نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 9-4-2024
السنة السابعة عشر
العدد: 6065
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 4):
يا عبد أنا الذى لا تحيط به العلوم فتحصره،
وأنا الذى لا يدركه تقلّب القلوب فتشير إليه،
حجبت ما أبديت عن حقائق حياطتى بما أبديت من غرائب صنعتى
وتعرّفت من وراء التعرّف بما لا ينقال للقول فيعبره
ولا يتمثل للقلب فيقوم فيه ويشهده.
فقلت لمولانا:
ليس كمثله شيء، ليس كمثله شيء
ولم يكن له كفوا أحد
لا العلوم تحيط به: فلا تحصره
ولا القلوب تدركه بتقلبها: فلا تشير إليه
ليس كمثله شيء
حتى ما أبداه من حقائق صنعته:
فقد حجبه بما أبداه من حقائق حياطته
وأيضا: ما تعرف من وراء التعرِف: فهوٍ لا ينقال للقول:
فلا يعبره
ولا يتمثل للقلب فلا يقوم فيه ويشهده
وبعد كل ذلك، ورغم كل ذلك، وبسبب كل ذلك
فهو الحاضر في كل أجزاء الثوانى
وكل ذرات المعانى،
وكل نبض القلوب
وكل وعى الوجود،
وكل زوايا الأمكنة
لا أقول إنه الحاضر الغائب
فغيابه هو حضور أوقع من الواقع
وحضوره هو امتحان لمن نَسِىَ أنه لا يغيب فراح ينتظر حضوره
وهو لا ينقال للقول
فلا يعبُر
ولا يتمثل للقلب فيقوم فيه ويشهده
فهو حاضر قبل وبعد القول
وهو حاضر يملأ كل الوعى فلا يحتاج أن يتمثله القلب ليقوم فيه ويشهده
ليس كمثله شيء
ولم يكن له كفوا أحد
ليس كمثله
حضرني في هذا الموقف وجود سيدنا الخضر. الذي لم يدركه حتي الآن غالبية البشر.