نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 1)
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 7-11-2023
السنة السابعة عشر
العدد: 5911
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 1):
يا عبد اقصدنى وتحقق بى، فإن الأمر بينى وبينك، إذا أشهدتك:
إن ذكرى لا يمنع مـِنـّى
وأن اسمى لا يحجب عـَنـّى
وأننى أمنع بذكرى من أشاء ممن أشاء
وأحجب باسمى من أشاء عمن أشاء
فأنت من خاصتى.
فقلت لمولانا:
يبدو يا مولانا أننى قرأت هذا النص من قبل ولم أجرؤ أن أفهمه بحقه أو أن استلهمه بما يستأهل
اليوم وأنا أعيد قراءته لأكثر من مرة بعد عامين وأكثر من خشية ألا يصلنى: تكشفت لى بعض إنارة أكثر من ذى قبل:
فها هو يخاطبك يا مولانا ثقة بك أنك تسمع وتسمح، وهو مطمئن إلى كدحك وصدق اجتهادك
ثم هو يتدرج بك –فينا- واحده واحدة، وهو يطمئنك أن الأمر بينك وبينه بلا أداة ذكر ولا أسماء تسبيح
ثم ها هو يعطيك شهادة نجاحك في المرحلة الأولى، حين يسمح لك وهو يثق في حكمك أن تدرك أن الأمر قد أصبح بينك وبينه بلا شريك ولا وسيط، بلا حاجة إلى اسم أو ذكر
وهو يطمئنك بأنك أصبحت في مرحلة تقدر فيها أن يكون في إعلانه اجتيازك هذه المرحلة قد أشهدك كيف يمنع من يشاء ممن يشاء، وكيف يحجب عمن يشاء من يشاء
فلا الذكر ولا الاسم هو بديل، ولا أي منهما قائم مقامه أو هو السبيل الأول إليه
أن اسمه أو ذكره في هذه المرتبة له موقعه الملتبس، إن هو تجاوز دوره، فهو قد يحجب أو يمنع، إنْ غـَـفـَـلنا عن دوره، وسمحنا لأى اسم أو ذكر أن يحل محله،
هكذا ندرك أبعاد اصطفائه لمن لم يستدرجه غيره، حتى لو كان “إليه”.
فالاسم “حرف”: وهو وسيلة إليه لا بديلا عنه،
و”الذكر” كذلك، وهو وحده الذى يسمح ويحجب، لا اسمه ولا ذكره
إن من يصله هذا اليقين ويصدقه يستحق الشهادة الكبرى:
إذْ “يصير من خاصته”
لا شريك له، ولا سبيل إليه: إلا به.
2023-11-07