الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ‏ الكتاب الثالث: “عن الحرية والجنون والإبداع” (الحلقة الأولى)

‏ الكتاب الثالث: “عن الحرية والجنون والإبداع” (الحلقة الأولى)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد8-9-2019

السنة الثالثة عشرة

العدد: 4390

‏  الكتاب الثالث:

 “عن الحرية والجنون والإبداع” (1)  (الحلقة الأولى)

بعد ما قدمنا أمس من اعتذار عن مواصلة نشر ملاحق هذا الكتاب الثانى “عن جدلية الجنون والإبداع” فضلت أن أقوم بتأجيل هذه الجداول جمعيا لأضمنها غالبا فى كتاب مستقبل عن حالات الوجود المتناوبة خاصة بعد أن تطورت لننطلق من الحالة المفترقية لتصبح دورات فى تبادل دورى مع الحالة العادية وحالة الإبداع بالإضافة إلى احتمالات المبالغة فى العادية إلى ما هو فرط العادية، واحتمالات إجهاض حالة الإبداع فما هو حالة الجنون المرضى، كل هذا ينبغى إعادة ترتيبه من منطلق نظرية الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى وآمل أن يصدر مجتمعا فى الكتاب الرابع عن الإبداع والجنون.

اليوم نبدأ فى الكتاب الرابع “عن الحرية والجنون والإبداع” وهو ما يمثل أساسا الفصل الثالث فى كتابى الجامع “حركية الوجود وتجليات الإبداع” (2)

استهلال:

تناول‏ ‏قضية‏ ‏الحرية‏ ‏مخاطرة‏ ‏حقيقية نظرا ‏ ‏لما‏ ‏أحاطها‏ ‏من‏ ‏أوهام‏ ‏عصرية‏ ‏يصعب‏ ‏هزها‏ ‏أو‏ ‏حتى ‏الاقتراب‏ ‏منها‏، ‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏نحيط‏ ‏بماهية‏ ‏الحرية‏ ‏الضرورية‏ ‏لحركية‏ ‏الإبداع‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏غاصت‏ ‏الرؤى ‏فى ‏أعماق‏ ‏الوعى ‏البشرى، ‏حتى ‏بيولوجيا‏ ‏الوجود‏ ‏عبر‏ ‏مسار‏ ‏التطور‏، ‏الذى ‏هو‏ ‏نفسه‏ ‏دليل‏ ‏خطير‏ ‏على ‏عمق‏ ‏قضية‏ ‏الاختيار‏، ‏طالما‏ ‏أن‏ ‏الانقراض‏ ‏تهديد‏ ‏وارد، بل هو الاحتمال الأرجح تاريخا‏، وأيضا لا مفر من الدخول إلى متاهات الأصل البيولوجى، والحتم التطورى شاملا ما يسمى الفطرة والغرائز وهى أصول جذرية أولية فى مسار البشر خاصة من منظور الإبداع والتطور.

 مقدمة:

هذه‏ ‏الدراسة‏ ‏تركز‏ ‏على ‏محاولة‏ ‏الاجابة‏ ‏على ‏تساؤلات‏ ‏نشأت من الفروض السابقة، مثلا‏:‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏الإبداع‏ ‏هو‏ ‏فعل‏ ‏عادى لكل البشر، ‏وهو‏ ‏تعتعة‏ ‏بيولوجية‏ ‏إيقاعية‏ ‏راتبة‏، ‏وإذا‏ ‏كان‏ ‏ناتجه‏ (‏نموا‏ ‏ذاتيا‏ ‏أو‏ ‏تشكيلا‏ ‏مسجلا‏) ‏هو‏ ‏نتاج‏ ‏حركة‏ ‏ديالكتيكية‏ (‏إيقاعية‏ ‏دورية‏) ‏متصاعدة‏، ‏وإذا‏ ‏كانت‏ ‏جذور‏ ‏دوافعه‏، ‏وإمكانات‏ ‏استيعابه‏ ‏شديدة‏ ‏الارتباط‏ ‏بكل‏ ‏من‏ ‏العدوان‏ ‏والجنس‏، ‏كما‏ ‏أن‏ ‏فعل‏ ‏الإبداع‏ ‏يرتبط‏ ‏فى ‏كل‏ ‏آن‏ ‏بدرجة‏ ‏التعتعة‏ ‏والمرونة‏ ‏وعدم‏ ‏التوازن‏ ‏الساعى ‏إلى ‏التوازن‏، ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏كذلك‏، ‏فأين‏ ‏دور‏ ‏الإرادة‏ ‏والحرية‏ ‏فيه؟‏ ‏وإلى ‏أى ‏مدى ‏يعاق الإبداع ‏ ‏إذا‏ ‏حـُـدَّ‏ ‏من‏ ‏فاعلية‏ ‏أى ‏منها؟‏

وأى نوع من الإبداع أكثر عرضة للإعاقة إذا ما تراجعت فرص الحرية؟… الخ.

 لكن قبل محاولة الإجابة على مثل هذه التساؤلات علينا أن نعيد النظر فى ‏ماهية‏ ‏الإرادة‏ ‏والحرية، خاصة‏ ‏فيما‏ ‏يتعلق‏ ‏بالإبداع؟

  الإشكالة والمُـنطَلق

‏لا‏ ‏أكاد‏ ‏أستطيع‏ ‏الفصل ‏- ‏للأسف‏- ‏بين‏ ‏مهنتى ‏ووجودى ‏بمختلف‏ ‏صوره‏، ‏وخاصة‏ ‏حالة‏ ‏كونى ‏أخلـّـّق‏ ‏وعيى ‏ووعى ‏البشر‏ ‏العرايا‏ ‏الذين‏ ‏يشاركوننى ‏مأزق‏ ‏حياتي‏/‏حياتنا‏، ‏العرايا‏ ‏إلا‏ ‏من‏ ‏فطرتهم‏ ‏النافية‏ ‏الرافضة‏ ‏المتناثرة‏ ‏المتململة‏، ‏جنوناً‏. ‏أكتب‏ ‏عامة‏، ‏وهذه‏ ‏المرة‏ ‏خاصة‏، ‏بصفتى ‏معايشا‏ ‏لوعى ‏الجنون‏، ‏فى ‏مرضاى ‏ومعهم‏، ‏وفى ‏نفسى، ‏من‏ ‏خلالهم‏، ‏وبهم. كم ‏‏تساءلت‏ – معجبا – وأنا أتابع ‏ ‏أولئك‏ ‏الذين‏ ‏يكتبون‏ ‏عن‏ ‏الجنون‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏قد‏ ‏أتيحت‏ ‏لهم‏ ‏الفرص‏ ‏الكافية‏ ‏لمعايشته‏، ‏وخاصة‏ ‏أولئك‏ ‏الذين‏ ‏كتبوا‏ ‏عن‏ ‏الجانب‏ ‏الإيجابى ‏له‏، تساءلت، باحترام ودهشة، كيف عرفوا كل ذلك وهم لا يعايشون ما أعايش؟ ‏افترضت ‏أنهم‏ ‏لا‏ ‏بد‏ ‏أن‏ ‏يكونوا‏ ‏قد‏ ‏عايشوا‏ ‏جنونهم‏ ‏الخاص‏ ‏بطريقة‏ ‏متميزة‏، أتصور‏ ‏أن‏ ‏مهنتى ‏قد‏ ‏أتاحت‏ ‏لى ‏فرصة‏ ‏أكبر‏ ‏وأرحب‏ ‏لمعايشة‏ ‏الجنون‏ ‏فى ‏الداخل‏ ‏والخارج‏ ‏على ‏حد‏ ‏سواء‏، ‏فرصة‏ ‏أن‏ ‏أضطر‏ ‏للتعرى ‏مع‏ ‏مرضاى ‏وهم‏ ‏يتعرون‏، ‏وأن‏ ‏أواجههم‏ ‏معهم‏ ‏لهم‏ ‏وهم‏ ‏يتحدون‏، ‏وأن‏ ‏أتناثر‏ ‏مسئولا‏ ‏لألـملـمنـى (3) ‏وإياهم‏ ‏وهم‏ ‏يتقدمون‏ ‏نحو‏ ‏الشفاء‏، ‏أو‏ ‏يزدادون‏ ‏عريا‏ ‏وتناثرا‏ ‏وتحديا‏ ‏وعنادا‏، ‏وقد‏ ‏اخترت‏ ‏هذه‏ ‏المرة‏ ‏أن‏ ‏أرجح‏ ‏كفة‏ ‏المعايشة‏ ‏المباشرة‏ ‏كمصدر‏ ‏أساسى ‏لمواجهة‏ ‏هذا‏ ‏الإشكال‏ ‏الأصعب‏، ‏إشكال‏ ‏الحرية‏.

