نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 15-2-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5281
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 5):
قال لى:
يا عبد أرنى قلبك وأعرض علىّ خواطرك
فإن لم تخل بينى وبينك
لم أخل بينك وبين شيء منك
فقلت لمولانا:
طبعا يا مولانا لم يصلنى معنى “تخلُ” تحديدا، رجعت إلى أصلها فوجدته يربط بينها وبين التخلي
حين يكون قلبى وخواطرى أعجز من أن تقف بينى وبينه، يكافئنى بأن أكون “كلى” مجتمعا إليه بفضله
لا يخلو بينى وبينه شيء منى:
فكلى به وإليه،
أي كرم هذا وإحاطة يا مولانا.
واحدٌ أحد
أحدٌ صمد
فخذنى منى إليك ربى وأهدنى رغما عنى
واحد فرد صمد منزه عن الأغيار
هذا دعاء يا هشام ينفى أى إرغام
تقبل الله
هذا المقتطف ذو بلاغة عميقة تستعصي على الإدراك دون غوص غواص ماهر مثلك مولانا الحكيم و ممتنة لغوص حضرتك الذي أخرج دره فى إخلاص التخلية حتى يتحلى كلي مجتمعا به و عليه و إليه
وفى المخاطبات لمولانا النفري ” فلولا أنه بدا بما احتجب و احتجبب بما بدأ لما بقي شىء و لا فني شىء ” كم أحبها و استشعرها بجمال و جلال فلا إبداء إلا
و فيه محجوب و لا محجوب إلا فيه إبداء …،
كيلا يغرني ما بدا لي ولا يضلني ما احتجب عني و لا يبقى فى خاطري إلا هو
يا مولانا الحكيم ممتنة جدا لهذا الذي تحركه فينا وأدعو الله للك دوما
تصلنى دعواتك يا سحر مع صدق نبض وكريم استجابته
شكرا لك
والحمد لله