الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حـوار بريد الجمعة

حـوار بريد الجمعة

“يوميا” الإنسان والتطور

2007-11-16

حـوار بريد الجمعة

مقدمة:

كدت أعدل عن الحوار هذا الأسبوع، ربما لثبات الأصدقاء هم هم،

آسف. عيبٌ علىَّ هذا!!

 اكتشفت أنهم هم الأوْلى، والأنبل، والأطيب، عُذْراً سامحونى،

 أهلا يا كريم .

د. كريم محمد شوقى: انتصار السعادة: برتراند رسل(!)

بصراحة أنا خدعت فى العنوان، وكنت أنتظر ان تكلمنا عن السعادة، أو عن راسل.

ذكرنى كلامك عن البدايات بما يعرف بتأثير الفراشة فى نظرية المادة الأولية (التى تعرف خطأ باسم نظرية الفوضى) والتى تقول. إن أى تغير بسيط فى المادة الاولية قد ينتج عنه تغير رهيب فى الناتج النهائى لا يتناسب إطلاقا مع التغيير الأول البسيط، فلو خفقت أجنحة فراشة ما بالصين الشعبية كان ذلككفيلا بحدوث الأعاصير فى الولايات المتحدة الامريكية.

د. يحيى:

يا عم كريم واحدة واحدة، ثم إنى علمت مؤخرا من مصدر علمى موثوق به أن حكاية هزة جناح الفراشة هذه ليست حقيقة علمية بقدر ما هى  “نكتة علمية”، مرتبطة  بأسس علم   الشواشchaos  science ، (وليس علم الفوضى، لا تخف)، وهى نكتة شارحة جميلة، لكن الجهلة أمثالى صدقوا أنها حقيقة علمية لفترة ما، وحين صحَّحِنى “ذلك العالم الجليل، خجلت من نفسى وقررت أن أبلغ كل من يستشهد بها أن هذه المعلومة نكتة علمية، لا أكثر!!.

د. كريم:

… هل تكون كتاباتك هى خفقان أجنحة الفراشة؟ ، و هل تصل تعتعتك الى ما وصلت اليه تعتعة جان جاك روسو و فولتير؟ أحييك على التزامك الرائع لانتظام هذه اليومية ووددت لو اطلقت على سيادتك لقب الذى لا ينام و لا يترك احدا ينام!.

د. يحيى :

  ليس هكذا تماما، ولو أنك بذلك ذكّرتنى بإهداء الصديق عبد الرحمن الأبنودى لى كتاب حوارات “محمد القدوسى” كاتبا فى إهدائه هذا الكتاب إلى فلان (أنا) “الشاعر الواعر”… “رجل لا ينام” هذا تكريم عزيز من شخص عزيز، فتساءلت – متمحكا- حين قرأت عبارتك هل هى مصداقية بالاتفاق، لكن عندك: أنا اعتبر النوم بما يحوى من نشاط حالم، وليس مجرد الأحلام، هو ثروة إبداعية رائعة، لست مستعدا للتنازل عنها بأى مقابل قال لا ينام قال!!

ثم يا عم صلّ على النبى، فولتير من؟ وروسو من؟ هل تابعت يا كريم انغلاق دائرة الحوار علينا؟ لقد هممت أن أعتذر اليوم، (المقدمة) أين الزملاء النفسيون الذين لا يكفون عن تقبيل بعضهم البعض فى أروقة المؤتمرات إياها؟، لقد نزل اسم موقعنا هذا منذ أكثر من أسبوع فى موقع الشبكة العربية للأمراض النفسيةwww.arabpsynet.com  فأتيح لمن يدخل هذه الشبكة أن يعرف الموقع ويمكنه أن يتابع هذه اليومية وغيرها إن شاء، لكن ياعم كريم : لا حِسّ، ولا خبر، فإما أنها لا تستأهل، وإما أن جناح فراشتى مكسور، ومع ذلك فالبركة فيك، وفينا.

د. كريم:  عن المصداقية بالاتفاق الطولي

 أتذكر انى قرأت فى موضع ما أنه لو تاخر “ألكسندر جراهام بِلْ” عن تسجيل اختراعه للتليفون باسمه ساعات، لسجل الاختراع باسم عالم اخر توصل إلى نفس الاختراع فى نفس الوقت تقريبا.

د. يحيى:                                          

إذن فقد وصلتك الرسالة!!، تُرى هل صدّقت افتراضى بشأن حكاية العقل البشرى الجمعى، الذى يشكل نظرياته وإبداعاته ثم يعلنها من خلال بعض الأفراد الصالحين لذلك، وهل وصلك ما وصلنى من تداعى هذه الفروض يا ترى.

د. كريم:

(فى انتظار) كلامك عن داروين، و راسل،

 شكر الله سعيك.

د. يحيى:         

عظّم الله أجرك! هل تعرف يا كريم “أن شكر الله سعيك” هى الدعوة التى تقال لمن يذهب للمواساة فى عزاء، وأن الرد عليها هو “عظمّ الله أجرك“؟ أعرف أنك لا تقصد ذلك لكن كلمة “سعيك” أحضرت فى وعيى الآية الكريمة التى أكررها ليل نهار، والتى نبهنى إليها محمد إبنى، والتى تقول: “… وأنْ ليس للإنسان إلا ما سَعَى، وأن سعيه سوف يُرَى”،.. الحمد لله.

د. كريم محمد شوقى: 

(استطرادات طريفة وسخيفة !! حول كتاب جيّد عن السعادة، برغم كل شئ)

اتفق معك تماما ان البحث عن السعادة هو ضدها، فقط إسمح لى أن أضيف لهوامشك أفضل ما قرأت عن السعادة-من وجهة نظري- وهو قول الفيلسوف الامريكى “رالف والدو إيمرسون” ….. “…فلا شئ يسعه ان يجلب لك السعادة الحقة إلا نفسك، والمقولة الأخرى للأيرلندى الساخر جورج برنارد شو: أتعس الناس على وجه الأرض هو من يجد وقتا كافيا ليسأل نفسه: ترى هل أنا سعيد أم لا!؟

د. يحيى:

حين دخلت يا كريم إلى النّت أبحث عن كلمة “السعادة” وجدت عشرات التعريفات والتنبيهات والتحذيرات من عظماء، ومبدعين، وفلاسفة، وحكماء”،وهى مثلما أوردت أنت الآن، وقد انبهرتُ بأغلبها فعلاً، ولعل العشرة محكات التى كتبتها فى نهاية تلك اليومية هى مستوحاة ولو بعضها على الأقل بشكل غير مباشر من بعض هذه التعريفات- لكننى عدلت فى آخر لحظة عن إثبات كلمات هؤلاء العظماء ومناقشتهم، لأننى وجدت أن المسألة تحتاج بحثا مستقلا.

د. كريم:

أخيرا بمناسبة كلامك عن راسل يحكى أن هذا الفيلسوف البريطانى قد طلب إلى تلامذته فى أحد الامتحانات أن يكتبوا عن الفرق بين المتشكك، والملحد، الكافر و”اللا أدرى“، وكان الامتحان صبيحة راس السنة الجديدة فكتب أحد الطلبة: إن الله وحده هو الذى يستطيع الإجابة على مثل هذا السؤال… و كل سنة و انت طيب.

ضحك برتراند راسل وكتب على الورقة: عشرة على عشرة لله، وصفر على عشرة لك،….وأنت طيب!!!.

د. يحيى:                                                          

أخشى ما أخشاه يا كريم أن أكون قد بخست هذا الرجل العظيم حقه، فقد بلغنى شفاهة من البعض أننى بنقدى لمفهوم السعادة هكذا، كنت أنقد ما جاء فى كتابه هذا “انتصار السعادة”. على فكرة جاءنى من صديقة، أنه كان عندى حق فى رفض كلمة انتصار ترجمة لكلمة conquest واقترحتْ كلمة “انتزاع” “السعادة” (فخطرت لى كلمات مكملة مثل “اقتناص” السعادة، لكن “انتزاع” أفضل) – فرقٌ يا كريم بين أن السعادة تنتصر (انتصار السعادة)، وأن “ننتزعها انتزاعاً”، ولعل هذا ما أراده راسل الذى يبدو أننى ظلمتُهُ دون قصد.

أرجع إلى هذا العظيم العظيم راسل، وأعتذر له – مع أننى أشدتُ به طول اليومية، ونفيت تماما أننى أناقش كتابه بالذات، وكان اعتراضى كله على كتاب “علم السعادة” الذى لخصه المرحوم أ.د. أحمد مستجير فى “وجهات نظر”، وما يقابل ذلك من سعادة لفظية، أو سعادة خامدة، أو سعادة مطمئنة ساكنة، وكل ذلك لم يرد أصلا فى كتاب راسل، وأشعر أننى ملزم بالعودة إلى بعض محتوى كتاب راسل لعلنا نعطيه بعض حقه.

ثم إن ما استشهدت به من رقة وتواضع وذكاء الحوار بين راسل وتلميذه أثلجنى وليس عندى تعليق إلا شكرك.

د. كريم محمد شوقى : (عن ماهية الوجدان وتطوره)

أعتذر عن وضع الاسم المناسب للتعبير العاطفى الموجود على وجه السيدة الفاضلة لسبب بسيط جدا هو اننى اكتشفت حالا اننى لم أتوقف يوما لأفكر و لم اعرف يوما ما هو الفرق بين ما هو الحزن، والأسى، اكتئاب، أسى، رعب ، ألم، خزى، انكسار، هَــمّ ، غَـمّ و بالتالى اجد صعوبة فى الاستجابة فالإجابة.

كل ما أتذكره ان التعبير فى الصورة رقم 3 كان على وجه جارتنا حين توفى زوجها و ترك لها خمسة أولاد فى سن الشباب ويمكننى أن أطلق عليه “ذهول” ربما أغير رأيى و أحاول، ولكننى أجد صعوبة واضحة هنا والآن.

أما عن تقديم الكتاب فى اليومية فأنا اسجل موافقتى الشخصية…لن تكون هذه اليومية بهذه المتعة ما لم تكن على حريتك و تفعل ما يحلو لك

د. يحيى:  

مجرد إعلانك هذه الصعوبة، هو ما سعيتُ إليه من تقديم هذه الصور كعينات، حتى نراجع أنفسنا، ونحن نستعمل ألفاظ العواطف بهذه السهولة، وكأنها تعنى عند كل واحد منا نفس المعنى، بل إننا أصبحنا نصف مشاعرنا (عواطفنا) بألفاظ مستورده، وبدلا من “أنا حزين“، يقول الواحد منا “أنا دبْرسدْ“، وسوف أرجع لى ذلك تفصيلا فى يومية غد (السبت)، ثم إننى لن أكف عن شكرك على تشجيعك أن آخذ راحتى (وبلاش حريتى هذه)،

 ثم تعالى معى الآن إلى صديقك فى استراليا ابن أخى.

د. محمد أحمد الرخاوى:

من أكبر آفاتنا وعلامات إفلاسنا الصارخ أننا نتكلم عن عصور الإسلام الأولى لكى نثبت أن الإسلام مية مية بدل أن نعيش الإيمان كقوة دفع حيوية لأى وجود صادق باعث على إثبات… بالفعل هنا والآن.

د. يحيى:    

لهجتك أصبحت أهدأ يا محمد، لكن صوتك مازال عاليا،

بصراحة “أنا غُلُبْ غلبى” من الخلط الذى يصل الناس بمجرد أن أستعمل كلمة “إيمان” أو حتى كلمة “الله” سبحانه وتعالى، حتى أننى كثيرا ما ألجأ إلى اسم آخر من أسمائه الحسنى حتى لا يصل للمتلقى ما لم أقصده.

د. محمد أحمد الرخاوى:  المصداقية

إن الدنيا لا تستقيم إلا بايمان مقرون بفعل طولى وعرضي، فردى وجمعى، طول الوقت والا فهو استمناء وغباء وسلبية وموات

د. يحيى:    

رجعنا للسباب وقلة الـــ……..، يا أخى، لو بلغَكَ أنت كلامك مثلا فى قولك: “إيمان مقرون بفعل طولى وعرضى”، لو بلغك أنت ما قلته، لكان لك شأن آخر، فمن ناحية هو أكبر من أن يقال!! ومن ناحية أخرى قولك له وأنت تعنيه لابد أن يغنيك عن مثل هذا السباب هكذا.

د. محمد أحمد الرخاوى:

…. الرضا بالكدح فالوصول- دون وصول طول الوقت- هو محور كل وجود، ومحور كل سعادة، وأوافق على عدم استعمال الكلمة (السعادة) من الأصل.

)ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم…. )!!!!!!!!!! سورة هود

د. يحيى:    

على البركة، لكنى ما زلت قلقا من هذه الخطابة، يا ليتك تقف عند قولك “الوصول دون الوصول“، فهو سر الاستمرار، وحفز الإبداع، يكفى هذا، وهيا بنا يا محمد إلى د. سناء التى لا تعرف الكتابة على (الحاسوب) بالعربية.

أ. سناء: (عن ماهية الوجدان وتطوره)

يا أستاذنا،  تعيش و تبدع، تعيش و تعلمنا

د. يحيى:  

ربنا يخليكِ

أ. سناء : (لقد توقفت طويلات أمام تعبيرَك)

“لا يخنق المعنى إلا حبسه فى تعريف جامع مانع، كثير من التعريفات هى سجن للمعنى”….    This made me soar high

د. يحيى:  

تصورى يا سناء أنا كشفت على هذه الكلمة الجديدة علىّ soar فى القاموس فوجدت معناها شديد الدلالة، أى والله، لكن يا رب تنزلين واحدة واحدة من تحليقك بالسلامة، يا سناء هيا نستقبل معا الإبن يوسف عزب، ها هو قادم…. تُرى ماذا عنده اليوم؟

أ. يوسف عزب: انتصار السعادة: برتراند رسل(!)

يومية مؤلمة

د. يحيى:  

مازلت أبحث يا يوسف فى ردّك عن ما وصلك من “العشر محكات” التى انتهت بها هذه اليومية، هل وصلك ما أعنيه؟ رجحت أنه لو كان وصلك كنت سوف تعلق، يكفينى أنك علقتَ على قراءة أحد أحلام محفوظ.

أ. يوسف عزب: (حلمان)

قرأت الحلم الخامس هكذا… أنه فرح بمجيئه الدنيا وفرح بالفوضى التى يحدثها فيها،(السيرك) وثمل من هذه الفوضى حتى شبع وفتر وهمد وضج من هذه الفوضى وهذه الحياة حتى تمنى الموت الرجوع للمسكن، وحينما لاحت الدنيا بحسنها له وتعدل الحال، اكتشف أن الفوضى داخله والبلياتشو داخله.

د. يحيى:  

دعنا نختلف يا يوسف، فهذا ما قصدته من الدعوة إلى “النقد الآخر”، و”نقد النقد”، ودعنى لا أوافقك على قراءتك، هذا حقى أيضا، أليس كذلك؟

أ. يوسف عزب: عن المصداقية

الله ينور، عاوزين من ده على طول أتمنى أن تكون دى اليومية على طول.

د. يحيى:  

لأ طبعاً، لا أعدك، ولا أوافق، دع ما يفرض نفسه يفرض نفسه.

 وبما أنك أوجزت  اليوم هكذا يا يوسف، فدعنا نستمع معا إلى بعض طلاقة رامى.

أ. رامى عادل : الحوار

مرحبا، أهلا وسهلا، وربنا يديك الصحة، و بإذن الله حانضبط الأداء، وجمّد قلبك . باى، شكرا

د. يحيى:  

حلوة حكاية “نضبط الأداء”، وجمّد قلبك أنت أيضاً يا رامى.

أ. رامى عادل: انتصار السعادة: برتراند رسل(!)

… أرجوك اسمعنى كويس جدا المره دى، أنا قصدى أفوّقك، وأنا بالومك على عدم وجود الحب فى مقال النهاردة، وعلى النظره المتشائمة، وبحاول أفكرك ، إن بسم الله الرحمن الرحيم “وما أوتيتم من العلم إلا قليلا” ، ومن أصدق من الله حديثا، بسم الله الرحمن الرحيم “يا يحيى خذ الكتاب بقوة”.

د. يحيى:         

نظرة متشائمة مَنْ ياجدع أنت، أنا لا أجرؤ أن أتشاءم، لا أسمح لنفسى أن أتشاءم، لكنك ذكرتنى بالصدفة بحادث مهم:

حين سمعت هذه الآية الأخيرة من والدى رحمه الله، (يا يحيى خذ الكتاب بقوة) وكان فى بيتنا الباكر فى القاهرة، فى شارع 10 فى العباسية، وكان عمرى أقل من 4 سنوات (لأننا انتقلنا إلى طنطا وأنا فى هذه السن)، فقلت لأبى وهو يتلوها “.. طب هات”، (مش هوّا إللى قال خذ الكتاب بقوة”!)

 هذه الحكاية حكاها لى أبى بعد أن أستقر بنا المقام فى مصر الجديدة سنة 1946، واصطحبنى أبى إلى ما بجوار قسم الوايلى ليرينى شارع 10 الذى ولدت فيه،

أما حكاية لوْمى على عدم ذكر الحب، فى مقال السعادة فعندك حق، لكن ما وصلنى من خبراتى هو أن سوء استعمال كلمة “حب” هو أكثر تواترا من سوء استعمال كلمة سعادة، ويبدو أننا فى النهاية سنقول: كما قلنا فى السعادة: إن من يريد أن يحب، فليفعل دون أن يردد الكلمة، وسوف يجد ثراءً لم يخطر على باله إن كان صادقا.

أ. رامى عادل : انتصار السعادة: برتراند رسل(!)

ايه ده يا شيخ ؟ايه ده يا شيخ؟

أنا اكتشفت ان الضرب على القفا واقع أكتر واقعيه من السعادة بتاعت عمنا راسل، الله يرحمه.. أوعى تكون واخد موضوع السعادة جد.. ربنا يفرح قلبك ويطيب بخاطرك، روح يا شيخ ربنا يهديك.

د. يحيى:

يا رب يا شيخ، من فمك لباب السماء، لكن يا رامى خلّ بالك أنا لم أتكلم عن السعادة “بتاعت عمنا راسل” يا خبر!! يبدو أننى ظلمت الرجل فعلاً!! حتى أنت يا رامى لم تلتقط ماذا كنتُ أعنى وأنا أتناول موضوع السعادة (بالمعنى الذى رفضتُه فى اليومية) ألم تنتبه كيف أنى نبهت أنها  (السعادة) إما أن تدخل من بابها الذى لا نعرفه، ولا نستطيع أن نحدده، وأن تدخل باسم آخر أو بدون اسم، وإما فالله الغنى عن استعمال الكلمة أصلاً.

أ. رامى عادل : (عن ماهية الوجدان وتطوره)

أنا أعزب، وباشتغل عامل نظافه، وساكن فى المعادى ، ودخلى يكفينى بالكاد.

والصورة الأولى: عاطفة الجزع، التباكي، صعبان عليها، الممثله بتقول بخلجاتها حرام علييك قبل حادثة الاغتصاب (التمثيليه المتخيلة)، وهى بروب الحمام والمجرم اللى ناوى يعتدى عليها بينظرلها بتشفي، وهى أيقنت انها وقعت فى فخ لا فكاك منه ، ربنا معاها، هى مش عايزه تبكي، هى عارفه ان مفيش مهرب إلا فى الصبر  بس .. يمكن يكون عندها أمل فى ربنا.

الصورة التانية: اكتئاب أو استجداء، وده بعد ما المجرم سابها نص ساعه لوحدها، وهى بتتمرن وهى يائسه.. على انها تخلى المجرم يرحمها .كل ده فى الحمام الفخم. وهى بتموت من الياس، بتموت من طول الانتظار. ربنا مش بينسى عبده حتى لو هى نسيت ربنا فى اللحظه دى بالذات ..وهى فى المصيبه دي. هى منتظره الموت.

الصورة التالتة: الألم وتانيب النفس، وبتلوم نفسها، وبتندب، وبتنوح وبتندم، لسه ماتمش اغتصابها، وهى مسئوله

ملحوظة: لا أمل فى حلم يومى الا من خلال واقع يومى . شكرا يا عم دهب

 د. يحيى:

بصراحة يا رامى لا تعليق

شوية شوية سوف تكتب قصصاً جميلة، وصلنى وصفك للتعبيرات الثلاثة على أنه إسقاط قصصى جيد، وربما هذا الإطناب هو ما كنت أحتاج أن أسمعه حتى نرفض معا اختزال كل ما وصلك من هذه الصور فى لفظ واحد ندّعى أنه يحتوى عاطفة اسمها كذا، أو كيت.

أ. رامى عادل: أحلام فترة النقاهة

هل نكف عن انتظار ما لا ياتي؟ ام نتبع الموجود بغير طائل واعد؟

هل أكف عن ملا حقة البنت الحوريه اللى هعيش فى عنيها كل الأحلام؟ ولا أعيش الواقع المر؟  يا ترى أعيش ضعيف وفاشل بارادتى احسن؟ يا ترى افضل مكسور؟ وهل أحسن أنى أعيش الحياه مع النسوان وأنا مليان عيوب و ثٌقوب؟ يا ترى هى مش هتكشفنى؟. سلام ياعم دهب، ومتهيالى أنت عارف اجابات شافية مهما كانت مُرَه

 وأشوف وشك بخير

كتاب الفصام فكرة هايلة.. توكل على الله

د. يحيى:

أنت يا رامى بصراحتك هذه (حتى بعد أن حذفتُ ما حذفتُ خوفا عليك)، أنت تخفف عنى (ربما عنا)..

لكن والله العظيم ما أنا عارف الإجابات كلها، ولا حتى بعض بعضها

ربنا يسهل وأقدر، أكمل الكتاب، بتشجيعك وتشجيع د. أسامة المثابر.

د. أسامة عرفة: حوار الجمعة 9/11/2007

كلمة أخرى فى مٍسألة الفطرة .. لا يوجد تناقض بين ما نذهب إليه من فطرة التركيب الأرضى الثنائى (الفجور – التقوى ) وبين ما يذهب إليه الفقهاء من نقاء الفطرة حيث أن الفطرة التى يتناولها الفقهاء هى فطرة يوم “الذر”، يوم أخذ الله ذرية بنى آدم من ظهورهم وأشهدهم على أنفسهم و شهدوا بوحدانية الله .. أما كدح الانسان فى الأرض بثنائية التركيب فهو كدح فى اتجاه القرب من أو البعد عن هذه الفطرة الأولى، وعليه يجب تحديد المصطلح هل عندما نتناول الفطرة نعنى الفطرة الأولى أم فطرة التكوين الأرضى و لهذا الأمر مبحث طويل ليس هنا مجاله مرحليا ..

د. يحيى:  

…… يا أسامة، أنت وما ترى(!!) كل واحد مسئول عما يصله ويراه، وإن كنت شخصيا أقرأ الآية “وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ…إلخ”

أقرأها بطريقة أخرى تماما.

ولولا أنى أتجنب دائما وبإصرار ما يسمونه التفسير العلمى للقرآن، لقلت لك رأيى بالتفصيل، لكننى أكتفى الآن بإحالتك إلى كتاب تطور العقول Kinds of Minds(1) ربما يصلك ما وصلنى كيف أن للكائنات حتى أحادية الخلية عقولا (وعياً) منظما، وكيف يمكن ربط أصل الحياة من أول الدنا DNA، وهى تشهد بالربوبية والتوحيد سابحة متصاعدة فى القوانين الأعظم فالأعظم، أن هذا الأصل هو ممتد من الجماد يسبح ربه (الجبال مثلا) إلى أنواع متعاقبة، ذرية بعضها من بعض، لا بقاء لأى نوع إلا بالتكامل والتكامل توحيدا، كل هذا يتم بعيدا عن “الوعى بالوعى”، قبل ظهور الإنسان، وبمجرد أن أكتسب الإنسان هذا الوعى بالوعى انتبه إلى “ما كان عنه غافلاً”، فتحمل مسئولية أن يحافظ على هذه العلاقة التناغمية التصعيدية الجدلية المتوازنة، أو أن يشوهها كفرا واغترابا. آسف يا أسامة فهذا إيجاز مُخِلّ، ولكننى لن أكف عن المحاولة لتوصيل ما وصلنى، لعلنا نعرف معنى تسبيحة الصوفى البسيط “ربى كما خلقتنى”، “ربى كما خلقتنى” كما نعرف كيف تُسبح له الجبال والطير وكل شئ.

 مسألة الفطرة  يا أسامة سوف تظل تشغلنى من منظور بيولوجى نمائى تطورى مرورا بالحرية وحمل الأمانة، ليكون الإنسان أهلاً لما وصل به الارتقاء إلى هذه المرتبة العليا بين الأحياء، بفضل الله، على شرط ألا نختزلها إلى البدائية من ناحية، ولا نستلهم معناها من لغة (أو لغات) لم تذكرها اصلاً، تذكر يا أسامة أننى رفضت تماما ترجمة الفطرة إلى Instinct التى هى مقابل “غريزة”، الفطرة ليست هى الغرائز، مع أنها تحتوى الغرائز، لعل الكلمة الأقرب بالإنجليزية هى Disposition ربما، حتى نجد لفظا أفضل.

 نحن البشر نتدهور يا أسامة إلى أدنى مما تتصور، وربنا يستر.

مبحثك الطويل الواعد هو مسئوليتك، ولكلٍّ وجهة هو موليها.

د. أسامة عرفة: (عن ماهية الوجدان وتطوره)

أنا على يقين أن كتابك هذا سيكون أروع ما كتبت بل أطولهم عمرا و أعلاهم ابداعا..

الصورة 2: حزن

الصورة 12: أسى – كظيم

 الصورة 3: أصعبهم .. درجة من الحزن انخلع معها القلب (أصبح فؤاد أم موسى فارغا ) : خواء؟؟!!

د. يحيى:  

شكرا لتعقيبك على صور العواطف، وإن كان ما جاءنى عموما قليل جدا، ويبدو أن هذه الطريقة فى طلب الرأى لن تنفع، أما أن هذا الكتاب “عن الوجدان”  سيكون أهم كتبى فلا أظن.

إنْ هى إلا محاولات فى كل اتجاه، لا أدرى أى موضوع من مخزونى الذى عثرت عليه مصادفة بفضل هذه اليومية هو أولى بالرعاية، أو بالتقديم، ولا أعرف ، ما الذى من بينها سوف يكون أطول عمراً أو أكثر نفعا، كله بأمره!.

د. أسامة عرفة: انتصار السعادة: برتراند رسل(!)

الرضا .. السكينة .. الدوام الرضا دفاع ضد الاحباط .. دفاع ضد أو مع الحزن .. حالة حقيقية من التناغم مع أشياء الكون .. ليست استسلاما السكينة هدأة داخلية .. سلام مع النفس.. متضافرة مع الصبر .. عدم الدوام آفة السعادة .. بما أن السعادة لا تدوم و بما أن كل شيئ هالك إلا وجهه و بما أنك كادح إلى ربك فملاقيه فالسعادة الحقيقية أن تكون جاهزا فى أيه لحظة للقائه بما يرضيه.. رضى الله عنهم و رضوا عنه السعادة فى الحركة فى اتجاه الله حركة فى النفس حركة مع الناس حركة فى الاتصال بالله و الكون جميعها فى اتجاه الله

د. يحيى:  

مزجك الحركة بالسكينة هو الذى يطمئننى قليلا، لكننى أخشى البعد عن عمق الجدل، برص مثل هذه الكلمات بجوار بعضها منك، ومنى أيضا (وربما من ابن أخى كذلك)، والآن هيا نختم الحوار بملاحظات الصديقة أمل محمود، التى تشاركنا بجدّية بين الحين والحين.

أ. أمل محمود:

الصورة الأولى: حزن

الصورة الثانية: غم

الثالثة: ألم

بالمناسبة: الجدول الموجود تحت الصورة لايعمل،

توجد طريقة بيعملوها بتوع إنشاء المواقع الإلكترونية لتفعيل الردود على جداول مثل هذه .

د. يحيى:  

تمنيت أن يصلنى مائة رد مثل ردك هذا بما يسمح بالإحصاء أو المقارنة، لكن .. الحمد لله، هذا وسوف أراعى ملاحظتك مستقبلاً فى تصميم جداول الاستطلاع القادمة، ولكن أين المشاركون؟! 

ربنا يسهل .

أ. أمل محمود:

أعتقد أن كلمة الوجدان لها علاقة بالتصوف. وليس لها علاقة بالمشاعر والعواطف والأحاسيس والانفعال، التى تتعامل معها مراكز مختلفة بالدماغ، (وأعتقد أنه يوجد خلط شديد) .

د. يحيى:  

الوجدان كلمة شاملة رائعة، لايمكن تخصيصها لفئة من البشر تمارس نشاطا إنسانيا معينا، ولو كان هو التصوف، أما علاقتها بالمشاعر والعواطف والأحاسيس والانفعال، فهذا هو ما تسعى إلى تناوله النظرية التى سوف أقدمها، أمّا حكاية مراكز المخ المختلفة، وربط بعضها بالمشاعر الإنسانية حتى لو كانت “انفعالات”، فإنها من أخطر ما اخَتَزَل العواطف والوجدان إلى ما هى ليست هى. وهذا أيضا من صلب اهتمام النظرية، وسوف نناقشه تفصيلا  فى حينه.

اعترف أن الخلط وارد، والمسئولية رائعة، والمحاولة مستمرة، وليس هناك سبيل للإبداع والتجاوز إلا بالمخاطرة، لا المعاجم وصية على لغتنا، ولا علوم الدماغ الحالية قادرة على استيعاب نبض الوجود بما هو.

أ. أمل محمود:

هناك مسألة مهمة عن العواطف طرحها طبيب ألمانى اسمه أرنست هياكون حول التعاطف والتشارك العاطفى والتى ترجمها المترجم إلى “التشارك الوجدانى”، الموقع بتاعه مكتوب فيه قصة لطيفة عن أحد حاخامات اليهود دعا ربنا أن يشوف السماء، ربنا أرسل له أحد ملائكته ليقوده إلى هناك، فوجد نفسه فى البداية فى فناء واسع ومجموعة من الناس يجلسون حول مائدة بها أشهى أنواع الطعام ويمسكون بأيديهم ملاعق طويلة جدا جداً وفى حالة من الهزال الشديد. فسأل الملاك ما هذا المكان فقال له أنه النار. ودخل فناء آخر كبيراً وبه مجموعة أخرى من الناس يجلسون حول أشهى أنواع الطعام التى تشتعل تحتها النار ووجدهم مصحين وأقوياء ويمسكون بملاعق طويلة للغاية . لكن كل واحد منهم يطعم الآخر بملعقته . فسأل الملاك . فقال له هذه هى الجنة .

ويبدو أن هذا هو “التعاطف” وليس “التشارك العاطفى” حسب رأى الكاتب الألمانى .

د. يحيى:  

الابن الزميل د. ايهاب الخراط اقترح لهذه الظاهرة (التى هى  بالانجليزية Empathy وليست  (Sympathy لفظ “المواجدة” وأتذكر أننا نشرنا له هذا المبحث فى مجلة الانسان والتطور (نحو‏ ‏المواجدة‏: ‏استخدامات‏ ‏الدهشة، عدد 62 يوليو1998)،  هذه المواجدة هى تقريبا ما جاءت فى المقال الذى أوصيتِ به وتفضلت بإرساله وهو مقال “التعاطف” لكاتبه هايكون إرنست ترجمة أ.د. سامر جميل رضوان .

أمل محمود:

(ثم إنى) بحثت عن كلمة وجدان لأنى مش عارفة معناها وهل تعنى أيضا عواطف أو مشاعر أو أحاسيس، لا أعرف، ووجدت معان متشعبة فى معجم “لسان العرب”، تحتاج منكم إلى نظرة ومراجعة.

د. يحيى:  

… عندك حق، ولقد انشغلت طويلا بهذه المسألة وخاصة فى محاولتى التحذير من مسخ مشاعرنا باستعمال أبجدية تصف العواطف مستعارة من لغة أخرى غير لغتنا، ونبضٍ آخر غير ثقافتنا.

وهذا ما سوف أفصّله فى يومية الغد (السبت) خصوصا وأننى وجدت أن هذا البحث لم ينزل فى الموقع بعد.

[1] – “تطور العقول” دانييل دينيث وترجمة د. مصطفى إبراهيم فهمى (المكتبة الإكاديمية  كراسات “عروض”)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *