الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / من كتاب “من حركية الجنون إلى رحاب الناس” (مرورا بالعلاج الجمعى) الفصل الثانى “بداية المشاركة فى العلاج الجمعى” (8 من ؟)

من كتاب “من حركية الجنون إلى رحاب الناس” (مرورا بالعلاج الجمعى) الفصل الثانى “بداية المشاركة فى العلاج الجمعى” (8 من ؟)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 3-10-2021

السنة الخامسة عشر

العدد: 5146

من كتاب “من حركية الجنون إلى رحاب الناس” (1)

(مرورا بالعلاج الجمعى)

الفصل الثانى

“بداية المشاركة فى العلاج الجمعى” ( 8 من ؟)

 مقدمة:

هذه النشرة هى تكملة لنشرة أمس، وهى عن نفس الحالة التي بدأت العلاج الجمعى وتكرر فيها التأكيد على الإلتزام بالحضور وطبيعة التركيز “هنا ودلوقتى” وتجنب النصائح المباشرة.

ونواصل اليوم:

د. يحيى: (للدكتور محمد المتدرب) ….. أعمل إيه يا دكتور محمد فى الواد ده عاوز أمشِّيه، ياله إمشى يا محمد يا ابنى بس افتكر شروط القواعد بتاعة التمشية ديه ….

فتحى: (متداخلا): إن اللى يمشِّى حد، الحد ده يقدر يقعد غصب عن اللى مشَّاه

د.يحيى: يعنى يا محمد لو أنا طردتك أو إنت طردت حد أو فتحى طردك، أو لو أنا طردت فتحى من حق أى واحد مننا يقعد غصب عن اللى طرده

“محمد”: اللى عاوز يقعد يقعد براحته

د.يحيى: مفيش حاجه إسمها براحته، مفيش كلام من ده فيه إتفاقات وبنفذها، اللى ينطرد من حقه يقعد غصب عن اللى طرده، أهى دى الراحة المسموح بها هنا

فتحى: ولو غيبت إسبوع بس لازم يكون إيه،.. بعذر

د.يحيى: دقيقة واحدة يا فتحى الله يخليك ما تكركبهاش عليه احنا مش فى مدرسة

فتحى: إتفضل

د.يحيى: وصل لك إيه بقى يا محمد؟ إتفضل إطلع بره، كفاية عليك ما دام انت مصر، كفاية عليك كده

“محمد”: أمشى يعنى؟

د.يحيى: من حقك تقعد غصب عنى علشان ننفذ القاعدة، عاوز تقعد تقعد غصب عنى، إنما أنا قلت رأيى، ده حقك زى حق أى واحد هنا ينطرد، وهو ده الإحترام، بنحاول نقيس بنفس المقاس كل الناس، حتى الدكاترة حتى لما  الدكتور محمد قال لهدى  انتى مجنونة، من حقها تقول عليه مجنون، وأنا بطردك دلوقتى فمن حقك تقعد غصب عنى

“محمد”: أنا قاعد

د.يحيى: لأه غصب عنى تقول لى حقعد غصب عنك

“محمد”: أنا حاقعد غصب عنك

د.يحيى: لأه تمشى، وادينى  بطردك تانى إستعمل حقك تانى

“محمد”: هو من حقى إنى أنا أقعد؟

فتحى: آه كده

د.يحيى: الله نور يا فتحى، ولو طردتك يا محمد تانى وتالت وعاشر تقدر تقعد حداشر يا للاه: كفاية عليك كده يا محمد غيرك أولى بالكرسى اللى إنت قاعد عليه

“محمد”: بس أنا عاوز أقعد

د.يحيى: مفيش عوزان إنت تفرض قعادك عليّا

فتحى: تقوله لأه أنا مامشيش أنا قاعد

“محمد”: أنا قاعد مش حامشى

فتحى: صح كده

د.يحيى: لو قاعد زى قلتّكَ كده، حاتضيَّع وقتك ووقت الناس، ياللا إمشى

“محمد”: لأه أنا مش قاعد زى قلتى

د.يحيى: قاعد علشان ترتاح؟ طب هنا ما فيش راحة، هنا فيه تقليب، وشغل زى ما انت شايف.

……………….

د.يحيى: رمضان (2) بطّل يشتغل سنتين ورجع اشتغل يا محمد واشتغل بناءً على اللى عملناه هنا معاه، واللى عمله معانا، طلع شريف وجدع، ومتألم ومكمل، وكل حاجة، وهو أقرب وأجمل بس رجله لسه بتترعش..

رمضان: لأه بطلت يا دكتور الرعشه

د.يحيى: شويه شويه تيجى وتروح، مش مهم، أيوه يا محمد أنت مبطل شغل بقالك أد أيه

“محمد”: مبطل شغل بقالى حوالى 6 شهور

د.يحيى: رمضان بطل حوالى سنتين ورجع بناءً على علاقته بينا، عرفت يا محمد الجارى ووصلتك القاعده بقى، عرفت أنك مش معانا، وشفت قد إيه فتحى مصحصح

فتحى: أنت قلت الأول أن هو ليه حريه الأختيار أنه يقعد أو يمشى

د.يحيى: هوّا فيه أختيار أكتر من إنه يقعد غصب عنى

فتحى: هو ليه الحق أنه يقعد طبعا

د.يحيى: طبعا، هيّا دى أهم حاجة، هوّا ده اللى بيخلى العلاقة بينَّا متينه يا شيخ، هو ده حقه، واللى يتنازل عن حقه مالوش حقوق، حقوقك دلوقتى إيه يا محمد؟

“محمد”: حقى أنى أقعد أسمع

د.يحيى: تقعد تسمع وبس؟

“محمد”: أقعد أستمع وأتكلم

د.يحيى: بدايه كويسة، بس أسمع وأتكلم مش كفاية، انت لاحظت إن السماع والكلام هنا شكل تانى أيه، إنت شفته فى النص ساعه ديه لحد دلوقتى، احنا بنستمع ونتكلم؟ ولا بتخانق؟ ولا بنعيش؟ ولا بنشتغل؟، ولا بنشتم ؟ ولا بنعمل أيه؟

“محمد”: بيتكلموا

د.يحيى: بيتكلموا وانت مش معانا، بتتفرج علينا ولا إيه

“محمد”: انا معاكوا

د.يحيى: مش كفاية النية يا محمد خش يا راجل بسم الله.

……..

الذى حدث خلال هذه الشهور السته (تقريبا) هو أن واظب “محمد” على حضور جلسات المجموعة صباح كل أربعاء، ورجع إلى عمله نقاّشا حاذقا، دون أن يضطر إلى أن يطربقها إنجازا مرهقا مغتربا، وزاد تعرفه على أفراد المجموعة دون اعتماد مفرط على قائدها، لكنه ظل متمسكا – نسبيا- بأمله فى العودة إلى قديمه “كما كنت!!” (محمد طربقها) كما ظل المعالج وأغلب المشاركين يأملون فى حل أفضل، يتخلق منه محمد جديد فى رحم حركية الوعى الجمعى.

جاء فى النشرة الأولى لعرض هذه الحالة بتاريخ (19/10/2015) ما يلى:

“وكان المعالج يصر أن الهدف الأْوْلـَى بالتحديد، وهو الذى علينا ضرورة أن نسعى إليه، مهما كان الطريق صعبا أو طويلا، هو أن نستفيد من خبرة المرض لنخرج منها بموقف آخر من الحياة والعمل والعلاقات، وأيضا هو ما نأمل بتحقيقه أن نتجنب النكسة، وكان محمد يوافقنا مترددا، ويتمنى ذلك ابتداءً، لكنه سرعان ما يعود للإصرار على رغبته فى أن يعودكما كنت!!، وحين ينبهه المعالج أن ما كان، هو ما يمثله “محمد طربقها”  وهو الذى اسهم فى أن نصل إلى ما نحن فيه من كسرة ومرض ومعاناة، كان محمد  يقاوم مقاومة شديدة ويصر عادة – فى نهاية النقاش – على أن يرجع كما كان: محمد طربقها.

وظل الحال يترجّح صعودا وهبوطا، مقاومة وتفهما طوال السته أشهرالأولى فى العلاج الجمعى، لكن المحصلة كانت فى اتجاه قبول احتمال إيجابى غير واضح المعالم، لكنه كان يتزايد اقترابه باضطراد، وببطء أيضا، وكانت محكات الحفاظ على الأمل هى:

  أولا: انتظام محمد فى الحضور دون تغيب إلا نادرا

وثانيا: استمراره فى العمل دون انقطاع (وأيضا دون أن يطربقها).

كذلك جاء أيضا فى نفس النشرة الأولى لهذه الحالة ما يلى:

“وانتقل هذا الخلاف والحوار من اللقاءات والحوارات الثنائية مع المعالج إلى المجموعة العلاجية، وكان التركيز على رفض التفكك والدفاعات المترتبة عليه، أى رفض محمد فركشنى، أى رفض المرض، لكن فى نفس الوقت كان تنبيه المعالج المستمر يشمل أيضا رفض العودة “كما كنت” أى رفضت محمد طربقها“: 

وهنا مربط الفرس الذى احتاج منى إلى هذه الملاحظة المطولة، ذلك أننى بعد متابعة انتظامه ستة أشهر أشهر في العلاج الجمعى، ثم بعودتى إلى المقتطف أعلاه وأنا أراجع هذه الجلسة: لاحظت فى المقتطف السابق أن التركيز كان على رفض محمد فركشنى، أى رفض المرض، لكن فى نفس الوقت كان تنبيه المعالج المتكرر يشمل رفض العودة كما كنت أى رفض محمد طربقها، لكننى عدت أتمعن فيما جاء فى هذا المقتطف فوصلنى أن التأكيد كان على الرفض دون الإشارة إلى القبول، وحين قارنت ذلك بما جرى فى الجلسة التالية، وإذا بى أجد أننا ركزنا فى هذه الجلسة – جمَّاعاً لستة أشهر– على أن نقبل لا أن نرفض كلا من “محمد طربقها” (دون أن يطربقها)، وأيضا أن نقبل بل نحب محمد فركشنى (دون أن يفركشها)، فحضرنى التأكُّد من أن الوعى الجماعى هو الرحم الجمعى المناسب للحمل لإعادة الولادة، وأنه لا يوجد رحم يرفض محتوياته مهما كانت المبررات، بل هو يضمه ويغذيه ويدفئه مهما بدت أجزاؤه متناقضة أو متباعدة فى مرحلة ما.

 وتظل الإحاطة والقبول سارية حتى تحين الساعة لولادة المولود الجديد “محمد دلوقتى” الذى ينزل – من خلال ذلك- سليما فى ثقة، لكن فى ضعف مشروع، مصاحب بألم المخاض وأمل النمو معا.

فالعلاج الحمل فى رحم الوعى البينشخصى أو الجمعى لا يرفض ابتداءً، بل يحتوى المكوّنات مهما كانت متنافرة وهو يتيح لها فرصة، التضفر، فالتشكيل، فإعادة التشكيل فالجدل حتى الولادة. وهذا بعض ما سوف نتابعه معا.

وقد انتبهت أيضا (وهذا ما سوف يرد تفصيله) أن الحمل فالتخليق فالولادة داخل الرحم الجمعى ليس له أى علاقة بما بسمى الحل الوسط (جزء من هذا + جزء من ذاك)، ولكنه جدل خلاق وحمل “وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ” لولادة سليمة واعدة، ويتواصل الحمل فالولادة بكفاءة فى رحم الوعى الجماعى امتدادا إلى المطلق ومن ثم إلى خالق هذا النص البشرى الذى يمثله كل منا، وهكذا يصلنى بلغتى الخاصة معنى حمل الأمانة بأن نتحمل تعهد النص البشرى ليرجع كما فطره خالقه: كدحا إلى وجهه وإبداعا للذات، وهو ما أسميته “نقد النص البشرى”

 3-10-2021

  بعد خروجه من القسم واستمراره فى العلاج الجمعى:

ثم مضت سبعة أشهر ونصف، واظب “محمد” فيها على حضور جلسات المجموعة صباح كل أربعاء (3)، ورجع إلى عمله نقاّشا حاذقا، دون أن يضطر إلى أن يطربقها إنجازا مرهقا مغتربا، وزاد تعرفه على أفراد المجموعة دون اعتماد مفرط على قائدها، لكنه ظل متمسكا – نسبيا- بأمله فى العودة إلى قديمه “كما كنت!!” (محمد طربقها) كما ظل المعالج وأغلب المشاركين يأملون فى حل أفضل، يتخلق منه محمد جديد فى “رحم حركية الوعى الجمعى”.

…………

وكانت محكات الحفاظ على الأمل هى:

أولا: انتظام محمد فى الحضور دون تغيب إلا نادرا.

وثانيا: استمراره فى العمل دون انقطاع (وأيضا دون أن يطربقها)

…………

وانتقل هذا الخلاف والحوار من اللقاءات والحوارات الثنائية مع المعالج إلى المجموعة العلاجية، وكان التركيز على رفض التفكك والدفاعات المترتبة عليه، أى رفض محمد فركشنى، أى رفض المرض، لكن فى نفس الوقت كان تنبيه المعالج المستمر يشمل أيضا رفض العودة “كما كنت” أى رفض محمد طربقها: 

نقدم نص التفاعل الذى دار فى جلسة لاحقة بعد حوالى سبعة أشهر من أول جلسة حضرها محمد، وهو يبين تضافر معظم أعضاء المجموعة، وليس قائدها فقط فى احتواء الحمل فى “محمد دلوقتى” بمشاركته بداهةً،

 وفيما يلى نقدم نص بعض المقتطفات التى تصوّر هذا التطور الذى نأمل أن يؤكد هذه الرسالة.

المقتطفات: (4)

د. يحيى:  يا محمد يابني هو فيه حاجة: احنا بندور على إسم ثالث غير “محمد طربقها الجديد”، دا اسم طويل قوى، إحنا كنا قلنا إن فيه “محمد طربقها القديم”، لو كان ممكن يرجع، وفيه “محمد بس” من غير طربقها، وفيه محمد المشلول المجنون اللى فركش ولخبط الدنيا على بعضها وخلاص، وفيه محمد عبد الله اسمه بالبطاقة، وكنا بنقول مش عايزين نرجع للقديم علشان ما نكررش تاني، ولا عايزين المحتج اللى فركش كل حاجة.

محمد: يعني مش حارجع زى الأول؟؟!!

د. يحيى: تانى!!؟؟، أنا قولتلك 100 مرة لأ، وإنت قولت 100 مرة لأ على اللآَّه بتاعتى، ورجعت قولتلك 100 مرة لأ، وباين ما فيش فايدة، يا ابنى “زى” الأول اللى أنت عايز ترجع له هوّا اللي إنكسر مننا.

محمد: يعني فيه دلوقتى محمد أحسن من طربقها؟

د. يحيى:  باين فيه تالت يا شيخ! وقلنا نسمية محمد طربقها علشان نحترم الجدعنة بتاعتك وزودنا عليه كلمة “الجديد” لقيناها طويلة مش لايقة، ما فيش حد بيندهوله بتلات كلمات يا ابنى… “محمد طربقها الجديد” تقيلة علينا عشان نشتغل بيها، مش مهم الاسم، بس تكون الأول وصلتك الرسالة يابني بتاعة إن الرجوع للقديم ماهواش غاية المراد.

محمد: مش هو الحل يعنى!!؟؟

د. يحيى: لأ، مش هو الحل بأمانة، إحنا بقالنا ست شهور بنقول ونعيد فى الحكاية دى، هو يمكن يكون الحل لما يكون تلصيمة والسلام، إنما إنت كنت مجنون رسمى يابنى، لما انكسرت الدنيا إتفركشت، حانرجع للقديم هانستحمل فوق طاقتنا، حتتفركش مننا تانى، أو تتليس بأسمنت مسلح بقى، أخدت بالك؟

محمد: أه.

د.يحيى:  فاحنا بندور على إننا نحترم القديم لأنه جَدْعَنَه، طربقها ده معلم وسهِل وكسِّيب وكده، ونحترم الجديد حتى لو فركشها لأنه إحتجاجي على الظلم اللي كان موجود، يقوم يطلع الثالث وهو بقى اللي بندور عليه، وبنحاول نألف له اسم خصوصى.

محمد: يبقى “محمد بس”.

د. يحيى:  دا كويس، يس أنا خايف ليكون كده مالوش معالم هوَّا إيه اللي بيتكون ما بينا دلوقتى؟ العيّل محمد برضه مش كفاية!

محمد: محمد طربقها.

د. يحيى: تانى؟!! مش طربقها ده هو اللي كان جدع وبيستحمل وكان ياعينى بيتظلم وياخد فوق دماغه، بجد، لحد ما انكسر، وبعدين اتفركشت منه أو انقلب محمد فركشها، يعني أنا باحترم محمد طربقها زى ما انت عارف برغم إنه اتكسر فى الآخر، بس مش عايز أرجعْ له، إيه رأيك؟ نسميه إيه اللى قاعد معانا ده؟ آدى احنا بنحترمه وفى نفس الوقت مش عايزينه؟

محمد: مش لاقيله إسم تانى.

د. يحيى: هو صغير قوى وخايب بس بيكبر برضه، وكان نفسنا يكبر بالراحة لكن باين علينا مستعجلين، لازم نستحمل ونديله فرصة.

محمد: نعمل إيه؟

يحيى: أصل الظاهر الثالث ده بيلم حسنات ده وحسنات ده عشان يطلع حاجة غير ده وغير ده، وهوه لسه صغير ومش متعرفين عليه، مالهوش معالم قوي… فاكر؟

محمد: فاكر.

د. يحيى: فاكر إيه يا شيخ؟!! بصراحة أنت باين عليك مُصِر قوى ترجع للقديم ودى جدعنه منك وشرف إنك تعوز ترجع لمحمد طربقها القديم لأنه كان جدع، بس خـّدْ فوق دماغه، كان ناشف فراحِ مكسور زى ما انت عارف بسهولة.

محمد: عايز أرجع أحسن من الأول.

د. يحيى:  أحسن دى فيها أحسن طربقها قوي، وفيها أحسن باختلاف، يعنى معدّى طربقها.

*  لا يظن أحد أن هذا المقطع الذى طال هكذا ليس إلا مناقشة نظرية أو أنه حوار للإقناع، فهو يجرى بعد أكثر من ستة أشهر فى المجموعة، وهو يذكرنا بأول مقابلة قبل بداية التحاق محمد بالجروب، وهنا نشير إلى أن عرض النَّفْسِمْراضية (5) منذ البداية مع تحديد هدف العلاج هو مجرد تخطيط لخريطة الطريق، أما تحقيق الغاية العلاجية النمائية فهو عملية جارية طول الوقت بكل آليات المجموعة  العلاجية، محاطة بالوعى الجمعى فالجماعى فى رحاب الوعى الأشمل كما ذكرنا، وأن هذا الحوار الذى جاء فى هذا المقطع الطويل السابق لم يكن ليجرى بهذه الصورة، ما لم يكن قد تم تحريك كل الكيانات التى يمكن أن تشارك فى إعادة التشكيل، بكل آليات العلاج مع مشاركة من يشارك من افراد المجموعة تلقائيا ضمن مسار التفاعل والنقد والتشكيل كما يمكن أن نرى فى المقطع التالى مباشرة:

(تدخل “منى” – إحدى عضوات المجموعة) متأخرة (6)

منى: إزيكوا !!

د. يحيى:  الساعة تمانية وتلت يا منى

منى: معلش إتأخرت بس غصب عني.

………….

(ثم نكمل الأسبوع القادم)

 

[1] – يحيى الرخاوى “من حركية الجنون إلى رحاب الناس .. (مرور بالعلاج الجمعى)” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2019)

[2] – مريض آخر من أفراد الجروب

[3] –  ويمكن من شاء الرجوع إلى الحالة كاملة في الموقع أو الحصول على النسخة الورقية من منافذ البيع “مكتبة الأنجلو المصرية”  بالقاهرة أو “مؤسسة الرخاوى للتدريب والإبحاث العلمية” بالمقطم.

[4] – المقتطفات هى عينة حرفية – تقريبا-  مع ما لزم من بضع حذف أو إضافة (بين أقواس) حتى يتواصل المعنى، لأن نقل أى جلسة كاملة يحتاج إلى عشرات الصفحات، وقد لا يوصل الرسالة العلمية أو التعليمية بشكل كافٍ هادف.

[5] – Psychopathology

[6] – منى سيدة، بلدى، محجبة، فى العقد الثالث أم لثلاثة، غير متعلمة، عضوة قديمة فى المجموعة، وقد مرت بتجربة إيجابية حين تخلصت من جانّ كانت تقول إنه لبسها، تخلصت منه من خلال التفاعلات والسيكودراما ضمن العلاج الجمعى، ثم صاحَبتْه ثم طردته واستغنت عنه، وكانت قد حضرت محاولات تخليق محمد (الجديد) منذ البداية.

 

admin-ajaxadmin-ajax (1)