نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم 6):
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 27-10-2020
السنة الرابعة عشر
العدد: 4805
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم 6):
وخاطب مولانا النفرى قائلا :
يا عبد كأنك أعطيت سواى عهدا بطاعتك
إن دعاك لبّيْتَه والتلبية إسراع في الإجابة
وإن صمت عنك ابتدأته والابتداء طاعة المحب
فقلت لمولانا:
عذرا يا مولانا إن كنت قد خصصت لفظ “سواى” هنا لمن وصلنى من مواقفه منك ومخاطبته لك وهو يعيّن لك من هو “السوى” خاصة في مقام الشرك به!
ذلك السوى هنا هو الذى يغرى بأن يشغلنى عن علاقتى به وتوجهى إليه بديلا غبيًّا. موضوعاً للشرك الصريح أو حتى الخفى،
هذا السوى يا مولانا لا يستحق أن أعطيه عهدا بطاعته، اللهم إذا عمى النظر وطمس الوعى، وهذه هى الحال الوحيدة التي يمكن أن أسرع فيها لتلبيته إذا دعانى، كما يمكن أن أبتدئه إذا صمت عنى، ولتكن أدنى طاعة حتى لو سميت طاعة المحب.
ما أتعسنى إنْ أنا أطعت هذا السوى حتى لو كنت أعمى البصر والبصيرة، فهو الشرك يتسرب إلى وعيى أخفى من دبيب النملة.
لكن هناك “سوى” آخر، وهو الذى يسعى معى إليه، فهو الذى يجمعنا عليه ويفرقنا عليه، حتى لو لم أعرف هذا الآخر وجها لوجه، فإن طاعته “معا” تقربنا من طاعتنا لمن جمعنا بفضله، وفرّقنا ونحن تحت جناح رحمته،
فلا هي تلبيةٌ بإسراع، ولا هي ابتداء بمحبّة
إلا أن يجمعنا عليه فلا يكون السوى سوى بديلا عنه، بل صاحب الطريق الذى لا طريق غيره، ولا طاعه فيه لكلينا إلا له، لا شريك له.
2020-10-27