نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 14):
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 15-3-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5309
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 14):
قال لى:
يا عبد
إن لم تدرِ من أنتَ منى:
فما أنا منك ولا أنت منى:
أى عمل تعمله لى وأنت لا تدرى من أنت منى
وفى أىّ مقام تقوم بين يدى
وأنت لا تدرى من أنت منى
فقلت لمولانا:
عذرا يا مولانا، عذرا وسماحا
ما هذا الشرط الذى بدا لى أنه من المستحيل أن أبدأ به؟
“أدرِى مـَـنْ أنا منه”!!؟
وكيف أدرى وهو صاحب الفضل والنور والإنارة إلاّ أن يهدينى إليه؟
وهل كل ما أفعله وأشعر به وأرجوه إلا لأدرى من أنا منه؟
حين أصْـدُقـُـه: أطمئن دون أن أدرى
فأنا لا شىء إلا أن أكون فيما يضعنى حيث دَرَى بى
أنا أعمل كل عمل، وأمتنع عن أى عمل وأنا أحاول
أن أتحسس أن ما أعمله وما أعزف عن عمله: هو كله منه وله
حتى لو غفلت أنا عنه
إن كل ما أعمله قليلـُهُ وكثيره: هو السبيل أن أدرى بعض ما أنا منه
فكيف تكون نتيجة سعيـِى هذا هي هى شرط معرفتى مقامى منه ومقامه منى
وهو غاية قصدى، وهو هو منطلق بـَـدْئـِى ومنتهاىْ
من أنا منه؟؟!!
أدعوه تعالى أن ينعم علىّ بأن يكون صدقى وعجزى:
هو هو ما يدلنى على أننى أدرى ما أنا منه
أو على الأقل: أننى أحاول ذلك جاهدا ليـْـلَ نهار.
2022-03-15
عندما قرأت كلام مولانا النفري .. تذكرت قول الله تعالى في الحديث القدسي “أنا عند ظن عبدي بي”.
آسف يا مدحت
الحديث القدسى الذى استشهدت به جيد وله دلالته،
لكن علاقته بهذه المخاطبة ضعيفة جدا
مولانا الحكيم حين قرأت ما قلته لمولانا النفري وصلتني خشية العارفين و حيرتهم فى معرفة مقامهم و اعتقد أن تلك الخشية النابضة فى كلماتك هى نفسها التى نبضت فى مناجاة مولانا النفري
فكانت المخاطبة هذه إليه و كأنها تطمئنه بهذا اللوم المعاتب
لذا أشعر أن هذا الخطاب لك أيضا مولانا الحكيم و يدعم شعوري هذا مقولة أحد العارفين ” اذا أردت أن تعرف مقامك فانظر أين أقامك ” ثم أليس هو سبحانه من قال ” و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ” أو ليس سعيك و عملك فى مسيرة حياتك لإحياء النفوس فهذا ما أقامك فيه ربك و فيه شرف مقامك
ثم أو ليس سبحانه من قال” يحبهم و يحبونه ” …” و رضي عنهم و رضوا عنه ”
فإذا كان سعيك فيما أقامك فيه ابتغاء مرضاته و حبا فيه فهذا الذى هو ما أنت منه و ما أنت منه هو دليلك على ما هو منك …….
الله يقيمك فيما يدنيك منه و يرفع مقامك عنده مولانا الحكيم و معلمنا الفقيه
يا خبر يا سحر !!
أكثر الله خبرك، وحفظك وأنار بصيرتك أكثر فأكثر.