اليوم السابع
الخميس: 3-10-2013
وإذا الصُّحـف نـُشـِرتْ
قالت البنت لأبيها : هل سيكون هناك صحف يا أبى؟
قال أبوها: هناك أين يا ابنتى؟
قالت: هناك، عند ربنا، فى الآخرة يعنى
قال: صحف؟!! عند ربنا؟ !! ماذا جرى لعقلك يا حبيبتى
قالت: عقلى؟ هذا فى القرآن يا أبى، هل أنت لا تقرأ القرآن مثلهم
قال: ماذا تقولين ؟ مثل مَن يا بنتي؟
قالت: مثل الإخوان وأعوانهم وفرقهم
قال: إسمعى، أنت جرى لعقلك شىء، ما الذى أدخل الإخوان فى الصحف فى الآخرة؟
قالت: ألم أقل لك إنه القرآن الكريم، إنهم لا يقرأونه مثلك، لو أنهم قرأوه لكفوا عن ما يفعلون
قال: أنا لست ولى أمرهم، لكن عن نفسى، أنت تعرفين أننى لا أتوقف عن قراءته، لكنك تسأليننى عن ما نشر فى الصحف، ما دخل هذا بذاك؟
قالت: هذا فى سورة التكوير يا أبى
قال: سورة ماذا؟
قالت: ألم أقل لك أنت لا تقرأ القرآن، ألا تعرف أن فيه سورة فى القرآن الكريم اسمها التكوير
قال: تكوير يعنى ماذا؟ أنا أقرأ القرآن الكريم قبل أن تولدى بعشر سنوات
قالت: “إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ” ياأبى
قال: آه، “إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ، وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ”
قالت: ألا تعرف أن فيها حكاية نشر الصحف التى أسألك عنها
قال: لست متأكدا، لا أذكر، صحف ماذا فى الآخرة ؟ هذا كلام لا يليق، لم يبق إلا هذا، الأهرام؟ والمصرى اليوم؟ والشروق؟؟ ما هذا؟
قالت : يا أبى، يا أبى، أنا أتكلم جدا، “وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ” فى نفس السورة يا أبى
قال: آه آه، أستغفر الله العظيم، هل هذا ما تعنين؟ لماذا لم تقولى ذلك من الأول، الصحف التى سوف تنشر فى الآخرة يا حبيبتى هى حين يعطى كل واحد كتابه بيمينه أو بشماله، ثم تنشر عليه صفحاته يوم القيامة، أستغفر الله العظيم
قالت: ألا يعلم الإخوان أنهم سيقرأون هذه الصحف، وسوف يحاسبون عما جاء فيها، وعن حلفائهم فى سيناء، وعن أنصاف الحقائق التى يقولونها للناس
قال: وهل أنت تعرفين أننى من الإخوان حتى تسألينى عنهم، كل ما فى الأمر أننى أقول إن فيهم وفيهم
قالت: ربما لهذا أنا أخاف عليهم
قال: تخافين عليهم، وكل الناس تخاف منهم
قالت: أخاف عليهم حين يُسأل شهداؤنا من جنودنا الأبرياء فى جيشنا الشجاع، بأى ذنب قـُتلوا؟
قال: ماذا تقولين، ومن الذى سيسألهم
قالت: تماما مثل الموءودة فى نفس السورة يا أبى
قال: مثل من ؟!!!
قالت: مثل الموءودة، “وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ”
قال: ومن الذى سيسألها
قالت: المهم ليس السائل، وإنما الإجابة، بأى ذنب قتل جنودنا وهم عائدون لأهاليهم، أو وهم يحرسوننا فى كمائنهم؟ أى ذنب اقترفوه يا أبى حتى يقتلوا هكذا وتربط أيديهم من خلاف؟ هل هو ذنب أن يقوموا بواجبهم، ويطيعوا قادتهم وهم يحموننا أنا وأنت وأمى؟
قال: هه؟؟!!
قالت: أنا أسألك فعلا يا أبى: بأى ذنب قـُـتلوا يا أبى؟
قال: أنت تحاكميننى وكأننى أنا الذى قتلتهم
قالت: يعنى، إن لم تكن أنت يا أبى، فاسمح لى أن أكون أنا
قال: ماذا تقولين؟ كيف تقولين هذا؟ من أنت حتى تقتليهم، وأنت ضد الإخوان على طول الخط
قالت: لا أعرف، هذا هو ما أشعربه
قال: لست فاهما، الله يهديك
قالت: ويهديهم.