الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / .. نستعمل الواقع، لا نستسلم له، ونظل نرفضه حتى نغيّره،!!

.. نستعمل الواقع، لا نستسلم له، ونظل نرفضه حتى نغيّره،!!

كل يوم: “الإنسان والتطور”

 3-9-2007 

.. نستعمل الواقع، لا نستسلم له، ونظل نرفضه حتى نغيّره،!!

بصراحة، وبدون استثناء تقريبا: كل شىء يجرى حولنا فى العالم الآن يحتاج إلى إعادة نظر!!! أى والله العظيم. كثير من المسلمات الشائعة أصبحت  أصناما جامدة معيقة لحركية التطور. من الممكن أن نحفز إنسانا متخلفا أن يتقدم، ولكن ماذا نفعل فيمن تجمّد على تقدمه، أو ما يتصوره كذلك. الدولة (السلطة/السلطات) فى العالم تتمركز وتتفرعن أكثر فأكثر، وسائل التوصيل والإعلام وآليات القهر والضبط والربط، تتعملق جميعها لخدمة هذه السلطات. حتى النشاطات الشعبية التى تعرف الآن تحت مسميات مثل: “المؤسسات غير الحكومية” “NGOS أصبحت لعبة فى يد نفس السلطة، حتى بلغ بى– وبآخرين- سوء الظن أن هذه المؤسسات  قامت، أو أقيمت، ثم هى تُشجَّع سرا وعلانية، من قِبَل نفس السلطات التى تزعم مهاجمتها؟ 

تقكير تآمرى!!؟؟… ليكن،… لكنه منطقى وواقعى.

ليس المهم أن يكون تآمريا أم غير تآمرى، المهم أن نأخذ الاحتمال مأخذ الجد فى محاولة مواجهة السلطات التى نسيت أنها إنما نشأت تاريخا لتنظيم أمور الناس، وليس لاستعمالهم لصالحها هى، أو من تعمل فى خدمته دون أن نعرفه.

  ألعاب كثيرة مشبوهة تدورعلى الساحة المحلية والعالمية، ومفاهيم تتردد بتقديس يُرعب كل من يجرؤ أن يفكر فى مراجعتها ناهيك عن كشفها أو مهاجمتها، خذ مثلا: لعبة “حقوق الإنسان”، وتقديس القانون المكتوب دون القوانين المُعاشة أو على حساب القوانين المعاشة، والثقة المطلقة فيما يسمى “علما”، والتسليم الأعمى لمن يحتكر تفسير المقدسات التى نزلت لكل الناس بحبسها فى أقفاص لغةٍ لا تتجدد، تختبئ فى خنادقها عقولُ استسلمت للكسل والإعادة.

كل هذا لا يعنى دعوة شاملة لهدم المعبد على من فيه، فنحن –الناس- سنكون أول من سنُسحق تحت أنقاضه، أنا فقط أنبه إلى ضرورة الاحتفاظ – بلا نهاية – بحق الرفض، حتى ولو لم نملك تنفيذ آلياته حالا، وحق النظر حتى لو لم يسعفنا النظر بالبديل الجاهز، وحق النقد حتى لو كان  ما ننقده يحقق نجاحا ظاهرا، نرى أنه ضعيف، او  قصير العمر، أو ظالم، أو غبى.

لا يوجد حق مطلق ثابت.

 بمجرد أن يثبت الحق المؤقت تماما ودائما، يصبح باطلا هو هو، لأنه ثبت فأوقف مسيرة الحق القادم.

لا توجد نهاية للحركة وللنظر ولإعادة النظر والتجديد، إلا بنهاية الحياة كلها (وليس نهاية التاريخ).

  • ليس معنى أن ” الجارى” هو الممكن، أنه أصح الصحيح،
  • ليس معنى أن “الجارى” ليس له بديل، أن نستسلم له ونتوقف عن المحاولة،، لخلق البديل، ما دام ثم نقصا أو عيبا أو ظلما أو تشوها فى “هذا الجارى”،
  • ليس معنى أن الجارى سبق أن نفع “أمس” أنه هو هو الأصلح “غدا”
  • ليس معنى انهيار نظامٍ ما، أن عكسه تماما هو الصحيح
  • ليس معنى فشل تطبيق نظرية فى مرحلة تاريخية غير مناسبة، أن النظرية خطأ مطلق.
  • ليس معنى أنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص (قانونىّ مكتوب) ، أن نتغاضى عن الجرائم الأبشع التى لم يرد بشأنها نص .
  • ليس معنى أن ما يسمى العقل الظاهر قد نجح فى تنظيم حياتنا بشكل معقول، أن نلغى “عقولنا الأخرى” التى أوصلتنا إلى هذا العقل المغرور، لأنها ما زالت نشطة وجاهزة وضرورية بداخلنا.
  • ليس معنى أن العلم شىء رائع، أن يحتكر العلماء دون غيرهم كل مناهل وتشكيلات وتجليات المعرفة
  • ليس معنى أن الجسد يتكلم بلغة غير مرموزة ، أنه لا يفكر

أحسب أن هذه كلها ليست سوى عناوين تحتاج إلى عودة فعودة.

فقط أريد أن أطمئن القارئ أن عقول البشر كافة، حتى الأمّيين منا، تعمل فى اتجاه إبداعى رائع، فى نفس الاتجاه، وأن الوسائل الأحدث حتى لو كانت ظهرت بفضل السلطات التى ننقدها، قد أصبحت ملكا لنا دون إذن منهم،

والدعوة عامة لكل من ألقى السمع وهو شهيد، من البشر كافة فى كل مكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *