نقلة مجهولة

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 4-7-2020

السنة الثالثة عشرة

العدد:  4690

نقلة مجهولة

تتسع الدائرة بغير تدبير مسبق، فيلوح ضوء جديد من وراء سحب كثيفة كنت أحْسَب أنه لم يعد له مصدر لحوح مثلما كان الأمر سابقا، تزداد ثقتى بزملائى وزميلاتى الأصغر برغم ظروفى الشخصية والعملية التى وضعتهم مؤخرا ابعد مما كنت أرجو، فأبدأ من جديد.

كم مرة ضبطت نفسى وأنا أبدا من جديد ولم يعد على بلوغى التسعين إلا سنتين وأشهر، كنت أحسب أن هذه البدايات تغلب أكثر فيما أكتب، أكثر مما تحضر فيما أعايش وفيما أمارس، أعتقد أن أبلغ بيت شعر عبّر عن ذلك مؤخرا هو ما أدخلته على افتتاحية الطبعة الأخيرة من ديوانى “أغوار النفس” بالعامية المصرية حين سطرت هذا البيت دون انتظار طويل أو حمل كاف، هذا البيت يقول:

كل‏ ‏القلم‏ ‏ما‏ ‏اتقصف‏ ‏يطلعْ‏ لُـه‏ ‏سن‏ ‏جديدْ‏،‏

وحين شككت في قدرة “الكلمة” على التغيير لحقه بيت شعر ينبهه وينبهنى أنه:

‏”‏وايش‏ ‏تعمل‏ ‏الكـلْمـَةْ‏ ‏يَابَـا‏، ‏والقدَرْ‏ ‏مواعيد‏”‏؟

ولا يقرأ أي من البيتين وحده، فلنقرأهما معا، (مع ما لحقهما من بيتين مكملين)

كل‏ ‏القلم‏ ‏ما‏ ‏اتقصف‏ ‏يطلعْ‏ لُـه‏ ‏سن‏ ‏جديدْ‏،‏

‏”‏ويش‏ ‏تعمل‏ ‏الكـلْمـَةْ‏ ‏يَابَـا‏، ‏والقدَرْ‏ ‏مواعيد‏”‏؟

خلق‏ ‏القلم‏ ‏مِالعَدَمْ‏ ‏أو راقْ‏، ‏وِ‏.. ‏مَــلاَهَا‏،‏

وانْ‏ ‏كان‏ ‏عاجبْنٍى ‏وَجَبْ‏، ‏

‏                                        ‏ولاّ‏ ‏أتنّـى ‏بعيدْ‏.‏

ولم يكن في مقدورى إلا أن استسلم

ثم هأنذا أفاجأ ببداية جديدة لم تخطر على بالى في هذه السن، وهى تفرض نفسها على مسارى فرضا، فقد وجدت نفسى في خبرة تقنية لم أعتدها، وحين كانت تخطر ببالى لم أكن أتصور أننى يمكن أن أستعملها أو أشارك فيها، خبرة التواصل عن بعد عبر التقنيات الأحدث فالأحدث، وآخرها (بالنسبة لى على الأقل) هى تلك البدعة المسماة “على الخط On Line” والفضل في ذلك يرجع إلى نشاط ابنتى أ.د. منى يحيى الرخاوى المسئولة عن إنشاء وإدارة وتنمية ما يسمى “مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث العلمية” وهو الذى تستعملنى فيه دون مشورة حقيقية لما تراه، أصلح له، وأصلح ويصلحون به، وهى لا تترك لى إلا هامشا محدودا للاختيار، أما صاحب الفضل الذى حدد التوقيت وضيق علىّ فرص الاعتذار فهو هذا النزيل الشرس الوقح القاتل المرعب السيد “أوفيد 19” الشهير “بكورونا”.

فوجدتنى أواصل بعض نشاطاتى عبر هذه الوسيلة التي مازلت غير مقتنع بأنها قادرة على أن تقوم مقام التواصل المباشر بين قذائف الوعى البينشخصى “حى ó حى” ( أو وعى ó وعى) بكل ما تحمله من إحاطة، ودفء، وتعدد قنوات التواصل، ونبض أعمق وأرقى من كل ما نتصور أن “الألفاظ والرموز تحمله” وهو هو ما بلغنى قبل هذه الخبرة وأنا أواصل التعلم من كل هذا المتاح أمامى حوالىّ من لغة الأحياء قبلى (أعنى قبل الإنسان) ومع ذلك يظل اللفظ ضرورة وقادر على حمل ما تيسر من نبض تواصلى ومعنى شعرى وبرامج بقائية جنبا إلى جنب مع سائر القنوات الأخرى.

 وفجأة أتذكر فضل العلاج الجمعى الذى أمارسه الآن في بيئتنا الخاصة بثقافتها التلقائية عبر أكثر من خمسين عاما أسبوعيا دون انقطاع مع كل مستويات ثقافات مجتمعنا في قصر العينى وغيره، أتذكر أننى انتبهت إلى تعدد قنوات التواصل والتوصيل هذه قبل أن أعرف حرفا عن نظرية حوارات مستويات الوعى Relevance theory “نظرية الملاءمة” (1988) (مع تحفظى على الترجمة) التي أرشدنى إليها إبنى محمد قبيل اللقاء الأخير  Online بتاريخ 15/6/2020.

كتبت سنة 1978 بعض ملامح خبرة لغة الصمت هذه في ديوانى بالعامية “أغوار النفس” قائلا:

‏… ‏راح‏ ‏تتعلم‏ ‏تقرا‏ ‏وتكتب‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏ألفاظ‏:‏

مش‏ ‏بس‏ ‏عْنيك‏،‏.. ‏تدويرةْ ‏وِشــّـك

وسلام‏ ‏بُـقَّـكْ‏ ‏عَلَى ‏خَدّك‏،‏

والهزّه‏ ‏فْ ‏دقنك‏،‏

وكلامِ ‏اللون‏ :‏

اللون‏ ‏الباهتِ ‏الميّتْ‏،‏ واللون‏ ‏الأرضى ‏الكـَلـْحـَان‏،‏

واللونِ ‏اللى ‏يطق‏ ‏شرارْ‏،‏ واللون‏ ‏اللى ‏مالوش‏ ‏لونْ‏،

 هذه الرؤية الباكرة لم أتأكد من جوهرية فاعليتها ودلالتها تأكيدا لتعدد التواصل “الحىó الحى” بهذه الصورة البالغة الوضوح إلا من خلال مثابرتى في العلاج الجمعى مع هذه المجاميع المتنوعة الممثلة لكل ناسىِ في ثقافتى لأتأكد مما وصلنى من خلال دعم هذه النظرية الأحدث التى أرشدنى إليها إبنى مؤخرا.

نرجع مرجوعنا إلى هذه المقدمة اليوم التى أرجو من خلالها أن تقدروا موقفى، ومقاومتى، واضطرارى معاً، فاتقدم بتصورى لإمكان احترام ضرورة مواكبة الأدوات الأحدث فالأحدث للتوصيل والتواصل البشرى جنبا إلى جنب مع ضرورة الحرص على تطويرها حتى لا تحل محل وسائل لا يمكن إنكار نجاحها النسبى مهما بلغتنا ما وصلت إليه من اهتزار  قدرة أدائها مؤخرا.

الاقتراح الآن هو كالتالى:

أولاً: يعقد اللقاء On line أسبوعيا في نفس الموعد المحدد حتى يمكن لمن يشاء أن يتابعنا بانتظام.

ثانياً: لا تزيد مدة اللقاء عن ساعة كاملة يخصص أقل من نصفها للتقديم والباقى للأسئلة والمناقشة.

ثالثا: يرسل موجز واف للمنتظمين في الحضور قبل اللقاء بوقت كاف.

رابعا: يستحسن إرسال عناوين وموجزات أربعة إلى ثمان لقاءات مكتملة بما يتيح الفرصة للمشاركين بإعادة المراجعة وتحضير التساؤلات والنقد المناسب عند اللقاء.

خامسا: يمكن الاتفاق على تسجيل الأسئلة والمناقشات بعد كل لقاء وعرضها خلال الأسبوع التالى في موقع الرخاوى أو مؤسسة الرخاوى للتدريب أملا فى مواصلة النقاش،  أو ما تروْن.

وبصفة مبدئية: نلحق رفق هذا عناوين اللقاءات الثماني المقترحة القادمة تباعاً كل أسبوعين لحين يتسنى لنا أن نلتقى أسبوعيا إن شاء الله.

 

م

عنوان الندوة

1

الغريزة التوازنية التطورية:   الأساس الإيقاعحيوى للوجود 

2

تشكيلات الحركة والسكون: فى الحياة والعلاج النفسى

3

الشعور بالذنب (نقد عقدة أويب) (1)

4

العلاج التكاملى من منظور إيقاعى تطورى

5

الغريزة‏ ‏الجنسية‏

”لغةٌ“  فى الإبداع والتواصل

6

الحلم والإبداع (مثال: الشعر) والجنون

الحلم إبداع الشخص العادى وصمام أمانه

7

حالات الوجود المتبادلة  والطب النفسى

8

الاختلافات الثقافية في ممارسة… الطب النفسى والعلاج

مثال: علاج القبول والالتزام  فى مقابل علاج

المواجهة – المواكبة – المسئولية (م.م.م.)

 

admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *