نقلة مع مولانا النفرى:كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 8)
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 3-10-2023
السنة السابعة عشر
العدد: 5876
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 8):
يا عبد إن أردت أن تنظر إلى قبح المعصية
فانظر إلى ما جرى به الطبع وحـَـالـَـفـَـهُ الهوى
فقلت لمولانا:
حين قرأت المتن يا مولانا دون الهوامش توقفت عند أن يكون ما جرى به الطبع “وحـَـالـَفـَهُ الهوى” هو من شدة قبح المعصية، وحين لجأت إلى الهامش لاحتمال التصويب أو الإبدال شعرت أن الهامش أدق من المتن، فقد صحَّـحّ ما وصلنى من المتن، وأن صحـَّـته هي: “فانظر إلى ما جرى به الطبع “وخـَـالـَفـَهُ” الهوى، وليس “وحَـالـَفـَهُ“، فحمدت الله على توجسى.
فالطبع عندى يا مولانا أقرب إلى الطبيعة، وهو ما خلقنا الله به “فى أحسن تقويم”، قبل أن ينزلنا أسفل سافلين فلا يلحقنا إلا الإيمان والصبر، فما يجرى به الطبع هو هذا الكدح بين دوائر الذات ودوائر الكون فى نبض فائق إليه، وهذا لابد أن “يـُـخـَـالـِفـَهُ” الهوى–لا “يـُـحـَـالِـفهُ”–
هذه المواجهة تعرِّى قبح المعصية وبشاعتها حين يزين الهوَى اسْتسْهال الطبع.
الشكر يا مولانا لمن أتاح لنا الاختيار بين “المتن” و”الهامش”،
والعذر لمن كتب المتن كما وَصَـلَـه: أمانةً وحذراً.
والحمد لله في كل حال.
2023-10-03
مولانا الحكيم أتفق معك فى رؤيتك للطبع بأنه ما خلقنا الله به فى أحسن تقويم
و عليه يكون اتساق مخالفة الهوى لا محالفته إذا كانت الواو للجمع بينهما (ما جرى به الطبع و مخالفة الهوى ) ففي ذاك يوجد هذا
و أسمح لي مولانا الحكيم بشىء من شجاعة الاجتهاد فى حضرة العلماء
و النظر الى الكلمة على أنها محالفة الهوى
إذا أخذناها محالفة لصار دور الواو هنا وضع “الطبع” فى مقابلة التضاد مع “محالفة الهوى” كما يقال انظر إلى الجمال و القبح ، انظر إلى ما جرى به الطبع و أنظر إلى محالفة الهوي و رؤيتك قبح المعصية فى هذا يظهر جمال الطاعة فى ذاك
ف بضدها تعرف الأشياء ……..
وحشتنى يامولانا:
المقتطف : وحالفه الهوى .. وخالفه الهوى
التعليق : لا أختلف معك فيما قلته يا مولانا عن الهامش الذى ارتضيته أن تكون العبارة ” وخالفه الهوى ،لكننى أيضا أقبل المتن الذى يقول : وحالفه الهوى ،قبلته من منظور العاشق الذى يوافق هواه هوى معشوقه ،فرأيت أن طبعى كان هواه ،وحين يوافق هوايا هواه ،يحالف هوايا طبعى ،وهنا اكتشف قبح المعصية ،أما حين يخالف الهوى الطبع فهو يزين المعصية ولا يقبحها ….لكننى فى النهاية أقبلها رغم التناقض ،وأظن أن الأقرب إلى عبارة مولانا النفرى هو ” حالفه “
للمرة الثانية يا عمنا اقرأ المقتطف قراءة اخري.
فعندي ان قبح المعصية يصل الي اعلي درجاته عندما يتحول صاحب المعصية من كثرة المعاصي واستسهالها ان يتحول الي طبع والعياذ بالله وهنا يحالفه الهوي .
فاقرأها “” انظر الي قبح المعصية فهو ما جري به الطبع ( بعد ان اصبح طبع ) وبالتالي حالفه الهوي
وقد يكون هذا مطابقا لقوله تعالي “”
فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155)
فاقرأها طبع الله عليها وكأنها اصبحت جزء من الطبع ولذلك فالمعصية شديدة القبح .
فالنفس اللوامة لا تتطبع بل هي في كدح طول الوقت . ما لم يحالفها الهوي
والله اعلم .
طبعا لا ادري اذا كان من يكتب الهوامش يصحح المتن ؟؟ ام ماذا
والله والنفري اعلم طبعا