نقلة مع مولانا النفرى: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم:13)
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 24-5-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5379
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم:13):
وقال لى:
يا عبد
سدّ باب قلبك الذى يدخل منه سواى
لأن قلبك بيتى،
وقم رقيبا على السدّ وأقم فيه إلى أن نلتقى،
فبى أقسمت، وبجلال ثنائى في كرم آلائى حلفت:
إن البيوت التي تبنى على السدّ بيوتى
وإن أهلها أهلى وأعزّائى.
فقلت لمولانا:
وصلنى يا مولانا معنى التوحيد بشكل أشد وضوحا
حين أتعمق فى “لا إله إلا هو” يصلنى هذا الوعى الذى يملأ قلبى
وأنا أحتمى بالسد الذى أقوم عليه رقيبا إلى أن ألقاه
فامتلىء فرحا وأبنى لى بيتا على السد لا يدخل منه سواه
سدًّا لا يسمح لغيره بالدخول
يبدو يا مولانا أن هذا السد يمنع كل أشكال الشِّرْك بكل حسم
فيكافئنى بكرمه أن يكون هذا البيت هو من بيوته
وأن أهل هذا البيت هم أهله وأعزاؤه
فهل هناك كرم وجزاء أعظم من هذا؟!!
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ
2022-05-24
يحيى الرخاوى طبيب نفسى
تنزهت فى آثار صنعى منزها
عن الشرك بالأغيار جمعى و ألفتى
مولانا الحكيم أستحضرت بهذه المخلطبة قول الله الأحد الصمد
” يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ” منذ أدركت هذه الآية
و القلب السليم هو دعائي و رجائي من الله بكل ما يشمله معنى السلامة بما أعلمه و بما لا أعلمه و بما لا يعلمه إلا الله ……
قلب سليم يليق بسكناه ……
لبيك اللهم لبيك بك و معهم إليك … لبيك لا شريك لك لبيك
لَبَّيْكَ، قَدْ لَبَّيْتُ لَكْ
لم أَقْضِ حَقّ هَواكَ إن كُنتُ الذي
لم أقضِ فيِه أسىً ومِثليَ مَنْ يَفي ،
ما لي سِوَى روحي وباذِلُ نفسِهِ
في حُبّ مَن يَهْواهُ ليسَ بِمُسرِف ،
فلَئِنْ رَضِيتَ بها فقد أسعَفْتَني
يا خَيبَة المَسْعَى إذا لم تُسْعِفِ ،
فالوَجْدُ باقٍ والوِصَالُ مُماطلي
والصّبْرُ فانٍ واللّقاء مُسَوّفي
لا اله الا الله وحده لا شريك له …امنت بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد صلي الله عليه و سلم نبيا و رسولا …
لا اله الا الله
“حين أتعمق فى “لا إله إلا هو” يصلنى هذا الوعى الذى يملأ قلبى”
كأن كل شيء لا يحتاج اكثر من النظر بعمق حتي ندرك ما كنا نعرفه بفطرتنا
(فيكافئنى بكرمه أن يكون هذا البيت هو من بيوته وأن أهل هذا البيت هم أهله)
جمله كانت بمثابه نور وأمل في قربه لي وقربي منه سبحانه
لا اله الا الله
وقم رقيبا على السدّ وأقم فيه إلى أن نلتقى
أشعر بقشعريرة فى جسدى عند قراءة هذه المخاطبة و خاصة الجزء المرفق فقد وصلنى معنى القيامة و كأن القيامة هى إقامة وعى التوحيد فى كل لحظة فى قلبى .. الله المستعان .. لا إله إلا الله
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف : …فامتلىء فرحا وأبنى لى بيتا على السد لا يدخل منه سواه
سدًّا لا يسمح لغيره بالدخول
التعليق : تعجبت منك يا مولانا ونظرت فى حالك كى أشاهد ذلك السد الذى بنيته ،فوجدته سدا من العباد حملتهم إليه ،اجتمعت بهم عليه ،وافترقت عنهم عليه ،فهم معك ليسوا سواه ،وانت معهم لست غيره….
لا إله الا الله ..
حنانيك يالله..
لا أحَدَ أشارَ لي إليكَ ،
جميعُ مَن أَرشَدوني أضَلّوني ،
لا أحدَ كان قادراً على وَصفِكَ لي كما أنتَ حقّاً ،
مع إنّهم كتبوا فيكَ و منكَ صَحائفَ كثيرة
مَلأتْ أرواحُهم بالقَحطِ
و الشوارعَ ، بالقُبْحِ و السافيات ؛
لا مَثابَةَ في سَفَرهم الطويل ستودي إليك ،
و كلّما حَثّوا الخُطى
ابتَعَدْتَ عنهُم ؛
كنتُ أعرفُ دائماً
أنّك لا شيءَ أبداً مِمّا يقولون
و أنّكَ لَتَمَسّني مِراراً عن بُعـد ٍ
بَقَطرات المَطَر ، …
وَهجُكَ يَطفَحُ من عيوني كُلّ صباح
و لَيْلُكَ الثقيل غِطائي .
فيكَ
أرى ما لا يرونه
و منكَ
أعرفُ ما لا يعرفونه ،
و كلّما وَصَفوكَ
تَغَرّبتُ أنا عَنهم أكثر
و أَبْصَرتُك أنت ،
لستَ أبداً
كما يَصِفون ؛
لكنني لا أقدر إلّا أن أَسيرَ مَعَهُم
و أُغَنّيكَ في ابتهالاتهم
لعلّ يوماً حين أصلُ معهم إلى اللا أين ،
أَصِلُ فِيَّ إليك !
و أُحِيلُ لكَ روحي النَحِيلَة مِن عناء الدرب الطويل
أُغنيـة ًصامِتَـة …
هذه المخاطبة شديدة الدلالة وشديدة الخطورة في آن واحد .
فمن ذا الذي يستطيع ان يقوم علي السد طول الوقت كي لا يتسرب منه شرك اخفي من دبيب النمل .
وفي نفس الوقت هل هناك اي سبيل آخر الا الرباط علي السد ومكابدة الشرك طول الوقت . والكدح اليه . اكاد اقول لحظيا الي ان نلاقيه .
سبحانه وتعالي عما يشركون .
ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين .
وهو السميع العليم