الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / من ديوان: “سر اللعبة” الفصل‏ ‏الثانى: تفجير‏ ‏الذرة‏ ‏وما‏ ‏قبل‏ ‏الفكرة 3- جلد‏ ‏بالمقلوب

من ديوان: “سر اللعبة” الفصل‏ ‏الثانى: تفجير‏ ‏الذرة‏ ‏وما‏ ‏قبل‏ ‏الفكرة 3- جلد‏ ‏بالمقلوب

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 26-7-2020

السنة الثالثة عشر

العدد:  4712

من ديوان: “سر اللعبة” (1)

 الفصل‏ ‏الثانى: تفجير‏ ‏الذرة‏ ‏وما‏ ‏قبل‏ ‏الفكرة

3- جلد‏ ‏بالمقلوب

نشرة 26-7-2020_1 ‏

  -1-‏

لا‏ ‏تقتربوا‏ ‏أكثر‏ .. ‏

إذْ ‏أنِّى‏: ‏

ألبسُ‏ ‏جلدى ‏بالمقلوب، ‏

حتى ‏يُدمى ‏من‏ ‏لمسِ‏ ‘‏الآخرْ‏’ ‏

فيخاف‏ ‏ويرتدْ

إذْ‏ ‏يصبغُ ‏كـَـفـَّـيـْـِهِ‏ ‏نزفٌ‏ ‏حىّ ‏

وأعيش‏ ‏أنا‏ ‏ألمى،  ‏

أدفع‏ ‏ثــَـمـَـنَ‏ ‏الوحدة‏

‏-2-‏

لن‏ ‏يـُغـْنــِيـَىِ ‏أن‏ ‏أصعدَ ‏جبلَ‏ ‏المجد، ‏

لا‏ ‏يخدعك‏ ‏اللون‏ ‏الثلجىُّ ‏على ‏القمة، ‏

لا‏ ‏يخدعك‏ ‏الرأس‏ ‏المرفوع‏ ‏إلى ‏أعلى‏.                 

تمثال‏ ‏الشمع‏ ‏تجّمدْ‏ ‏

فـَـتـَـقـَـلـَّـصت‏ ‏الضحكة‏ ‏

كانت‏ ‏تحبو‏ ‏بين‏ ‏دروب‏ ‏الخد‏ ‏

      وتـَوَارَى ‏الطفل‏ ‏الحزنُ‏ ‏الأمردْ‏

والثور‏ ‏الأعمى ‏فى ‏فلكٍ ‏دائرْ‏ ‏

يروى ‏السادة‏ ‏بالماء‏ ‏المالح‏ ‏

فى ‏سوق‏ ‏المجد‏ ‏

……..

تتلقفنى ‏الأيدى ‏الصماء‏

أصعد‏ ‏درجَ‏ ‏الرفعةْ ‏

أنسج‏ ‏حولى ‏شرنقة‏ ‏الصّدْ

‏ ‏

أهرب‏ ‏منكم، ‏

فى ‏رأسى ‏ألفىْ ‏عينٍ‏ ‏ترقبُكُمْ، ‏

تـُبـْعـِدكم‏ ‏فى ‏إصرار‏. ‏

      أمضى ‏وحدى ‏أتلفت‏

‏-3-‏

‏……

‏لكنّ‏ ‏حياتى ‏دون‏ ‏الآخر‏ ‏وهم‏: ‏

صفرٌ ‏داخل‏ ‏صفر‏ ٍ ‏دائـِـرْ‏  ‏

……

لكنّ‏ ‏”الآخرْ”‏ ‏يحمل‏ ‏خطر‏ ‏الحب‏ ‏

إذ‏ ‏يحمل‏ ‏معه‏ ‏ذل‏ ‏الضعف                         ‏

يتلمظ‏ ‏بالداخل‏ ‏غول‏ ‏الأخذ‏ ‏

فأنا‏ ‏جوعانٌ‏ ‏منذ‏ ‏كنت‏ ‏

بل‏ ‏إنى ‏لم‏ ‏أوجدْ ‏بعدْ                         ‏

من‏ ‏فرط‏ ‏الجوع‏ ‏التهم‏ ‏الطفلُ‏ ‏الطفلْ‏ ‏

فإذا‏ ‏أطلقتُ‏ ‏سُعارى ‏بعد‏ ‏فواتِ‏ ‏الوقتْ،‏

ملكِنىَ ‏الخوف‏ ‏عليكم‏. ‏

اذ‏ ‏قد‏ ‏ألتهمُ ‏الواحدَ‏ ‏منكم‏ ‏تلو‏ ‏الآخر، ‏

دون‏ ‏شبع‏

 ‏-4-‏

يا‏ ‏من‏ ‏تغرينى ‏بحنان‏ ‏صادق‏ .. ‏فلتحذر،

‏فبقدر‏ ‏شعورى ‏بحنانك‏: ‏

سوف‏ ‏يكون‏ ‏دفاعى ‏عن‏ ‏حقى ‏فى ‏الغوص‏ ‏الى ‏جوف‏ ‏الكهف، ‏

وبقدر‏ ‏شعورى ‏بحنانك‏: ‏

سوف‏ ‏يكون‏ ‏هجومى ‏لأشوِّهَ ‏كلَّ ‏الحبِّ‏ ‏وكلَّ‏ ‏الصدق، ‏

فلتحذرْ‏ ‏

إذ‏ ‏فى ‏الداخلْ‏ ‏

وحشٌ ‏سلبىُّ ‏متحفزْ‏ ‏

فى ‏صورة‏ ‏طفل‏ ‏جوعان‏ ‏

وكفى ‏إغراء

وحذارِ ‏فَقَدْ‏ ‏أطمعُ ‏يوما‏ ‏فى ‏حقى ‏أن‏ ‏أحيا‏ ‏مثل‏ ‏الناس‏ ‏

       فى ‏حقَى ‏فى ‏الحبْ              ‏

ألبس‏ ‏جلدى ‏بالمقلوبْ‏ ‏

فلينزفْ‏ ‏إذ‏ ‏تقتربوا

ولـْتـَنـْزَعجوا‏ ‏

لأواصلَ‏ ‏هربى ‏فى ‏سرداب‏ ‏الظُّلْمةْ‏

نحو‏ ‏القوقعة‏ ‏المسحورة‏ ‏

………

 لكن‏ ‏بالله‏ ‏عليكم‏: ‏ماذا‏ ‏يغرينى ‏فى ‏جوف‏ ‏الكهف، ‏

وصقيع‏ ‏الوحدة‏ ‏يعنى ‏الموت؟‏؟‏

لكن‏ ‏الموتَ‏ ‏الواحدْ: … ‏أمرٌ‏ ‏حتمىٌ ‏ومقدرْ،

 ‏أما‏ ‏فى ‏بستان‏ ‏الحب، ‏

فالخطرُ‏ ‏الأكبرْ‏ ‏

أن‏ ‏تنسونى ‏فى ‏الظل، ‏

ألا‏ ‏يغمرنى ‏دفُء‏ ‏الشمسْ‏ ‏

أو‏ ‏يأكل ‏برعمَ‏ ‏روحى ‏دودُ ‏الخوفْ‏. ‏

فتموت‏ ‏الوردةْ‏ ‏فى ‏الكفن‏ ‏الأخضر، ‏

 لم‏ ‏تتفتحْ‏ ‏

و‏‏الشمس‏ ‏تعانق‏ ‏من‏ ‏حولى ‏كلَّ‏ ‏الأزهار،‏

           هذا‏ ‏موت‏ ‏أبشعْ‏                    ‏

لا‏.. ‏

لا‏ ‏تقتربوا‏ ‏أكثر، ‏

جلدى ‏بالمقلوبْ

والقوقعُة‏ ‏المسحور‏ة‏

تحمينى ‏منكم‏.

  

 [1] – يحيى الرخاوى ديوان “سر اللعبة” (الطبعة الأولى 1977، والطبعة الثانية 1978 والطبعة الثالثة 2017)  والديوان متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net  وهذا هو الرابط.

admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *