أخبار الأدب
نشرت بتاريخ: 30-6-2013
نبض الناس
هربا من هربى
لا تجزع مني، إذ لو أمعنتَ الرؤية:
لوجدتَ الانسان الضائع بين ضلوعى:
طفلا أعزلْ
لستُ الوحشَ الكاسرْ، والشعر الكثّ على جلدى هو درعى
يحمينى منكم: من كذب “الحب”، من لغو “الصدق”
من سخف “الحق”
أنتمْ سببُ ظهور النابِ الجارح داخل فكّـىْ
أنتم أهملتمْ روحى، أذبلتمْ ورقى
فتساقط زهرى.
***
هل تذكر كيف لفظتَ وجودى؟
كيف لصقت ضياعك بى؟
هل تذكر كيف لبست قناع الوعظ،
والشيطان بداخلك يغنى؟
***
لما عشتُ الوحدة والهجر
أغرانى الطفل الهاربُ بالغوص الى جوفِ الكهف
وتهاوى القارب فى بحر الظلمهْ
لكنّ هناك كما تعلم يا صاحب سر اللعبة
موتٌ باردْ.
فطفقت أجمّع قوة أجدادى من بين خلاياي
حتى أخرج وسْط البحر المتلاطم بالكتلِ البشريهْ
واستيقظ فىّ ابنُ العم النمر
ولبستُ عيونَ الثعلبْ
ونـَمـَتْ فى جلدى بعض خلايا بصرية
مثل الحرباءِ أو الحيه
وبدأت أعامل عالـَـمكمْ
بالوحش الكامن فى نفسى
أرسلتُ زوائدَ شعرية
مثل الصرصور أو الخنفسْ
أتحسس ملمسَ سادتـِنا
ووجدتُ سطوحكمو لزجهْ ..
تلتصق بمن يدنو منها
أو ملساءْ، تنزلقُ عليها الأشياءْ
أو يعلوها الشوكْ.
فجعلت أدافع عنى، هربا من هربي
هربا من “همي” و “شكوكى”
***
وسرقتْ …، لا تتهمونى يا ساده،
لم أفعل إلا ما يفعله أصحاب المال الكاسح
ممن حذقوا حبـْك الصنعة .
***
وكذبت، لا تتعجل فى حكمك
ولينظرْ أىٌّ منكم فى أوراقه
فى عقد زواج، .. أو بحثٍ علمىٍّ يترقى بهْ،
أو ينظر داخل نفسهْ
إن كان أصيب ببعض الحكمهْ
وليخبرنى:
هل أنى وحدى الكذّاب.
***
وتعجلت اللذة
فكما اغتلتم أمسى .. ألغيتُ غدى
فلأروِ خلايا جسدى بالجنس
وتقولون الحيوانُ تلمـَّـظْ
وأقول نعمْ
فوجودى يعنى امرأة ترغبني
أو حتى رجل يلصق بى
لا تنزعجوا فخلايا جسدى تعرف لغة الحس،
وجنابكمو … أهملتم حسى وكياني.
***
كان لزاما أن أختار:
إما أن أمضى وحدى فى ذل الهجر
أو خطر ذهاب العقل،
أو أن أطلق نارى
أسرق حق وجودى، أمحو الدنيا إلا ذاتى،
***
لكن بالله عليكم، بالله علىّ:
لمَ أحبسُ نفسى فى قفص التهمة
لأدافع عن ذنبكمو أنتم
عن تهمة كونى بينكمو وحدي؟!!
وضياعـُكمو أصل ضياعى؟!!
قد أنجح أن أبقى،
أن يدفع قلبى الدم،
أن تطحن أمعائى ما يلقى فيها،
أو يقذف جسدى اللذة،
لكن أنْ أحيا إنسانا؟
هذا شئٌ آخر،
لا يصنعه العدوانُ أو القسوه،
لا يصنعه الهربُ أو اللذه
لكن يبنيه الحب .. النبض .. الرؤية،
الألمُ .. الفعلُ، اليقـَظة،
الناس “الحلوة”
من لى بالحب ؟؟ !!
أين الناس؟؟!!