حوار مع مولانا النفرى (282) : من موقف “الوقفة”
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 3-4-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3867
حوار مع مولانا النفرى (282)
من موقف “الوقفة”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
من فوّض إلىّ فى علوم الوقفة فإلى ظهره استند، وعلى عصاه اعتمد.
فقلت لمولانا:
هل بعد كل هذه الحيرة، يا مولانا وقد لاح لى ما يبدو أنه سوف يخفف منها، إذا تعاملتُ للتعرف عليها بأجزاء الثوانى، وإذا بى أفاجأ أننى ازددت حيرة.
إذن فللوقفة يا مولانا: علوم!!
أى علوم تلك التى يمكن أن تتجلى فى أجزاء الثانية؟
أى علوم تلك (ليس علماً واحداً) وأنا لا أتصور إلا أنها لحظة إشراق هى الدنيا والآخرة معاً، لكنها تظل لحظة؟
أى علوم تلك (بصفة الجمع) وقد أبلغتـَـنـَـا اختلافها النوعى والجوهرى عن العلم والمعرفة، وأى معلومات أو إشارات؟
إن التفويض إليه يا مولانا فى التعرف على هذا “المجهول الرائع الملىء بكل شىء لا نعرفه”، هو إعلان عن السماح بعجزنا عن الإجابة، وبالتالى نفهم مغزى إعفائه لنا من البحث فى ماهية ومحتوى تلك العلوم.
لقد فتح لنا باب التفويض تأكيدا لروعة نور الجهل اليقينى، فيصبح الأمل هو أن يرجو من يثق فى فضله بإطلاق: أن يفوّض إليه فيما سمح وأوصى به، مهما بلغ جهله به.
فلتكن علومها ما تكون، ولتكن هى أيضا ماتكون، فهو أدرى بكل ذلك.
بمجرد أن وصلتُ إلى هذا اليقين حتى شعرت أنى استند على ظهرى به.
وعلى عصاى إليه.
فتتراجع حيرتى – ولو قليلا – حامدا مطمئناً.
2018-04-03