الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الكتاب الثالث الحالات: من (41) إلى (60) الحالة: (50) العلاج النفسى ليس بديلا عن العمل (وموقف المبتدئ)

مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الكتاب الثالث الحالات: من (41) إلى (60) الحالة: (50) العلاج النفسى ليس بديلا عن العمل (وموقف المبتدئ)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 16-3-2022

السنة الخامسة عشر  

العدد: 5310

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه

الكتاب الثالث الحالات: من (41) إلى (60)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (50) من الكتاب الثالث من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!

****

الحالة: (50)

العلاج النفسى ليس بديلا عن العمل (وموقف المبتدئ)  (1)

د. أحمد شبانة: هوه عيان عنده تلاتين سنة، بيخرج من المستشفى دايما  قبل ما يكمل علاجه، هوه أبوه بيستلف عشان يعالجه، ومع ذلك بيخرج برغم التخفيضات والرأفة بحالتهم، فبيخرج قبل ما تكون الأعراض بتاعته هديت، بيدخل كل مرة عنده نشاط زايد،  الكلام كتير وإنه مابيقدرش يسيطر على أفكاره

د. يحيى: بتشوفه بقالك قد إيه ؟

د. أحمد شبانة: 5 شهور

د. يحيى: وأخر مرة خرج من المستشفى إمتى ؟

د. أحمد شبانة: من خمس شهور برضه

د. يحيى: يعنى بتشوفه  من يوم ماخرج من المستشفى

د. أحمد شبانة: آه ، ما هو كان متوزع علىّ هنا فى  المستشفى، ولما خرج أنا باتابعه فى العيادة الخارجية

د. يحيى: العيادة الخارجية بتاعة المستشفى؟

د. أحمد شبانة: آه

د. يحيى: هوه تعبان من إمتى؟

د. أحمد شبانة: هو بداية تعبه من بدرى، يمكن من ثانوى، بس ما كانتشى الحكاية واخده شكل مرض قوى، هوه بدأ يتأخر فى الدراسة من غير سبب واضح، وياخد  كل سنة فى سنتين بدايةً من أولى ثانوى لحد ماخلص الكلية،

د. يحيى: يعنى اتخرج الحمد لله؟

د. أحمد شبانة: آه الحمد لله

د. يحيى: ودلوقتى بيشتغل؟

د. أحمد شبانة: لأه

د. يحيى: إمال انت بتشتغل معاه فى إيه؟

د. أحمد شبانة: فى المرض، هو خلال الفترة الأولانية بعد الخروج كان التركيز معاه على الأعراض فى إنها تهدى مع تظبيط الدواء، وتظبيط الجدول اليومى بتاعه، النوم والصحيان، والحاجات دى

د. يحيى: طيب وهو منتظم فى الحضور؟

د. أحمد شبانة: يعنى، مش قوى،  يعنى فى خلال الـ 5 شهور بييجى بمعدل مثلاً مرة كل أسبوعين

د. يحيى: ليه ؟

د. أحمد شبانة: برضه الحالة المادية، كمان هو مش من القاهرة، هو بييجى من المنوفية، وظروفه زى ما قلت لحضرتك

د. يحيى: إنت مرخّص له،  مش كده؟

د. أحمد شبانة: أنا مش مرخص له، أنا سمحت بحكاية أسبوعين دى علشان يقدر يدفع اللى يقدر عليه، وكده

د. يحيى: السؤال بقى ؟

د. أحمد شبانة: السؤال دلوقتى أنا اشتغلت معاه فى موضوع الأعراض لحد ماهديت خلاص،  من ساعة ما هديت الأعراض لحد دلوقتى وأنا بازقه على الشغل، بس مش باضغط قوى، هو مابيقعدشى  فى شغل أكتر من ثلاث أربع ايام فى خلال الـ 5 شهور دول مثلاً راح أربع أو ثلاث حتت، يقعد يوم أو إثنين ويسيب الشغل،  فهل دورى ممكن إنه يقتصر على إنى  أهدّى الأعراض، وخلاص،  ولا لازم حاجه تانية

د. يحيى: يا خبر، ما انت عارف موقفنا من الشغل، هوه فيه حد حا يخف من غير شغل؟!!  ثم إنت مسمى اللى انت بتعمله ده علاج نفسى؟

د. أحمد شبانة: آه

د. يحيى: علشان بتقعد ساعة كل مرة، ولا عشان إيه؟

د. أحمد شبانة: علشان الجلسه دايماً بيبقى فيها أفكار معينه أو حاجات معينه باحاول إنى أنا أغيرها عنده

د. يحيى: تغير إيه يا عم، هوَّا حد يعرف يغير أفكار حد، قول كلام أبسط يا شيخ، إنت عندك كام حالة علاج نفسى

د. أحمد شبانة: إثنين

د. يحيى: بس؟!!! ما ينفعشى ، إنت مش عارف القاعده إن الواحد يكون عنده أربع حالات على الأقل

د. أحمد شبانة: أيوه

د. يحيى: وعارف إن الأربعه دول يعنى ثمانيه، عشان يرسو على اربعة على الأقل؟

د. أحمد شبانة: أيوه

د. يحيى: يبقى كده ما بدأناش لسّه نقول يا هادى، التدريب عشان ياخد حقه، لازم نوفر الحد الأدنى من متطلباته، إمال حا تكتسب الخبرة ازاى؟ ثم انت واضح إنك بتاخد تلاتة تعريفة، يبقى بالله عليك حاتاخد حافز منين؟

د. أحمد شبانة: من ربنا، ما هى دى مجرد البداية يعنى الحمد لله

د. يحيى: ربنا يجازيك خير، بس لازم العيان يحس بجدية وقيمة وقتك، المهم، ربنا يعينه ويعينك. إنت بترد على حد من زمايلك الأكبر وتستشيره، أو على مجموع الزملاء اللى بنسميه “إشراف الأقران”؟

د. أحمد شبانة: أيوه، هوه بالنسبه للعيان ده بالذات دايماً باستشير فيه الدكتور نادر

د. يحيى: إنت واخد بالك إيه الفرق بين العلاج النفسى والمتابعة والتأهيل؟

د. أحمد شبانة: العلاج النفسى بيبقى فيه حاجات عاوز أغيرها عند العيان، أفكار أو معتقدات أو كده،  إنما بالنسبه للمتابعه بتبقى جلسه أقصر شويه باطّمن فيها إن العيان ماشى كويس

د. يحيى: بتطمن على إيه؟ ما هو برضه فى  المتابعه بيبقى فيه حاجات عايز تغيرها، إيه رأيك لو نستعمل تعبير، “إن فيه حاجات عايزها تتغير”، بدل من إن “فيه حاجات عايز أغيّرها”

د. أحمد شبانة: إيه الفرق؟

د. يحيى: مش احنا بنقول عمال على بطال إن العلاج بيدى فرصة لعلاقات جديدة، ورؤى جديدة، وبصيرة نافعة، تقوم الحاجات المعوِّقة، والمزعجة تتغير من خلال ده، وبعدين العيان هوه اللى بيغير من خلال العلاج ، مش احنا اللى بنغـيّر.

د. أحمد شبانة: تمام

د. يحيى: إنت بتسأل عن دورك، وإذا كان ممكن يتوقف على ظبط الأعراض وبس، مش كده؟

د. أحمد شبانة: آه ظبط الأعراض،  ولاّ لازم فعلاً إنى أنا أزقه ناحية الشغل أكتر واكتر

د. يحيى: طيب لو هو العلاج  إزالة أعراض وخلاص، يبقى إيه لزوم العلاج النفسى بالله عليك؟ يا ترى فيه تاريخ أسرى عند الجدع ده ؟ 

د. أحمد شبانة: أيوه،  عمته، وكانت بتتعالج فى العباسيه، ودخلت أكتر من مرة هناك

د. يحيى: طيب قبل ما أقول لك ليه أنا سألت السؤال ده أحب أفكرك إن احنا دلوقتى اتكلمنا فى المتطلبات الأساسيه للتدريب، وبعدين وضّحنا إن احنا ما بنغيرشى حد، إحنا بنديله فرصة يتغير، من خلال علاقة منضبطة، مش كده ؟ وبعدين بنحط فى الاعتبار التاريخ الأسرى، عشان نفهم إيه الاحتمالات مش عشان نوصمه بيه، واضح إن العيان ده بيحمل جينات جاهزة للمرض، وللنكسات، وده بيخلى مسئوليتنا أكبر، ناخد بالنا قوى من حكاية النكسة، والشغل، الولد ده عيى كذا مرة، وعمته برضه عيت مرض جامد متكرر، وانت بتقول ما معاهمشى فلوس، يبقى لازم ننتبه أكتر وأكتر للامتثال للدوا، وملء الأربعة وعشرين ساعة بالمفيد،أهم من الكلام ساعة كل أسبوع،  الشغل هنا مافيش له بديل، ما انت عارف ، حتى يشتغل ببلاش، الجدع ده زى كيان خربان وبتلصمه، زى بيت آيل للسقوط، كل ما تصلح حيطة بشوية أسمنت أو جبس،  ولا تحط كام طوبه هنا، يظهر شق الناحية التانية،  فتيجى تعالج علاج نفسى خمس شهور لعيان بهذا المنظر وبعدين تسأل نفسك يا ترى تكتفى بعلاج الأعراض، ولا فيه حاجة تانية؟ طبعا فيه حاجة تانية وتالتة ورابعة، لازم الموقف يبقى حاسم، يا إما يشتغل، يا إما كفاية عليه خمس دقايق، الأهل هنا بيمثلوا قوى معاكسة من خلال الحنية الخايبة والطبطبة والتأجيل، وفيه فى بلاد بره تبويظ برضه بس مش عاطفى ، زى ما يكون “شِرَا دماغ”، عندهم التأمينات والتعويضات جاهزة تشل بلد، النتيجة إن يحصل هنا وهناك حاجة زى “ضمور عدم الاستعمال”، أنا لما بيغلب غلابى باحط  شرط إنه يا إما يشتغل يا مايجيش، وانت بتشوف روشتاتى، يشتغل ببلاش، يشتغل فى غير التخصص، يشتغل يدوى، المهم يشتغل، الشغل مش بس إنه يقبض ماهية، إحنا قلنا الحكاية دى ألف مرة، الشغل “ناس” و”مجتمع” و”ريـّس” و”مواعيد“، مش كده ولا إيه، والحاجات دى علاج جوهرى، تانى: ناس وريس و”عائد” و”ناتج”، ونفس المواعيد، تجيب ده منين وهو قاعد على الكرسى قدامك عمال بيحكى مستنى النكسة الجاية بمجرد إنه يسهى عن الدوا؟  يعنى نقدر نقول بُنِىَ العلاج على ثلاث: الشغل والدوا والناس، وأى حاجة تيجى بعد كده بقى، حتى زوال الأعراض ييجى بعد كده، خلى بالك العيان ده ما اشتغلشى من يوم ما تخرج، ولو إنه راح الجيش وده كويس قوى، بس  ما حدش عارف إيه الى حصل فى التجنيد، خدوها جد ولا برضه رحرحوا، الشغل لازم يكون شغل، مش مجرد مرواح الشغل، الشغل بيديله رسائل علاجية ما فيش بديل عنها، ده حتى الأعراض لما بتزول زى ما انت بتقول، بيبقى فاضى أكتر، أهى طول ما هى موجودة، أهو عمال يزن ويحكى، وبعدين عشان تعرف حجم الأزمة شغـّـل المنطق البسيط وانت بتسأل: فيه شاب كده ينفع يقعد خالى طول النهار والليل، يوم بعد يوم، وليلة بعد ليلة، ده يا حيبقى زى كرسى مرمى جنب الحيط، حسب كمية الدوا وجرعته ودوامه، يا إما كده يا إمّا يزوغ من الدوا ويتنكس، دى طاقة حيوية فى كل بنى آدم لازم تلاقى مخرج وهدف، ودى “ألف” “ب” مدرستنا، إنت عندك كام سنة يا احمد

د. أحمد شبانة: 27

د. يحيى: يعنى بينك وبينه 3 سنين، يبقى سهل تتصور وتتقمص حالته، تصور نفسك بعد 3 سنين لا قدر الله قاعد كده القعدة المهببه اللى هوه قاعدها دى، بالله عليك إيه اللى حايعشش فى مخك غير دبّان الأفكار، وخصوصا ساعة ما الطاقة تتفجر وما تلاقيش موتور تزقه، تروح خارجة مندفعة وزى ما تيجى تيجى، أنا رأيى إن العلاج النفسى كلام ساعة كل أسبوع أو اتنين ما لوش لازمة فى المرحلة دى، دا يمكن يبقى خدعة تنزاح إليها الطاقة بشكل ما لوش معنى، ويبقى العيان موظف فى وظيفة “متعالج”، واهو عمال يستنى معادك كل أسبوعين عشان يقول البُقِّينْ دول ودمتم، يتهيأ لى إن  الأفضل لهذه الحاله والأكثر واقعيه والأكثر إيلاماً إنك تعملها متابعه ملزمة، وتركز على االدوا والشغل والعلاقة بالتدعيم الأبوى، وإذا نجحت كده لمدة مثلا 6 شهورً ، سنة،  من غير نكسة ولا مستشفى، يبقى نفكر ساعتها فى حاجة اسمها علاج نفسى، وتكون انت ساعتها اكتسبت خبرة، وعندك سبع تمان حالات مش اتنين، وربنا يكون فتح عليك وعرفت تبقى أب جامد أكتر من كده شوية، من غير ما تتنازل عن الطيبة والرعاية، إوعى تكون فاكر إن الأب بيشخط وينطر بس

د. أحمد شبانة: لأ ، ما انا عارف

د. يحيى: أظن انت عارف الناحية التانية أكتر، إن المسألة طيبة وسماح ووقت وخلاص، وما تنساش إنها حالة هوس متكرر، يعنى مش مجرد قلق ونكسة وكلام من ده، وبرضه التاريخ العائلى تحطه فى الاعتبار، إمال يعنى إحنا بنعرفه ونركز عليه ليه؟ زينة؟ إحنا بنعالج بتعديل برامج فى المخ، مش ضرورى المرض يكون وراثى، لكن الطاقة هى الطاقة، والبرنامج هوه البرنامج، والنكسة هى النكسة، الجدع ده فى الغالب عنده نفس البرنامج اللى عند عمته، بس هوه لسه صغير، وشاب، وخلّص دراسة، يبقى عنده فرصة يلاقى مخرج للطاقة بشكل منظم ومستمر من خلال العلاقة الحازمة اللى فيها مسئولية ورؤية مع بعض، ما هو ده صلب العلاج كله ياابنى، مش فك العقد والكلام ده.

د. أحمد شبانة: ما انا عارف بس لسه فى الأول لاقى إن الحكاية صعبة علىّ

د. يحيى: الصعوبة هى اللى بِتْعَلِّمْ، ما تتكسفشى منها، وعندك الإشراف سواء إشرافكوا على بعض (2)، أو الإشراف ده، يسندك مهما قابلت من صعوبات.

د. أحمد شبانة: يعنى أعمل إيه دلوقتى

د. يحيى: تعمل اللى انت بتعمله ، بس تحط أولويات وتنظيم جديد، تركز على الشغل مهما كان، وتقلل الجلسة وتقلبها متابعة ودعم، خمس دقائق عشر دقايق إن شالله يكون جى منين، وما يهمكش الأعراض تروح تيجى ما دام بيشتغل وينام، وما تنساش إنك نجحت، برغم تشخيصه الصعب ده، إنك تعمل معاه علاقة هى اللى بتجيبه من المنوفية لحد هنا بانتظام معقول، وما اتخافشى لو ابتديت واحدة واحدة، دانا ساعات باقبل إن العيان يشتغل ساعة فى اليوم، بس نفس الساعة، واقعد أزود كل أسبوع ساعة، يعنى فى تمان أسابيع نوصل تمان ساعات فى اليوم، يعنى شغل مية مية خلال شهرين، وانت بتقول بقالك معاه خمس شهور، دا انت لو عملت كده تبقى زى ما تكون بتبنى عادات حياتية يومية من أول وجديد بصبر وثقة فى ربنا وفى العلم وفى  حقه فى الحياة،  الشغل ده هوّه البنية الأساسية لأى بنى آدم،  لأى علاج ، مش بس العلاج النفسى،

د. أحمد شبانة: ربنا يسهل إن شاء الله 

د. يحيى: ربنا يفتح عليك وينفع بك.

****

التعقيب والحوار:

د. أحمد شبانة

أحيطكم علماً بأن المريض يعمل منذ حوالى 10 أشهر فى إحدى الصيدليات دون أجر وبمتوسط 6 ساعات يومياً، ومنذ شهرين عاد لهوايته القديمة فى التدريس للمرحلة الابتدائية، ويستعد حالياً لافتتاح فصل دراسى فى غرفة فى بيت والده خاصة مع توقف الدراسة.

د. يحيى:

الحمد لله، لم يعد المبتدئ مبتدئا:

أشكرك، والبركة فيك.

الحمد لله

ربنا يتم شفاءه

الحمد لله

شكراً.

 أ. عبد المجيد محمد

وصلتنى إضافة، عن المتطلبات الأساسية للتدريب، وأن العلاج بنى على ثلاثه أعمدة: الشغل، والدوا، والناس، وعرفت مدى أهمية الشغل حتى فى حالة عدم زوال الأعراض، وأن الأعراض لو زالت مع عدم شغل المريض بيكون المريض فاضى اكتر.

د. يحيى:

هذا هو، بارك الله فيك

أ. علاء عبد الهادى

اقترح ان تقوم الحكومة وخاصة وزاره الصحة بعمل مؤسسات ذات تخصصات مختلفة فى عدة محافظات لتقوم بتوفير اعمال لهؤلاء المرضى ولو بالإجبار (إذا ادركت الحكومة قيمة العمل فى العلاج) مع تدريب متخصصين نفسيين فى تلك المؤسسات.

د. يحيى:

حكومة من يا عم علاء؟ وهل هى وفرت العمل للأسوياء حتى نطلب منها توفير العمل للمرضى؟!! مصر الطيبة، مصر الناس، تمارس نوعا فريدا من الإدارة أقرب إلى “التسيير الذاتى” فى الاقتصاد والمرور والتأمين (النقوط – الجمعيات “ومين يقبض الأول”!)، دعنا نواصل ممارسة التسيير الذاتى مع مرضانا، وهم بفضل الله والأطباء المعالجين الطيبين، وفهم وتعاون الأهل، وابتعاد الحكومة وقوانينها عنا،  قادرون على ذلك.

أ. حسن سرى

ارى يا دكتور يحيى انك تركز على الشغل وأهميته فى الصحة النفسية ولكن الواقع مرير جدا اذ اننا نجد فى بيئات العمل غلبة الفساد الادارى والخلقى، فالشخص صاحب الضمير والمبادئ والقيم يجد محاربة كبيرة من هؤلاء الفاسدين ومضايقة مما يؤثر على نفسيته وقد يؤدى به الى المرض النفسى .

د. يحيى:

يا خبر يا أبو على!!! هل معنى ما تقول إن صحّ – وهو صحيح بعضُه- أن نقعد فى بيوتنا – أسوياء وأصحاء- تجنبا لما ذكرت من سلبيات ومساوئ فى محيط العمل؟؟ يا رجل امدد ذراعك بجوارك ملتصقا بجسدك وثبته ثلاثة أشهر ثم حاول أن تحركه، سوف تجده أعجز من أن يتحرك، هذا ما نسميه “ضمور عدم الاستعمال”، فما بالك بالمخ البشرى الذى قالت فيه ابنتى أ.د. مها وصفى قصيده مديح رائعة (3)، ما بالك إذا توقف هذا المخ عن العمل ودار حول نفسه محلك سر، بدون غاية، وبدون ناس، أى بدون عمل يتوجه به فى النهاية إلى أصله كدحا إلى الحق تبارك وتعالى، العمل هو الحياة، حتى اللعب والنوم، هما مكملان للعمل بشكل أو بأخر، العمل هو الأصل مهما كانت الظروف صعبة يا رجل.

 

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 22-12-2009  www.rakhawy.net

[2] – نشرة الإنسان والتطور : 1-2-2009 بعنوان: “إشراف الأقران”  www.rakhwy.net

[3] – نشرة الإنسان والتطور “بريد الجمعة” (11-12-2009)، المقال بعنوان: “أبدع مخلوقات الله” بقلم: د.مها وصفى مباشر الدستور (3/12/2009)  www.rakhawy.net

 

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *