نقلة مع مولانا النفرى من: كتاب المخاطبات مقتطف (المخاطبة رقم:4)
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 14-6-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5400
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم:4):
وقال لى:
يا عبد إذا رأيتنى فالعلم ماء من مائك
فأجره أين شئت لتثبت به ما شئت
فقلت لمولانا:
توقفت – طبعا – طويلا: كيف يكون “العلم” “ماء” من “مائى”؟ لابد أنه علم آخر غير ما شاع حاليا أنه علم، وهو لا يكون كذلك إلا إذا رأيتـُه.
أوعدنى يارب!!
ثم ما حكاية “الماء” الذى ورد أيضا فى نفس هذه المخاطبة “4” بأشكال مختلفة لأغراض مختلفة بمعان ليست مختلفة، ورد مثلا:
يا عبد
لئن أقمت في رؤيتى لتقولن للماء أقبل وأدبر
ورد أيضا
يا عبد
من الماء كل شيء حى، فإذا تصرفت فيه، فلتصرفن فيما فيه
****
فتذكرت يا مولانا ما كتبته منذ نصف قرن ينبهنى [1] إلى بعض مثل ذلك:
وتعلّمنا فى السنة الأولى:
أن “الماء” بلا لونٍ وبلا طعم وبلا نكهةْ،
لكن الحقَّ يقولْ:
إن الماءَ العذْب: هو شهُد الفطرة
فإذا صدّقتَ العلم اللفظىّ
ضاعت منك حقيقة أصل الحكمهْ
أو قد تستمرىُ تلك الخدعهْ
إذ تلقى فى الماء، بقُمْع السكر
يا أَبْلَهْ:
أنـْسـَاكَ الحلوُ الماسخُ طعم الصدْقِ النابضِ
فى لـُـبِّ الثــَّـمـَـرة
………
بدلا من أن تعرفَ نفسك
…… تحنى هامتك لغيرك؟
بدلا من أن ترقصَ فى موسيقى الكون: برحاب الله
تلعب شفتاك بلفظ مبهمْ
بدلاً من أن تصبح ذاتك جزءاً من ذاتٍ عليا
تنصبُ محكمة دُنْيَا؟
بدلا من أن يملأ قلبك حب الأوِّل ِ والآخرْ
يملؤه الخوف أو الطمعُ وأرقام التاجرْ؟
بدلا من أن تعرفْ، تهرفْ
وبحسِن النية … شوّهتُ الفطرة.
(1977)
***
يا مولانا:
جزاك الله عنا خير.
كيف أثبت بالعلم؟ حتى لو كان ماء من مائى؟
كيف كيف أُجـْـره أين أشاء؟
لأثبت به ما أشاء؟ وما نشاء إلا ما يشاء الله
يا مولانا:
كيف أقول للماء: حتى لو كان “شهد الفطرة” أقبل وأدبر، حتى لو أقمتُ في رؤيته سبحانه، أى ماء هذا.
يا مولانا:
الماء الذى جعل منه كل شيء حى، غير الماء الذى نعرفه ونشربه
كيف أتصرف فيه، ناهيك عن أن أتصرف فيما فيه
الكلمات تصلنى يا مولانا رحمة ونور
وهذا يكفى.
______________________
[1] – يحيى الرخاوى، ديوان: “سر اللعبة”، قصيدة: “شهد الفطرة”، الطبعة الأولى 1977، الطبعة الثانية 2017
2022-06-14