الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / يوم إبداعى الشخصى: عن الإبداع والرمز والفن والثورة والحياة

يوم إبداعى الشخصى: عن الإبداع والرمز والفن والثورة والحياة

“نشرة” الإنسان والتطور

30-3-2009

السنة الثانية

العدد: 577

يوم إبداعى الشخصى:

عن الإبداع والرمز والفن والثورة والحياة

(الجزء الأول)(1)

( من كتاب حكمة المجانين 1980)

 

‏(686)‏

ياويل‏ ‏الشاعر‏ ‏الذى ‏يحسب‏ ‏أنه‏ “أحس‏” ‏حين‏ ‏غنى ..‏، وربما‏ ‏هو‏ ‏قد‏ ‏غنى ‏حتى ‏لا‏ ‏يحس‏ .‏

‏(687)‏

الشعر‏ ‏قد‏ ‏يسجن‏ ‏إحساس‏ ‏الشاعر‏ ‏فى ‏الألفاظ‏ ‏وقد‏ ‏يستهلكه‏ ‏فى ‏النغم‏ ..‏، ولكنه‏ ‏قد‏ ‏يثير‏ ‏فى ‏الناس‏ ‏مشاعر فعل‏ ‏الثورة‏ .. ‏رغم‏ ‏كل‏ ‏شئ‏ ..‏

‏(688)‏

إياك‏ ‏أن‏ ‏تكتفى ‏بالإبداع‏ ‏الرمزى ‏إن‏ ‏أردت‏ ‏أن‏ ‏تعيش، ‏وإياك‏ ‏أن‏ ‏تكف‏ ‏عنه‏ ‏إن‏ ‏عجزت‏ ‏أن‏ ‏تعيش‏، وإياك أن تتردد فى مواصلة الرحلة بينهما.

‏(689)‏

الغناء‏ ‏والرقص‏ ‏والموسيقى ‏تستجلب‏ ‏العواطف،‏ ‏وتدغدغ‏ ‏الإحساس، وتطلق الطاقة، وتحب الجسد، ‏ولكن‏ ‏حذار‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏بديلا‏ ‏عن‏ ‏العواطف‏ ‏اليقظة‏ ‏التلقائية، ‏أو‏ ‏عن‏ ‏الإحساس‏ ‏الفعل‏ ‏المسئولية‏ !! ‏

(690)‏

لاتغتر‏ ‏بفن‏ ‏الطفل‏ ‏ولا‏ ‏بإبداع‏ ‏المراهق، ‏انتظر‏ ‏حتى ‏تراه‏ ‏كيف‏ ‏يقاوم‏ ‏الموت‏ ‏على ‏أرض‏ ‏الواقع، ‏فإذا‏ ‏استمر‏ ‏يعيد‏ ‏تنظيم‏ ‏الحياة‏ ‏رمزا‏ ‏أو‏ ‏فعلا، بل كليهم، ‏فهلل‏ ‏له‏ ‏وكبر‏.‏

‏(691)‏

قد‏ ‏تخرج‏ ‏الحقيقة‏ ‏فى ‏فنك‏ ‏بالرغم‏ ‏منك، ‏وستصل‏ ‏إلى ‏أصحابها‏ ‏حتى ‏وأنت‏ ‏غائب‏ ‏عنها، ‏

ثم‏ ‏تلحقها‏ ‏أنت‏ ..‏

أو لا‏ ‏تلحقها‏ ..‏

‏(692)‏

لا‏ ‏تكف‏ ‏عن‏ ‏الغناء‏ ‏إن‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏أمامك‏ ‏غير‏ ‏ذلك‏ .. ‏فهو‏ ‏إثبات‏ ‏أنك‏ ‏تنبض‏ ‏بالمشاعر‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏خرجت‏ ‏من‏ ‏ثقب‏ ‏مزمار‏ ‏الرمز‏ ..‏

‏(693)‏

صوت‏ ‏البلبل‏ ‏الجميل‏ ‏يعلن‏ ‏وجود‏ ‏الحياة، ‏ولكنه‏ ‏لا‏ ‏يأتى ‏بحبات‏ ‏القمح‏ ‏إلى ‏الصغار‏ ‏فى ‏العش‏..‏

‏(694)‏

لا تغتر‏ ‏بالصوت‏ ‏العالى ‏المتردد، ‏حتى ‏لو‏ ‏كان‏ ‏منغما، ‏فالصدى ‏لا‏ ‏يُرجّع‏ ‏إلا‏ ‏فى ‏فراع‏ .‏

‏(695)‏

يظل‏ ‏الفنان‏ ‏يرسم‏ ‏المستقبل‏ ‏حتى ‏يأتى ‏من‏ ‏يحققه، ‏أفلا‏ ‏يغار‏ ‏يوما‏ .. ‏ويحاول‏ ‏أن‏ ‏يحققه‏ ‏هو‏ .. “‏الآن”‏ ‏؟

شكرا له، وأسفاً عليه.

(696)‏

حامل‏ ‏رموز‏ ‏الحضارة، ‏ليس‏ ‏بالضرورة‏ ‏إنسان‏ ‏حضارى … حتى لو لعبت رموزه راقصة واعدة،

 ‏أكثر‏ ‏الله‏ ‏خيره‏ .. ‏و‏ .. ‏ويا‏ ‏حسرتى ‏عليه‏ !!‏

‏(697)‏

الفن‏ ‏إعلان‏ ‏لنقص‏ ‏الحياة‏ .. ‏وهو‏ ‏الاستغفار‏ ‏الوحيد‏ ‏للعاجز‏ ‏عن‏ ‏خوض‏ ‏بحورها‏ !‏

‏(698)‏

لا تنس‏ ‏أن‏ ‏بعض‏ ‏الكواكب‏ ‏المضيئة‏ ‏ليس‏ ‏داخلها‏ ‏إلا‏ ‏البرد‏ ‏والظلام‏، ‏ومع‏ ‏ذلك‏ نحن ‏نسير‏ ‏فى ‏ضوئها‏ “شكرا‏ ‏يا‏ ‏من‏ ‏أمتعتنا‏ ‏بفنك‏ … ‏ولكن‏ ‏قلبى ‏عليك‏ ‏لو‏ …..،، ‏أو‏: ‏لَوْ‏ ‏لَمْ‏ …”.

‏(699)‏

لستُ‏ ‏مبدعا‏ ‏ولا‏ ‏أدعى ‏الإبداع، ‏وإنما‏ ‏أنا‏ ‏أعيد‏ ‏النظر‏ ‏فى ‏الحقيقة‏، ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تراكم‏ ‏على ‏سطحها‏ ‏ملايين‏ ‏المشاهدات‏ ‏الفرعية‏، ‏وازدحم‏ ‏قاموس‏ ‏الألفاظ‏ .‏

‏(700)‏

الفن‏ ‏هو‏ ‏نتاج‏ ‏المساحة‏ ‏بين‏ ‏الرؤية‏ ‏الواعية‏ ‏والقدرة‏ ‏العملية‏ .‏

 (تحديث أقل من القليل: 2009)

 

[1] – الجزء الثانى : الأثنين القادم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *