“نشرة” الإنسان والتطور
15-6-2009
السنة الثانية
العدد: 654
يوم إبداعى الشخصى
حوار مع الله (7)
موقف الكشف والبهوت
- وقال لي عبدي كل عبدي هو عبدي الفارغ من سواي
ولن يكون فارغاً من سواي حتى أوتيه من كل شىء
فإذا أتيته من كل شىء أخذ إليه باليد التي أمرته أن يأخذ بها، ورد إلى باليد التي أمرته أن يرد.
من مواقف مولانا النفّرى
موقف الكشف والبهوت
وقال لى:
عبدي كل عبدي هو عبدي الفارغ من سواي
فقلت له:
حين أمتلئ بغيرك حتى معك، لا أمتلئ،
بل يفرغنى الغير منك لو زعمَ هو أو رضيتُ أنا : أن يشاركك،
وحين أطرد الشرك بك فلا يملؤنى سواك، أجدهم بك معك.
وحين أجدهم بك إليك أعيش أنه “لا إله إلا أنت”، فأصير عبدك، أفُرغ من سواك، إلا من كان هو أنتَ إليك،
نختلف نحوك لنتجمّع بك.
حتى أولئك الذين تنازلوا عن عبادتك غرورا أو شِرْكاً أو عمى، هم عبيدك، يملئوننى بك رغما عنهم.
نتحاورُ َ فيك:
أكره الشفقة وأحب الرحمة،
أحب الحزن وأكره الضجر،
أحب الفرحة وأكره الزيطة،
أعبدك دون سواك، فأكون حرا بتوحيدك بهم نحوك.
أطمئن حين تضن علىّ أن أشاهدك.
يكفينى الامتلاء بالوقوف بين يديك ترانى ولا أراك.
أتذكر أن علىّ ألا أستأذنك إليك.
أتيقن من خلوص عبوديتك.
أكون حرا حين أكون عبدا مختارا
ممتلئا بك دون أن أستغنى عنهم
الحرية الحرية هى عكس الشرك الخفى
فلماذا يطلقون عليه نفس الاسم: “الحرية”،
وقال لى:
- ولن يكون فارغاً من سواي حتى أوتيه من كل شيء
فقلت له:
امتحان هو: أن تؤتينى من كل شىء، فيلوح لى أن أمتلئ به،
ثم أختار ألا أمتلئ إلا بك من خلاله،
الفراغ لا يمتلئ إلا بالفراغ،
أنت لا تملأ الفراغ،
أنت تملأ الممتلئ بما آتيته، من كل شىء، بك.
كيف يمكن أن يشغلنى أى شىء عنك، حتى لو بدا أنه هو كل شىء.
أحافظ على كل ما آتيتنى، لا أشركه فيك،
أواصل به إليك،
حتى ترضى عنى،
فأرضى عنك!
وقال (له) لى:
- فإذا أتيتُه من كل شىء أخذ إليه باليد التي أمرته أن يأخذ بها،
وردّ إلىّ باليد التي أمرته أن يرد.
فقلت له:
ما أصعب الأخذ إلا أن أنتبه أنه الوسيلة إليك،
وما أصعب الرد لمن لا يحتاج منى أن أرد
تتبادل اليدان حركتهما كأنه الأخذ والرد،
ولا هو أخذ ولا هو ردّ!
هو التوجه بما آتيتـَنى من كل شىء، إليك
نذوب فيك معا، فينعدم العدم،
يتواصل الأخذ والرد،
فنتقارب،
فنقترب أنه:
“لا إله إلا الله”