 بداية مزعجة

ليكن‏ ‏الدخول‏ ‏المباشر‏ ‏إلى ‏التناقض‏ ‏الظاهر‏ ‏المقتحِم‏، ‏ثم‏ ‏نرى.

هى ‏البداية‏ ‏البسيطة‏ ‏المزعجة‏ ‏مادام‏ ‏لا‏ ‏مفر‏، وهى تقول:

لكى ‏يكون‏ ‏ثَـمَّ إبداع‏: ‏لا‏ ‏بد‏ ‏من‏ ‏قدر‏ ‏مناسب‏ ‏من‏ ‏الحرية‏، وما دامت الحياة لا يمكن أن تستمر إلا بالإبداع تجنبا للسكون فالانقراض، فليس ثم حياة إلا بإبداعها المضطرد. ‏لكن‏ ‏الحرية‏- ‏بمعنى ‏إرادة‏ ‏الاختيار‏ ‏الواعى ‏الظاهر‏- ‏هى ‏وهم‏ ‏شائع‏ ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر.‏

‏  ‏إزالة‏ ‏القدسية‏ ‏عن‏ ‏أوهام‏ ‏قديمة

ثمة‏ ‏مقولات‏ ‏مقدسة‏، ‏يجدر‏ ‏بنا‏ ‏التحذير‏ ‏من‏ ‏التسليم‏ ‏لها‏ ‏بالقصور‏ ‏الذاتى.

من البداية علينا أن نتذكر بوعى مناسب  كيف أن:

  • ‏ “الحتمية” ‏تسطيح‏ ‏سببى ‏يخفى ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏يـفسـر‏،

  • كما‏ ‏أن‏ “الغائية” ‏احتمال‏ ‏مؤجل‏ ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏اليقين‏ ‏بمساره أو مآله،

  • ثم‏ ‏إن‏ “الإرادة‏ ‏الظاهرة” (‏الواعية‏) ‏ليست‏ ‏هى ‏الدليل ‏‏الأول ‏أو‏ ‏الأساسي‏ ‏على حضور ‏الاختيار المعلن‏. هى ليست دليلا على قرار عميق شامل لكل، أو أغلب، ما هو وجود حيوىّ إنسانى.

‏‏تحديات‏

‏نحن نواجه إشكالة لها سمعة تجعلها مسلمة قاهرة، علينا أن نواجه التحديات الواحدة تلو الأخرى فى صبر يسمح بالتقدم إلى جوهـر الإشكالة بما تستحق، ومن ذلك :

تعدد الذوات: (4)

 أمارس حقيقة تعدد الذوات فى مرضاى ونفسى بشكل واقعى مباشر بحيث لم تعد المسألة نظرية محتملة، بل ممارسة يومية. أصبح الغريب عندى أن أعامل أحدا، حتى من البكوات الأصحاء، باعتباره واحدا، والأغرب حين يصلنى من معظم الناس، أكاد أقول كلهم، أن مجرد ذكر الاعتراف بذلك ومواجهته هو الغريب، وما أسهل ما يطلق البعض على من يظن به تعدد الذوات (الذى هو الأصل) أنه فصامى، فتشوه صورة التعدد، بقدر ما يعلن العمل تحقيقه التفسخ فى الفصامى.

 فى برنامج “سر اللعبة” (5) الذى كنت أقدمه فى قناة النيل الثقافية قمنا بلعبة “أنا واحد ولاّ كتير”، وفوجئت، كما فوجئ الضيوف المشاركون معى، وربما المشاهدون، مع اختلاف أعمارهم وخلفيتهم الثقافية، أنها بديهية: أن كل واحد منا، هو “كثير” فعلا “ (6). ‏إن‏ ‏تعدد‏ ‏الذوات‏ ‏فى ‏واحد‏، ‏وتبادلها‏، ‏وترتيباتها‏، ‏كل ذلك يثير‏‏ ‏تساؤلات‏ ‏صعبة‏ ‏حول‏ “مـن‏” الذى ‏يختار‏ ‏مـن‏ ‏بين‏ ‏هذه‏ ‏الذوات‏ ‏فى ‏لحظة‏ ‏بذاتها؟، ‏ومـِـن‏ ‏ثَمَّ‏ ‏من‏ ‏هى ‏الذات‏ ‏الحرة‏ (‏التى تختار‏) ‏من‏ ‏بين‏ ‏ذواتنا‏ ‏الكـُثـْـر‏؟‏.

من‏ ‏واقع‏ ‏سيكوباثولوجى (إمراضى نفسى) ‏تركيبى، ‏دون‏ ‏تجاوز‏ ‏المستوى‏ ‏السلوكى، ‏يـُـلزمنا مفهوم ‏ ‏تعدد‏ ‏الذوات‏ (‏مستويات الوعى –حالات العقل -حالات الذات-‏، ‏الأدمغة‏)‏ ‏أن‏ ‏نذكر‏ ‏إنه‏ ‏فى ‏لحظة‏ ‏ما‏، ‏توجد‏ ‏قيادة‏ ‏واحدة‏ (‏قائد الإيقاع) (7) تمثل ‏مستوى ‏بذاته‏ ‏من‏ ‏مستويات‏ ‏التركيب البشرى (الممثل فى الدماغ تطورا ونماء وحضورا آنيا) تتولى ‏فى ‏هذه‏ ‏اللحظة‏ ‏قيادة‏ ‏التركيب‏ ‏الحيوى ‏المشتمل‏ ‏للكيان‏ ‏البشرى ‏للفرد‏،‏ وهذا عادة ما يتجلى فيما نعرفه بـ “الشخص” البادى لنا، بما قد يقابل الأنا الفرويدى. تقاس‏ ‏الإرادة‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏اللحظة‏ ‏بمدى ‏نجاح‏ ‏هذا‏ ‏المستوى ‏القائد‏ (‏قائد الإيقاع‏) فى ‏الاختيار‏ ‏المكتمل‏ ‏الذى ‏يظهر‏ ‏ناتجه‏ ‏فى ‏فعل‏ ‏موضوعى ‏معلن‏.‏

لكن المسألة لا تنتهى عند التسليم بهذا الترجيح الظاهر، إذ أن ما يبدو لنا قرارا إراديا اتخذه المستوى الظاهر قد لا يعدو أن يكون محصلة إرادات عديدة، وأحيانا قد يكون تعبيرا ملتفا لإرادة خفية، بل قد يصل الأمر إلى أن يكون الاختيار الظاهر هو مجرد عكس صريح للاختيار الحقيقى الأعمق لقائد الإيقاع من مستوى آخر لا يظهر حقيقته إلا قراءة الأعراض، وفهم الميكانزمات، وتحديد الغائية، وكل ذلك لا يتم عادة إلا من خلال مواكبة (علاجية فى حالة المرض) طويلة، وما يقابل ذلك  من نقد وشحذ بصيرة فى حالة الصحة.

  بُـعد الزمن المعاش:

 ‏إن‏ ‏اللحظة‏ ‏الآنيـة‏ ‏هى ‏اللحظة‏ ‏الوحيدة‏ ‏الموجودة‏ ‏الواجدة‏ (‏القادرة‏)، ‏رغم‏ ‏أنها‏ ‏ليست‏ ‏إلا‏ ‏جماع‏ ‏البعد‏ ‏الطولى ‏حالة‏ ‏كونها‏ ‏متفاعلة‏ ‏فى “الآن” ‏الماثل‏ ‏طول‏ ‏الوقت‏. الناتج‏ ‏المبدَع‏ ‏ليس‏ ‏وليد‏ ‏اللحظة‏ ‏فقط‏، ‏إلا‏ ‏أنه‏-‏أيضا‏- ‏ليس‏ ‏سوى ‏هذه‏ ‏اللحظة‏، فأى حرية يمكن أن نتحدث عنها فى علاقتها بالإبداع؟ الحرية التى سمحت بالتراكم الحركى المرن بما يسمح بحرية إطلاق الإبداع فى نقلة نوعية فى الوقت المناسب؟ أم حرية فعل الإبداع الآنى الذى تجاسر فاخترق وأُعلن؟ إن‏ ‏ارتباط‏ ‏الإبداع‏ ‏بالإيقاع‏ ‏الحيوى ‏يلزمنا‏ ‏أن‏ ‏نرى ‏دور‏ ‏الحرية‏ ‏فى ‏عملية‏ ‏الإبداع‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏بعدها‏ ‏الطولى ‏قبل‏ ‏النظر‏ ‏فى ‏نتاجها‏ ‏الآنى، ‏أى نراها ‏من‏ ‏خلال‏ ‏التراكمات‏ ‏والتفاعلات‏ ‏وطريقة‏ ‏الاستيعاب‏ ‏التى ‏أدت‏ ‏إليها‏، ‏ومن‏ ‏ثم‏ ‏سمحت‏ ‏لطور‏ “البسط” ‏أن‏ ‏يعيد‏ ‏تنظيم‏ ‏الذات‏ (‏أو‏ ‏المنْتَجْ‏ ‏الإبداعى) ‏بالحرية‏ ‏الخالقة‏ ‏للتحول‏ ‏النوعى.

 

[1] –  هذا هو الكتاب الثالث باسم “عن الحرية والجنون والإبداع” نشرت صورته الأولى فى مجلة فصول– المجلد السادس – العدد الرابع 1986  ص(30/58) وقد تم تحديثها دون مساس بجوهرها، وهو الفصل الثالث من كتاب “حركية الوجود وتجليات الإبداع”  الصادر من المجلس الأعلى للثقافة -القاهرة، والكتاب يوجد فى طبعته الأولى 2007 وهذه هى الطبعة الثانية بعد أن قُسم إلى أربع كتب أضيف إليها ما جدَّ للكاتب بين الطبعتين، وهذا الكتاب هو الثالث.

[2] –  يحيى الرخاوى: “حركية الوجود وتجليات الإبداع”  الصادر من المجلس الأعلى للثقافة -القاهرة، والكتاب يوجد فى طبعته الأولى 2007 بمكتبة الأنجلو المصرية، وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net ، وهذه هى الطبعة الثانية بعد أن قُسم إلى أربع كتب أضيف إليها ما جدَّ للكاتب بين الطبعتين، وهذا الكتاب هو الثالث.

[3] – كتبت‏ ‏كثيرا‏ ‏عن‏ ‏فضل‏ ‏مهنتى ‏على ‏وعيى،  ‏وفى ‏رأيى ‏شخصيا‏ ‏أن‏ ‏معظم‏ ‏أعمالى، ‏باختلاف‏ ‏أنواعها‏، هى ‏نابعة‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏المصدر‏، ‏أو‏ ‏متصلة‏  ‏بهذا‏ ‏البعد‏، ‏وقد‏ ‏ثار‏ ‏جدل‏ ‏متصل‏ ‏حول‏ ‏مصداقية‏ ‏اعتبار‏ ‏المرضى ‏مصدرا‏ ‏لفهم‏ ‏الأسوياء‏، ‏وذلك‏ ‏منذ‏ ‏محاولة‏ ‏سيجموند‏ ‏فرويد‏ ‏تعميم‏ ‏ما‏ ‏يرى ‏عند‏ ‏المرضى ‏على ‏الأسوياء‏، ‏كما‏ ‏قابلت‏ ‏اعتراضات‏ ‏كثيرة‏ ‏من‏ ‏أصدقاء‏ ‏لم‏ ‏يقروا‏ ‏هذا‏ ‏الاتجاه‏ ‏أبدا‏. ‏فكان لزاما‏ ‏أن‏ ‏أنبه‏ ‏هنا‏ ‏إلى ‏أن‏ “‏المسألة‏ ‏ليست‏ ‏صادرة‏ ‏من‏ ‏منطق‏ ‏عقلانى ‏وإنما‏ ‏هى ‏نتاج‏ ‏خبرة‏ ‏تعاش‏، ‏وهذا‏ ما ‏يمكن أن يعنيه تعبير “‏معايشة‏ ‏الجنون”، ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏ما‏  ‏يصلنى ‏من‏ ‏مرضاى ‏ليس‏ ‏رؤية‏ ‏أو‏ ‏ملاحظة‏ ‏ترصد‏ ‏بقدر‏ ‏ماهى ‏ناتج‏ ‏وعيي‏/‏وعيهم‏/‏بهم‏/‏معهم‏/‏لي‏/ ‏لهم‏، ‏ويستحيل‏ ‏الفصل‏، ‏بل‏ ‏إنه‏ ‏فى ‏النهاية‏ ‏لا‏ ‏يكون‏ ‏إلا‏ ‏وعيى (‏الجديد‏) “‏أنا” ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر‏، ولعل هذا ليس إلا إعادة لما كررته فى الفصلين السابقين مع إشارات كافية للمنهج الفينومينولوجى.

[4] –  سبق تناول هذه القضية فى الفصلين السابقين عن مداخل متنوعة، مع إشارة إلى الرجوع للمداخلة الأصل: يحيى ‏الرخاوى (الوحده والتعدد فى الكيان البشرى) عدد أكتوبر سنة 1982 مجلة الإنسان والتطور. ومهما بدا فى تناولها هنا من تكرار، إلا أن ذلك أساس لايمكن الاستغناء عن الرجوع إليه بمزيد من التأكيد فى هذا المقام بوجه خاص.

[5] – برنامج “سر اللعبة” استمر أكثر من عام 2004- 2005 فى قناة النيل الثقافية، وكان عبارة عن ألعاب جماعية ، مع أربعة ضيوف متطوعين لمدة ساعة أسبوعيا ، وقد غطى مساحة واسعة من تحريك الوعى مع ناس ليسوا من الأسوياء ، مع دعوة المشاهدين جميعا للمشاركة.

[6] – نوقشت استجابات الضيوف فى هذه الحلقة “أنا واحد ولا كتير” وما استتبعها من إيضاح مفهوم التعدد على أعداد متتالية من صحيفة روزاليوسف اليومية فى باب الإنسان الذى كان يتولاه الكاتب لمخاطبة القارئ العادى يوم الجمعة من كل أسبوع (على مدى 14 حلقة سنة 2006)

[7] – فضلت أخيرا استعمال هذا المصطلح فيما يقابل ما هو بالإنجليزية Pace Maker or Pace Setter  وهذا المصطلح يطلق أساسا على نقطة الانبعاث فى القلب المسئولة عن تنظيم دقاته كأنه المايسترو الذى يحرك المنظومة التوصيلية إلى سائر عضلة القلب، وفى النظرية التطورية الإيقاعية للكاتب يتخذ من هذا القياس مدخلا لفهم آليات تنظيم مستويات الوعى (والدماغ) بالتبادل فى حالات السواء، وبغير ذلك فى حالات أخرى.

 

admin-ajax (4)admin-ajax (5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *