نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 13-12-2022
السنة السادسة عشر
العدد: 5582
نقلة مع مولانا النفرى في:
كتاب المخاطبات
مقتطف من: (مخاطبة 1):
يا عبد لولا صمودى ما صمدت
ولولا دوامى ما دمت.
تنويه: ألهمتني يا مولانا إلى ما تناولتـُـه في نشرة الثلاثاء 2-6-2020 من نفس المخاطبة، فأرجعتني إلى إعادة نشرها.
فقلت لمولانا:
هذا أضمن طبعا، فمن أين لى بالصمود وأنا عبدٌ بكل هذا الضغف والقصور، لولا أننى استمد بقائى منه، واستمرارى معه، وصمودى به.
ولولا دوامه ومحاولاتى الانتماء إليه لانتهى أجلى بنهايتى،
أمـَا وقد أصبحتُ امتدادا منه وامتدادا إليه، فأنا دائمٌ مادام هو الحى الدائم الأحد الصمد.
تعليق ٢
لطالما تساءلت من أين جاء مولانا الرخاوي بفكرة الخلود و الأبدية أو كلامه عن أن الموت هو مجرد نقلة في رحلة التطور و الوعي
و قد أكد لي هذا المعنى حين اتصل متفضلا يعزيني في والدي رحمه الله ..
أقول .. ها هو مولانا النفري يحدثنا عن دوام لا ينقطع .. يستمده العبد من دوام مولاه جل و علا …
و أقول لمولانا الرخاوي: اصمد من أجلنا لندوم معا عبر رحلة الوعي في ترحالات لا تتوقف ..
ألف سلامة.
د. محمد الرخاوى:
وها هو فى خطوة ترحال جديد الآن، وأنا وإن كنت لا أعرف أى نوع من الصمود يصدمه الآن، إلا أننى آمل وأتمنى أن ننجح فيما قلت: “أن ندوم معاً عبر رحلة الوعى”، أو بعضه
منتهى الأنس و الامتداد و السكينة و التشابك و الوصل و معنى عميق مذهل من معاني الحب .. و بشرى و قنديل لكل الصامدين .. و لكل الطامحين إلى خلود و بقاء لا فناء معه ..
يستحضر لذهني إهتمام مولانا الرخاوي في سياقات متنوعة بمعنى «رجلان تحابا في الله» من حديث السبعة.. فيكون الصمود و الامتداد رابطا عابرا من الإنترا إلى الإنتر إلى الجماعي و المجتمعي و الكوكبي و اللامتناهي ..
هنيئا للصامدين و الدائمين .. اللهم اجعلنا منهم و اجعلنا فيهم و اجمعنا بهم إليك و فيك .
د. يحيى:
ما رأيك لو نزعنا كلمة “منتهى” من مطلع حديثك يا أحمد، ألا نتقارب أكثر؟؟
د. محمد:
ولكنه هو الصامد الصمد الواحد الأحد، وعلىّ ألا أنسى أو أتصور أنه إن تحقق صمودى وبعض دوامى أكون قد كافأت أو ناظرت صموده ودوامه سبحانه… وتعالى.
كلام هاديء ويمس النفس
الله يشفيك ويعافيك د يحى ويردك الينا بخير
د. يحيى:
أشكرك يا فاطمة، وأصدقك
د. محمد:
يا رب
سيدى ومعلمى ادعو الله ان يشفيك شفاء لا يغادر سقما .. من بين كل تلك المتناقضات التى تدور داخل روحى اجد ملاذاً في التواصل مع الله ويحدث ذلك بإدراك أن الله سبحانه وتعالى يمنح الحياة كل ثانية تمر من الزمن لكل شئ .. جسدي وأعضائه .. الهواء ومكوناته.. الجماد وذراته.. حتى ذلك الجدار القائم امامى هو قائم بأمر الله حتى أجل مسمى …
ياخذنى ذلك لفهم العله التى تحدث لأنفسنا فنمرض .. أن الأفكار العظيمة تشفينا من المخاوف والانسحاب والعدوان حيث تسمح لنا بالبقاء الإيجابي وسط المتناقضات الموترة أحياناً والمميتة أحياناً أخرى .. لذا على الإنسان أن يستمر في التأمل للتواصل مع الله لكى يتغلب على صغائر الأمور.
د. يحيى:
تعبيرك “يمنح الحياة كل ثانية” تعبير مهم، فهو مَنْح متجدد دوماً وليس منحة ساكنة أمنة لا تستعاد.
د. محمد:
لم يصلنى أبداً من د. يحيى الرخاوى، يا خالد، لا أنها “الأفكار العظيمة”، ولا أنه “التأمل” للتواصل مع الله، بل وصلنى محاولة ألا ننسى كيف خلق الله الكائنات التى لا تخطر لها أفكار عظيمة، وألا ننسى وجوب السعي للاقتراب من “مولاى كما خلقتنى”.
التوحيد … لا إله إلا الله
د. يحيى:
حتى هذه، يذكرنا النفرى أن نخرج من حروفها لنقترب من حقيقتها يا ميادة.
د. محمد:
بالضبط
تمليء نفسي شعور بالرضا عند قرءتي لهذه الكلمات وكانني تلتقي نفسي في ان واحد
د. يحيى:
إذن كمـِّلى
د. محمد:
نعم، يذكرنى تلقيك بهذا التعبير الذى أحب: “منـُّه لـُه”.
صباح الخير يا مولانا
يقولون : عنيد ،فعال لما يريد ،ولا ييأس
أقول : صامد وصموده من صمديته