نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 27-7-2020
السنة الثالثة عشر
العدد: 4713
من ديوان: “سر اللعبة” (1)
الفصل الثانى: تفجير الذرة وما قبل الفكرة
وهتفت بأعلى صمتى …
يا أسيادى:
يا حُفّاظ السفر الأعظمْ
يا حُمّال سر المنجمْ
يا كهنَةَ محراب الفرعون
يا أفخَمَ منْ لاكَ الألفاظَ تموءُ كقططٍ جَوْعَى فى كهفٍ مظلمْ
يا أذْكَى من خلقَ اللهُ وأَعْلَم
يا أصحابَ الكلمةِ والرأى
هل أطمعُ يوما أن يُسمَعَ لي؟
هل يـُـسمح لى؟
هل يأذنُ حاجـِـبـُـكـُمْ أن أتقدمْ
لبلاطكمو التمس العفو
أنشرُ صفحِـتىَ البيضاء
أدفع عن نفسى
أتكلم:
أحكى فى صمتٍ عن شئٍ لا يُحكى
عن إحساسٍ ليس له اسمْ
إحساسٍ يفقد معناه، إن سكن اللفظْ الميت.
شئ يتكور فى جوفى
يمشى بين ضلوعى
يصّاعد حتى حلقى
فأكاد أحس به يقفز من شفتىّ
وفتحت فمي:
لم أسمع الا نفسـاً يتردَّدْ
إلا نـَـبـْـضَ عروقى
وبحثتُ عن الألف الممدودةْ،
وعن الهاءْ
وصرخت بأعلى صمتى
لم يسـْمـَعـْنى السادة
وارْتـَـدَّتْ تلك الألف الممدودةُ مهزومةْ
تطعنـُنـِى فى قلبّى
وتدحرجتِ الهاءُ العمياءُ ككرة الصلب..،
داخل أعماقى
ورسمت على وجهى بسمهْ
تمثالٌ مِن شمعْ
ورأيت حواجبَ بعضهمو تُرفع
فى دهشة
وسمعتُ من الآخر مثلَ تحيةْ
ظهرت أسنانى أكثر،
وكأنى أضحك
ومضيتُ أواصل سعيى وحدى
وأصارع وهمى بالسيف الخشبىّ
السيف المجدافِ الأعمَى..
والقاربُ تحتى مثقوبٌ
والماء يعلو فى دأبٍ،
والقارب تحتى يتهاوى ..
فى بطءٍ لكنْ فى إصرارْ
فى بحر الظلمةْ
فى بحر الظلمةْ
[1] – يحيى الرخاوى ديوان “سر اللعبة” (الطبعة الأولى 1977، والطبعة الثانية 1978 والطبعة الثالثة 2017) والديوان متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net وهذا هو الرابط.