نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 8-5-2013
السنة السادسة
العدد: 2077
مقدمة:
(للأسف بعد حذف كلمة “الإسلاَسْيَوِيّة” من العنوان، لماذا يا ترى؟).
المجموعة الاقتصادية الإسلاَسْيَوِيّة!! (1)
قالت البنت لأخيها: ما الحكاية بالضبط، هل المشكلة هى الخوف من أن نتشيع ذاهلين، قال أخوها: نتـ.. ماذا؟ قالت: نتشيع، نصبح من الشيعة، قال: ألسنا كلنا مسلمين؟ قالت: يا ليت، الإسلام ليس حكرا لأحد، ولا حتى للمسلمين، قال: فلماذا يرعبوننا من الإيرانيين وكأنهم كفرة، وليسوا حتى من أهل الكتاب !! قالت: ربما هم يفضلون أن نظل تابعيين لعولمة أخطر وأخبث، مع أننا أحوج ما نكون فى هذه الأيام إلى أن نجمّع فيه رائحة أى إنسان من أية ملة ومذهب حتى ننضم إلى بعضنا البعض ضد الشيطان الأكبر، قال أخوها: تقصدين نجمّع المسلمين؟ قالت: و”كل من له نبى يصلى عليه” قال: أصبحتِ “بنت بلد”، ماذا تقصدين؟ ، قالت: دعنى أعترف بفضل ورقتك التى أعطيتنيها، فقد نبهتـْنى إلى خطورة هذا السرطان الزاحف، مما جعل هذه الدول تتجمّع لترفض التبعية الذليلة والديمقراطية المضروبة، قال: أية دول؟ قالت: تلك الدول التى تجمّعت اقتصاديا لتقاومهم، قال: تقصدين سياسيا، قالت: السياسة تبدأ بالاقتصاد قال: عندك حق، لقد استغربت فعلا، إيش جاب البرازيل لروسيا للهند للصين ثم جنوب أفريقيا، قالت: يا ليتهم ظلوا بأسمائهم هكذا دون أن يطلقوا على أنفسهم هذا الاسم الصعب، قال : لكننا سنعتاد عليه خاصة إذا انضممنا إليهم، قالت: هل اسمهم البريكس أم البرنس؟ قال: الله يخيبك، هو اسم من تجميع الحروف الأولى من اسم كل بلد فى المجموعة، قالت: والله فكرة، إذن لو انضمت مصر إليهم سيصبح اسمهم “البريكسِمْ”، قال: ماذا!!؟ قالت: فيها ماذا، ضممت “ميم” مصر إلى 40% من سكان العالم، الذين يمثلون أربع قارات من حضارات مختلفة، قال: أخشى أن نكتفى بإضافة حرف، لا بإضافة انتاج أو إبداع، قالت ماذا تقصد؟ قال: نكتفى بالهتاف “الشعب العظيم، أضاف حرف الميم”! قالت: إياك والسخرية، نحن سوف نجمع المسلمين من كل ملة ومذهب، على البوذيين فى جنوب شرق آسيا، على كل الأحرار الحقيقيين، حتى فى أفريقيا وأمريكا قال: ربنا يكملك بعقلك.
-2-
قالت البنت لأخيها: لقد وجدته، قال: وجدتِ ماذا ؟ قالت: وجدت اسما ملائما لمجموعتنا الجديدة بدلا من التطفل على مجموعة قائمة، قال: وهل المهم هو الاسم؟ ما هوالأسم؟ قالت: “المجموعة الإسلاَسْيَوِيّة “، قال: يا خبرك أسود ومنيل بستين نيلة، قالت: انتظر، سوف أشرح لك: هذه المجموعة سوف تضم العالم الإسلامى كله والعرب وجنوب شرق آسيا وأفريقيا، قال : اسم الله اسم الله !! ربنا يشفيك، قالت: تصوّر لو اتلمت إيران على السعودية على الإمارات على أندونسيا على ماليزيا على الكويت على باكستان على بنجلاديش، وتعلمنا من “البركس” هذه كيف تكون الثورة اقتصادا وسلاحا واستقلالا، قال: يا ليت، قالت: تعالى ندرسها لننفذها بدلا من الكلام والخوف واليأس والتمادى فى التفرقة حتى بين المسلمين، قال شيعة وسنة قال!! قال: يا ليت الرئيس يفكر مثلك، لقد تمنيت حين زار باكستان، وعقد اتفاقات اقتصادية معها، وحين جدد اتفاقية النقل الجوى مع إيران وحدد موعد زيارة روسيا فالبرازيل، تمنيت أن يحقق ما تحلمين به، قالت: أرجوك حدد لى موعدا مع الرئيس؟ قال: نعم؟ نعم؟ لماذا؟ بصفة ماذا؟ قالت: لعله يقترح اسما أخف، قال: يا صلاة النبى، هل المشكلة هى الاسم؟ قالت: إذن ما المشكلة ؟ قال: قولى لى أولا ما هو هذا الاسم العجيب الذى أطلقتِه على مجموعتك؟ المجموعة الإسلاسـ .. إسلا .. إسلا…ماذا؟
قالت: نسيت.
نشرت فى أخبار الأدب “نبض الناس” بتاريخ 28/4/2013.