الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) (1)

مقتطف من كتاب “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) (1)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين: 10-8-2020

السنة الثالثة عشر

العدد:  4727

مقتطف من كتاب “حكمة المجانين” (1)

   (فتح أقفال القلوب) 

استهلال:

حين عدت إلى هذا العمل تعجبت كيف كتبته، ولمنْ، ثم لاحظت أننى أقرأه للمرة الكذا وكأنى لست كاتبه، فما بالك بمن قرأه في عجالة وهو ينتظر منه رسالة معينة، غالبا لم يجدها!!

أعينونى بإعادة قراءته لمن شاء أن يغامر من جديد

فهأنذا أعيد نشره

واحدة واحدة

والتساهيل على الله.

***

الإهــــداء:

“مَثَل كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء”

“..إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِح يرفعه..”

“كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ”

“……….. أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا”

“أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا”

“فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ

لوحات:

حين صدرت الطبعة فى كتاب مثل كل الكتب لاحظت،

كما اشتكى الكثيرون من “دسامة الجـرعة فى الصفحة الواحدة”

فاحـترت أن أقلب الكلام المرصوص إلى لوحات وبالتالى أن أوصى بأن تتأمل اللوحة وليس فقط تقرأها،

واحدة واحدة. لعل ألف لوحة و..لوحة: غير ألف حكمة وحكمة.

عذرا

وشكرا

 

استهلال:

صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب بعنوان “حكمة المجانين”: “طلقات من عيادة نفسية” (سنة1979) (2)، وكنت أود بذلك أن أرد بعض دينى لهؤلاء الأصدقاء الذين تعلمت منهم أغلب ما كان ينقصنى فعلا، حتى كدت أعتبر ممارستى مهنتى المصدر الأول لمعرفتى بالإنسان، ونفسى، وربى، والناس، وقد استقبل بعض من أعرف هذا العمل باعتبار أننى سمعت هذه الأقوال حرفياً، من هؤلاء الأساتذة الأصدقاء رغما عنهم، وأعتقد الكثيرون أنها أقوالهم فعلاً، وهذا غير ما كان.

لقد وصلنى ما رأيت فأثبته فى هذا العمل الذى اعتبرته ضمن مهمتى الأساسية لتوصيل الأمانة إلى أصحابها، وهو ما رأيت أنه أقرب إلى ما أكتب تحت عنوان “تعتعة” باعتبار أنها محاولة لتحريك الوعى الساكن المستسلم، وقد خطر لى أن اسمى هذا العمل باسم “تعتعة” لكننى وجدت أنه أكثر من مجرد “تعتعة” فهو طلقات فعلا كما ورد فى العنوان الفرعى للطبعة الأولى طلقات، لكننى عدت أتحفظ على كلمة طلقات حتى لو كانت لألعاب نارية ضوئية، وانتبهت إلى أنها طرقات ثابتة على أبواب موصدة، فجاءنى عنوان بديل هو: “فتح أقفال القلوب”، بعد أن انتبهت إلى المرحلة الحالية التى أمر بها، وما يعنيه عندى الآن الغوص فى مستويات الوعى على الجانبين (فأكثر) ومن ثـَمّ يكون هذا العمل نتاج حوار متعدد المستويات ونقد للنص البشرى على الجانبين، وجدل متواصل.

بالرغم من ذلك، واحتراما لاعتراض كثير من الأصدقاء على تغيير العنوان، وأنهم أحبوا الطبعة الأولى بعنوانها الأصلى، فقد رجعت إلى العنوان الأول محتفظا بالعنوان الجديد كعنوان فرعى بعد إذنهم.

هذا، وقد  قمت بتحديث وتصحيح عدد من العبارات ضد كل من نصحونى بألا أفعل، لكننى لم أستطع أن أعمل بنصيحتهم، شاعرا أن إعلان التغيير، حسب ما طرأ علىّ فى المراحل اللاحقة لصدور الطبعة الأولى (1979)، هو أمر أكثر أمانة ومسئولية.

27/4/2018

ملاحظة (1):

لاحظت أثناء المراجعة الأخيرة أن عناوين الفصول ليست بالضرورة جامعة مانعة لما تحتها، ولم أحاول أن أغير العنوان أو أعيد الترتيب.

ملاحظة:(2)

ربما يكون أفضل أن تعيش هذه اللوحات عشرة عشرة أو عشرين عشرين (أو أكثر أو أقل!!)

هذا اقتراح

وليس توصية.

من مقدمة الطبعة الأولى (1979)

سوف أقتطف فقرات محدودة من مقدمة الطبعة الأولى كما يلى:

  • “….وأعود‏ ‏إليهم‏ (‏أصدقائى ‏المجانين‏) ‏ألتمس‏ ‏منهم‏ ‏العون‏ ‏والنصح‏ ‏فأجدهم‏ ‏وقد‏ ‏اكتفوا‏ ‏بنصب‏ ‏سيرك‏ ‏الرفض.. ‏وإطلاق‏ ‏صواريخهم‏ ‏العبثية.. ‏مثل‏ ‏الألعاب‏ ‏النارية.. ‏وقد‏ ‏أخفوا‏ ‏آلام‏ ‏وجودهم‏ ‏تحت‏ ‏أرض‏ ‏اليأس‏ ‏الساحق..”. ‏

  • الجنون‏ ‏خبرة‏ ‏إنسانية‏ ‏شديدة‏ ‏الثراء‏ ‏شديدة‏ ‏الخطورة‏، ‏والرؤية‏ ‏التى ‏يراها‏ ‏المجنون‏ ‏على ‏ما‏ ‏تحمل‏ ‏من‏ ‏صدق‏ ‏وإثارة‏ ‏وتحدٍّ‏ ‏ليست‏ ‏شرف‏ ‏الوجود‏، ‏ولا‏ ‏هى ‏نهاية‏ ‏المطاف‏، ‏حيث‏ ‏إنها‏ – ‏وإن‏ ‏أعلنت‏ ‏جزءا‏ ‏من‏ ‏الحقيقة – ‏فإن‏ ‏ذلك‏ ‏صادر‏ ‏من‏ ‏مَثَلٍ‏ ‏سيء‏ ‏لوجود‏ ‏مهزوم‏، ‏وفشل‏ ‏صريح..”.

  • … وقفت طويلا أمام القول السائر‏ “‏خذوا‏ ‏الحكمة‏ ‏من‏ ‏أفواه‏ ‏المجانين‏، فهو‏ ‏قول‏ ‏لم‏ ‏يشر‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏المجنون‏ ‏حكيم‏ ‏أبدا‏، وهو قول لا يُعْلى من ‏ ‏قدر‏ ‏الجنون‏ ‏ذاته‏، ‏وإنما‏ ‏هو يحمّلنا‏ ‏مسئولية‏ ‏ تمنعنا من ‏الاستهانة‏ ‏بما‏ ‏يقول‏ ‏المجنون‏، ‏فكأنه‏ ‏لا يدعم الجنون بقدر ما يحترم خبرته ليستلهم منها‏ “‏المعنى” ‏الذى ‏أراد توصيله لكنه تعثر فأجهضت محاولته.

  • وإذا‏ ‏كان‏ ‏المجنون‏ ‏يقول‏ ‏أحيانا‏ “‏كلاما‏” ‏هو‏ ‏الصدق‏ ‏ذاته‏، ‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏لايتحمل‏ ‏مسئولية‏ ‏صدقه‏ ‏هذا… ‏ولا‏ ‏هو‏ ‏يلتزم‏ ‏بتحقيقه‏، ‏كما‏ ‏أنه‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏المجنون‏ ‏يعلن‏ ‏بتناثره‏ ‏الذى ‏يحتج‏ ‏به‏ ‏فشل‏ ‏الحياة‏ ‏العادية‏ ‏أو‏ ‏عجز‏ ‏التنويم‏ ‏الشائع‏ ‏الخادع‏، ‏فهو‏ ‏لايعطى ‏بديلا‏، ‏ولا‏ ‏مثلا‏ ‏يحتذى، ‏بل‏ ‏بالعكس‏ ‏إنه‏ ‏يشوه‏ ‏الصدق‏ ‏ويخيف‏ ‏من‏ ‏الحقيقة.‏

  • و‏الطبيب‏ ‏النفسى حين ‏يرى ‏هذا‏ ‏التناقض‏ ‏الصارخ‏ ‏بين‏ ‏ما‏ قد ‏يخرج‏ ‏من‏ “‏أفواه‏ ‏المجانين‏” ‏من‏ ‏حكمة‏ ‏وصدق‏، ‏وبين‏ ‏ما‏ ‏يؤكده‏ ‏سلوكهم‏ ‏اليومى ‏العاجز‏ ‏من‏ ‏فشل‏ ‏وعبث‏، ‏مسئول‏ ‏بشكل‏ ‏ما‏ ‏عن‏ ‏القيام‏ ‏بترجمة‏ ‏هذه الإشارات المنذرة ‏إلى “‏معنى” ‏حكيم‏ قد ‏يفيد‏ ‏المجنون‏ ‏فى ‏تجربته‏ ‏المرعبة، (‏فى ‏إطار‏ ‏حدود‏ ‏مهنته‏ ‏الضيق‏) ‏ثم‏ إنه أيضا ‏يفيد‏ ‏الناس‏: من‏ ‏خلال‏ ‏التزامه‏ ‏بوجود‏ ‏اجتماعى ‏أوسع‏، ‏ووجود‏ ‏إنسانى ‏أعمق‏. ‏

  • وضد‏ ‏كل‏ ‏الحسابات‏، ‏خرج‏ ‏هذا‏ ‏الكلام‏ ‏إليكم‏ “‏هكذا‏”، ‏ولكم‏ ‏أن‏ ‏تقبلوه‏ ‏أو‏ ‏أن‏ ‏تلعنوه.. ‏هذه‏ ‏مسئوليتكم‏، ‏ولكن‏ ‏لى ‏رجاء هو: ألا‏ ‏تستهينوا‏ ‏به‏ ‏لمجرد‏ ‏أنه‏ ‏أكبر‏ ‏من‏ ‏اللحظة‏ ‏أو‏ ‏أثقل‏ ‏من‏ ‏القدرة‏.

المقطم: 3/1976

تصدير الطبعة الأولى:

 

ثم إنى صدّرت الطبعة الأولى بمفتاح للوحات (قبل العدّ) يقول:

مثل‏ ‏البرق‏ ‏بين‏ ‏الغيوم‏ ‏السوداءْ‏،‏

سوف‏ ‏تخترقُ‏ ‏هذه الكلمات غيامَ ‏‏ ‏فكركْ‏،

‏ لتصل‏ ‏إلى‏ ‏وجدانك‏ ‏مباشرة‏،

‏ فلا‏ ‏تحاول‏ ‏أن‏ ‏تفهمها‏ ‏جدا‏! ….‏

ولسوف‏ ‏تشرق‏ ‏فى ‏وعيك‏ ولو ‏بعد‏ ‏حين

‏.. .. .. .. .. ! ! !

1 – يحيى الرخاوى  “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب)  (الطبعة الأولى 1979)، و(الطبعة الثانية 2018)، والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net .

2- كتب الأصل سنة 1976 بما فى ذلك المقدمة التى رحت أفسر فيها لماذا ألجأ إلى هذا التحايل بكل أسلوب وتشكيل يمكن أن يوصـّل رؤيتى إلى أصحابها، وقد طالت المقدمة لهذا السبب، وبعد مضى نحو أربعين عاما، وجدت أنه لا معنى لإعادة مبرراتى بكل هذه الإطالة فاكتفيت باقتطاف ما يناسب مرور الزمن والتحديث.

admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *