“يوميا” الإنسان والتطور
23 – 10 – 2007
حالات وأحوال:
“أدمغة” المدمن ومستويات الوعى (1)
مقدمة :
لأول مرة منذ صدرت هذه النشرة اليومية، يصدر هذا الباب الذى كنا نسميه “حالات وأحوال”، وكان المتبع فيه أن نعرض مقتطفاً من “أحوال” حالة بطريقة ليست تقليدية، ونحاول أن نقرأ “معنى ما يقوله المريض” بأعراضه ومن خلال أعراضه، ولا نكتفى بتسميتها (هلاوس – اكتئاب . . .الخ) بل إننا كثيرا ما كنا نحاول أن نتجنب تسميتها، كما نتجنب عادة وضع لافتة تشخيصية معينة، ما أمكن ذلك، حتى لا نختزل المريض إلى ما يُسَمَّى به مرضه.
المريض –أى مريض- هو عالم زاخر “بما هو”، يقول بأعراضه وبفشله وبتفسخه أحيانا أبلغ وأعمق مما يقوله السليم، ومن الأقوال التى تستعمل بسطحية شديدة قولهم “خذوا الحكمة من أفواه المجانين” وأظن أنه قد آن الأوان أن يتعدل هذا المثل إلى قول آخر يقول “اعرفوا أنفسكم من خلال صدق المجانين” أو “أكملوا وجودكم من دروس المجانين”، أو أتمّوا مشوار المجانين بشطارتكم ماداموا هم قد أجهضوا –مسيرتهم-” …الخ.
المهم ها هو الباب يعود، ونأمل أن يكمل ما بدأناه، وأن يتطور إلى مايفيد .
قبل أن نبدأ فى عرض “بعض” حالة اليوم نود أن ننبه إلى ما يلى :
أولاً: إنها أحوال أكثر منها حالة، وأحوال هذه كلمة يستعملها المتصوفة المبدعون الذين نتعلم منهم وهم على فى ذِرْوة وِجِْْدهِمْ، كما نتعلم من المجانين وهم يغوصون إلى جُبِّ كهوف ذواتهم، ما لم نلحقهم فيستجيبون
ثانياً: إنها “بعض حالة” وليست كل الحالة ، ونحن نريد أن نتعلم ونعلِّم الناس محاولة فهم بعض لغة “المرض” قبل ومع لغة “المرضى”، مهما كانت موجزة أو مجرد عينة .
ثالثاً: إننا لن نتوقف كثيرا عند الأسباب كما يحب كل الناس أن يفعلوا، ومثلهم يبدو التحليليون خاصة، وأغلب المعالجين، والأطباء النفسيون، فتنقلب المسألة من البحث عن سبب لايمكن إزالته عادة (فهو فى الماضى غالبا) إلى تبرير والتماس العذر، مما قد يعطل مسيرة العلاج، ولا يؤدّى بنا إلى فهم المواجهة الحالية التى ننطلق منها نحو الشفاء.
رابعاً: إن اسم المريض الموجود هنا مختلف طبعا عن حقيقة اسمه، كذلك، كل الأسماء والتفاصيل الأسرية وبعض التاريخ، حتى لايمكن التعرف على صاحب (أو صاحبة الحال) بأى حال من الأحوال.
خامساً: إن لعرض كل حالة أو أية أحوال “غرضاً خاصاً” من خلال “فرضٍ خاصٍّ”، وننصح الزائر القارئ ألا يغلبه حب الاستطلاع، فتشغله تساؤلات بعيدة عن المعروض، لأن المسألة ليست جمع معلومات، أو رص أسباب كما ذكرنا، بقدر ما هى “عرض لعينات”، “وتحديد معنى”، “وإعمال فكر” “وتشغيل حدْس” وكل ذلك لإمكان الإحاطة بأبعاد “الفرض” المعروض .
والآن إلى الحالة.
هو شاب –ولنطلق عليه اسم “طارق”- فى السابعة عشرة من عمره، الثالث من ثلاثة أخوة وأخوات أشقاء، طالب فى الثانوية العامة، له أخ واحد أكبر منه (يعانى من نفس المشكلة)، وهو من الطبقة المتوسطة الأعلى التى كوّن عائلها نفسه وأعال أسرته بالشطارة، والسفر، والصبر، والمحاولة، والخطأ، ثم الترييح، والأمل، والتراخى.
الفرض:
أولاً: إن كلمة “دماغ” التى يستعملها غالبية المدمنين، إنما تشير إلى تغير كيفىّ (نوعى) فى الوعى، مَعَ درجةٍ من “الوعى” (الدراية awareness) بهذا التغير (الوعى بالوعى).
ثانياً: إن تعدد مستويات الوعى البشرى (المقابل لتعدد تركيبات منظومات الدماغ= المخ)، وأيضا المقابل لتعدد الذوات داخلنا، هو الذى يسمح بهذه النقلة من مستوى وعى إلى مستوى وعى آخر، وأيضا يسمح بالتوليف الممكن بين بعض مستويات الوعى ليحقق من خلال ذلك تغيُّر كيفىّ معين، كأنه وعىٌ آخرٌ يتخلَّق.
ثالثاً: المفروض أن هذا التغير هو أمر طبيعى، ويتمثل أساسا فى تغير حالة الوعى بين النوم اليقظة، وأثناء النوم بين حالة الحلم واللاحلم، وغير ذلك ما سيأتى ذكره، وحين لا تتاح الفرصة لكل هذا، يسود مستوى وعى واحد طول الوقت، وهذا المستوى إما أن يتصلب ، أو يبهت، أو يُبَرْمَج بانغلاق دوائره إلا فى قطاع الاغتراب والأداء اليومى الخالى من الطزاجة والتجدد.
عرض المقتطفات الداعمة للفرض:
إن هذا الشاب، فى هذه السن الباكرة استطاع بدقة متناهية وصف تنويعات وتشكيلات من التغير الكيفى للوعى، وهو ما أسماه (كما يسميه أغلب المدمنين) “دماغ”، هذا ما استنتجناه من شكواه ونص أقواله كما يلى:
(1) أنا من زمان كنت باشوف “خالى” الصبح يقعد يتخانق ويزعق ويسبّ الدين، وبالليل كان لما يشرب حشيش كان بيتحول ويبقى إنسان تانى خالص، أنا ساعتها ماكنتش أعرف إن دى مخدرات، وبدأت أعرف إن الواحد عنده دماغ تانية غير دماغه.
هذا الشاب بدأ التعاطى من سن 12 سنة (أى قبل تسجيل هذا التاريخ الذى يحكيه بخمس سنوات)، ونلاحظ كيف، وهو فى هذه السن الباكرة، لاحظ الاختلاف الواضح بين حالة خاله وهو بدون مخدرات، وحالته بعد التعاطى، مما جعله يرجح من تلقاء نفسه أن المخ البشرى له أحوال نوعية مختلفة (غير تقلب المزاج، واختلاف العواطف، وتبديل الآراء، وهذا الكلام التقليدى الطبى النفسى المعاد) عرف الصبى هذا التغير من خلال تغير أحوال حالة خاله كلها على بعضها، وهو ما نفترض أنه يقابل الوعى، كما نحب أن نقدمه، وهو هو ما أسماه هذا الشاب لاحقا (فى الأغلب) الدماغ ..
“بدأت أعرف إن الواحد عنده دماغ تانية غير دماغه”.
فى هذه السن الباكرة دعونا نفترض أنه مع دقة الملاحظة التى يحكى بها هذا الشاب، لو كنا أحسنا الاستماع إليه، ومن ثَمَّ إلى حاجته إلى اكتشاف هذه الدماغ الثانية من خلال طرق طبيعية، تعرف النقلة النوعية فى المراهقة كما تعرف كيف يمكن أن يعمل الشباب (وكل الناس) دماغاً (تغيرا فى الوعى) من خلال حياة متحركة صحيحة، يعملون دماغا أى يسمحون بحركية نضج، وطزاجة إدراك، ونبض فكر، يتيح تنقلا بين وعى ووعى، أقول لو أننا عرفنا كيف يمكن لهذا الشاب أن يستجيب لملاحظته تلك “إن الواحد عنده دماغ تانية غير دماغه”، لما كان هذا الشاب وصل إلى ما أراد معرفت هكذا:
(2) وكنت عايز أوصل للدماغ دية، وأعرف هى إيه الدماغ إللى بتحول البنى آدم بالشكل ده،
أعيد: لو أننا عرَّفنا هذا الصبى كيف يصل إلى هذه الدماغ الثانية بطرق تربوية حياتية حركية جدلية إبداعية سليمة، لما احتاج إلى دخول إلى مغامرة هذا التحريك الكيميائى بإقحامِ سموم الإدمان من خارجه إلى داخل جسده ووجوده.
لم نفعل،
فماذا فعل هو لاكتشاف سرّ هذه الدماغ التانية فى هذه السن المبكرة؟
(3) فقررت أسرق سيجارة من خالى وأشربها وكان عندى 11 سنه، وفعلاً شربتها وعملت لى دماغ 24 ساعة، وكنت مبسوط جداً حسيت إنى إنسان تانى وفعلاً العيشه إتحولت.
لاحظ هنا تعبير: “حسيت إنى إنسان تانى، وفعلا العيشة اتحولت“.
هذا وهو مازال فى الحادية عشرة.
هل هناك لدينا فعلا وسيلة لتحويل العيشة “نوعيا” إلى أحسن فى هذه السن فى الحياة العادية؟.
أظن الاجابة بالنفى، وهذا لا يبرر أن نستسلم لذلك، (وإلا فلماذا هذه اليومية؟)
فإذا كان الأمر كذلك فعلينا أن نعيد النظر فى نظم التربية، وعدد الفرص، ومدى المساحة، وحركية الخيال فى هذه السن بالذات، أليس كذلك؟.
(4) وبدأت أعرف الخمره وبقيت أشربها مع الحشيش.
مع تغير المواد وخلطها حسب الظروف والتجارب يتغير الوعى (يحصل الدماغ) فيحقق كل واحد من هؤلاء المبتدئين التغير المناسب الذى يسعى إليه فى غموضٍ مستَطِلْع، ليكتشفه بالصدفة، أو بالتجربة والخطأ، أو بالتقليد أو بالتباديل والتوافيق.
تتواصل هذه المحاولات مع هذا الفتى منذ هذه السن الصغيرة وهو يكتشف الاختلافات النوعية بمنتهى المهارة.
(5) وفضلت كده حوالى سنه كل ما “أعرف دماغ” بابقى عايز أعرف “فيه تانى ولا لأ”.
يلاحظ هنا أن استمرار الوعى الجديد “المصنوع” هو هو، وتكراره كما هو، يقترب بهذا الوعى المصنوع من نوعية الوعى العادى المغترب الذى هرب منه هذا الفتى بالتعاطى، فالصبى هنا لا يبحث فقط عن نوعية وعىٍ بذاتها يريد أن يصل إليها ويكررها، بل هو دائم التطلع إلى المجهول بتجديد غير مألوف لوعيه، ليس بالضرورة إلى الأحسن أو الأعمق بل مجرد “وعى آخر“، نوع من الدراية والإدراك مختلف عما هو فيه “أعرف فيه تانى ولا لأ.
(6) أول ما ضربت “البيسه” (1)ضربتها حقن لا شم و لا حرق، وعرفت الدماغ العاليه و(عرفت) يعنى إيه: شخصيتى كلها إتغيرت.
مع تمادى التباديل والتوافيق بدأ طارق يستطيع أن يعطى أحيانا اسما لكل حالة من حالة الوعى التى يحققها، وقد وصل هنا إلى اسم من الأسماء الشائعة وهو “الدماغ العالية” .
هناك مستوى من الوعى الإبداعى يسمى “الوعى الفائق” وهو الذى يشتمل على أكثر من مستوى معاً فى جدل خلاق فيكون الإبداع،
هذه التسمية “الدماغ العالية” التى أطلقها طارق على آخر ما وصل إليه من توليفات الوعى هى – فى الأغلب- الوجه السلبى لنفس الظاهرة، أى أنها تمثل أكثر من مستوى وعى “تنشط معا“، ولكن دون توليف باق قادر على إفراز أى وجود أو نتاج إبداعى، ومن صفات هذه الدماغ العالية (وأيضا الوعى الفائق فى الإبداع) أنها تغمر الوجود كله، فهى ليست تغيرا فى العواطف أو فى الأفكار أو فى الإدراك وإنما فى “كلية التواجد” التى عبر عنها هذا الفتى بـ ” … وعرفت الدماغ العالية (عرفت) يعنى إيه: شخصيتى كلها أتغيرت”.
ثم يتمادى فى الوصف:
(7) حسيت إنى باشا، وإن الدنيا كلها تحت رجليا وعرفت يعنى إيه “طعم الحاجات”، وعرفت إنه مفيش دماغ بعد كده وبطلت الخمرة.
لاحظ تعبير “طعم الحاجات”
الأرجح أنه مع هذا التغير النوعى فى الوعى نوع الإدراك ككلّ”، حتى تصل التجربة بصاحبها إلى “ذروةٍ ما“، يعرف من خلالها فيمَ يستمر، وماذا يدع (هنا طارق استغنى عن الخمر)
لكن مهما كانت هذه الذروة فهى إذا استمرت وتكررت لا تصبح “هى التى هى”،
إن تغيير الوعى، وهو الذى يسعى إليه طارق، وأمثاله، دعونا نسميه “التغير فى ذاته” هو المهم وهو الدماغ، وطارق هنا يفرق بين تحقيق وعى آخر يتكرر وقد يثبت فيبوخ، وبين التغيير فى ذاته لذاته.
(8) .. والدماغ بدأت تتقل، ومَعْدِتش زى زمان، فبدأت آخد حاجات تانية، علشان أوصل لنفس الدماغ، وبدأت أخذ ابتريل وترامادون عشان أوصل لنفس الدماغ، وفجأة شهرالعسل خلص. . . “
مع استمرار التعاطى لنفس التوليفة يختفى فعل “التغير” حتى لو بقى مستوى الوعى الجديد ولا يصبح “زى زمان“، طارق يضيف هنا أنه لكى يصل إلى مايريد عليه أن يقوم بتجديد الصنف أو بخلطة بمواد جديدة لتحقيق الدماغ الذى أصبح يعنى “التغيير”، إن الهدف –كما ذكرنا- لم يعدد إبدال وعى بوعى، وإنما هو التغيير نفسه، فهو الذى يعطى للتعاطى معنى، وطارق حين أضاف كل ما أضاف من توليفات جديدة، لم يحقق ما أراد من تغيير مضطرد طول الوقت، لم ينجح، وربما هذا ما أسماه (فى هذه السن) “فجأة شهر العسل خلص”.
ثم لجأ طارق إلى محاولة أخرى تكاد تثبت الفرض الذى نعرضه هنا بشكل مباشر، لجأ إلى الانقطاع عن التعاطى، ليس كخطوة أولى فى العلاج، أو بداية توبة نصوح، وإنما ليعاود الضرب من جديد، فيستشعر التغيير (أى يحقق الدماغ= حركية تغيير الوعى)
(8 َ) كنت أريّح خمس أيام، أستحمل أعراض الانسحاب، … أرجع أضرب تانى، واكتشفت ان ده كويس جداً.
هكذا يصر هذا الصبى أن يعلَّمنا بذكاء فائق أن المسألة ليست هذه المادة أو تلك بقدر ما هى تغير الوعى، فكأنه هو – بتلقائية “التجربة – والإعادة“، يتوقف ويتحمل أعراض الانسحاب، لا ليكف عن التعاطى، ولكن ليعود فَيشعر بالتغيّر الذى يسعى إليه، إذا ما عاد إلى الضرب، وقد تحقق له ما أراد، وكأنه عالم يبحث ليكتشف: وها هو قد اكتشف إن ده كويس جدَّا.
(8 َ َ) علشان ده كان بيخلينى أوصل لنفس الدماغ اللى كنت بدور عليها،
مرة أخرى: فهو مازال يبحث عن نوعية تغير الوعى المتميزة بنقلةٍ ما، وليس على حالة وعى بذاته.
ثم يستمر الحال ويتباعد التغيير، وتصبح تلك المواد جزءاً ثابتاً من الوعى الجديد الذى يبدأ فى “الجمود”، لأنه يستقر ويسكن بفعل هذا الانتظام المدعم بالمواد هى هى، فتنقلب وظيفة المواد التى كانت تقوم بالتغيير إلى أن تقوم بمزيد من التماسك “فى المحل” وهى تعجز عن التغيير كما كانت سابقا.
(8 َ َ َ) بقيت باضرب فى الفترة الأخيرة علشان أمسك نفسى، ماكنتش باعمل دماغ.
حين تتحول المواد الجديدة هكذا لتصبح مهمتها هى لتثبيت حالة ما، وفى نفس الوقت يصبح الاستغناء عنها مهدّدًا بالتناثر حتى الجنون، يضطر المدمن إلى تعاطيها ليتماسك: “يمسك نفسه” وليس ليتعتع الجمود كما كان يفعل فى البداية.
(9) أنا طول الوقت عندى أفكار ضرب، وفاكر إنى لما أخرج من هنا لو ضربت حاعمل نفس الدماغ بتاعت زمان، أنا كنت دايماً عارف إنى مليش غير البودرة.
مع دخوله للعلاج وامتناعه –قسرا غالباً- عن التعاطى، يفقد طارق دماغه (حركية التغيير) التى كان يصنعها بنفسه، إذْ يفقد فرصة معاودة تجديد ألعابه لتغير الأدمغة (حالات الوعى) الواحدة تلوه الأخرى، وها هو ينتظر فى شوق خروجه، ربما لأنه ينتظر أنه حين “يضرب” بعد خروجه، وقد انقطع طول هذه المدة، سوف يصل إلى وعى جديد تماما، كأنما يضرب لأول مرة، فيظل –أثناء العلاج- يحافظ على “أفكار الضرب” لحين تتاح الفرصة من جديد
وحين تطول به المدّة، ولا يحقق كل ما يريد، يبدى تحركا بطيئا كأنه يحاول أن يأخذ فرصة التوقف، ويلوح له أنه: “كفاية كده”، لكنه يظل يتغزل فى هذا الوعى الآخر
(10) نفسى أبطل وأعيش باشا، مفيش حاجه قهرانى ولا مسيطره عليا، بس الدماغ التانيه بتاعتى حاتوحشنى جداً. نفسى أبطل أنا، وأكمل حياتى محترم،
وبرغم هذه الأمنيات، فإنه يعلن بشكل مباشر قوى أن ثَمَّ خطأ فى محاولات العلاج التسكينية السطحية التى تتنافى مع خيال هذا الصبى “الذى التقط عمق الطبيعة البشرية فى إيقاعها الحيوى النابض”.
(11) أنا مش متخيل إن أنا حاعيش بدماغ واحده، بعد ما كان عندى دماغ حشيش ودماغ أبتريل ودماغ ترامادول ودماغ بودره سم، أسيب كل ده وأعيش بدماغ واحده دماغ مِبَطَّلْ؟!
وبعد…
هل نصدقه فنتعلم ضرورة تعدد مستويات الوعى حتى نكون بشرا؟!
وحتى لا نضطر إما إلى سجن واحدية ثابتة، عادية، ماسخة، زائفة؟
أو نضطر إلى تحريك مصطنع بسموم تهدد إما بالتناثر وإما باغتراب خامد جديد؟
التعقيب الختامى
* كم منا بالله عليكم يعيش بدماغ واحد؟ دِمَاغْ مِبَطَّلْ؟
* أم أننا نعيش “فى السليم” منذ البداية إذْ “نبطل” قبل أن نتحرّك أصلاً؟
* وهل خَلَقَنا الله بدماغ واحد (مِبَطّلْ) أم بعدة أدمغة.
* ومادام الحصول على دماغ عن طريق هذه السموم له كل هذا الثمن الغالى، فكيف يمكن أن تحصل “بقية أدمغتنا” على حقها فى التواجد، والتبادل، والتنشيط، والإبداع، والتراجع، والمحاولة، والخطأ؟
تلك هى المسألة الصعبة!
وغداً نلتقى بطارق أيضا فى “حركية خياله” مع اختبار إٍسقاطى