الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / من لعبة: التحكُّمْ، والخوف من فقدهً

من لعبة: التحكُّمْ، والخوف من فقدهً

“يوميا” الإنسان والتطور

10-10-2007

الجزء الثانى

 من لعبة: التحكُّمْ، والخوف من فقدهً

اللعبتان: الثانية، والثالثة

الثانية: “لو عارف إن حد حيستحملنى، يمكن أقدر أسيب نفسى، وساعتها…”

الثالثة: “أسيب نفسى بتاع إيه .. ده أنا حتى ….”

ضيوفنا الكرام هم نفس ضيوف حلقة “التحكم والخوف من فقده” (من برنامج “سر اللعبة” بتاريخ 30-3-2005)

 السيدة: منى، كلية الفنون الجميلة

الأستاذ: فوزى، مدرس تربيه فنية

الأستاذة: سوزان، صحفية

والدكتور: هانى مدرس مساعد (طب نفسى) جامعة 6 أكتوبر

(ملحوظة: للمتابعة، خاصة لمن لم يشاهد اللعبة الأولى يمكن الرجوع للأرشيف ليومية 3/10/2007 “يا خبر!! .. دانا لو سبت نفسى، يمكن”

***

 اللعبة الثانية:

لوعارف إن حد حيستحملنى، يمكن أقدر أسيب نفسى، وساعتها

 أ/ سوزان: يا منى لو عارفه إن حد حيستحملنى، يمكن أقدر أسيب نفسى .. وساعتها كنت حاكون على راحتى وعلى مسئوليتي.

أ/ منى: يا أستاذ فوزى لو عارفه إن حد حيستحملنى، يمكن أقدر أسيب نفسى .. وساعتها يتحمل اللى يجراله بقى.

أ/ فوزى: يا دكتور يحيى لو عارف إن حد حيستحملنى، يمكن أقدر أسيب نفسى .. وساعتها ذنبه على جنبه بقى ، يعنى هايشوفنى على حقيقتي.

د/ يحيى: يا دكتور هانى لو عارف إن حد حيستحملنى، يمكن أقدر أسيب نفسى .. وساعتها أفرح بجد، حابقى مش مصدق.

د/ هانى: عزيزى المشاهد لو عارف إن حد حيستحملنى، يمكن أقدر أسيب نفسى .. وساعتها هاطلّع الطفل اللى جوايا.

آراء بعد اللعب

د/ يحيى: حد وصلّه حاجة جديدة؟

أ/ فوزى: أنا وصلنى: حاجة مستعجلة جداًَ، حسيت إن نِفْسى حد يستحملنى فعلاً، أنا فعلاً حاسس إن مافيش حد بيستحملنى فعلاً مش عارف ليه، لو سبت نفسى ليه مش عارف هايستحملنى ولا لأ، شاكك فى ده.

أ/ منى: أنا وصلنى: حِلْو أوى إن حد يكون لِيِهْ واحد يقدر يحبه ويحتويه بالقدر اللى يستحمله باللى جواه.

]تنبيه د/ يحيى: اللى وصله وصله واللى ما وصلوش ما وصلوش، ممكن إللى وصلّه يقول وصلنى من غير ما يقول إيه اللى وصلنى، هو حر [

ملحوظة قبل الملاحظات والتعقيبات

(تأكيد مبدئى: هذه المحاولة، مثل كل محاولة، ليست إلا اجتهاد فرضى، لا هو حُكْم دامغ، ولا هو علم مسلّم به. ويمكن لكل قارئ ان يصل بنفسه لنفسه (أو لغيره) إلى ما يرى، كما قد يتورط فيجد نفسه قد غرق فى رؤية –لنفسه- كان يود أن يتجنبها الآن على الأقل).

الملاحظات والتعقيبات

أولا: الملاحظات العامة:

1- يلاحظ أن وضع الشرط الأول “لو عارف إن حد حايستحملنى“، قد سمح للجميع أن يركزوا على أصعب ما فيهم، أو أبعد ما فيهم، ذلك لأن الاستحمال لا يكون إلا لشىء صعب أو ثقيل عادة.

2- إن السماح بـ  “سيبان النفس”، فى حماية أو حضور من يتحمل ما يترتب عليه، بدا احتياجا بقدر ما بدا سهلا،

3- إن الإشفاق على هذا الذى تصدى للاستحمال كان دليلا على نوع من العشم المسئول مِنْ مَنْ تصدى لهذه المهمة (يستحمل اللى يجرا له – ذنبه على جنبه)

4- إن وجود هذا الذى يتحمّلنا سمح بإظهار حقيقتنا من ناحية (يشوفنى على حقيقتى) كما سمح للطفل داخلنا أن يظهر وهو أيضا جانب آخر من الحقيقة، وليس نكوصا

ثم نبدأ فى مناقشة كل ضيف على حدة.

ثانيا: المناقشة: واحد/واحدة

سوزان: يا منى لو عارفه إن حد حيستحملنى، يمكن أقدر أسيب نفسى .. وساعتها كنت حاكون على راحتى وعلى مسئوليتي.

أَنْ تجمع سوزان بين المسئولية وبين أن تكون على راحتها بدا أمرا غير مألوف،  أو غير متوقع، إذ نحن نتصور عادة أن الواحد إذا أخذ راحته فى حضور من يتحمله فإنه يترك المسئولية على هذاالذى يتحمله، لكن أن تجمع سوزان بين حملها المسئولية وبين أن تترك نفسها على راحتها فى حضور من اطمأنتْ لتحمله إياها، جدير بأن نتعلم منه أن الطمأنينة التى توّلد الثقة غير الطمأنينة التى تغرى بالاعتمادية، وفى نفس الوقت نلاحظ أنها لم تعقب بعد اللعبة، وكأنها ربما اكتفت، فى مساحة ما من وعيها، بما اكتشفناه حالا.

منى: يا أستاذ فوزى لو عارفه إن حد حيستحملنى، يمكن أقدر أسيب نفسى وساعتها يِتْحمل اللى يجراله بقى.

منى فى اللعبة لم تزد عن الإشارة بلطف غامض إلى أن مَنْ يتصدى للقبول والتحمل عليه أن يكون على مستوى ما تصدى له “يتحمل اللى يجراله بقى.”

 ثم جاء تعقيبها بعد اللعبة، دليلا على فرحتها باحتمال وجود مثل هذه الفرصة التى تسمح لها بأن تترك نفسها بما بها (باللى جواها) لمن “يحبها ويحتويها: وجمْعُ الحب مع الاحتواء يبدو لى هنا إيجابيا خصوصا إذا انتبهنا للجملة على بعضها.

فوزى: يا دكتور يحيى لو عارف إن حد حيستحملنى، يمكن أقدر أسيب نفسى .. وساعتها ذنبه على جنبه بقى ، يعنى هايشوفنى على حقيقتي.

إعلان فوزى أن حقيقته قد تجعل مَنْ يستحمله مسئولا عن تصديه لذلك ذنبه على جنبه”، يذكرنا بقول منى “يتحمل اللى يجراله”، لكن تعقيبه جاء أطول وأهم، فمن ناحية أعلن عن اكتشافه حاجته الشديدة لمِنْ يتحمله، ومن ناحية أخرى شكّ فى أن أحدا يمكن أن يتصدى لهذه المهمة، وبالتالى عاد يتشكك فى وجود من يتحمله .. حسيت إن نِفسى حد يستحملنى فعلاً، أنا فعلاً حاسس إن مافيش حد بيستحملنى فعلاً مش عارف ليه، لو سبت نفسى مش عارف حايستحملنى ولا لأ، شاكك فى ده.

يبدو أنه يوجد تناسب ما بين شدة الحاجة إلى آخر يتحمل، وبين الشك فى السماح بذلك، حتى إن وجدَ منْ يتصدى للتحمل. ربما تحرَّكت الاعتمادية داخل فوزى بشكل مهِّدْد حتى أنكر وجود من يستطيع أن يقوم بهذه المهمة أصلا، وبالتالى، وبرغم شدة حاجته، (أو بسبب شدة الحاجة) فقد فضّل أن يستر نفسه باستبعاد من يتحمل حتى لا تنطلق اعتماديته بلا تحجيم

د/ هانى: عزيزى المشاهد لو عارف إن حد حيستحملنى، يمكن أقدر أسيب نفسى .. وساعتها حاطلّع الطفل اللى جوايا.

د. هانى اكتفى بأن يطلق طفله الداخلى تحت رعاية هذا الذى سيتحمل، وربما هو يتصور أنه يمكنه أن يعتنى به بنفسه، وربما دلّ ذلك أيضا على أنه شخصيا لا يحتاج من يتحمله حتى يسيب نفسه، لكنه سيتخفف من مسئوليته عن الطفل بداخله (ويجوز أن كل ذلك ناتج نسبيا من وصاية مهنته – طبيب نفسى صغير – على تلقائيته)

د/ يحيى: يا دكتور هانى لو عارف إن حد حيستحملنى، يمكن أقدر أسيب نفسى .. وساعتها أفرح بجد، حابقى مش مصدق.

د. يحيى بدت فرحته حقيقية، مع أنه يكاد لا يصدق أن هناك من يستطيع أن يقوم بهذه المهمة وهو يعرف مدى ما يمكن أن يكبده من عبء، لكنه لم يمنع فرحته حتى لو لم يكَدْ يصدّق.

***

اللعبة الثالثة

أسيب نفسى بتاع أيه!؟ .. ده أنا حتى ….

أ/ فوزى: يا دكتور هانى أسيب نفسى بتاع إيه .. ده أنا حتى مش عارف أسيب نفسى أصلاً.

د/ هانى: يا أستاذة سوزان أسيب نفسى بتاع إيه .. ده أنا حتى بقالى كتير ماسبتهاش.

أ/ سوزان: يا دكتور يحيى أسيب نفسى بتاع إيه .. ده أنا حتى لو فكرت ماحدش هايغفرها ليا.

د/ يحيى: يا مدام منى أسيب نفسى بتاع إيه .. ده أنا حتى متغطى بالعافية ويا دوب.

أ/ منى: عزيزى المشاهد أسيب نفسى بتاع إيه .. ده أنا حتى يدوبك الواحد بيعرف يمشى نفسه بالعافية.

آراء بعد اللعبة

د/ يحيى: حد وصل له حاجة من اللى قاله او اللى سمعه أو الفكرة نفسها.

أ/ سوزان: أنا الفكرة اللى وصلتنى ان الناس دلوقتى مش بتغفر لبعضها.

]د/ يحيى: (تعقيب) زى مايكون قلة السيبان دى زى ما قال الأستاذ فوزى (اللعبة الأولى)  بتحمى، بتحمينا من بعضنا، بس الظاهر بتحمينا لحد ما نبعد عن بعض.[

أ/ فوزى: دا اللى كان حيبقى تعليقى فعلاً، هو ده اللى حسيته فعلاً، إن الإنسان اللى مش سايب نفسه بيبعد عن اللى حواليه كلهم، وبالتالى كلنا مش سايبين نفسينا، فبالتالى بنبعد، يعنى أنا لو سيبت شغلى مش عارف أعمل إيه فى اللى مسئول عنى وعن اللى تحت إيدى واللى مشغلنى واللى واللى، مواويل كتيره حسبتهافى ثانية وأنا باتكلم.

د/ يحيى: ….(بعد)  اللعبة الثالثة دى، أنا حسيت إن ده جيد، دا موجود ودا موجود.

أ/ سوزان: هى محتاجة حكمة فى إن الانسان يبتدى يوازن أموره إمتى يسيب ومع مين.

د/ يحيى: نفس الحكمة (اللى بتتكلمى عنها دى) “إمتى يسيب وإمتى مايسيبش” أنا أظن دى (نفسها) قلة سيبان…. السيبان سيبان!

الملاحظات والتعقيبات

أولا: الملاحظات العامة:

1- إن مقارنة السماح الذى عمّ الجميع أثناء اللعبة الثانية “لوعارف إن حد حيستحملنى، يمكن أقدر أسيب نفسى،  مقارنته بالتراجع الذى كاد يعم الجميع من هذه اللعبة الثالثة، “أسيب نفسى بتاع إيه” يمكن أن نستنتج منه أن الوقوف عند لعبة واحدة أو التعجل بالتفسير بعد لعبة أو اثنيتن قبل أن نتناول القضية من أكثر من جانب، هو اختزال غير مفيد (وهذا ما رددنا به على الصديق محمد كامل فى بريد الجمعة الماضية يوم 5 أكتوبر 2007) 

2- أظهرت هذه اللعبة عند البعض أن “التحكم” ليس مجرد حماية آنية، لكنه – مع طول استعماله- يصبح أسلوبا راسخا فى التعامل مع الذات د. هانى ، أ. فوزى،(بقالى كتير ما سبتهاش- مش عارف أسيب نفسى أصلا) فحتى لو صدر قرار “السيبان” فى ظروف أفضل من التى ألجأت الواحد منا إلى فرط التحكم (دون أن يدرى فى الأغلب)، فإن التعود على التحكم فى ذاته (بلامبررات كافية) يصبح عائقا ممتدا ضد النمو.

3- بدا عند آخرين أن التحكم مستمر بالكاد (د. يحيى ، أ. هانى بالتتالى: ده أنا حتى متغطى بالعافية ويادوب – يدوبك الواحد بيعرف يمشى بالعافية) وهذا يشير إلى أنه إذا أضيف إلى أى منهما سماح جديد، لكان أكثر مخاطرة، وبالتالى تقفز المقاومة “أن السلامة أولا”، وأنه لا داعى للسيبان الذى بدا أن اللعبة تغرى به المشاركين، هذا علما بأن كشف ذلك فى ذاته يقلل المقاومة (أسيب نفسى بتاع إيه … إلخ)

4- مناقشة ما وصل من اللعبة بعد اللعبة كانت أكثر ثراء مما حدث فى اللعبة الماضية ، صحيح أن اثنين فقط هما اللذان شاركا فى المناقشة، لكن الأمور اتضحت أكثر بالأخذ والرد

ثانيا: المناقشة واحدا واحدة

* أ/ سوزان: يا دكتور يحيى أسيب نفسى بتاع إيه .. ده أنا حتى لو فكرت ماحدش هايغفرها ليا.

اتفق ما قالته سوزان أثناء اللعب، مع تعقيبها  بعده (“ما حدش حايغفرها ليا” ثم تعميما بعد اللعبة: “الناس دلوقتى مش بتغفر لبعضها”) إلا أن تعقيب د. يحيى: أشار إلى استجابة فوزى فى اللعبة الأولى  حين قال عن التحكم “إنه بيحمينى من علاقتى او بيحمى غيرى منى”، حيث أضاف: (د.يحيى) “… زى ما قال الأستاذ فوزى، بتحمينا من بعضنا”، لكن د. يحيى أكمل بما لم يُقل حين نبّه “..بس الظاهر بتحمينا لحد ما نبعد عن بعض”.

يلاحظ هنا أن هذا البرنامج لم يقصد به مجرد التسلية أو الترويح والمفاجأة، ولا حتى قصد به شرح ماهية النفس فقط، بل لعله بطريق مباشر أو غير مباشر كانت به جرعة غير نصائحية للوقاية، لهذا علينا أن نأخذ تعقيبات المسئول (د. يحيى) على أنها قد تقوم بهذا الدور أحيانا، وكأنه ينبه: أنه لا مانع من أن نحمى أنفسنا من بعضنا البعض بدرجة من التحكم، لكن ليس إلى درجة أن “نبعد عن بعضنا البعض” لدرجة الزيف والسطحية،

ومع أن تعقيب د. يحيى كان على كلام سوزان من أن “الناس مش بتغفر لبعضها، الذى لم تكن فيه إشارة إلى بُعْد الناس عن بعضها”، إلا أنه يبدو أن ما أضافه د. يحيى كان إشارة ضمنية إلى أن عدم الغفران هو نتيجة هذا البعد، بمعنى: كيف أغفر لك أو تغفر لى وأنت لا تعرفنى وأنا لا أعرفك ونحن نحرص كل الحرص على كل هذه المسافة بيننا تحسُّبا وتحكُّما؟!!

* أ/ فوزى: يا دكتور هانى أسيب نفسى بتاع إيه .. ده أنا حتى مش عارف أسيب نفسى أصلاً.

فوزى: جاء تعليق فوزى مباشرة بالموافقة على ماقاله د. يحيى: “ده إللى كان حايبقى تعليقى فعلا، هوا ده إللى حسيته فعلا (إن) الإنسان إللى مش سايب نفسه ، بيبعد عن اللى حواليه”-

إلى هنا وجاء كلامه متفقا مع رأى د. يحيى، لكن ما أكْمَلَ به كان بعيدا عن هذه الرؤية بدرجة لم أفهمها، حين تكلم عن أنه يسيب الشغل ..إلخ، هل يا ترى كان يمحو هذه الرؤية الأولى التى أقلقته فانحرف مسار الكلام بعيدا عن هذه الرؤية لنفسه إلى “أى سيبان” والسلام؟ يجوز!. خصوصا وأن استجابته فى اللعبة نفسها كانت على هذا المستوى “دا انا حتى مش عارف أسيب نفسى أصلا”، لكن ليس هذا هو كل ما هنالك، تعالوا نرى كيف أنهى تعليقه قائلا:

..”…مواويل كتيرة حسبتها فى ثانية وانا باتكلم”

أنتهزها فرصة هنا لأنبه على عدة مبادئ منهجية، ليس فقط للقارئ العادى، ولكن للزملاء (الأطباء أو المعالجين) ربما الأصغر أهم – وخصوصا الذين لم تتح لهم فرصة مشاهدة العلاج الجمعى مباشرة:

 أُجْمِلُ بعض هذه المبادئ فيما يلى:

أ- إن مثل هذه الألعاب تحِّرك “ما لا نعرف” مما لا يمثِّل بالضرورة ما أُعْلَنِ بالألفاظ إلا أقله، وأحيانا تكون الألفاظ فى عكس ما تحرك  فى الوعى فعلاً، وأحيانا تكون هامشية بالنسبة لما تحرّك.

ب- إن تحريك “الداخل” قد يصل إلى صاحبه “مجتمعا معا” دون تمييز التفاصيل (مواويل كتيرة)

ت- إن “الزمن” الذى يحدث فيه هذا التحريك قد لا يستغرق فعلا أكثر من “ثانية” وربما أقل، ونحن فى الحياة العادية لا نستطيع أن نضع ذلك فى الاعتبار أصلاً.

د- إن “حسابات” ما يحدث لا تتم شعوريا، ولا بالتفصيل، ولا يجوز أن نسأل عن “حسبة أو حساب مواويل كتيرة فى ثانية”، ذلك أن تلك الاسئلة المعقلـنَة المعطِّلة ليس لها إجابة، فمن ذا الذى يستطيع أن يحصر ما تحرك فى ثانية، ثم كيف يحسبها، والنتيجة (أن ثَمَّ تحريكا) هى المهمة، بما يترتب عليها.

………..   ……….

حين أضاف د. يحيى رضاه عن مستوى النقاش فى هذه اللعبة الثالثة، ربما كان قد وصله بعض ما سبق مما يرصده الآن بعد أكثر من عام من عرض البرنامج،

 لكن نلاحظ كيف عقّبت سوزان على كل ما دار بحكمة “عادية”، يمكن أن تقال من أى أحد بدون كل هذا الذى حدث، وذلك حين قالت “هى محتاجة حكمة فى إن الانسان يبتدى يوازن أموره إمتى يسيب ومع مين”. حين تختم مثل هذه الألعاب، سواء فى العلاج الجمعى، أم فى مثل هذا التجريب مع الأسوياء، بالأمثال أو الحكم المعادة أو النصائح الراتبة، فإنه يجب الانتباه إلى أن هذا ليس هو المراد، ولقد لاحظت فى كثير من البرامج التليفزيونية التى أُدْعى للمشاركة فيها أن كثيرا من المذيعين والمقدمات يحبون أن ينهوا البرامج بمثل هذا السؤال (السخيف ولا مؤاخذة) الذى دائما ما أستغربه: “إيه النصيحة اللى تحب تختم بيها البرنامج”؟ (للشباب أو للمرأة أو لأى أحد..!!)، فأنزعج، وأرفض أن نمحو كل ما كنا نتناقش فيه بهذا التسطيح بالنصح والإرشاد.

 المهم سوزان هنا حين قالت قولا عاديا معادا، لم يفوّتها لها، د. يحيى، فراح ينبه أن هذه الحكمة نفسها هى نوع من التحكم، وأنه يوجد شىء قبل ذلك وبعد ذلك وهو ما يُبحث فى الحلقة لعبة بعد لعبة لأن “السيبان سيبان”!!

أكتفى بالتعقيب على د. هانى ، د.يحيى، ، أ. منى بما ورد فى الملاحظات العامة.

وإلى اليومية القادمة، لبقية اللعبات

 (مازال هناك سبع لعبات فى نفس الحلقة)

إنتظرونا بعد التقاط الانفاس!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *