نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 16-1-2024
السنة السابعة عشر
العدد: 5981
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 15):
يا عبدُ: من أبصر نعمتى شكرنى، وإلا فلا.
فقلت لمولانا:
فلاَ ماذا يا مولانا؟! فلاَ ماذا؟!
أما نـِعـَـمهُ فهى لا تحصى من أول هذا النفس الذى يدخل إلى رئتىّ بهدوء وانتظام واضطراد يبلغنى أنه مازال يمهل لى في أيامى حتى أستغفر على ما كان وأتقرب إلى ما يمكن
وحتى إخراج ما دخل إلى بطنى زائدا عن حاجتى
حتى لا أملأ داخلى بما لا يحق لى
الجديد هنا ليس مجرد الاعتراف بالنعمة
وإنما أن “أبصرها” رأْى العين
أن استشعر نـَـفـَـسـِـى داخلا بفضله
خارجاً بـِـرَحـْـمـَـتـِـهِ ….إلخ
فأحمده يا مولانا مع كل نفس هواء
وحين يذهب عنى الأذى يعافينى مما أقحمتـّـه على خوفى؟
هذه مجرد عينة للإبصار: إدراكا متجاوزا الاعتراف بالألفاظ
لكن أعود وأقول:
وإلاّ: فلاَ ماذا؟
ولا أتحمل غضبه أو أى تلويح باحتمال عصيانه
ولا أستحضر إلا رحمته
وأواصل “التبصر” فى نعمه وفضله
وأنا أدعوه أن يعيننى علىّ: ألا أسهو أبدا…!
وإلا! فـَـلاَ!!
مخاطبة مولانا النفري و بديع قول مولانا الحكيم جعلني استحضر قول الحق سبحانه فى الآية الكريمة ” اعملوا ال داود شكرا ”
حيث استشعر فى تلاوتها أن كيفية الشكر هو العمل و المقصود إستخدام النعم فيما ينفع و يمكث فى الأرض نفعه مع اقتران هذا بيقين أن شكر النعمة ” العمل بالنعمة ” هو فى حد ذاته نعمة أيضا و عليه فالنعمة من الله و شكرها نعمة من الله يعني الحمد لله على الحمد لله
و كما قالت رابعة العدوية فلا الحمد فى ذا و لا ذاك لي لكن لك الحمد فى ذا و ذاك
هكذا أشعر الشكر و إلا فلا !! فلا ” فلا يحسب شكر ” حسيتها كدا و الله أعلم
و أحسبك مولانا الحكيم من قليل عباد الله الشكور … الحمد لله
الله يديم حسن شكرك لنعم الله
و ينعم علينا بشكر نعمه كما أنعم عليك عملا يمكث فى الأرض يسبح بحمد الله