نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 9-9-2019
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4391
مقتطف من كتاب:
الترحال الأول: “الناس والطريق”([1])
الفصل الثالث: “فى ضيافة المرأة المُهرة” (13)
…………
نحن الآن فى أقصى شرق إيطاليا، معنا الكارت الأخضر الذى فاقت أهميته ما يحيطنا من خضرة، لم يختلف شئ ذو بال، اللهم إلا اتساع مساحة الانفراج على وجوه الناس، وتراخِى إحدى الساقين فى وقفة جنودالمرور، والإجابات الرحبة التقريبية، ونجاح استعمال اللغة الفرنسية أو الإنجليزية بدرجة أكبر. الفروق تبدو قليلة لكن الدلالات كثيرة.
سرعان ما “ركبنا” الطريق السريعة المتغطرسة مثل الإمبرياليين (بصراحة: أنا لا أفهم هذه الكلمة جيدا، ولا أستعملها أبدا، ولكنى وجدتها مناسبة هنا بشكل ما.. فليصححنى الشعراء والساسة!!). وسرعان مانقترب من محطة بنزين فخمة جدا، وواسعة جدا، ونعاود البحث عن مصباح أمامى “كامل” لحافلتنا، فلا نجد، فنشرب البارد، ونملأ خزان “البنزين”، ونكتشف فرق سعر البنزين. ونقترب من كوكبة من فرسان “الموتوسيكلات”. عدد كبير جدا هذه المرّة، يمتطى صهوة جياد السباق الأحدث، يختلط فيه الرجال بالنساء بلا تمييز، وأراهن نفسى لو نجحتُ فى “فرز” أيتها أنثى من ذكر، فأقترب وأدور وأدقق باحثا عن شعر حرير، أو صدر ناهد، أو استدارة دالة، بلا طائل.”فالجينز”، والكاب، والسويتر، قد أخفوا كل شىء، وأخشى أن يشك بعض أولادى فى حركاتى، وينظر لها (لحركاتى) بعض الفرسان والفارسات شذرا. لا.. أبدا، معذرة، فلا أظن أنى أحسنت الوصف، ولا أظن أنهم يعرفون كيف ينظرون “شذرا” أصلا. هم ينظرون “فقط”، متى أكف عن هذه الإسقاطات؟؛ إن من طبيعتهم- المكتسبة غالبا- أن يقبلوا كل احتمال، بما فى ذلك موقف تحررى يقول: “..وانت مالك يابايخ”. أنا لا أعتقد أن عندهم وقتا للنظر شذرا أو بدون “شذر”. هم يقفون..، يستريحون، يشربون البارد أو الساخن، وقد يتكلمون فى صمت أو بصوت، ثم ينطلقون بسرعة مئات الكيلومترات فى الساعة. إلى أين؟؟. لست أدرى!! (ربما: ولا هُمْ).
نبهنى أحد الأصدقاء (المرضى) بعد أن قرأ الفصل الأول من هذه الحلقات، إلى أن المخرج فللينى صور هذه الموجة “الموتوسيكلاتية” مؤخرا فى أحد أفلامه؛ باعتبار أنها علامة من دلائل الفاشية الجديدة. ربما!. ولكنى لم أنتبه إلى هذا المعنى، قد تقع منطقة الالتقاء فى معانى التأكيد على”الفردية” و”القوة” و”السرعة” و”أوهام الحرية”، ترجمها المخرج فللينى إلى الفاشية. أما ما وصلنى من هذه الوسيلة فهو شعور إيجابى بشكل ما، بدت لى نوعا من الفروسية التكنولوجية المعاصرة. المهم.. لم أستطع أن أميز فيما بينهم فتى من فتاة، عدت إلى الأولاد بعد أن استعملوا كل خدمات محطة البترول بلا استثناء، فوجدتهم يتحدثون- بـقرف- عن ركاب عربة مجاورة، وحين سألتهم عما أثار سخطهم لم يزيدوا عن أن “دمهم ثقيل”. ونظرت فوجدت خمسة من الشباب مثل كل الشباب، ثم أعدت النظر؛ فوجدت فيهم “شيئا ما” قد يبرر مشاعر الأولاد، شيئا ليس طبيعيا، أشبه بخليط من الغرور والاستهانة والتراخى والبجاحة والبهجة المغلقة على أصحابها دون غيرهم، ولم أمتعض وإن كانت شفتاى همتا بذلك.
انطلقنا فى الطريق السريعة من جديد، وتمر بنا سيارة “سبور” تجر يختا أحمر اللون، جميل المنظر، يقودها رجل يليق بها وتليق به، وينبهنى ابنى مصطفى للمنظر، ويذكر بعض التفاصيل عن ميزات هذه السيارة مما لا أفهم فيه، ويعجب مصطفى-مثلى- بالتناسق الملئ بالشباب والفتوة بين الثالوث المنسق: السيارة، واليخت، والقائد، وكأنهم ثالوث يصاحب بعضه بعضا. لايقود أحدهم الآخرين، وتزداد الطريق اتساعا ونعومة (هو الاتساع ذاته منذ البداية لكن يبلغنى ـ الآن ـ اتساعه من داخلى)، وتزداد السيارات انطلاقا وازدحاما، والمسافة من تريستا إلى فينيسيا لاتحتمل نوما جديدا مهما بدت الطريق متسعه مملة، وقبل أن يعتذر رفاق الرحلة الركاب الخلفيون للنوم وهو يدق أبوابهم (أو يستسلموا له) نلمح عن بعد تباطؤاً فى الصفوف الخمسة المتوازية من السيارات المنطلقة، وكنا فى الصف الثالث، وعلى يسارنا صفان يسبقانا فهما أقصر، فأقصر، فأفكر فى أن أنحرف يسارا كسبا لبضع عشرات من الأمتار؛ حتى نتبين سبب التباطؤ، ثم أعدل عن هذا القرار فى آخر لحظة، لنـقترب من العربة ذات اليخت أمامنا فى الصف ذاته. ويبدو أن الخاطر نفسه كان قد خطر على قائدها، لكنه نفذه من فوره، وما إن ينحرف يسارا وبيننا وبينه ثلاث عربات لا أكثر، حتى تمرق من جوارنا سيارة مندفعة جدا، تصدمه جدا جدا، وأسمع من خلفى صيحات الأولاد بأنهم “هم أولاد الــ…ثقلاء الظل” ، “ألم نقــل لكم؟. “كان يبدو عليهم”- وقبل أن أسأل الأولاد عما يقصدون، تمر أمامى صورة الحادث ذاته فى الطريق من نيش إلى بلجراد، وكأنه يعاد تصويره بالسرعة البطيئة. فقد طار اليخت وانحرفت السيارة محطمة، فدخلت فى السيارة المجاورة إلى اليمين، التى دخلت بدورها فيما على يمينها، وهكذا حتى الصف الخامس (أقصى اليمين)-حيث كانت تقف سيارة قديمة (نسبيا) صغيرة متواضعة، فيها رجل وزوجته وابنه وابنته، وقد أصيبت سيارتهم إصابة بالغة رغم أن جميع ركابها قد سلِـموا والحمد الله (جسديا على الأقل).. هكذا فى لمح البصر. وأقول لنفسى:أين الشطارة؟. وسبحان المنجى!!. فلو أن هذا الحادث تأخر إلى يسارى بضعة أمتار، رغم أنى ملتزم بكل قواعد المرور، والخوف، والحساب، لـَكـُنـّا الآن فى “كلام ثان”، أو بالتعبير الأحدث: لـرحنا فى أبو ليرة (إيطالى)- والليرة أقل من النكلة طبعا – وأذكـّر القارئ بما سبقت الإشارة إليه عن قانون الطرق السريعة، وأنه.. “لكلٍّ حسب قَـدَرُه”. وأرجع أستفسر عن ما عَنَاهُ أولادى من تلك التعليقات الـفورية، وقبل أن أسألهم يتوقف بصرى عند اصفرار وجه رب العائلة فى أقصى اليمين، وهو يلف حول سيارته المحطمة ويحتضن طفليه. ويظل هذا الامتقاع الأصفر عالقا على وجه إدراكى، حتى يكاد ينسحب على فكرى، فأقاوم الشحوب، دافعا بدمِاء حيويةِ دهشتى إلى ألفاظى، وقبل أن أعلن السؤال أسمعهم يقولون: إنهم “هم” الشبان ثقلاء الدم إياهم، وأنهم (أولادى) كانوا يشعرون منذ البداية أنهم (الشبان) “لن يجيئوا بها إلى بر”، وظللت أتأمل هذا الربط العنيد من جانب الأولاد بين “ثقل دم الجناة”، و”تناسق فتوة” المجنى عليه الأول، فإن صح قولهم وما ترتب عليه من غلبة الشر على الشبان بلا مناسبة، وإن صحت المقابلة بأثر رجعى بين قوتين استرعتا انتباهنا قبل الحادث، فما ذنب أولئك الضحايا الأبرياء خارج لعبة التحدى المفترض؟؟. وأحاول أن أخفف الوقع على مشاعر ابنى مصطفى، فأتصنّع المزاح قائلا: “نقرت الرجل عينا بإعجابك بسيارته وفتوته ويخته”، فيجزم متألما بأنه “لا”، وأصدقه؛ فقد كان إعجابنا بثالوث الفتوة أقرب إلى الاستمتاع بتناسق جمالى منه إلى التطلع إلى أوجه الرفاهية التى يرمز إليها. وأدعو للرجل بالشفاء، ولنا بالستر، ولرب العائلة المصفر الوجه بالعوض، وعلى ثقلاء الظل بالـــ..بلا شىء، فأنا لا أعرف ماذا أصابهم فعلا دون دعواتى، ورغم نفور أولادى منهم، فهم لا يستأهلون ما جرى لهم، لا أحد يستأهل؟. ثم ما معنى تركيز أولادى على عربة الأشرارالخمسة (يعنى) وتجاوزهم ما أصاب عربة القوة المتناسقة وهى التى تمثل ـ لهم على الأقل ـ الطبيعة الخيـّرة المنطلقة؟. وماالذى جعلهم ينزعجون لتصور أن تصدم “الوقاحةُ” “الفتوةَ”، أن يحطم الشرُ الخيرَ، حتى لو نال الصادم جزاءه بتحطيم سيارته وإصابته شخصيا بدرجات لم نتبين مدى خطورتها تفصيلا، فما ذنب المصدوم؟. وأحاول أن أفهمهم خطأ حساباتهم، ثم لعل عربة “الفتوة” هى المخطئة، لأنها انحرفت يسارا فجأة، فيضيفون رفضا آخر يعلنون به أن هؤلاء “السفلة” هم الذين مرقوا مندفعين، فأخلّوا بمسارات الآخرين، ولا أستطيع التمادى فى مناقشتهم، ولا أستسلم لأحكامهم ذات الأثر الرجعى المختلطة بالشماتة مع تجاوز ما أصاب الأبرياء.
لا ليست المسألة “خناقة” بين الشر النشاز، وبين الطبيعة الفتية، وحتى إن كانت كذلك، فما ذنب بقية الضحايا المسالمين؟. ولماذا يدهم الشر تلك الأسرة البريئة، البعيدة، بسيارتها المتواضعة، فيروحون أبرياء تحت أقدام المتصارعين؟؟
أنا مالى؟. له فى ذلك حـِكـَمْ !. وما توقفتُ هنا وأطلت هكذا إلا لأمهّد لكشف ما خطر لى من:احتمال أن”الطريق” يوقظ بشكل ما علاقة أخرى بالطبيعة البشرية، والحدس، والتنبؤ، وألعاب القدر، وضعف الحسابات:…. قانون خفى، وتناسق محتمل، ونشاز وارد، وقدر متربص، وانتحار كامن، وغرائز بدائية، يبدو أن كل ذلك يثار مع السرعة والازدحام فى وساد آخر من الوعى البشرى الفردى والجماعى، كل ذلك يدخل فى حسابات قـَدَرٍ لا نعرفه، فيقرر ما بدا له مما لا نعرف معه الظالم من المظلوم من سئ الحظ.
يتحرك طابور السيارات على ناحية ببطء، فأكتشف عددا أكبر من الـسيارات المحطمة والبنى آدمين المصابين، لا يمكن أن يسرى على كل هؤلاء نفس قانون العقاب والثواب هكذا بهذه البساطة الحسابية، تزداد السرعة تدريجيا، وتنطلق معظم السيارات، “كما كنت”!!! أتلفّت باحثا فى سخف عن آثار الحادث، ومظاهر الألم واحتمال الشماتة وإمكانية التعلم فى وجوه قائدى السيارات من حولى، المارقين عن يمينى وعن يسارى بالسرعة ذاتها وأكثر، فلا أجد لها أثرا. وأكرر لنفسى دهشتى من”سرعة المحو” (أول باوّل يا “وعى” حـوّل، قياسا على المثل القائل: أول باوّل يا قرد حوّل)، ولكن نظرة إلى مرآة السيارة ترينى وجهى، فأخجل من أحكامى، وأرجع إلى تساؤلاتى القديمة: كل هؤلاء الناس، كل هذه السيارات، كل هذه النقود، كل هذه الحوادث، كل هذه الكيلومترات… إلى أين؟ فعلا…؟. إلى أين…؟.
تُخرج ابنتى كتاب”المخيمات”المرتب بأبجدية منظمة حسب البلد والموقع، وعدد النجوم، ورقم التليفون لكل غرب أوربا تقريبا، وتجد اسم أقرب مخيم إلى فينسيا، وتقرأ لنا مواصفاته، وأوافق وننقل رقم تليفونه؛ استعدادا لمكالمته من أول محطة بنزين، تلوح من بعيد، نقترب منها، الفرق واضح، محطة جميلة أنيقة، ولكنها صامتة خالية مثل “حوش” قبر أحد الوجهاء فى مقابر الإمام، ونتذكر أن اليوم هو الأحد، وأقول فى نفسى: “أحسن”؛ فأنا لا أحب الاهتداء إلى أماكن إقامتى فى الرحلات بالتليفون والتخطيط المسبق، وإنما بسؤال المارة، ومفاجآت المصادفة، فبهذا اكتشف ما لم أحسب، ثم إنى أثق فى حس وحدْس حافلتنا الطيبة أكثر من ثقتى بأى دليل مخيمات أو تليفونات، وأعرف يقينا أنها (السيارة) ستقودنى بحنان واع إلى أفضل مكان.
ونبدأ رحلة السؤال، الناس جاهزون، يكفى أن تذكر كلمة واحدة حتى يبدأ الشرح واضحا مرحِّبا، هؤلاء الناس طيبون، ولمَ لاَ؟. بمجرد أن نقول كلمة السر “مخيم؟؟..(كامبنج (Camping ?س”. حتى يجئ الرد وكأنه لا يوجد إلا مخيم واحدا، الكل يرد:”مطار Airoporto”، ونفهم- أخيرا- أن المخيم (أو المخيمات) يقع فى اتجاه، أو بجوار المطار، ونبدأ فى السؤال: “مطار”؟؟، ثم تظهر علامات مخيم “ماركوبولو” كثيرة جدا، ومتتالية جدا، ونتوقع خيرا على الرغم من تخوفى من احتمال بعد المسافة عن فينسيا البلد!! تلك البحيرة التى أعرفها وأتصوّر أن البيوت تنمو على سطحها مثل أعشاب البحر، فمن أين لها بمطار وطائرات؟.
الشمس قاربت الغروب، لابد من الإسراع حتى نتمكن من نصب الخيمة قبل الظلام، ونمر على قرية صغيرة مما أحب، فأواعدها بكل ما يلح علىّ للبعد عن المدينة، أى مدينة. مازلنا وراء الأسهم حتى وصلنا إلى هذا الـ “ماركوبولو”، فاذا به مثل ممر من الزلط، وقد اصطفت بطوله العربات والخيم بشكل يشعرك أن عليك أن ترحل بعد ساعة على الأكثر، أو أنك لابد أن تبيت الـليل داعيا فى انتظار الصباح لمشاهدة اسمك مع المُفرج عنهم لحسن السير والسلوك، أو لانتهاء العقوبة، ومع كل ذلك يهم بعضنا بالموافقة، ويصر الآخرون على البحث من جديد، ويغلب الرأى الأخير ونذهب لنسترد جوازات السفر، ونعتذر، فيمط المسئول شفتيه، فنتمادى فى الاستعباط، ونسأله عن مخيم قريب آخر، فيقول لنا: أغلى بكثير، فنقول: ولو، ولكن “أين هو “؟.. فيستعبط بدوره قائلا: “هنا أو هناك، فى كل مكان”، يقولها ماطا شفتيه فى غيظ (أو قرف…لست متأكدا). فنرجح أنه يسوق علينا اللؤم جزاء وفاقا، فتذكرنا “مايسة” أنها شاهدت لوحة قبيل هذا المخيم فيها اسم آخر “لمخيم آخر”، وأنها متأكدة، فنجعلها ترشدنا إليها، ونكتشف أن اللوحة على بعد عشرة أمتار فحسب من باب هذا المخيم (“المعتقل/الممر”). ونهم أن نرجع إلى صاحبه نخرج له لساننا، الطيب أحسن، ونصل إلى المخيم الآخر، والعربة تكاد تقفز فرِحة لأنها تخلصت من هذه الوحدة التى كانت تنتظرها فوق ذاك الحصى الجاف غير الحنون. وعلى بعد كيلومتر ونصف لاغير نجد شيئا آخر، وكأننا انتقلنا فجأة، بوعد سابق، إلى حلمنا المتوارى فى أرضية تحفظاتنا المادية. صحيح أن السعر مختلف، لكن الغالى ثمنه فيه، ونؤجر “بنجالوز”، بالإضافة إلى خيمتنا الأم. والبنجالوز عبارة عن كوخ جميل يسع أربعة أسِرّة (كل زوج فوق بعضه) لكنه رحْب، وأمامه جلسة وأرائك مصفوفة، وننصب الخيمة لأول مرة، وبسرعة مناسبة لم نكن نتوقعها، ويكتشف الأولاد خيبتى البليغة حين استعملتـُها غطاء لما فوق العربة فى “بلجراد”؛ فقد تمزّقت من أكثر من جانب، ولا سبيل لإزالة آثار العدوان، ولاتشمت زوجتى بى، ونمضى الليلة الأولى فى المخيم دون أى إحساس بالتعب رغم كل شىء. بدا لنا (لى) أن النوم، هذا النوم، هذه الليلة، هو يقظة منعشة على الجانب الآخر .
………..
نكمل الأثنين القادم
[1] – المقتطف من الترحال الأول: “الناس والطريق” الفصل الثالث: “ فى ضيافة المرأة المُهرة ” (الطبعة الأولى 2000)، وتتضمن ترحالات يحيى الرخاوى أيضا (الترحال الثانى: الموت والحنين ) و(الترحال الثالث: ذكر ما لاينقال ) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، والكتاب موجود فى الطبعة الورقية فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط www.rakhawy.net