد تحتاج وقتاً طويلا، والحذر واجب، الحذر من التمادى فى “السلبية” و”الاستعمال” و”التبرير”.
د. نعمات على
عندما قرأت الحالة أحسست بموافقة الأم وأيضا الجدة على العلاقات الجنسية التى حدثت وأن ذلك ممكن أن يكون سبب من أسباب التحول فى الدين ومواقفه الأخرى فى العلاقات التى أدت إلى تحول تانى. ممكن أن أقول حتى الآن: إن المريض لم تكن له “ذات” واضحة، هو راحل يتنقل بين عدة ذوات هشة، فإلى ماذا سوف يؤدى به الحال؟
د. يحيى:
الله أعلم،
نحن وشطارتنا، وهو وشطارته.
لكن حكاية عدة ذوات هذه لابد أن نستعملها بحذر خشية سوء الفهم، أو استسهال التفسير.
* * *
حالات وأحوال: هل هذه الأم قاتلة “2”
د. أسامة عرفة
سوف أندهش إندهاشاً بالغاً إذا ثبت أن التشخيص فى الاتجاه العضوى ذلك أن قراءة لغة الأعراض تتماشى تماما مع نسق الامراضية الوظيفية ديناميا وتركيبيا (مع التحفظ على التقسيم عضوى – وظيفى للعرض النفسى( فالوسواس الباكر دفاع ضد التفكك اللاحق ثم حالة النكوص المتدرج شديد الدقة فى الوظيفة والتغير الجنسى من العلاقة الزوجية إلى رغبة علاقة المحارم إلى انكشاف وتعرية التركيب ثنائى الجنسية وانغلاقه على الذات دون التوجه للخارج ثم ظهور الرغبة الشرجية غير أنه غاب لدى فى هذا المسار مرحلة ما بين الثنائية الجنسية والرغبة الشرجية، فى مسار النكوص المنتظم وهى الجنسية الأنثوية البدائية وإن كنت أستنتجها فى طريقة النوم بثنى الركبة على أنها كانت دفاع جسدى قوى ضد هذه الأنثى البدائية المتفجرة وبقوة ثم نرى التفكك الموازى فى بقية التراكيب والوظائف وهو ما نعتاده فى حالات الذهان – الفصام فى حين أنه من الإصابة العضوية لم نتعود أن يكون الاضطراب بهذا التفصيل البنائى والدينامى، بل يكون أشبة بحريق عشوائى شب فى مبنى متعدد الأدوار والحجرات يصيب منه على غير هدى.
د. يحيى:
الصعوبة فى هذه الحالة يا أسامة جاءت من مصادر متعددة وليس فقط من اختزال الأمر إلى البحث عن أسباب موت الأطفال وأبيهم وحالة أمهم العقلية، الصعوبة ليس فيما إذا كان ما عندها مرض عقلى وظيفى أو عضوى، ولعلك تابعت كل الحلقات التى تمت أول أمس، ثم دعنى أعدد لك الصعوبات التى وصلتنى حتى الآن:
أولا: مستوى الذكاء المتواضع للمريضة.
ثانيا: المستوى الاقتصادى والاجتماعى، وهل يسمح لنا هذا أو ذاك أن نقرأ الحالة “توجد” أولا “لا توجد”، وهو أمر يرسمه معظم المفكرين على أنه لا يكون إلا بعد أن ينتقل الإنسان من مرحلة “الضرورة” إلى مرحلية “الحرية”، وأنا لست ضد ذلك إذا أخذنا إشكالة “أن توجد” فى صورتها الفكرية المعقلنة، أما إذا أخذناها بعمقها التلقائى، فلا شئ يحول دون حق أى إنسان فى أى مستوى أن يسعى “ليوجد متفردا”،عِلِمَ هو بذلك أم لم يعلم، يحدث هذا مهما كانت ظروفه الاقتصادية شديدة الصعوبة، وأعراضه الجسمية شديدة الخطورة، إنها قوانين الحياة البشرية وليست اختيارات إضافية.
ثالثاًً: الصعوبة الثالثة هى فى مصداقية المعلومات وكفايتها.
وأخيرا: فالصعوبة الرابعة هى فى عدم الصبر على قراءة الأعراض نقداً غائيا مباشراً، نتيجة التركيز على “العلّية”،
كل ما اجتهدنا فيه هو أننا حاولنا أن نوظف قراءة هذا النص البشرى، مهما كانت الأسباب، لصالح العلاج عمليا .
(برجاء قراءة اللقاء لو سمحت، خاصة نهايته)
د. نرمين عبد العزيز
لاحظت جزئية توقف المريضة عن العلاقة الجنسية مع زوجها بسبب آلام مع الجماع والجهاز البولى، ومن معلوماتى المحددة أنه مع الــsyphilis فى مرحلة الـ tertiary syphilis التى تتكون من ثلاث مراحل (tabesdascalis progressive paralysis, meningouossul or neurosyphilis) فى كل هذه المراحل يحدث اضطرابات الجهاز البولى مع تغييرات الشخصية وتدهور شديد فى القدرات المعرفية وأعراض أخرى… ربما اجتماع كل هذه الأعراض تؤيد فكرة أن الحالة ربما لها منبع عضوى أساساً.
د. يحيى:
أنا معك يا نرمين، وأرجو أن تقرئى ردى على أسامة حالا، ثم إن هذا الاحتمال، الذى أخذناه مأخذ الجد، هو ما جعلنا نؤجل نشر الحلقات حتى نتأكد من خلو هذه السيده من الزهرى بالذات، وبصراحة أنا فرح بانتباهك إلى ذلك، لكننى أذكرك أنه حتى لو جاء الاختبار VDRL إيجابيا، فإن التفسير الغائى تظل له وجاهته ودوره.
الأهم هى التوصية بالابتعاد عن موقف “إما .. أو” من ناحية، وأيضا الاهتمام بالتركيز على الحتمية الغائية أكثر من الحتمية السببية لأنها أكثر إرتباطا بالعلاج عادة، إلا إذا كان السبب مباشراً وخطيا ويمكن إزالته “الآن”، وليس الهدف هو مجرد كشفه للحديث عنه ماضيا توضيحيا فحسب.
د. نعمات على
مش فاهمة حضرتك عندما قلت “لا تحاول أن تقيس ما تقرأ، أو ما يصلك، بمشاعرك كما تعرفها،
إزاى؟
أشعر أنه صعب علىّ وبالذات فى بداية عملى، مع الوقت ممكن أن أصل لذلك، لا أعرف؟
د. يحيى:
هذه التوصية ناقصة، وقد تعنى غير ما قصدت، كنت أريد أن أنبه ألا تستدرجنا رقة حال المريضة، أو ظروف موت أطفالها إلى نوع، أو الشفقة المتعالية، من الرفض الظالم كنت أود أن أنبه إلى أن مشاعرنا الأعمق، بعد الوهلة الأولى هى التى تساعدنا على المضى قدما نحو درجة أفضل فأفضل من الموضوعية
أما أن ذلك صعب، فهو صعب، ولكن ماذا نفعل إذا كانت مهنتا هى صعبة بطبيعتها إذا أردنا أن نمارسها على حقيقتها.
د. نعمات على
بعد قراءة الحالة ومعرفة درجة التخلف العقلى استغربت لأن ده مش كان ظاهر فى حياتها العملية أثناء بيع الكشرى أو بيع حصالات الأطفال أمام البيت؟
د. يحيى:
هذا ما جعلنا نرفض جزئيا الاعتماد على اختبار الذكاء وحده، وهو ما دعانا لأخذ كل كلمة قالتها المريضة (حتى ما بدا تخريفا)، مأخذ الجد، ثم استعملناها فى محاولة الفهم فالتخطيط للعلاج.
****
د. مدحت منصور
أقترح أن تنشر فى بريد الجمعة الأعمال المؤثرة و ذات الحجم المعقول، أما بالنسبة للأعمال المطولة التى تستحق النشر بدون اختصارات فتنشر فى باب أعمال الضيوف مع عمل رابط linkمن بريد الجمعة بتلك الأعمال كى يتسنى للمهتم بموضوع ما أن يتابع باقى المكتوب فيه أما إذا كان العمل مؤثرا و فيه شئ من الإطالة فلا بأس من الاختصار.
د. يحيى:
أرجو أن أتمكن من حل هذه المعادلة الصعبة يا عم مدحت.
د. وليد طلعت
والله يا أستاذ أنا آسف وسامحنى اذا كنت باتعبك ……… وكلنا حريصين جدا إننا مانرهقكش أكتر من اللازم. وبعدين ليه ما يبقاش فيه باب للبريد كده وخلاص؟ باب مفتوح واللى يكتب أهو بيكتب على مسئوليته واللى بيرد أهو بيرد يمكن الحوار يزداد سخونة وجنان.ليه لأ؟
د. يحيى:
والله فكرة!
دعنا نرى
د. نرمين عبد العزيز
رداً على مشاركتى بسؤالى فى بريد الجمعة عن الحالة النعّابة (الـ nagging) فأنا كنت أسأل سؤال عن حالة أعرفها وليست الحالة التى عرضتها حضرتك فى اليوميات.
د. يحيى:
آسف
فهمتُ خطأً،
معك حق.
****
أحلام فترة النقاهة: حلم 85 و حلم 86
د. مدحت منصور
بعض كتاباتك تثير لدى شعور غامض يولد الدهشة و الحبور و الفرحة معا و بالتتالى يجعلنى أكثر ثقة و يقينا بهذا الشعور، أرجو ألا أكون مخدوعا من داخل نفسي.
د. يحيى:
وأنا أيضا أرجو ألا أكون مخدوعا فيما اكتب، وفيما أتلقى منك ومنكم.
أ. رامى عادل: حلم 86
…وفى سرى رحت اسب العلم والفن, مالى والوساطه، وانا لا اعلم الفرق بين زوّجوه وكفّنوه
د. يحيى:
حذفت تداعياتك الأخرى على حلم 85 لدرء نصف التهمة بالتحيز لك
***
د. وليد طلعت
معلش ياعمى .استطراد مهم: الموقع ده كنزك وكنزنا وكنز كل من يهمه الأمر لازم يكون له زى “وقف” يضمن استمراره للتاريخ إلى ما شاء الله بعدك …..
د. يحيى:
ومن يدير الوقف؟
وزارة الثقافة؟
أم وزارة الأوقاف؟
أم شركات الدواء؟
أم ضمير مستتر تقديره “نحن”؟
وكيف؟
****
عود على بدء
أ. مصطفى حسن
عود على بدء، ثم نرى (أول ما تم نشره فى هذه النشرات)
أحببت أن أقرأ هذه النشرة (الأولى) مرة أخرى لكى أتصفح من خلالها النشرات بشكل إجمالي، وقد وجدت فيها تنوعا ثريا لسان حاله يقول: “ها نحن قد بدأنا وها نحن نستمر”.
لا حرمنا الله من إبداعاتك وبارك لنا فى عمرك وصحتك وعافيتك وكل عام وأنتم بخير بمناسبة مرور سنة على هذه النشرة.
وكل عام والجميع بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية والعربية بالخير واليُمن والبركات
د. يحيى:
بذمتك يا مصطفى بعد طول صمت، تقول لى “بشكل إجمالى”؟ هل هذه النشرات تقرأ بشكل إجمالى؟
أنا دائما فى انتظار إسهامك يا مصطفى أكثر من التهنئة والتصفيق
عذرا
* * *
تعتعة: استعمال الجسد: فى سعار التنافس وقطع الغيار
د. أسامة عرفة
أوافقك إلى مدى بعيد فيما ذهبت إليه ولكنى منبهر بقيمة الإتقان ومنظومة فريق العمل التى تنجح فى تحقيق هدف صعب بإتقان رفيع، ولكن تبقى وجهة نظرك فى كل ذلك ..
تذكرت أحد الحكام حينما عرض رجل فى مجلسه مهارة أن يلقى بإبرة الخياطة عاليا فى الهواء ثم يتبعها بالخيط فيلج فيها فأمر له الحاكم بمائة دينار لمهارته الفائقة وكذلك بمائة جلدة لأنه أضاع وقته فيما لا ينفع الناس
د. يحيى:
اشكرك يا أسامة على هذا المثال القديم جدا، الجديد فعلا، لعل هذا ما أعنيه.
يقول برنارد شو وهو ينبهنا إلى خطورة الاغتراب فى فرط التخصص:
“ونظل نعرف أكثر فأكثر على ما هو أقل فأقل حتى نعرف كل شئ عن لا شئ”
هل يمكن قياسا أن نقول
ونظل نتقن أكثر فأكثر ما هو أهمش فأهمش، حتى نحذق أقصى الاتقان، على ما لم يعد يهم إتقانه”
أ. مصطفى حسن
أتفق معك يا دكتور يحيى فى رفض استعمال (و/ أو بيع) الأجساد تحت أى مسمى (تتعدد الأسباب والبيع أيضا يتعدد)، وقد نتفق معا على استمرار “خيبتنا القوية” فى هذا السياق. فلا نحن خططنا “مثلهم” وامتلكنا القدرة على المنافسة، ولا نحن لدينا البديل أو الشيء الموازى له فى نفس المجال أو غيره. ورغم أهمية الرياضة فى تنمية علاقة الإنسان بجسده؛ إلا أن الرياضة فى بلادنا الآن فى مزيد من التدهور “لا حصلت بلح الشام ولا عنب اليمن”.
د. يحيى:
لا أعتقد أن الرياضة تساهم فى تنمية علاقة الانسان بجسده هكذا ببساطة، أو بشكل عام أو مباشر، أنا أنهى – كما ذكرت سابقا – مرضاى عن أن يزاولوا كمال الأجسام أو رفع الأثقال،
الرياضة الجماعية أفضل قليلا، لكنى مازلت أحذر اغتراب الجسد فيها ليحل محل وجود كلى يقع الجسد فى محوره،
ومع ذلك فالرياضة عموما سبيل طيب يحتاج تحويراً وتطويراً طول الوقت.
أ. مصطفى حسن
… فى رأيى أن الرياضة أصبحت أداة فى يد السياسة تُغيٌم وتُعتٌم الوعى \”بفعل فاعل\” وقت الطلب، رغم ما تحققه من زيادة وتنشيط للوعى العام \”بدون قصد من السياسة\” كما يحدث أحيانا فى المباريات الهامة لكرة القدم (مثلا)عند التفاف الجماهير حول منتخبها الوطني. ورغم أهمية الألعاب الفردية فى الحصول على الميداليات : لغة التنافس الأوليمبى أو غيره)؛
د. يحيى:
يعنى
أ. مصطفى حسن
وعلى صعيد اللعب الجماعى أذكر أننى كثيرا ما استمتعت به ـ ولازلت ـ مع مرضاى (في: الكرة الطائرة، كرة القدم، السباحة…الخ)، فى الوقت الذى لاحظت فيه استمتاع مرضاى فى كثير من الأحيان، علاوة على توطيد العلاقة العلاجية فيما بيننا. فهل يمكن أن نجد البديل الذى يساعد فى توطيد العلاقة بيننا داخل مجتمعاتنا مرة أخرى عبر اللعب الجماعى و/ أو ما يوازيه، دون أن نخسر القدرة على التنافس، وبدون اللجوء لاستعمال أجسادنا (و/ أو بيعها كما يحدث فى العديد من قضايا تجارة الأجساد وأعضائها) ؟.
د. يحيى:
يا عم مصطفى، لقد أًصبحنا لا نغنى معا، ولا نرقص معا، ولا نعمل معاً ، وبينى وبينك لا نصلّى معا!!!
هل تذكر يا مصطفى حين اخترعنا نظاما جديدا لحساب الأهداف فى كرة القدم، حتى نكسر الأنانية التنافسية حتى بين أفراد نفس الفريق، فقررنا أن أى لاعب لا يحسب له إلا هدف واحد، لنضطر اللاعب الشاطر أن يمرر الكرة لغيره حتى لو كان هو شخصيا داخل مرمى الخصم؟
د. نرمين عبد العزيز
لو هنوقف الأولمبياد عشان الحروب ونوقف ممارسة البنات للرياضة عشان الدين والأخلاق يبقى بنوقف ريتم الحياة بحثاً عن حلول للمشاكل الواقعية بطريقة غير واقعية، أو خيالية حبتين تلاته، ولكن اعتراضك النابع من غضبك هو حقك
لدينا جمعياً فى النهاية تناقضات الحياة تفرض نفسها بحكم اختلاف اتجاهات واهتمامات البشر.
د. يحيى:
من الذى قال أننى أدعو لأى من ذلك يا شيخة؟ أنا راض بأى إنجاز مهما كان مغتربا!!
ربما قلت ما قلت من قبيل ميكانزم “العنب المر”
هل تذكرين حكاية “العنب المر”
وإن كنت لا تذكرينه فدعينى أنهى حوار اليوم به بالفصحى والعامية معاً
أولا: بالفصحى:
وثب الثعلب يوماً وثبةً شغفا منه بعنقود العنبْ
لم يَنلْهُ، قال هذا حصرمٌ حامضٌ ليس لنا فيه أربْ
أما بالعامية فصلاح جاهين يرسمها هكذا:
العنب ده طعمه مُرّ
قال كدا التعلب فى مرّة
والدليل على إنه مٌرّ
إنه جوه وأنا برّه
***
د. على سليمان الشمرى
مصر عبقرية الجغرافيا وجغرافيا العبقرية مصر عظمة التاريخ والادب والفن والابداع والابتكار وبلاد الانبياء وارض الرسالات انها ارض الكنانة مصر اسمها يعنى المدنية (عندما نقول الامصار نعنى البلدان) ومصر تعنى البلد الوحيد الذى يستحق هذا الاسم مصر ليست بحاجة لى كى ادافع عنها ولكنى انا كانسان عربى ومسلم احتاج الى مصر كما يحتاجها محبوها ومريدوها من المسيحين العرب وغير العرب واقباط مصر ….. معظهم هم مصدر فخرواعتزازكل العرب والاحرار بالعالم كيف لا والبابا شنوده يحرم زيارة اسرائيل وهو شرف لم تحظى به اى طائفة اخرى هذا المصرى الاصيل بينما الاخرين …..يتسابقون …..على…
واذا كان اداء بعض المصريين يشوبه القصور فليس ذلك عيبا فى مصر أو المصريين فالمثالية والكمال لاتوجد فى اى سلوك انسانى وهذا لايعنى عدم السعى اليهما.
د. يحيى:
شكرا يا عم على.
هذا فضل منك أرجو ألا ينسينا حقيقة الواقع، وصعوبة التصحيح.
* * *
وبعد
فلا أعرف كيف أنهى هذا البريد دون الإشارة إلى فضل جديد من أفضال الابن والصديق د.جمال التركى لمبادرته بتخصيص بضعة أيام من أغسطس وسبتمبر، للفت النظر للنشرة وكاتبها، ولا أزيد، فقط أوصيه أن نتعاهد، مهما كان حجم التواصل، أن نستمر جميعا معاً فى تطوير ما بدأناه، ونحن نحسن الاستماع، ونحسن التعلّم ونواصل الاجتهاد، والجهاد.