نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 2-2-2021
السنة الرابعة عشر
العدد: 4903
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم 3)
وخـَاطـَبَ مولانا النفرى قائلا:
يا عبد إن انتقلت بقلبك قبل بطنك رجع قلبك،
وإن انتقلت ببطنك لم يرجع قلبك
فقلت لمولانا:
تجنـَّـبـِـتْ يا مولانا طويلا التعرض للتوقف عند ورود كلمة “بطنك” فى المخاطبات لأننى استبعدت بداهة أن تعنى البطن: “المعدة”، وانتظرت حتى أتعرف على معنى أقرب، وهأنذا أقترب: لعلى أنجح ولو نسبيا.
ولم يصلنى القلب أيضا أنه القلب الذى يضخ الدم، واستبعدت طبعا “القلوب التي عليها أقفالها”، وقد لاحت لى هنا وهناك، ولكننى احترمت القلوب البصيرة التي هي فى الصدور التي لا تـَعـْمـَى بفضله
كذلك لم أقبل هذا الاستقطاب إلى أقصى الناحية الأخرى
هل تسمح لى يا مولانا بعد طول هذا التأنى أن أقرأ “البطن” هنا أيضا على أنها حقيقه الفطرة الأولى، وأن أقرأ القلب على أنه أقرب إلى “العقل الوجدانى الاعتمالى” الذى أظهره لنا العلم الأحدث، وهو العقل الأقرب إلى الوجدان والإدراك بعيدا عن سجن الرموز التي هي أقرب إلى علم الحرف الذى كم نبـّهك: فنبهتنا إلى الحذر من الاستسلام لظاهره؟
إن كان الأمر كذلك، فإنى اسمح لنفسى أن أقرأ ما قاله لك فى هذه المخاطبة:
إن أسبقيه معرفته هى لهذا القلب العقل البصير، الذى لابد أن يتبعه العقل الفطرى النقى: فيرجع إلى الحق والحقيقة
فأقرأ القلب: على أنه ذلك “العقل الاعتمالى الوجدانى” الذى لا يرجع عن ما تـُلهمه إياه الفطرة، دون حاجة إلى منطق شكلىّ أو تسبيب سطحى.
عذرا يا مولانا، وأدْع لى أن يغفر لى خطئى ويقبل اجتهادى،
رحمن: رحيم