نشرة “الإنسان والتطور”
الاثنين: 3-12-2012
السنة السادسة
العدد: 1921
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (134)
الإدراك (95)
تجليات الإدراك فى الحياة المعاصرة
مقدمة
ورد فى نشرة أمس عن الإدراك أن:
“… بعض النخبة من أصحاب الفضل من السابقين المتقدمين فى الغرب قد أولوه حقه من التقدير والاحترام، خاصة فيما يسمى الموقف و”المنهج الفينومينولوجى” تحديدا، وهو ما أشرنا إليه فى أكثر من نشرة فى ملف الإدراك فى الأسابيع والشهور السابقة، كما أن ثقافات وديانات فى الشرق الأقصى، قد أسهمت فى البحث فيه والبحث به بقدر وافر ومفيد….”.
واليوم أضيف:
إذا كان الإدراك بكل هذه الأهمية، وبكل هذه المحورية، وإذا كان مبدعوا ونقاد الغرب انتبهوا إلى خطورة تهميشه، سواء فى التنظير العلمى أو الممارسة المعرفية، وكان مازال له دور أكبر فى الشرق عموما، وعند الشعوب الأقل تطورا (بمقاييس المدنية الحديثة) فما هى تجليات حضوره، إيجابياته فى الحياة المعاصرة؟
عددنا أمس كثيرا من العوامل والمؤثرات والتوجهات التى أدت إلى تهميشه أو إزاحته أو إنكاره، وقد لزم أن نتطرق اليوم إلى استنتاجات هى أقرب إلى الفروض، تشير إلى أنه مازال له دور هام، وإن كان بشكل غير مباشر، فى كثير من النشاطات المعرفية والإبداعية والدينية والإيمانية حتى وقتنا هذا، وهذا ما امتلأ به الملف حتى الآن.
لعلنا نذكر كيف أننا كنا على وشك الدخول – بناء على استدراج أ.د. السامرائى- إلى علاقة الإدراك بالشعر والإبداع والوعى والموت، وأغلب ذلك مواضيع إشكالية وعميقة ومعقدة، وأكاد أقول – تماشيا مع الشائع عنها – لا تهم إلا الخاصة (وهذا غير صحيح)، ففضلت أن أبدأ بالتذكرة بدور الإدراك الحاضر والفاعل عند الشخص العادى، دون أن يسمى كذلك، علما بأننا تناولناه بشكل مناسب فى نفس هذا الملف لكننى شعرت أن العودة – بعينات – لازمة حتى لو اضطررت لشىء من التكرار.
هل تذكرون – أصدقائى – ما عرضناه من ألعاب علاجية فى العلاج الجمعى عموما، بما فى ذلك ما عرضناه على زوار الموقع ودعوناهم للمشاركة، واستجاب بعضهم لها بأمانة وتلقائية رائعين؟ هل تذكرون برنامج “سر اللعبة” الذى عرضته قناة “النيل الثقافية”؟؟؟؟؟ وناقشت فيه قيم ومفاهيم سائدة، بتلقائية غير مناقشاتيه؟ (وتوجد أغلب تسجيلاته فى الموقع؟) يمكن الرجوع إليها:
– لعبة الظلم: (نشرة 5-4-2011)، (حلقة برنامج سر اللعبة 24/4/2004)
– لعبة الحب: (نشرة 24-9-2008)، (حلقة برنامج سر اللعبة 15/5/2004)
– لعبة المثالية: (نشرة 13-4-2008)، (حلقة برنامج سر اللعبة 12/3/2008)
– لعبة الشعور بالذنب: (نشرة 29-1-2008)، (حلقة سر اللعبة 29/5/2008)
“هل تذكرون لعبتين بالذات أشرنا إليهما بوجه خاص فى ملف الإدراك تحديدا وهما:
الأولى: يا خبر دانا لما ما بافهمشى يمكن (أكمل…)
الثانية: دانا لو أقول كلام من غير كلام يمكن (أكمل….)
ياه!!
حين قررت أن أبدأ بتجليات الإدراك فى الشخص العادى، خيل إلىّ لأول وهلة أننى سوف أجد صعوبة متزايدة، لأننا لا نستعمل فى أحاديثنا العادية تعبير الإدراك بتواتر كاف (أدرك، يدرك، إدراكا، لم أدرك …إلخ)، لكننى فجأة انتبهت إلى أننا نمارس الإدراك دون تسميته باسمه.
قفزت إلى الذكريات المسجلة بالنشرة تلو النشرة بالنسبة للألعاب عامة، وبشكل خاص تلك التى وردت فى ملف الإدراك، فحمدت الله أننى سبق نشرها كامل بشكل أو بآخر، مع تعليقات واقعية، وحين عدت إليها وجدت أنها مزدحمة أشد الازدحام وأكثفه، وداخلنى شك أن جرعة كافية قد وصلت للقارئ المشارك مهما بلغت جديته تظهر له أن الإدراك إنما يظهر إذا أزيح الفهم كما نعرفه، ولو مؤقتا، من طريقه برغم تكاملهما من حيث المبدأ، واكتشفت كذلك أننا فى الحياة العادية لا تتاح لنا الفرصة لنتأمل أى وسائل التعرف والمعرفة، هى الغالبة أو المتقدمة فى وقت بذاته لغرض بذاته، وكأننا نمارس الإدراك “دون أن ندرى”.
وهكذا أجلت الحديث عن علاقة الإدراك بالموت والشعر والوعى والإبداع، أما عن الحلم، وما تدركه العين الداخلية خاصة أثناء نشاط حركة العين فى النوم النقيضى”ريم[1]” REM ، فهو فى صلب نشاط الإدراك، ولعله هو ما جاء فى الشكل (1) الذى ظهر فى نشرة أمس فى الشكل بعنوان “الإبداع الفسيولوجى: النوم/الحلم، وقد تناولته تفصيلا دون ربطه مباشرة بالإدراك وذلك فى “الإيقاع الحيوى ونبض الإبداع”،وأحلام محفوظ “عن طبيعة الحلم والإبداع”.
أثناء هذه المراجعات ظهر لى عنِّى ما كنت أعرفه، وكيف أن هذه القضية كانت جوهرية بالنسبة لى طول الوقت، وحين قلت أننى عايشت نشاط الإدراك فى العلاج الجمعى بالذات مع مرضى أميين أو يفكون الخط ومتوسطى التعليم ومتواضعى الذكاء والقراءة، وكيف أننى اكتشفت كيف أننا (المرضى والمعالجين) نشكل من خلال هذا العلاج ما أسميته “الوعى الجمعى” تشكيلا متدرجاً متصاعدا (فى النهاية إلى وجه الحق سبحانه وتعالى)، كان ذلك من نفس المنطلق لنفس الهدف أعنى من منطلق الإدراك إلى هدف الكشف عن قنوات التواصل والمعرفة الأخرى، إلى التأكيد على التصعيد الطبيعى لهارمونية مستويات الوعى.
وسوف أعمد اليوم وربما الأسبوع القادم إلى انتقاء عينات من كل ما سبق ذكره بما يؤكد حضور الإدراك فى الحياة العامة للشخص العادى، وقد اخترت استجابات طبيبة زميلة تحت التدريب ثم مريضة بنت بلد طيبة، وأخيرا شخصى لأسباب سوف أذكرها.
لعبة يا خبر!! دانا لما بافهمشى يمكن …. (أكمل)
مثال (1):
استجابة متدربة (د. منى) فى أحدى جلسات العلاج الجمعى (أنظر النص كاملا نشرة 28-3-2012)
د.منى: يا أحمد ياخبر ده أنا لما ما بافهمشى يمكن أحافظ على نفسى
د.منى: يا هاله ياخبر ده أنا لما ما بافهمشى يمكن ده أحسن لى
د.منى: يانصره ياخبر ده أنا لما ما بافهمشى يمكن أمشى أحسن
د.منى: يادكتور يحيى ياخبر ده أنا لما ما بافهمشى يمكن أكون أجمل
د.منى: يامنى (نفسها) ياخبر ده أنا لما ما بافهمشى يمكن أكون مبسوطه اكتر
التعقيب:
الدكتورة منى تشغل وظيفة طبيب مقيم (عمرها 24 سنة تقريبا)، وهى تتدرب مع الأستاذ المدرب أسبوعيا لمدة عام.
نلاحظ أن إجاباتها أظهرت فى عمومها أهمية وفائدة “عدم الفهم”، بما يشير إلى تدعيم الفرض القائل : إن الفهم ليس إلا أحد آليات التعامل مع الحياة، وربما لأنها طبيبة، ولأنها دخلت كلية الطب “بالفهم (الحفظ) المدرسى المنظم” الذى أتاح لها فرص التفوق، ولأنها منذ كانت – حتى تحقق هذا التفوق – استعملت “آلية الفهم” طول الوقت، ربما على حساب كل ما عداها، فيبدو أنها بمجرد أن سُمح لها بتصور أية آلية غير ذلك، أو حتى عكس ذلك، انطلقت تعدد ما كانت محرومة منه من “فرط الفهم“، أو نتيجة لاحتكار الفهم لها وللحياة، ولو جمعنا استجاباتها لأمكن أن نكتب جملة مفيدة تقول:
إن الاستغناء عن الفهم، ولو مؤقتا، إنما يسمح لآليات أخرى أن تحقق لنا أن نكون أجمل، وأكثر انبساطا، وأن نحافظ على أنفسنا أفضل، وأن هذا كله هو أحسن لنا بشكل أو بآخر،
وكما شرحنا فى التنظير أن هذا لا يعنى تفضيل عدم الفهم عن الفهم، بقدر ما هو يعنى أن هناك ما يجعل الفهم وحده طول الوقت آلية لها حدودها وقصورها بشكل أو بآخر.
التعقيب الآن: 2/12/2012:
هل يمكن الآن أن نتعرف أكثر، ولو بطريق غير مباشر على قناة التواصل الآخرى، وأيضا على آلية المعرفة الأعمق التى نسميها حاليا الإدراك والتى تظهر بمجرد إزاحة الفهم ولو باللعب؟
مثال (2) المريضة (بنت البلد):
نصره : يا هالة دانا لما ما بافهمشى يمكن كنت فهمت الناس اللى حواليا
نصره : يا دكتور يحيى ….. دا أنا لما ما بافهمشى يمكن أبقى احسن من كده
نصره : يا نصره ياخبر دا أنا لما ما بافهمشى يمكن كنت كسرت الدنيا دى
(فنصره التى لا تكاد تفك الخط، أم لخمسة أولاد وبنات، وإحدى بناتها على وشك الزواج، برغم أنها تبدو وكأنها لم تتعد الخامسة والعشرين، وبحسب الفرض الذى نعمل تحت مظلته، فقد تكون هى أكثر أفراد المجموعة تسييرا لحياتها بدرجة من عدم الفهم، دون إعلان ذلك، فهى دائمة الابتسام الصبور، تعول أسرتها كلها دون شكوى، تعيش مع زوج معتمد عليها بدرجة أفسدت حياتهما، (دون الدخول فى تفاصيل اكثر)، وبرغم كل الصعوبة، وبكل ما لاحظناه من مقاومة، جاءت إجاباتها – مع أنها خرجت منها تحت ضغط – ذات دلالات تحتاج النظر)
التعقيب:
أقرت نصرة احتمال أنها لو لم تفهم “يمكن يبقى أحسن مع ثلاثة مشاركين، الطبيب القائد، ثم نفسها، والثالثة زميلتها هالة، لكن كان ذلك بعد توقف متكرر، ولعل فى ذلك ما يشير إلى أنها فى حمى الأطباء المعالجين يمكن أن تطمئن لعدم الفهم، بالإضافة إلى احتمال أن دور هالة يمكن أن يكون كما التقطته نصره فى هذه اللحظة هو دور المعالج المساعد كما يجرى فى هذا النوع من العلاج،
التعقيب الآن: 2/12/2012:
نلاحظ أن نصره أكدت أن ما ظهر بعد نفى الفهم (العادى: دانا لما بافهمشى) فِهِمْت، فإذا اعتبرنا أن الإدراك “فهم آخر” فإننا نسنتج من تعبير نصره “أنا لما بافهمشى يمكن كنت فهمت الناس”، أن هناك مستوى من الفهم (ربما هو المستوى الذى يحكم على الناس ويصنفهم) إذا ما أزيح استطعنا أن نفهم الناس أكثر رحابة وإحاطة وأقل حكما.
مثال (3):
أما استجاباتى شخصيا فقد أوردتها تأكيدا لأحد مصادرى التى ذكرتها وهى الممارسة والخبرة ثم المعايشة والنظر فى نفسى، فالتجريب والمخاطرة.
الاستجابات:
د.يحيى: يا منى يا خبر دا أنا لما ما بافهمشى يمكن أترعب من المشوار الطويل
د.يحيى: يا أحمد ياخبر دا أنا لما ما بافهمشى يمكن أفرح عشان اللى مستنينى
د.يحيى: يا هالة ياخبر دا أنا لما ما بافهمشى يمكن باحس أنى أقدر أتواضع أحسن من كده
(د.منى : ما قلتش يمكن ..)
د.يحيى: يا نصره ياخبر دا أنا لما ما بافهمشى يمكن باحس أن أنا بنى آدم قريب من ربنا
د.يحيى: يا يحيى (لنفسه) ياخبر دا أنا لما ما بافهمشى يمكن باحس أنك لسه عايش
التعقيب (دون إضافة):
من حيث المبدأ، يمكن أن نكتشف اعترافا ضمنيا بأن الطبيب مهما بلغت خبرته، هو يحضر مع مرضاه بفهم منظم على قدر خبرته، فالفهم مسئولية أولى فى العلاج، لكن يبدو أنه يحضر أيضا بدرجة من عدم الفهم على قدر سماحه لنفسه بالتعلم المستمر،
كما نلاحظ أنه يسرى عليه ما يسرى على بقية أعضاء المجموعة مرضى ومعالجين،
ثم أنه قد ظهر أن احتمال عدم الفهم قد يعرى صعوبة ما ألزم به نفسه، وكأنه –بالفهم – يمكن أن يحقق ما يتصور أنه فى مقدوره، وإذا به يكتشف “يدرك” من خلال عدم الفهم، أن الطريق فى واقع الأمر ما زال طويلا، وسوف يظل كذلك، (أترعب من المشوار الطويل)،
وبرغم هذا الرعب، فإن عدم الفهم أيضا، هو هو قد يعد بتحقيق هذا المشوار مهما طال (أفرح عشان اللى مستنينى) ، فيبدو هنا تناقض آخر، موازيا للتناقض الذى ظهر عند أحمد وعند نصرة، مما يدعم ضمناً فكرة أن التناقض يكمل بعضه بعضا ، وهو يتحرك فى اتجاه جدل محتمل
ثم تحتد بصيرة هذا الأستاذ المعالج أكثر، باحتمال عدم الفهم وليس بزيادة الفهم، فيميز من خلال ذلك أن الإدراك ليس مرادفا مباشرا للبصيرة أو الاستبطان، وإنما هو “معرفة أخرى”، أعمق وأشمل وأكثر تعرية مباشرة (أتواضع أحسن من كده)، فالتواضع نتيجة عدم الفهم قد يكون تواضعا حقيقيا وتلقائيا، أما التواضع من خلال فهم ضرورة التواضع وفضيلته، فقد يداخله شىء من الافتعال،
وحين نتذكر الفرض الذى حفزنا لمواصلة تقليب هذا الملف حول طبيعة الإدراك، وهو أن معرفة الله سبحانه تتم بالإدراك وليس بالإثبات العقلى أو التفكير التقليدى، يمكن أن نلتقط استجابة هذا الطبيب المدرِّب وهو يخاطب نصره، بأن عدم الفهم يجعله أقرب إلى ربه (باحس إن انا بنى آدم قريب من ربنا)، وقد ذكرنا أكثر من مرة أن معرفة الله تتواصل من خلال معرفة ومواصلة الطريق إليه، الكدح إليه، ومن ثم القرب منه، وهذا يتم أكثر من خلال الإدراك على كل المستويات وليس الفهم كما ذكرنا.
وأخيرا: فإن د. يحيى حين وجه الحديث إلى نفسه، خاطبها بضمير المخاطب (إنك لسه عايش)، وكأن الفهم كان قد أشاع وفاة هذا الشخص الداخلى، إما بوهـْم أن هذا الطبيب الخبير بعد كل هذه السنين قد صور له فهمه أن داخله أصبح متاحا ومندمجا فى خارجه (إذ يزعم هو وأمثاله أحيانا أنه أصبح وكأنه ليس عنده لاشعور أصلا)، بمعنى أنه تصور أن وعيه الظاهر قد استوعب كل المستويات الآخرى، لكنه هنا حين عايش عدم الفهم، أدرك أن المسألة ليست بهذه السهولة، وأن “الآخر” الداخلى مازال قابعا، قادرا، له دوره “الآخر”، بعيدا عن حسابات الفهم، وأوهام الوصول إلى درجة من النضح ليس بعدها درجة أخرى، فمعنى “إنك لسه عايش” يحمل ضمنا أنه كان قد أنكر هذا الشخص الداخلى بزعم أنه لم يعد داخلى فأتاحت له اللعبة إحياءه أو العودة للاعتراف به.
أخيرا:
دعونا نثبت الآن ما جمعنا من إيجابيات اكتشفناها فى اللعبة، تصلح كعينات لممارسة الشخص العادى فى الحياة اليومية.
جمع الاستجابات الواعدة باحتمال إيجابى:
وهى تشمل الاستجابات الدالة على احتمال إيجابى من الوعى بعدم الفهم ناهيك عن السماح به، و هى الاستجابات التى أفادت بشكل أو بآخر أنه مادام عدم الفهم يقوم بوظيفة ما فى التعرف على داخلنا وخارجنا، ومن ضمنها أن يظهر لنا جانبا من جوانب نشاط الإدراك على مستوى معرفى أعمق، فإن النظر فى احتمال السماح بعدم الفهم يمكن أن يظهر لنا طبيعة الفهم، (التفكير “حل المشاكل”)، وأنه يمكن أن يكون تفكيرا مرنا يقوم بوظيفته وفى نفس الوقت يسمح بنشاط آليات معرفية أخرى بجواره، وبالتالى يمكنه أن يتزحزح قليلا عن موقفه أو موقعه ليكتمل بضده أو بما شاع أنه عكسه.
نلحق بعد كل استجابة بين قوسين اسم المشارك (ة) ثم حرف (ت) الدال على التجربة الأولى أو ت2 الدال على التجربة لمن شاء أن يرجع إلى الأصل مكتملا (نشرة 3-4-2012)
… يمكن أحافظ على نفسى (منى : ت 1)، – ده أحسن لى (منى : ت 1) – أمشى أحسن (منى : ت 1) ، – أكون أجمل (منى : ت 1) – أكون مبسوطه اكتر (منى : ت 1) ، أرتاح (أحمد : ت 1) – يبقى احسن (نصره: ت 1) ، –فهمت الناس اللى حواليا (نصره: ت 1) – أبقى احسن من كده (نصره: ت 1) ، – ارتاح (هالة: ت 1) – أفرح عشان اللى مستنينى (يحيى : ت 1) ، – باحس أنى أقدر أتواضع أحسن من كده(يحيى:ت 1) – باحس أن أنا بنى آدم قريب من ربنا(يحيى : ت 1) – باحس (مخاطبا نفسه) أنك لسه عايش (يحيى:ت 1) – ابقى احسن (محمد: ت 2) ،– استريحت من كل المشاكل دى (محمد: ت 2) – حافظت على صحتى (محمد: ت 2) ، – ربنا يستجيب لدعوتى (محمد: ت 2) – ظروفى بقت احسن من كده (محمد: ت 2) ، – ما اكرهش حد (رضا: ت 2) – أستريح (ياسمين: ت: 2) ، – أحسن لى (دينا: ت 2) – أرتاح (دينا: ت 2) ، – أريح دماغى (دينا: ت 2) – أبقى أسعد (دينا: ت 2) ، – أحسن (أحمد: ت 2) – ماكنتش تعبت (أحمد: ت 2) ، – ماتعبش (أحمد: ت 2) – أحسن (أحمد: ت 2) ، – ماكنش ده حالى (أحمد: ت 2) – أرتاح (أحمد: ت 2) ، – أعمل إبداع أكتر من كده (يحيى: ت 2) ، – ربنا يستجيب دعايا أسرع يعنى إنى أكمل يعنى (يحيى: ت2)
القراءة:
نأمل هنا أن ننتبه كيف أن السماح بعدم الفهم النشط (أضفت الآن كلمة النشط) أو الاعتراف بدوره قد سمح بالتذكرة بأنها عملية إيجابية أساسا وليس مجرد “نفى الفهم”
فمجموع هذه الاحتمالات فى هذه المجموعة تشير بوضوح إلى أى مما يلى كأمثلة لجدوى عدم الفهم:
أولا: كشفت على أن عدم الفهم هو عملية إيجابية جارية، لأنها تطلق فهما آخر (الإدراك)
ثانيا: أننا يمكن أن نرصدها بأمانة عن طريق هذه التلقائية السلسلة، دون أن نسميها إدراكا
ثالثا: أنها تجرى فى نفس الوقت سواء رصدناها بوعينا الظاهر أم لا
رابعا: أنها غالبا تكون مكملة لما نسميه الفهم
خامسا: أنها يمكن أن تحتل مساحة أكبر فى النشاط المعرفى عموما.
****
وبعد
لعلنا نذكر كيف أننا بممارستنا هذه اللعبة تحقق فرضا يقول: إن توقيف الفهم (التفكير الظاهر العقل الحاضر) يسمح للإدراك أن ينشط أو لعل التعبير الأدق هو أنه يعلن عن نشاطه.
وبمراجعة فهرست باقى اللعبات التقطت عدة عناوين رجحت أنها كشفت عن دور الإدراك فى التواصل والمعرفة سبق أن أثبتها مع الروابط فى المقدمة لمن يرغب أن يبحث عنها.
ولست متأكدا إن كان ذلك قد حدث فعلاً أم لا، وقد أعود إليها.
وقد يستحسن مراجعة لعبة “أخاف أقول كلام من غير كلام” 7/8/2012 لأنها مرتبطة بنفس الفروض، ربما يكون ذلك فى الأسبوع القادم، وربما لا يلزم.
(1)