نقلة مع مولانا النفرى كتاب المخاطبات المخاطبة رقم: 10
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 16-8-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5463
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
(المخاطبة رقم: 10):
وقال لى:
يا عبد
عذرتك ما بقى العلم في “لا” و”بلا”
فقلت لمولانا:
هكذا نتعلم يا مولانا قيمة العلم في حركيته وانفتاحه للنقد والمراجعة، فالعلم الذى لا يقبل إلا الإقرار (بَلاَ) هو صنم لا يستحق وصف العلم
والعلم الذى يرفض اختبار النفى “لا”: حتى يتأكد اليقين هو أيضا ليس علما
هذا السماح يقوّى فينا الموقف النقدى الذى هو من أهم ركائز ما يسمى علماً
وسماحه لنا بهذا الموقف، وعذره لنا فيما يترتب عليه: هو من رحمته وفضله لنزداد يقينا سمحاً ورؤية نافذة،
والحمدلله في كل الأحوال وسائر التنقلات.
2022-08-16
و ما بين” لا “و ” بلا ” رحلة الإختلاف و سر العلم الذي فيه
و كما قال محيي الدين بن عربي ” فما العلم إلا فى الخلاف و سره و ما النور إلا فى مخالفة النهى ”
مولانا الحكيم أصبت كما دوما بأن قيمة العلم فى حركيته و انفتاحه للنقد و المراجعة ولولا سماح العليم لنا و رحمته بنا ما اؤتينا من العلم ولا حتى هذا القليل
” و ما اؤتيتم من العلم إلاقليلا ” / ” و لا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء ”
اللهم يا رحيم يا عليم آتنا رحمة من عندك و علمنا من لدنك علما
هناك فرق بين غرور العلماء والعلم نفسه.
فالعلم هو قاصر بالضرورة . وهو قاصر بقصور ادواته وقصور العلماء.
زخم العلم وحضوره يضيع بارادة انسلاخ العلماء عن حتمية الحدس الادراكي والمشاهدة اذا جاز التعبير .
ويضيع بارادة سلخه عن حضور الله في وعي العلماء انفسهم .
ولذلك فهم يقعون في فخ “” بلا “”و “” لا “”
وما اوتيتم من العلم الا قليلا.
دائما اقرأ الآية الكريمة “” قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون “” بانهم يعلمون حتم حضور الله . بعد ان حضروا في معيته .
هو الاول والآخر والظاهر والباطن وليس كمثله شيء.