الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / يوم إبداعى الشخصى من هناك؟ إلى هنا؟ (وبالعكس!) 1980-2009

يوم إبداعى الشخصى من هناك؟ إلى هنا؟ (وبالعكس!) 1980-2009

“نشرة” الإنسان والتطور

5-1-2009

السنة الثانية

العدد: 493

يوم إبداعى الشخصى

من هناك؟

                               إلى هنا؟

                                                             (وبالعكس!)

                                                                                       1980-2009

قبل النص:

 كان ذلك أيضا سنة 1980 وترجّح البندول ما بين مدنية حافلة آفلة، وبدائية سافلة غافلة،

كنت قد انتقلت من باريس إلى الطائف لظروف ما، مرورا بالقاهرة ليوم واحد فشعرت بالمفارقة، ثم وجه الشبه الأعمق، وكأنه تعددت التجليات، والعدم واحد.

 حضرنى اليوم تقابل جديد وأنا أتابع تصريح ممثل الاتحاد الأوربى أن هذا الدم الذى يجرى فى غزة هو دفاع اسرائيل عن نفسها، شعرت بأنهم – هكذا – شركاء فيما يجرى، لكننى انتبهت أنهم قد لا يكونون أكثر إجراما وعبثا من كثير من رؤسائنا وملوكنا حين يصرحون بثقة مفرطة، ويقين بالغ: أن الذى يجرى فى غزة “هو لا يصح أبداً جدا”، لأنه “سيئ خالص”.

شعرت من هذه المقابلة الأخيرة كيف يتساوى القاتل تخلّيا، مع القاتل شللاً.

حضرتنى المقابلة القديمة، وإن كان قُبْحها أقل.

فاقتطفت منها مايلى:

****

                   بادئة:

طار‏ ‏الوقواق‏ ‏الأعمى

‏- ‏من‏ ‏بَهْر‏ ‏النور‏ ‏الحرية‏-‏

فارتطم‏ ‏الوجه‏ ‏الأملس

بجدار‏ ‏الوهم‏ ‏المصمت

****

من هناك:

وتورات‏ ‏شمس‏ٌٌ ‏لم‏ ‏تظهر

فى ‏نفقٍ‏ ‏لم‏ ‏يُحْفَرْ

فصل‏ ‏السيافُ ‏الجسدين‏ ‏الجذعْ

طارتْ‏ . . ‏طارْ

فنزعت‏ُُ ‏السكين‏ ‏بلا‏ ‏نزفٍ‏ ‏ظاهرْ

رغم‏ ‏مرارةِ‏ ‏سُمِّ‏ ‏الحسرهْ‏ْْ.‏ْ

 

من‏ ‏هنا‏

وبلادٌ‏ ‏تركبُهَا‏ ‏الفَيلَهْ

والناس‏ُُ ‏تُسَاقْ

أقطارُ‏ ‏الواقْ‏ ‏الواقْ

الخائفةُ‏ ‏النائمة‏ُ ‏الدَّبقَهْ

النقشُ‏ ‏الوهم‏ ‏على ‏الأوراق

المنزولُ‏ ‏الترياقْ

أبشرْ‏ ‏بالخير

أبشرْ‏ ‏بالشر

لا‏ ‏فرق‏ ‏اليوم‏ ‏الأحد‏ ‏السبت‏ ‏الجمعهْ

والناس‏ ‏سواسية‏ ‏والرجل‏ “‏السُّمعهْ”

‏والقرش‏ ‏السيد‏ ‏والفتوىْ

والدين‏ ‏الصفوهْ

والثورة‏ ‏سابقة‏ ‏التجهيزْ

‏[‏تُستوردُ‏ ‏مشروطهْ‏]‏

تُشِفى ‏كل‏ ‏الأوجاع

آلام‏ ‏الرؤية‏ ‏ولزوجة‏ ‏الاستمتاع

والنظم‏ ‏يعتّم‏ ‏بهْر‏ ‏الرؤيه

فى ‏عصر‏ ‏التكفير‏ِ ‏عن‏ ‏التفكير‏ ‏بدسِّ‏ ‏بقايا‏ ‏المعنَى ‏فى ‏أىِّ ‏كلام‏ْْ ‏

 

من هناك:

إرتمت‏ ‏المرأة‏ ‏فى ‏حضن‏ ‏المجهول‏ ‏الاسم

فاختلطت‏ ‏غيبوبة‏ ‏كأس‏ ‏السم

بدخان‏ ‏العرق‏ ‏الدم

وتأوهت‏ ‏المطروحَهْ

فانتهت‏ ‏اللعبة‏ ‏دون‏ ‏استئذان

مدت‏ ‏يدها‏ ‏غادة‏ ‏باريس‏ ‏الحلوه

أكملت‏ ‏المشوار‏ ‏بنفس‏ ‏النشوة

“يحيا‏ ‏الاستكفاء‏ ‏الذاتى”

………….

………….

تمشيط‏ ‏جيوب‏ ‏الآمال‏ ‏المدفونة

يضرب‏ ‏فى ‏غير‏ ‏هدى ‏

رعبٌ‏ ‏لاهثْ

 

من‏ ‏هنا‏:

فضّ‏ ‏الشيخ‏ ‏بكارةَ‏َ ‏عقل‏ ‏الأطفالِ‏ ‏السُّذَّجْ

أَقْرَأَهُمْ‏ ‏فأعادوا‏: ‏لغة‏ ‏العصر‏ ‏الأعرج‏ْْ:

‏[‏باسم‏ ‏الموت‏ ‏الذهب‏ ‏الأصفر‏ ‏والأسْوَدْ‏: ‏الأشطرُ‏ ‏ألزجْ،‏

والأحوجُ‏ ‏أغنجْ، ‏والقرشُ‏ ‏لمن‏ ‏يحذق‏ ‏خطْفَهْ، ‏أو‏ ‏سَاسَ‏ ‏الناسْ،‏

لا‏ ‏تسأل‏ ‏عن‏ ‏شىءٍ ‏إن‏ ‏يظهر‏ْْ ‏لك‏ ‏تكفُرْ، ‏فاشكْر‏ ‏واصبْر‏ ….]‏

…………

من‏ ‏حضر‏ ‏القسمة‏ ‏يقتسمُ

من‏ ‏أخذ‏ ‏الصرة‏َ ‏يبتسمُ

صدق‏ ‏القول‏ ‏المصقولْ

فعلامَ‏ ‏الغَلبهْ؟

………..

خاتمة

غفرانك‏ ‏ربى ‏وإليك‏ ‏العتبى

لو‏ ‏ترضى … ‏أرضى‏!!‏

****

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *