نشرت فى الدستور
22-8-2008
يَاتْفكـّرْ زىّ ما بِنـْقُولْ لَكْ، يا تْروحِ النّارْ!(6)
أفكارْ أفكارْ
ليلْ ويّا نهارْ
ورشةْ أخبارْ
والمخ بَقَى: حبّةْ أزرارْ
ياتفكّرْ زىّ ما بِنْقولّــكْ،
…..يا تروح النار ْ.
…. “طب نعملْ إيهْ؟
……..
إوعى تصدّق إن الفكرة كده وحْدَها صحْ.
إوعى تصدق إنها إما: كُخِّ أوْ دَحْ.
الفكرة تجيلَكْ ، إوْزنْها
مش بسّ تقولْها “تدوِّنها” !!
تعرف حقيقتها بتأثيرها
وذَا نفعْتْ، تِفرحْ: تِعْملْها
وانْ خابت، يبقى تشوف غيرْها
فكْرَكْ مش دايْما هوّا الصحْ،
حتّى لوْ صَحْ.
ما هو فكر الناس التانيهْ صحْ!
يبقى الصَّـحّين راح يعملوا صحْ
…..أحلى من الصحْ.
راجعْ فكركْ مع ناس تانيينْ،
حلوين وحشينْ،
حاتلاقى حاجات مِشْ على بالَكْ.
حاتلاقى الكون غير ما بدالكْ.
طب جرّب تُقعد فى مكانهم،
مش بس حاتشوف شَـوَفانهم:
دانت حاتتخضِّ من نفسكْ
وتراجع فكرك و ِوَسَاوْسكْ
فِكْرِالتانيين ثروة خْسارهْ
تفلتْ منٍَّك كده يا سَمٍَارهْ
…..
ماتقولشِى عليهْ دا كلامْ فارغْ،
مشْ يمكنْ إنتَ المِشْ سامِعْ
…..
الفكرة التانية المنبوذةْ،
يمكن تلاقيها لها عوزةْ
الفكرة قيمتْها فْ تحريكْها
مش فى صلابة إِللٍِّى ماسِكْها
نتحركْ ناحية بعضينا،
ربنا موجود،
… فوقْ..، يا أخينا.
******
قالت البنت لأخيها: … أرأيتَ كيف؟!، أظن لا يوجد أسهل من هذا !! قال الشاب: بذمتك ودينك: لمن هذا الكلام ؟ قالت: للأطفال بالعند فيك؟ قال: بالعند فىّ أنا؟ أم بالعند فيهم؟ قالت:”فيهم” من؟ قال: اللذين فى بالى وبالك، هل تعرفين غاية ما يمكن أن يصلهم من مثل هذه الأغنية، قالت: ماذا؟ قال: حاجة من اثنين: دعوة إلى “ميوعة التفويت”، أو رعب من “مخاطر التفكير”، قالت: لست فاهمة، قال: أحسن، أنا أيضا، تصورى أننى فهمت “تحريكها”، مرة على أن الفكرة هى التى تتحرك، ومرة على أن الفكرة “التى هى”، هى الفكرة القادرة على تحريكنا، قالت: كله واحد، قال: لا، كله اثنين، قالت: حتى لو مائة، فإن أية حركة ممنوعة علينا أصلا، قال: عندك حق، أية حركة هى تهديد لما تقوم به كل الحكومات حفاظا على الأمن القومى الخصوصى، اللازم لتنمية البله الجماعى عموم القطر، وأيضاً عموم العالم، أليس الاستقرار “بدرجة جيد جدا” هو غاية المراد من رب البلاد؟ قالت: رب ماذا ؟: قال رب العباد. قالت : لماذا تتراجع؟ قال: رب العباد، أرحم من رب البلاد، قالـت: رب العباد لا يدعوا إلى الاستقرار، بل إلى الحركة طول الوقت؟ ألم يدعنا إلى الكدح كدحا لنلاقيه، قال: هذا عكس ما يقوله أغلب الأوصياء على كلامه سبحانه، هم يتوقفون عند المعنى الساكن للطمأنينة والتنويم الجماعى، قالت: والفردى أيضا، لكن قل لى: لو أن الأطفال يمثلون فطرة الله هكذا، وهم بهذا الضعف الطبيعى، فكيف تلوّح هذه الأغانى بأن ما يمثلونه هو الحل؟ وكيف يتركهم الله للكبار يفعلون بهم ما ينتهى بنا إلى ما نحن فيه؟ والألعن ما نرى والدْينا فيه؟، قال: أستغفر الله العظيم! تريدين منه سبحانه شهادات ضمان للحفاظ على فطرتنا أم ماذا؟ ما هو دورنا إذن الذى سوف يحاسبنا عليه؟ قالت: وهل لدى الأطفال فرصة؟ وهل لدينا نحن أنا وأنت فرصة؟ وهل كان لدى أهلنا فرصة؟ قال: إسمعى لما أقول لك، ربنا يحاسبنا على العمل فى حدود الفرص المتاحة مهما ضؤلت، بل وهو سيحاسبنا أيضا على مدى جهدنا لتخليق فرص حقيقية للحفاظ على ما خَلَقَنا به، قالت: سيحاسبنا نحن أم الحكومات؟ قال: وهل الحكومات سوف تدخل النار إلا أفرادا؟ ثم إنهم سوف يتبرأون منا آنذاك، ولن تكون لنا كرة لنتبرأ منهم كما تبرأوا منا، قالت: لا تصعـّبها إعمل معروفا، قال: ثم من قال أن الطفل هو الفطرة؟ الطفل هو مشروع واعد، يحمل قوانين الفطرة السليمة التى علينا أن نتعهدها حتى نلقاه. قالت : لست فاهمة، ماذا تقصد؟ قال: أسألى أختك الصغيرة قبل أن تتشوه مثلنا.