نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 30 – 7 – 2015
السنة الثامنة
العدد: 2890
ص 200 من الكراسة الأولى (3)
بسم الله الرحمن الرحيم
نجيب محفوظ
أم كلثوم نجيب محفوظ
فاطمة نجيب محفوظ
فجر جديد، وعى المفكرين
مارى انطوانيت ملكة فرنسا
روبسبير رئيس الانقلاب الدموى
صلاح الدين الأيوبى مجد (أو محرر) العرب
المعز لدين الله الفاطمى
المماليك البحرية والبرجية
محمد على الكبير مؤسس مصر الحديثة
الخديو اسماعيل يباشر الحضارة الحديثة
أحمد عرابى رئيس الثورة العرابية
ثم فترة حديثة من التاريخ
نجيب محفوظ
29/8/1995
القراءة:
مازلنا فى الصفحة المائتين التى تبدو أنها تصر أن تكون أخر صفحة (على الأقل فى هذه المرحلة).
أشرت فى الأسابيع الماضية إلى أن “محمد على الكبير” قد ذكر من قبل فى تداعياتى السابقة على التدريبات، وكذلك “الخديو اسماعيل” وسجلت رقم الصفحات والروابط(1)، ولكننى حين رجعت إليها هذا الأسبوع وجدت أن ما كتبته هو مجرد ذكر الأسماء مع سطر أو بضعة أسطر كانت بمثابة ملاحظة هامشية. كذلك الحال بالنسبة لـ”أحمد عرابى”.
فكرت أن أعطى لهؤلاء الثلاثة حقهم اليوم طالما تتابعوا هكذا وراء بعضهم البعض كما حضروا فى وعى شيخى أثناء التدريب وأنا أعرف موقعهم فى وعى شيخى عامة بكل احترام وموضوعية، لكننى وجدت أن “المعز لدين الله الفاطمى”، قد جاء ذكره قبل كل هؤلاء وكذلك المماليك البحرية والبرجية.
قررت أن أبدأ بـ “المعز لدين الله الفاطمى” حين وصلتنى ملامح مشتركة بين ما يجرى فى المنطقة العربية الآن وبين تلك النقلات والحروب وإعادة رسم الخرائط فى عهد “المعز” بالذات والفاطمين عموماً.
فوجئت أننى لا أعرف شيئا عن هذه الفترة مع أن ما ورد فيها شديد الأهمية، شديد الدلالة، شديد الإرعاب، وأنه لو صح ما وصلنى – بفضل تداعيات وعى شيخى فى التدريب- وأمكن أن يصل إلى حكامنا اليوم لفهمنا أكثر هذه الصراعات الجارية حولنا وأنها ليست غريبة ولا جديدة، وأن لها تاريخ دموى رهيب يشمل الحروب الأهلية على نطاق الأمة الإسلامية مجتمعة، كما يشمل صراع السلطة والتناحر الطائفى الدامى معظم الوقت بكل ما جرى وذكره التاريخ عن القتل، والغدر، والتفكيك، ومحاولات التجميع .
استدرجنى كل ذلك إلى أن أفحص أساسا ما تيسر من ملف “المعز لدين الله الفاطمى” لأنه كان الأهم والأقرب فى علاقته بمصر والقاهرة بالرغم من بدايته فى المغرب ومع البرابرة أساسا، كما تصورت أنه لو قرأ هذه السطور التى مررت بها فى عجاله أولئك الذين يخططون للعاصمة الجديدة بديلا عن القاهرة لتراجعوا، كما تصورت أن محفوظ القاهرى حتى النخاع كان سوف يقلق من هذه النقلة الإدراية شبه الخليجية ولامؤاخذة.
ثم توالت الترابطات حتى أوصلتنى إلى “كافور الأخشيدى“، وخاصة وأن شيخى قد ذكر “المماليك البحرية والمماليك البرجية”، فى نفس الصفحة، وما كافور إلا مملوكا يحتاج إلى مساحة فى وعينا مادام شيخنا قد ذكرنا بالمماليك المرتبطين بهذه الحقبة بوجه خاص.
ثم وصلت أخيراً إلى “الحاكم بأمر الله“، وهو فاطمى أيضا إذا بى أمام شخصية أخرى غير الشخصية التى يتداولها الناس بسخرية ملوثة بالملوخية وغيرها!!
وجوه الشبه كثيرة ومتعددة ومتبادلة، ولو حضرنى شيخى حالا لدارت مناقشاتنا طويلا، فأتعلم منها ما ينقصنى وهو كثير، لكنه يظل يعلمنا كما ترون حتى من عفو تداعايت وعيه بعد زعم رحيله.
وبعد
قررت أن أؤجل كل ذلك لعلى أتناوله واحدة واحدة فى نشرات لاحقة بما أتصور أنه كان يهم شيخى أن نتناقش فيه وحوله، وقد نربطه بما يجرى الآن.
هذا ما أدعو الله أن يعيننى عليه فى الأسابيع القادمة.
[1] – أكرر الإشارة إلى ما ورد سابقا “محمد على” ورد هذا النص فى صفحة التدريب 111، نشرة 6-6-2013 .
– ” الخديو اسماعيل” ورد هذا النص فى صفحة التدريب 111، نشرة 6-6-2013