يحيى الرخاوى طبيب نفسى
نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 27-1-2016
السنة التاسعة
العدد: 3071
حوار مع مولانا النفّرى (168)
من موقف “ أنا منتهى أعزائى“
وقال مولانا أنه:
وقال لى:
من لم يرنى فهو منتهى نفسه
فقلت لمولانا:
الرؤية يا مولانا التى تكرر ذكرها فى كثير من مواقفك تبدو لى أعمق وأصعب وأدق وأكرم وأقصر من كل رؤية، من كل شىء، من كل زمن، وقد كررتُ فى الأسابيع السابقة (على ما أذكر) (نشرة 2-12-2015) و(نشرة 16-12-2015) و(نشرة 30-12-2015)، كيف أنها لا يمكن أن تستغرق إلا بضع ثانية، وأنها لو زادت عن ذلك فهى ليست هى أو لعلها تنقلب إلى ما ليست هى.
الرؤية ليست فقط بالقلوب التى نعقل بها، وطبعا ليست بأى من الحواس الخمس، ولا بالشغل أو بالتفكير، لعلها بالإدراك الشامل الذى يشمل كل (أقول كل) مستويات الوعى معاً، فيشمل تاريخ الحياة وربما ما قبل الحياة إلى الغيب اللامتناهى.
إذا كانت الرؤية بهذه الصعوبة يا مولانا فكيف أرجو أو آمل أن أعيشها حتى لا أكون منتهى نفسى؟
هناك يا مولانا – دون تعميم – قد أعطوا عقول القلوب إجازة مفتوحة حين فرحوا حتى اغتروا بإنجاز الإنسان المفكِّر المسْيِطر، انتهى عندهم الوجود – ليس كلهم – عند هامة رؤوسهم، فانفصلوا عن بقية مستويات الوعى الممتد خارجهم واستغنوا عن الرؤية بل وعن محاولتها أصلا.
ما لم نتصالح مع أجزاء الثوانى، وكل طبقات الوعى وبلايين السنين “فى آن”، فلن تفتح لنا آفاق التعرف على السبيل إليها.
وسوف نسجن فى منتهى أنفسنا
وليس أمامنا إلا رحمته،
ومعاودة السعى من جدي