نقلة مع مولانا النفرى: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم 1)
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 11-4-2023
السنة السادسة عشر
العدد: 5701
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم 1):
يا عبد أنا أولى بك من علمك وأنا أولى بك من عملك وأنا أولى بك من رؤيتك، فإذا علمت فصر وما علمت إلى فاستمع منى فيه واحمل إلى رؤيتك ووقفتك وقف بين يدى وحدك لا بعلم فإن العلم لا يواريك عنى ولا بعمل فإن العمل لا يعصمك منى ولا برؤية فإن الرؤية لا تغنى منى ولا بوقفة فإن الوقفة لا تملك بها مني.
يا عبد قف بين يدى فى الدنيا وحدك أسكنك فى قبرك وحدك وأخرجك منه إلى وحدك وتقف بين يدى فى القيامة وحدك، وإذا كنت وحدك لم تر إلا وجهى وإذا لم تر إلا وجهى فلا حساب ولا كتاب وإذا لا حساب ولا كتاب فلا روع وإذا لا روع فأنت من الشفعاء.
فقلت لمولانا:
ثم ماذا يا مولانا؟!!! ثم ماذا !!!
كادت الدنيا تنغلق علىّ وهو يدعوك أن تتنازل عن كل ذاك: علمك، وعملك، ورؤيتك، إلا أن تكون إليه، فإذا فعلت لأنه أولى بك من كل ذلك، فهو يوصيك أن تحمل إليه رؤيتك ووقفتك وعملك بين يديه وحدك، لا بعلمٍ ولا بعملٍ، ولا برؤيةٍ ولا بوقفةٍ لا شريك له، ولا وسيلة إليه إلا الاستماع منه.
إذن ماذا يا مولانا إذن ماذا؟
صحيح أن هذا نفى للشرك، كل الشرك، حتى لو بدا وسيلة إليه، ودعوة للتغرد به وحده ولا أتصور يا مولانا بلا أي وسيله، أو شبهه شرك، ومن يقدر على ذلك إلا أن يكون مطمئنا بكل خلية تنبض فيه إلى دعمه ورضاه،
وهو يؤنس وحدته في قبره، فأتذكر قوله لك “تدخل إلىّ في صلاتك، كما تدخل إلى في قبرك”،
وهنا تدخل إليه في قبرك إلى أن يخرجك وجودك لتقف بين يديه وحدك لا ترى إلا وجهه فلا حساب، ولا كتاب، فلا روع
فأنت من الشفعاء.
يا مولانا هذا فضل أكبر من طاقة تصورى
وهو أمانة أثقل من أن آمل في حملها ولو بعض الوقت
ولا يقدر على القدرة إلا هو الله.
وهو المستعان.
2023-04-11
مرة اخري وليست الاخيرة طبعا .
يربت الله علي من يرجو وجهه ويعلمه ان ليس كمثله شيء .
وتؤكد هذه المخاطبة تحديدا ان لغة العارفين بالله وحضورهم ووجودهم اذا صدقوا غير قابلة لاي نوع من الشرح او الفهم .
واوافقك هنا ( يا محمد ) بهذه المخاطبة تحديدا ان لا مجال للشرح .
شديدة الصعوبة . شديدة الوضوح . شديدة الروع .
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
الا ان ان ترضي فارضي .