نشرة “الإنسان والتطور”
25-12-2010
السنة الرابعة
العدد: 1212
يوم إبداعى الشخصى
حوار مع الله (32)
تنويه: رجعت إلى ما عجز حدْسى عن تلقيه فى موقف الأمر، داعيا ربى أن يعيننى على ما ليس لى عليه صبرا فجاء هذا الحوار الناقص حتما.
بصراحة أعتقد أننى سوف أتوقف قريبا عن مواصلة هذه المحاولة وذلك لأننى حين رجعت للأصل بعيدا عن انتقاء زميلى د. إيهاب فى النشر الأول كما ذكرت الأسبوع الماضى وجدت المسألة شديدة الصعوبة، والمسئولية أضخم من كل تصور، هذا فضلا عن تصور بعض الأصدقاء أن الأمر أبسط من ذلك كثيرا، فأضافوا ما وصلنى أنه “كيفما أتفق” برغم حسن النية، فشعرت أنه أبعدنى، فحجبته، فتحملت مسئولية مضاعفة، هل هذا من حقى؟
لكنه أعفانى من أن أحمل أوزار غيرى دون قصد.
لست متأكدا من الخطوة التالية
فألتمس العذر
وفيما يلى بعض ما أعجزنى الأسبوع الماضى
*****
(من موقف الأمر) (3 من 3)
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
…عبدى لا تنتظر بأمرى علمه ولا تنتظر به عاقبته انك إن انتظرتهما بلوتك فحجبك البلاء عن أمرى وعن علم أمرى الذى انتظرته ثم أعطف عليك فتنيب ثم أعود عليك فأتوب ثم تقف فى مقامك ثم أتعرف إليك ثم آمرك فى تعرفى فامض له ولا تعقب أكن أنا صاحبك، عبدى أجمع أول نهارك وإلا لهوته كله واجمع أول ليلك وإلا ضيعته كله فإنك إذا جمعت أوله جمعت لك أخره.
فقلت له
علمتنى أن أتبعه دون أن أنتظر علمه،
فكان فى هذا ما أغنانى أن أنتظر عاقبته
لا شىء يحجبنى عن أمرك لا عاقبته ولا علمه، فإن ابتليتنى أمسكت بأمرك يخفف عنى حجابك
الانتظار يمحو “الآن” فأخشى أن يخفت حضور الأمر فى بؤرة وعيى
الانتظار ينقلنى من حضرتك إلى ما لا أرجو، وما لا أطيق
تكفينى صحة توجه البدايات بفضلك
****
(من موقف الأمر) 2
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
أليس إرسالى إليك العلوم من جهة قلبك إخراجاً لك من العموم إلى الخصوص أو ليس تخصصى لك بما تعرفت به إليك من طرح قلبك وطرح ما بدا لك من العلوم من جهة قلبك إخراجاً لك إلى الكشف أو ليس الكشف أن تنفى عنك كل شيء وعلم كل شيء وتشهدنى بما أشهدتك فلا يوحشك الموحش حين ذلك ولا يؤنسك المؤنس حين أشهدك.
فقلت له
حين أخرج من العموم إلى الخصوص أشعر بحدودى،
أنا فى حاجة إلى حدودى إليك مهما كان!
فماذا فى ذلك؟
لا يمنعنى خروجى إلى الخصوص من العودة إلى العموم إلى الخصوص إلى العموم إلى الخصوص، فأزداد يقينا
إخراجك لى إلى الكشف هو نور بصيرتى إلا أننى لا أستسلم لها وحدها فمن أدرانى تغيّر كثافة غيومها
تنفى عنى كل شىء وعلم أى شىء، تحتد بصيرتى فلا أحتاج لشىء إلا أن أواصل الشهادة.
حينذاك لا يوحشنى الموحش إذ لا يعود موحشا
ولا يؤنسنى المؤنس بعد أن امتلأت أنسا
لن أتنازل عن ضعفى
لا أنسى احتمال عماى فى وقت لتزداد حدة بصرى
لا أستسلم لعلوم تأتينى من جهة قلبى وحده
لا أرفضها ولا أرضخ لها
أشهدك فى حركة دائبة
ما دمت أتحرك إليك
****
(من موقف الأمر) 3
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
وأن علمك علم ولايتى فاودعنى اسمك حتى ألفاك أنا به ولا تجعل بينى وبينك إسماً ولا علماً واطرح كل شيء أبديه لك من الأسماء والعلوم لعزة نظرى ولئلا تحتجب به عنى فلحضرتى بنيتك لا للحجاب عنى ولا لشيء هو من دونى جامعاً كان لك أو مفرقاً
فالمفرق زجرتك عنه بتعريفى والجامع زجرتك عنه بغيرة ودى فاعرف مقامك فى ولايتى فهو حدك الذى إن قمت فيه لم تستطعك الأشياء وان خرجت منه تخطفك كل شيء.
فقلت له
لا أنسى أنك الذى بنيْتنى لحضرتك، فلا أحتاج بينى وبينك علما ولا أسما ولا شيئا
الحجاب يُفرض علىّ فأزيحه ليفرض فأزيحه
وهو لا ينزاح إلا حين لا أجعل بينى وبينك أى بَيْن.
تعريفك يغنينى عن المفرق
وغيرة ودك تؤكد لى اجتماعى إليك
أحاول أن أعرف حدى بينى وبينك وأحافظ عليه منى إليك
أقيم فيه ولا أرضى به إلا لأتحرك نحوك
لا أخرج منه ولا أعود ولا أكف عن الحركة، ليس “فى المحل”.
****
(من موقف الأمر) 4
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
أتدرى ما صفتك الحافظة لك بإذنى هى مادتك فى جسدك وذلك هو رفق بصفتك وحفظ لقلبك، احفظ قلبك من كل داخل يدخل عليه يميل به عنى ولا يحمله إلي، بصفتك فى عبادتى تجمع همك على.
فقلت له
أحببت جسمى حين أحببتك،
هو أصل الحركة إليك
يقودنى نحوك وأنا أصلى، فأتبعه واثقا من طريقى دون خشوع المذلة،
مادتى فى جسدى هى وعى خلاياى التى تحفظك عن ظهر قلب
لا تفسدها وصاية العلوم ولا غرور العقل
أحفظ قلبى وجسدى من أن ينجرفا إلى ما يدخل عليهما بعيدا عنك
أحيانا استطيع وكثيرا لا أستطيع فأستطيع
أجمع همىّ عليك
أجمع همىّ إليك
****
(من موقف الأمر) 5
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
مقامك منى هو الذى أشهدتك ترانى أبدى كل شيء وترى النار تقول ليس كمثله شيء وترى الجنة تقول ليس كمثله شيء وترى كل شيء يقول ليس كمثله شيء فمقامك منى هو ما بينى وبين الإبداء.
فقلت له
آفاق المعرفة المفتوحة رحمتنى من السجن فى صفاتك،
كلما توقفت عند صفة لك أو لغيرك قالت لى “لا” لست أنا،
ليس هو، هو “ليس كمثله شىء”
كلما مددت يدى أتحسسك أجدك لأننى لا أجدك فأجدك
إمتلأت يدى بأى شىء يعلننى أنه “ليس كمثله شىء”
أظل كادحا بين الإبداء والسعى فيزداد تعرفى عليك أنك: كليس كمثله شىء.
****
(من موقف الأمر) 6
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
إذا كنت فى مقامك لم يستطعك الإبداء لأنك تلبنى فسلطانى معك وقوتى وتعرفي.
فقلت له
لم أعرف كيف أقرأ هذه الكلمة “تلبنى” قلت أضع نقطة أخرى تحت الباء لتصبح تلينى فيصلنى ما يصلح للحوار، رعبت، رجعت إلى أصول أخرى فوجدت الرسم هو هو،
فاعتذرت لنفسى لأننى حتى بعد أن وضعت النقطة لم يصلنى ما يعيننى
برغم كل ذلك:
اطمأننت لسلطانى معك وقوتى وتعرفى لما هو فى مقدرتى بفضلك يتجلى.
****
(من موقف الأمر) 7
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
وقال لى أنا ناظرك وأحب أن تنظر إلى الإبداء كله يحجبك عني، نفسك حجابك وعلمك حجابك ومعرفتك حجابك وأسماؤك حجابك وتعرفى إليك حجابك فأخرج من قلبك كل شيء وأخرج من قلبك العلم بكل شيء وذكر كل شيء وكلما أبديت لقلبك بادياً فألفه إلى بدوه وفرغ قلبك لى لتنظر إلى ولا تغلب على.
فقلت له
كل إبداء لما هو دونك يحجبنى عنك
وكل حجاب بالقفز فوقه لتتبدى يقربنى إليك
أخرج من قلبى كل شىء فلا يتبقى منه شئ إلا لك
فأتخلق من اللا شىء الذى هو كل شىء
أخرج من قلبى العلم بكل شىء فيمتلىء بالاستعداد لأى شىء
أفرغ قلبى لك
هذا هو كل شىء
هذا يكفى ما دمت أسعى، مهما اختلطت علىّ الكلمات والحروف والنقط فوقها وتحتها.