الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / “نصوص” و”ألعاب” من العلاج الجمعى (7)

“نصوص” و”ألعاب” من العلاج الجمعى (7)

نشرة “الإنسان والتطور”

6-7-2010

السنة الثالثة

العدد: 1040

 

“نصوص” و”ألعاب” من العلاج الجمعى (7)

تقديم:

مازالت الردود تأتى مشاركة فى اللعبة التى عرضناها مؤخرا، وكذلك وردت إلينا بعض التساؤلات، وسوف ننشر اليوم ما وصلنا حتى الآن، راجين من الأصدقاء التوقف مرحليا عن المشاركة فى اللعبة نفسها، حتى نتمكن من مناقشة ما لدينا من إسهامات بعد ما حدث فى العلاج الجمعى أولا، ثم مقارنة ذلك بمجموعة التدريب من صغار الأطباء، ثم بمشاركة أصدقاء الموقع… هل نستطيع؟

أما الجزء الثانى فى هذه النشرة فيشمل تساؤلات ذكية، وردود مختصرة.

الجزء الأول: ما وصل من مشاركات مؤخرا،

اللعبة (مرة أخرى):

أنا معاكـ(ى) يا فلانـ(ة) حتى لو…………….

أنا خايفـ(ة) أكون معاكـ(ى) يا فلانـ(ة) بحق وحقيقى لحْسَن…………

ملحوظة: وضعنا التظليل ليذكر القارئ أن هذه الفقرة من اللعبة يلعبها الصديق المشارك “مع نفسه“.

د. ولاء أمين

انا معاك يا د.يحيى حتى لو مش شايف ده

انا خايفة ابقى معاك يا د.يحيى بحق وحقيقى لحسن ماعرفش نفسى

انا معاكى يا مَىْ حتى لو لاخر الدنيا

انا خايفة ابقى معاك يا مَىْ بحق وحقيقى لحسن ألخبطك

انا معاكى يا د.ناهد حتى لو خايفة منى

انا خايفة ابقى معاك يا د.ناهد بحق وحقيقى لحسن تحيرينى

انا معاكى يا ولاء حتى لو اتجننتى

انا خايفة ابقى معاك يا ولاء بحق وحقيقى لحسن ماشوفش غيرك

****

أ. أيمن عبد العزيز

أنا معاك يا د.يحيى لدرجة أنى مش عارف أعمل إيه.

أنا خايف أبقى معاك يا د.يحيى بحق وحقيقى لحسن ما أقدرش أبقى معاك.

أنا معاك يا أيمن لدرجة إنى باجى على نفسى.

أنا خايف أبقى معاك يا أيمن بحق وحقيقى لحسن أعرفك قوى وأتلخبط

****

د. مى حلمى

أنا معاك يا فلان لدرجة إنى باحس إنى مخنوقة.

أنا خايفة ابقى معاكى يا فلانة بحق وحقيقى لحسن أبقى كبيرة

****

الجزء الثانى: مزيد من التساؤلات

د. أشرف:

(أرسل تصحيحا لأخطاء مطبعية فى استجابته السابقة).

د. يحيى:

تم التصحيح فى الأصل فى الموقع فى النشرة السابقة،

شكرا يا عم أشرف.

د. مى حلمى

هل ينفع تغيير الشخص فى الجملة الثانية؟؟

د. يحيى:

طبعا لا، برغم أنك قمت بذلك،

 فالجملة الأولى موجهة لفلان والثانية موجهة لفلانة

سبب التحفظ هو أن اللعبة- كما سيرد فى المناقشة غالبا- تحاول أن تظهر للاعبها، ولنا، كيف أن المشاعر، (العلاقات البشرية عامة) هى علاقة متداخلة متكاملة متقابلة فى نفس الوقت (جدلية)، وأن هذا ليس تناقضا مهما احتوت من عكوسات كما يشاع، بل هو زخم حركية الوجدان حين لا يكون الوعى (أو الشخص) منشقا، وبالتالى لو أننا غيرنا توجيه العلاقة فى الجزء الثانى إلى شخص آخر، فلن تختبر اللعبة هذا الفرض المهم لفهم حركية عواطفنا.

د. مى حلمى

المقتطف: ليس بالضرورة أن يكون المريض فى العلاج الجمعى قد مر بفترة إعداد فى علاج فردى، كل المطلوب هو ورقه مشاهدة Sheet كامله.

نحن عادة لا نجمع بين العلاج الفردى والجمعى فى نفس الوقت إلا فى ظروف اضطرارية ولمرة أو اثنين عادة.

أما بعد انتهاء السنة، فيمكن أن يواصل المريض العلاج الفردى إذا لزم الأمر، وهذا غير مستحب عادة ويفضل الاكتفاء بالمتابعة.

التعقيب: فى العيادات الخاصة واجهت صعوبة أن أقنع بعض المرضى بالتخلى عن العلاج الفردى: بعضهم يصمم على تكملته مع العلاج الجمعى والبعض الآخر لا يريد العلاج الجمعى أصلا، ويفضل أن يعالج فرديا فقط.. هل نطلق للمريض الحرية هنا فى العيادات الخاصة لأنه يدفع ثمنا للعلاج؟؟ أم على المعالج أن يصر طالما فى ذلك افادة لمريضه؟

د. يحيى:

أولا: نحن فى مجتمع جميل، لا ندعى تقديس الحرية أو ادعاء الموقف المتعادل (غير الشخصى) على حساب مصلحة المريض وفرصه الأرحب، ومع ذلك فلابد أن يترك الاختيار للمريض فى نهاية النهاية، ولن يكون اختياره حرًّا بحق إلا حين تصله معلومات كافية عن طبيعة العلاج ووعوده وأيضا عن المعالج، متضمنا مدى وحجم قدراته، ووضوح إصراره على تفضيل الأحسن له (للمريض).

ثم إن كثيرا من المرضى لم يسمعوا أصلا عن العلاج الجمعى، وهم لم يختبروه ولا مرة واحدة، فإذا أمكن عرض تجربة مبدئية عليهم لعدة جلسات، فإن ثم احتمال أن يحدث انتقاء طبيعى وارد، فيكمل المريض (أو لا يكمل) و”من ذاق عرف”.

وأخيرا فإن ما يشاع عن أن العلاج النفسى هو كلام، وترييح وفضفضه وتفريغ هو مسئول جزئيا عن هذا التفضيل المبدئى، (وهذه مسئولية التصريحات النفسية، التى لا نكف عن إلقائها فى الإعلام نحن الأطباء، أو نحن النفسنيين، أيضا هو ما يظهر فى أغلب الدراما المسطحة).

أما ارتباط قبول اختيار المريض لما هو أقل فائدة لمجرد أنه يدفع الثمن فهو احتمال ضعيف تماما، فنحن لا نغير الرأى العلمى ولا الموقف العلاجى لمجرد أن نقبض الثمن (هذا فى أغلب الأحوال)

د. إيمان الجوهرى

المقتطف: نحن عادة لا نجمع بين العلاج الفردى والجمعى فى نفس الوقت إلا فى ظروف اضطرارية ولمرة أو اثنين عادة.

التعليق: ليه؟ هو فيه مشكله فى الجمع بين النوعين من العلاج؟

اصل انا باشتغل علاج فردى مع العلاج الجمعى فى بعض الحالات.

د. يحيى:

المقتطف يؤكد النصح بعدم الجمع بين العلاج الجمعى والعلاج الفردى إلا لجلسات محدوده، ولظروف خاصة، وكان ذلك فى ردّى على د. أميمة الأسبوع الماضى، ويبدو أن ذلك لم يكن كافيا فأضيف الآن أننا قد نلجأ لدعم فردى مناسب فى حالة المرور بمأزق الانتحار مثلا، أو فى حالة رصد مأزق التفكك أكثر مما حسبنا أو توقعنا، ويكون العلاج الفردى مع أحد المعالجين فى المجموعة وليس مع معالج غريب عنها، لجلسة أو اثنتين أو بضع جلسات على أكثر تقدير.

الفكرة أن العلاج الجمعى يضغط عادة، وهو يخلخل الدفاعات تدريجيا، فى حين ان العلاج الفردى خاصة فى البداية، أو إذا أزمن قد يدعم الدفاعات تحت عنوان التنفيث مستعملا دفاع “العقلنه”Intellectualization بوجه خاص.

ثم إن العلاج الجمعى يركز على قاعده “هنا- والآن” فى حين أن أغلب العلاج الفردى يسمح بالتداعى (الحر)، والتذكر والتفريغ وبالتالى قد يُفْشِل هذا النوع الفردى ما أنجزه العلاج الجمعى أولا بأول.

د. إيمان الجوهرى

لو فيه حد مرتبط عاطفيا بحد تانى فى الجروب (المجموعة)، والارتباط ده من قبل بدء الجروب، أو اى حاجه من هذا النوع: ينفع يدخلوا جروب واحد؟ خاصه وان عندى فى الجروب “محب” و”محبوبه” ولكن المحبوبه مشمحبه بالمعنى اللى يتمناه المحب ولاحظت ان شغله فى الجروب بيتعطل فى وجودها ومش عارفه اعمل ايه؟ اشيل حد منهم من الجروب؟ ولّا اشتغل فى العلاقه دى فى الجروب؟ انا باحاول اشتغل فيها على خفيف لما بيستفزنى ارتمائه عليها وصدها له فى الجروب، بس بخاف من توابع شغلى لاكون بالبخ

د. يحيى:

هذه الظاهرة تسمى الزوجية (التثنية، أو التزاوج) Pairing وهى تحدث بين فردين من المجموعة عادة لا يعرفان بعضهما البعض قبل المجموعة، وهى ظاهرة تعتبر من المضاعفات المرحلية أثناء مسيرة العلاج، يعدّها بيون Bion من ضمن الافتراضات الأساسية، وهى معطلة ليس فقط لطرفيها الاثنين، ولكن ربما تعطل نسبيا مسار المجموعة ككل.

لكننا – المعالج والمجموعة- لابد أن نقبلها ونحتويها من حيث المبدأ، فلا نتعجل فى فضها، لأنها هى نفس ما يحدث فى الحياة العامة، فالعلاقات الثنائية الخاصة، كما لعلك لاحظت يا إيمان فيما ننشره يوم الاثنين “الإبداع الخاص”: للثلاثة أسابيع الأخيرة: (21-6-2010، 28-6-2010 ، 5-7-2010)، أن العلاقات الثنائية هى مدخل مشروع للعلاقات الموضوعية الأرحب، على شرط ألا تكون نهاية المطاف.

المضاعفات التى تنشأ من هذه الظاهرة (التزاوج) تتمثل فى أن طرفى العلاقة يدعم الواحد منهم دفاعات الآخر شعوريا، والأكثر لا شعوريا، كما أنه يتمنى له ألا يتغير (أساس العلاج) إلا فى اتجاهه، أى ليزداد ارتباطا به ولو على حساب المجموعة.

وفى حالة ما إذا دخل الحبيبان معاً العلاج الجمعى من البداية، -مثل حالتك هذه- فهذا أصعب وله وضع خاص، وهو أكثر تواتراً فى العلاج الزواجى لو كانت ثمة أصعب، لأننا فى هذه الحالة نعالج “مرض العلاقة” أكثر من مرض طرفيها،

وفى هذه الحالة التى تتحدثين عنها، يمكن أن يكون رفض أو تحفظ المحبوبة (أو صدها) للحبيب وهو يتوله فيها إلى درجة الارتماء عليها، عامل مساعد لتطوير العلاقة نحو فطام تدريجى فى جو جماعى دافىء، لتتسع العلاقة الثنائية لتشمل سائر أفراد المجموعة بما فى ذلك المعالجين، لكن لا ينبغى أن يكون الفطام مقصودا لذاته، ولا أن يتم قسرا أو فى عجالة

 عامل الزمن مهم جدا فى هذه الأحوال.

وأنا لا أوافق على فكرة إخراج أحد طرفَىْ العلاقة، هذا هرب لا يحل شيئا، المفروض أن فرصة استيعاب العلاقة والنمو من خلالها هى أكبر فى المجموعة عنها مما لو فصلنا أحد الطرفين تعسفا وعجزاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *