الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 10): يا عبدُ: كيف تستجيب لعلمك وأنا الرب
نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 10): يا عبدُ: كيف تستجيب لعلمك وأنا الرب
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 23-1-2024
السنة السابعة عشر
العدد: 5988
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 10):
يا عبدُ: كيف تستجيب لعلمك وأنا الرب.
فقلت لمولانا:
أصبح العلم يا مولانا هذه الأيام صنما أكثر جمودا من كل الأصنام، حتى أنهم يتحدثون الآن عن ما يسمى “ضلال العلم” Science Delusion ويقصدون أن الاعتقاد الراسخ في مقولة بعض العلوم لمجرد أنها مسجلة في مجلة علميه أو كتاب مرجعى أو خارجة من معمل ميكنى: أصبح يمثل إعاقة لتلقائية التلقى، والأخطر إعاقة لنشاط الموقف النقدى، العلم السلطوى يا مولانا أصبح خادما لكثير من قيم السوق أكثر منه لشفاء للناس.
انتبهت بعد هذا الحماس أنه لم يقل لك “كيف تستجيب للعلم” وإنما قال “لعلمك” وهناك فرق، فلا يصح الهجوم على العلم هكذا دون تحفظ ودون تمييز، ونسبة العلم إلى الشخص يجعله أقرب إلى ما هو “علمه” هو شخصاً فهو أقرب إلى المعتقد الشخصى، حتى لو تدعم بزعم الاتفاق مع آخرين، إن الاتفاق في حد ذاته يا مولانا لم يعد يضمن أن يكون العلم علما لوجه الحق تعالى، ونحو الحقيقة الباقية.
ثم نظرت إلى هذا الإيجاز المعجّز: “وأنا الرب”، خفت يا مولانا أن يسرع المتعجل فيرى أن هناك تعارضاً بين العلم والايمان. وهذا غير وارد، تعبير “أنا الرب” هنا هو تذكرة بأولوية التوحيد المطلق، ورفض كل أشكال الشرك، فإذا كانت البداية هى بيقين الربوبية بلا شريك: حرفا أو تجريدا أو رمزا أو نظرية أو منظومة: فإن احتمال تنقية الفطرة والقياس بنفع الناس وموضوعية الرؤية ونبض القرب هى الضمانات التي تؤكد نفى الشرك نفياً كافيا لاشبهة حوله،
أما حين يكون “علمى” هو أصل كل المعارف حتى يكاد يخدعنى فأشرك به دون أن أدرى، فلا مانع أن أختبر هنا العلم تجريبا، فإن قرّبنى إليه، فهو علمه وليس علمى، وإن أبعدنى عنه فهو علمى أنا: أعمى به عنه دون أن أدرى، وهو الرب لا شريك له.
يا مولانا:
أنهل من كل العلوم وأنا في كامل وعيى، لكننى لا “أستجيب” إلا وهو معى إليه.
أستجيب لما يحيينى ويحييهم “معى” بنا “نَحوه”
فهو الرب!!
لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ .
2024-01-23
كيف حالك يامولانا:
المقتطف : يا مولانا:
أنهل من كل العلوم وأنا في كامل وعيى، لكننى لا “أستجيب” إلا وهو معى إليه.
أستجيب لما يحيينى ويحييهم “معى” بنا “نَحوه”
فهو الرب!!
لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ
التعليق : لأول مره أتفق مع د. محمد الرخاوى فى تحفظه على سحب لغة النفرى إلى لغة الرخاوى ،لكننى لا أستطيع أيضا أن أنفى تحيزى للغة الرخاوى ،رغم حبى للغة النفرى ،وما وجدته فى هذا المقتطف جعلنى أقبل تحيزى ومحبتى لكما معا : مولانا النفرى مولانا الرخاوى ،هنا أتعلم : كيف الاستجابة لعلمى ،وعلمهم ،وأى علم دون شرك ،بل وسأظل أبحث عن كل علم يوحدنى فأوحده ..سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لاشريك له
الاستجابة مفادها سمعنا و أطعنا فإن كانت للعلم مجردا كان الشرك بالله
و دا له صور كثير خفية تحتاج يقظة و انتباه فملى سبيل المثال علمي بخائص الدواء و فاعليته للداء إذا تجرد ففسق و انفصل عن علمي بأن خالق الداء هو خالق الدواء هو الشافي و ما دونه مجرد أسباب هو ربها و خالقها وحده لا شريك له لصارت الاستجابه لعلم التطبيب شرك و هكذا فى أبسط العلوم و اعقدها ماخفي منها و ما ظهر …..
و فيما صاغه مولانا الحكيم مفتاح اليقظة و الإنتباه
( فلا مانع أن أختبر هنا العلم تجريبا، فإن قرّبنى إليه، فهو علمه وليس علمى، وإن أبعدنى عنه فهو علمى أنا: أعمى به عنه دون أن أدرى، وهو الرب لا شريك له. )
ثم بعدها
( أنهل من كل العلوم وأنا في كامل وعيى، لكننى لا “أستجيب” إلا وهو معى إليه.)
مولانا الحكيم إن الخطيب واحد هو الذي خاطب مولانا النفري فكانت” قال لي ”
وهو الذي خاطبك فكانت ” فقلت لمولانا ”
تعددت المخاطبات و تعدد المخاطبون و الخطيب واحد