الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / من حالات الإشراف على العلاج النفسى: الحالة: (100) الحق فى “الشوفان” و”العوزان” (وخطورة استعمال البنى آدم كقطعة غيار)

من حالات الإشراف على العلاج النفسى: الحالة: (100) الحق فى “الشوفان” و”العوزان” (وخطورة استعمال البنى آدم كقطعة غيار)

 نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 6-4-2019

السنة الثانية عشرة

العدد:  4235

من حالات الإشراف على العلاج النفسى

مقدمة:

للتذكرة: اليوم ننشر هذه الحالة من المقتطفات الإكلينيكية والعملية من الإشراف المنتظم، وهى الحالة (100) من هذه السلسلة عن الإشراف أى فى الكتاب الخامس (81 – 100)، ونأمل بذلك أن نكمل ما ينقص هذه الحالات من تعقيبات الأصدقاء القراء حتى تسهم فى مزيد من التوضيح والإفادة كما تبين لنا من قبل.

الحالة: (100)

الحق فى الشوفان” و”العوزان” (1)

(وخطورة استعمال البنى آدم كقطعة غيار)

أ. آمال: هى حالة عندها 32 سنة وخريجة أداب فلسفة بدأت كلامها إنها هى متجوزة من 6 سنين وماحصلش ولا مرة علاقة جنسية مع جوزها

د.يحيى: ست سنين؟!

أ. آمال: أه، ده أول الكلام اللى هى بدأت بيه إنه كان جوز أختى، أختها اتجوزت الراجل ده وقعدت معاه خلفت ولد عنده سنه ونص، وماتت وهى بتولد بنتين توأم، يوم العزاء نفسه الناس بدأت تتكلم، إنه يتجوز أختها اللى هى العيانة دى، وهى التانية من اخواتها اللى وراها على طول

د.يحيى: كانت عندها كام سنه ساعتها؟

أ. آمال: 25 سنه وأختها المرحومة أكبر منها بـ 4 سنين

د.يحيى: يعنى أختها ماتت عندها 29 سنه

أ. آمال: أه تقريبا وهى بتولد البنتين

د.يحيى: ماكانش عندها عيال إلا البنتين دول؟

أ. آمال: ما انا قلت كان عندها ولد قبلهم، كان عنده سنه ونص وقتها

د.يحيى: يعنى الأم ماتت والبنتين عاشوا، طب ده كان إمتى؟

أ. آمال: من 6 سنين

د.يحيى: يعنى البنتين عندهم 6 سنين دلوقتى؟

أ. آمال: أه، وهى ورتنى صورهم

د.يحيى: البنتين شكل بعض ولا مختلفين

أ. آمال: شبه بعض       

د.يحيى: وبعدين؟  

أ. آمال: من أول يوم العزا، وأمها وكل الناس اللى جايه تعزى بيقولوا إن المفروض إن فلانه ديه (المريضة) تتجوز فلان عشان العيال، وهى كانت بتشتغل وقتها، وكان فيه زى استلطاف كده بينها وبين واحد زميلها، بعد 10 أيام جه الزوج إتكلم مع أبوها فعلا بأنه يتجوزها عشان البنتين، وهما البنتين من أول لحظة معاها، وهى بترعاهم، يعنى أمها ماكنتش شايله حد من البنتين اللى هما ولاد بنتها، فهى رفضت الفكرة، قعدوا يقنعوا فيها ويعملوا فيها اللى قدروا عليه بالترهيب والترغيب، وهى رافضة لأن هى مش حاسه بالشخص ده، و”بعدين أختى لسه ماعداش وقت”، المهم مامتها أقنعتها بإن إحنا حاناخدلك شقه قصادنا، وحانجيب عفش جديد وجواز ومش عارفة إيه، وحايبقى الفرق هوّا فرق السـِّـلم، الباب فى الباب وكده، وانتى معانا، وماتخافيش وماتحمليش همّ، وعشان خاطر البنات، وكل ما ترفض يقولوا لها حياخد البنات ويمشى، وهى بقت مسئولة عن البنات واتعلقت بيهم من أول يوم، فاتجوزته.

د.يحيى: هى قعدت من الشغل بتقولى؟

أ. آمال: أه قعدت      

د.يحيى: بالعافيه

أ. آمال: أمها هى اللى قـَعّدتها، يمكن بالعافية

د.يحيى: أمها مش هو ، طب إنتى ما ماقولتيش لنا على زميلها اللى كانت مستلطفاه ده، كان موقفه إيه أو موقفها هيّا إيه؟ جابت له سيرة؟ ولاّ العلاقة ماكانتش تسمح؟ ولا إيه؟

أ. آمال: خلاص ما هى الحكاية زى ما تكون خلصت، وكانوا بيقولوا لها إنتى رافضه الجوازة دى عشان بتحبى ده

د.يحيى: هما كانوا عارفيين إنها بتحب واحد

أ. آمال: أه، بس هى قالتلى لأه، أنا مش بحبه، يعنى خلاص ده ماضى، وانتهى، يعنى سألتها عن العلاقة، قالت استلطاف بس، يعنى ميول كده من بعيد لبعيد.

د.يحيى: معلش، فيه سؤال سخيف مالهوش أى لزمة: جوز أختها ده اللى بقى جوزها، “يِتْحب” ولاّ لأه

أ. آمال: أنا شفت صورته، يعنى معقول

د.يحيى: أنا قصدى فى الحقيقة مش بس الصورة

أ. آمال: ما أنا حا أقول لحضرتك أهه

د.يحيى: فيه ساعات صورة تبقى كويسة، وصاحبها رِخِم

أ. آمال: لأه، هى بتقولى إنه هو شخص محترم ومهذب، ماقالتش فيه أى عيب

د.يحيى: بيحبها؟

أ. آمال: هى بتقول لأه

د.يحيى: بيقولها إنه هو بيحبها؟

أ. آمال: هو دايما بيقول لها أنا واخدك عشان العيال، وزى ما يكون ده بقى الأصل، يعنى مثلا وهما نازلين يجيبوا العفش: فالناس بيقعدوا يقولوا لهم العروسه والعريس، ونـَقِّى يا عروسه ومش عارف إيه، فمامتها ترد تقولهم: عروسة إيه، دول متجوزين وإبنهم أهه، وتشاور على الولد إبنُه اللى سنّه سنة ونص، وعملوا الفرح فى الجامع، وهى بتقول كان عزا ماكنش فرح، ولا جابت فستان طبعا، ولا جابت أى حاجه

د.يحيى: الكلام ده كله من 6 سنين، قولى إيه اللى موجود دلوقتى بقى

أ. آمال: اللى موجود دلوقتى؟ طيب قبل ما أقول اللى موجود دلوقتى هى فى الدخله بتاعتها راحوا فندق على أساس إن هما عرايس وكده، وماقدرش ينام معاها من أول يوم، قعد 6 شهور بعد كده يحاول وكل ما يحاول يعمل علاقه كاملة تروح شَدَّة جسمها وزقـَّـاه  

د.يحيى: 6 شهور؟ طيب وبعد الست شهور عملوا إيه؟

أ. آمال: الست شهور زن بقى من الأم والأب طول الوقت، فأخدوها عند دكتورة وعملوا “دخلة بلدى” وبعد كده لحد اللحظه ديه يا دكتور مافيش أى علاقه كامله

د.يحيى: يعنى بيقعد يلعب معاها لحد ما يخلّص من برّه برّه؟ وهى بتعمل إيه؟

أ. آمال: ما أنا سألتها إنتى بتحسى بمتعة؟ قالت آه، لحد اللحظه اللى فيها دخول بقى تروح شادّه نفسها، وزَقـَّاه، سألتها طب هو بيعمل إيه يعنى لما بيحصل كده قالتلى بيحتك بجسمى لحد ما يخلص

د.يحيى: كل ده عرفتيه منها وانتى شوفتيها مرة واحدة؟

أ. آمال: أه

د.يحيى: برافو، هى علاقتها إيه بالبنتين والولد

أ. آمال: بتحبهم جدا، لدرجة إن أهلها بيبتزوها بيهم، بيهددوها: يعنى: لو أطلقتى حا ياخد العيال ويمشى، وهى بتحب العيال جدا وهمّا بيحبوها، ما هم ما عرفوش أم إلا هيّا

د.يحيى: ست سنين بحالهم ويستمر الحال على ما هو عليه، لازم فيه حاجة اللى خلت المدة تطول كده برغم كل اللى حاصل ده مع وقف التنفيذ

د. آمال: ما هو أنا مش فاهمة؟

د. يحيى: وهى موقفها دلوقتى بعد ده كله إيه؟ عايزة تتطلق؟          

أ. آمال: اللى أنا حاسيته إنها مش عايزه تطلق قوى يعنى

د.يحيى: هى جيالك ليه؟ مش عشان تساعديها تطلق وتخلص من الضغط اللى جارى ده

أ. آمال: هى بتقول أنا مش عاوزه أكمّل، بس اللى أنا حسيته من كلامها إنه لأه، مش عاوزه تطلق

د.يحيى: علشان العيال ؟

أ. آمال: علشان العيال، وعلشان هى بتقول أنا طول الوقت حاسَّه بذنب إن أنا مابدهوش حقه، أنا عرضت عليه يا إما يطلقنى، يا يتجوز علىّ، ويسيبنى مع العيال، وهو رافض ده.

د.يحيى: طب تفتكرى يا بنتى هو رافض ليه؟

أ. آمال: ما أنا قولتلها إنى أنا حاسة أنه هو بيحبها، يعنى إيه اللى يخلى راجل يصبر 6 سنين

د.يحيى: وإنتى حاساه إزاى إنه بيحبها؟

أ. آمال: حاسة إنه هو بيتحجج بالعيال، لكن أنا حاسه إنه بيحبها

د.يحيى: أنا مش واصلنى قوى إنه هو بيحبها، يمكن بيحب أختها فيها، ولاّ يمكن اتحرك فيه التحدى بتاع الرجالة لما يقابلوا صعوبة تشككم فى رجولتهم فيقبلوا التحدى لحد ما يتغلبوا عليها

أ. آمال: ما أظنش، ماهوّا كمان علاقته بوالدتها قويه جدا، وبيتحايل على مامتها تقنعها ترضى عنه، بس يعنى برضه هى مش شايفة إن فيه حاجة رابطاهم لحد دلوقتى، وزى ما تكون برضه حاسة بالذنب ناحيته، وبرضه أنا حسيت أن برضه فيه مشاعر بالذنب تجاه أختها، وهى قالتلى جملة إنها ليلة الدخلة، “أنا حسيت إنى أنا ليه ما احترمت موت أختى”

د.يحيى: هى قالت له كده ؟

أ. آمال: لأه، ما قلتلوش، ده شعورها بس فى نفس ليلة الدخلة

د.يحيى: طيب هى كانت علاقتها، إيه بأختها دى وهى عايشة؟

أ. آمال: كانت بتحبها جدا، وكانت قريبه منها جدا، وقالتلى انا مالحقتش أزعل عليها، ما ادّونيش فرصة أزعل عليها، ودلوقتى الأب والأم ضاغطين عليها بكل قوتهم إنها ما تطلقش، وارضِى جوزك، واعملى اللى يرضيه، إحنا ماجوزنكيش بلطجى، مع إنها ما جابتش لهم سيرة الطلاق، بس همّا عارفين اللى جارى                          

د.يحيى: هى لسه بتشتغل؟

أ. آمال: لأه، هى قعدت، هى كانت شغاله فى شركة، وهو شغال فى بنك، وكويس يعنى، بيصرف كويس

د.يحيى: السؤال إيه يا بنتى بقى، احنا لسه ما دخلناش فى العلاج النفسى، كل ده فى الشكوى والظروف، السؤال إيه بقى يا بنت الحلال؟ السؤال إيه؟

أ. آمال: أنا مش عارفه أبدأ منين؟ أنا بعد الجلسه الأولانية دى حسيت إن الست دى اتجوزت وما اتجوزتش، يعنى كأنها لسه عند أهلها، وهى برضه بقيت أم وهى مش أم، مالحقتش تمارس دور الزوجة أصلا، راحت دخلت على دور الأم على طول، وأنا ضاربة لخمة فى الحالة، أعمل إيه؟

د.يحيى: الحاله ديه يا بنتى، إذا كنتى حا تكملى معاها، شديده الصعوبة، ليه بقى؟ لأن هى اتكسرت فى كذا منطقه حساسة، فاحنا نبدأ من بدرى من حيث المبدأ، لازم تعرفى إيه علاقتها بالجنس من أصله حتى قبل كل ده ما يحصل.

أ. آمال: ما انا قلت لحضرتك اللى عرفته وأنا لسه بتعرف عالباقى

د. يحيى: يعنى بدال ما نركز بس على الجنس، فيه حق أساسى عند البنى آدم سواء الست أو الراجل برضه اللى هو “الحق فى الشوفان”، و”الحق فى الاعتراف” و”الحق فى العوزان”، نبتدى بالعوزان، أى ست أو بنت، عايزة تتعاز، وأنا كاتب أوصف الحتة دى فى “أغوار النفس” ديوانى: “أنا نفسى حد يعوزنى”، و“أعوز عوزانه”، و”العوزان يبقى أهم لما يكون عوزان” إنها تتعاز من راجل، “أنا عايزه حد يعوزنى وأعوز عوزانه”، اشمعنى حسن ونعيمة؟ اشمعنى بتوع السيما” إلى أخره، أظن القصيدة إسمها “الحمام الزاجل” نيجى بقى للبنيّة دى نلاقيهم حرموها من إنها تتعاز لشخصها، يعنى استعملوها زى سد خانة مجرد استبن، قطعة غيار، يعنى مش لذاتها ولأنوثتها، ومع ذلك كان فيه حسن نية فى الموضوع، وموافقة خفية، يعنى همّا مش مثلا كتفوها وسلموها لواحد بالغصب.

أ. آمال: أه طبعا، ما هى الخطوات بعد الضغط فى الأول كانت كلها برضاها

د.يحيى: ده اللى حصل، ويبدو إن ورا دَه حسن نيه بلدى كده وجدعنة، يعنى زى ما يكون فيه احترام لأختها وتكريم لها برعاية عيالها، وبرضه يمكن فيه إنكار موتها، يعنى هى لما حلت محل أختها، واحتوت عيالها كإن اختها مامتـّـش، والدنيا هديت شوية لكن هى اتسوّحت بده كله، هى ربنا ماخلقهاش ولا أمها خلّفتها عشان انها تسد الخانة اللى تفضى، فاللى وصل لها إن وجودها لذاتها مش معترف بيه، وإنهم استعملوها كبديل، وبعدين منين ما تعملى مش حايوصلها غير كده إلا بعد شغل جامد وجذرى، يعنى مهما حصل من صبر وتحمّل وبرضه تقدير وعرفان، ويمكن شوية لذة نص نص، مافيش فايدة.

د. آمال: دا كده المسألة تصعب أكتر

د. يحيى: يمكن، بس احنا لسه ما بدأناش علاج نفسى ده يا دوب بنتعرف على الحالة ونوضع الفروض.

أ. آمال: طب، وبعدين أنا أعمل إيه؟

د.يحيى: البنيـّـة دى فجأة: وفى ظروف موت مفجع حصل فى لحظة انتظار ولادة وفرحة، راحت البنية لقيت نفسها مغروسة فى امتحانات صعبة ورا بعضها، فقدت اختها، بعدين راحت لابسة دور موظفة عند مؤسسة اجتماعية، بتتعامل مع كارثة الفقد والموت بالتعويضات الجاهزة، بغض النظر عن الكيانات المستعملة للتعويض، البنّية دى قبل ما تتعرف على وجودها كبنى أدماية، أنثى مستقلة متعازه بصفتها، لقيت نفسها قايمة بدور عمره ما كان فى حساباتها، والمصيبة إنها قبلت الدور ولو على مستوى خفى، ما هو دور برضه، يمكن لأنه أرضى الأمومة فيها، لقت عيال جاهزين، واحنا قبل كده قلنا إن الأمومة دى حق أساسى وتركيب أولى مختلف عن الأنوثة وعن الجنس، طبعا مش منفصل يعنى بعيد، لكن مختلف، ويمكن ده اللى خلاها ترضى بالصفقة وتبدأ دور الأمومة سنة تالتة من غير ما تدخل سنة أولى جنس، وسنة تانية حمل وكده، طبعا كل دى افتراضات، لو صحّت يبقى كل ده جه على حساب وجودها الشخصى جدا، وحقوقها إنها متعازة لذاتها هى نفسها، وانتى بتقولى إنها حلوة.

أ. آمال: آه، هى حلوة آه           

د.يحيى: الظروف هنا ظروف مش عادية لأن مافيهاش قهر صريح، وبرضه فيه احتمال مشاعر حب حقيقى! حب للعيال وشوية قبول لأبوهم، مع برضه أسى وحب لأختها اللى ماتت، ثم تلاحظى إنها ماقاومتشى لدرجة الرفض العنيف، يعنى همّا ضغطوا عليها أى نعم، بس اللى ضغط أهلها مش جوز أختها، الظاهر إنه وقف بعيد “ستاند باى”  لحد ما يندهوله لما تلوح علامات نجاح المحاولة لحد ما وافقت، وافقت، وراح ظاهر فى الصورة يكمل سيناريو التعويضات، وأعتقد إنه ماخدشى باله من كل التجاوزات دى، الرجالة أغبيا، لو أخذ باله كان حايهدى اللعب، ويسمح بوقت أطول، ويراعيها وهى بتراعى العيال، ويقرب بالراحة خالص، وهو بيتقدم ويتأخر ويرجع ويقرب، ويرجع يبطل، ويرجع يتقرّب وحاجات كده، زى ما يكون ماشى بيبنى فى العلاقة على مهله، ويبقى حاطط فى مخه إن ديه مش مسألة ميكانيكية، العجلة فرقعت ركب الاستبن بسرعة، وبرضه لازم كان يحترم الألم المحتمل، والظلم اللى وقع على هذه السيدة الفاضلة، ويحس بظلم الاستعجال، وظلم إن أنا ما لحقتش أزعل على أختى، وإن أنا ليا كيانى وأنوثتى مستقلة، عشان كده لازم تطلبى مقابلة الزوج وتتعرفى عليه بالراحة، وماتنسيش إنه هو كمان محتاج يتعاز من واحدة ست، وانتى معالجة ولازم يرتاح ليكى، بطيبة وثقة، ويمكن تضطرى تقلعى البتاع ده (إشارة إلى النقاب) ولو أثناء مقابلته فى الأول ما هو كونك معالجة ست برضه يمكن يفرق.

أ. آمال: إزاى؟           

د.يحيى: مش يمكن يشوف فيكى أنوثة طبيعية، تقوم تتحرك فيه رجولة طبيعية، بعيد عن صفقات الجنس والكلام ده، يشوف إن اللى بتكلمه ديه عارفه يعنى إيه أنوثة، وبالتالى يعنى إيه رجولة، وعارفه يعنى إيه جرح لده وده، وعارفه يعنى إيه بنى آدم وبنى آدماية، وعارفة الفرق بين العلاقات والصفقات، وبعدين تقدرى تدّورى مش بس على إيه اللى خلاها ترفض بالشكل ده، لأ، على إيه اللى خلاها تستحمل ست سنين، وبرضه إيه اللى خلاه يستحمل ست سنين، دول زى ما يكونوا قعدوا يعملوا بروفات لمسرحية، وبعدين استحلوا البروفات واكتفوا بيها وماعادش فيه لازمه يطلعوا المسرح الحقيقى فعلا، زى ما يكون فيه اتفاقية حب خفية من نوع غامض.

أ. آمال: ياه! ده زى اللى أنا حاسيته

د.يحيى: لو ماكانتش بتحبه كانت اتطلقت من زمان وخلصت، ست سنين مش شوية

أ. آمال: ما هى برضه حاسة بالذنب تجاهه، قالتله روح إتجوز

د.يحيى: يا حرام!! طيب وهوّا؟ الظاهر كمان إنه هوّا اتعود على سكربيت الرفض، ده زى ما يكون عايز يتعلم من الأول عشان يربط الحب بالاعتراف بالشريك بالاحترام

أ. آمال: يعنى إيه مش فاهمة

د. يحيى:  يتعلم يعنى يعرف يعنى إيه ست، ويعنى إيه احترام وجود، واحترام الفقد، واحترام الآخر الرافض، وإزاى إن الاستعمال مافيهوش ريحة الاحترام، وانتى تبقى خوجة شاطرة وتاخدى بإيده واحدة واحدة عشان يقدر يوصـّـل كل ده لهذه البنية بالراحة

أ. آمال: وهوّا دا ممكن؟

د. يحيى:  ما هو انتى هاتكونى متشجعة بحاجتين، إن هو طيب فعلا بس مش واخد باله، وإن هى فى الغالب بتحبه من تحت لتحت، سكريبت الرفض ده برغم الست سنين حديد مسلح، إلا إن فيه ثقوب كتيرة وإنت كل شوية عليكى إنك تلفى حوالين كل حاجز من الحواجز، وانتى بتدورى على خـُـرْم هنا، وشرخ هناك، وتشاوريله على ده وده، أظن لو ساعديته إنه يكبر أكثر ويحب أحسن ممكن يستغنى عن الجنس مؤقتا، وبلاش يخليه فى المقدمة بالشكل ده، تقوم هى تشعر بالطيبة بتاعته أكثر وأكثر، وإنه مهتم بيها لذاتها، وإنه مقدر صعوباتها، وإن من حقها إنها تبقى بنت وأنثى قبل كل السنياريو ده، وإن من حقها أنها تبقى متعازة لذاتها، ومن حقها تبقى مستقلة، وما تبقاش أختها، ومن حقها إنها ترفض، ويمكن تقدرى توصلى له أنها هى مش بترفضه هوّه، دى بترفض كل الاستعمال والإلغاء والنسيان اللى اتحطت فيه من غير ذنب، وإن من حقها تتبنّى العيلين دول بحق الأمومة، حتى لو ما دفعتش الثمن بالنوم مع أبوهم، وكل ده ممكن يوصل للست دى لأنها شايفاه طيب ومش واخد باله، بس هو يكون على يقين من جوه باللى بيعلمه واللى يتعلمه منك.

 نيجئ بقى لدور البنية دى فى العلاج ده كله، وهى اللى جت تطلب المشورة، مش هيه المريضة؟ إزاى هى حاتستقبله كمحب، وصبور وشايف بعد السنين دى كلها، يعنى انتى عليكى برضه تكشفى لها مسئوليتها فى استمرار البروفات طول المدة دى، وبرضه تاخدى بالك من امتحان عقد مقارنات بينها وبين اختها المرحومة، وإنها تتجنب ده على قدر الإمكان، وتفتكرى حكاية الشعور بالذنب ناحية اختها، علشان احتمال إنها جواها شعور إنها لما تنام معاه تبقى بتخونها، والألعن احتمال غريب خطر لى، يمكن تلاقيه جواها، بس جواها قوى،  إن هى اللى موتت أختها  عشان تحل محلها، ولاّ إن هى اللى سعت فى إنها تتجوزه وخايفة تعلن ده لنفسها فخلته جواز مع وقف التنفيذ، كمان لازم تدورى على احتمال إن الست دى ماتكونش بتحب نفسها كفاية، ويمكن تكون دى البداية الصح، يعنى أنا أعوز ابقى نفسى أولا، وبعدين أشوف حد يعوزنى، ويعوزنى أولا كبنى آدماية، وبعدين كأمرأة.

أ. آمال: طيب أطلب أقابل الزوج ولا أستنى شوية؟

د.يحيى: حاقولك يابنت الحلال حاجة صعبة شوية، لازم انتى وانتى بتقابليه  تشوفى إيه اللى يوصل لراجل زى ده لما يروح لواحدة معالجة، فلازم انتى تفتكرى إنك ست، ويمكن تسمحى لنفسك تقلعى النقاب ولو أثناء الجلسة معاه بس، وده يسمح له أنه يلاقى الست دية مبسوطة منة كراجل أهه، ولا مفيش ميول جنسية جاهزة خبط لزق كده ولا حاجة، ويمكن يطمئن ويثق فى رجولته إنها موجودة حتى من غير اختبارات الجنس والكلام ده.

د. آمال: إزاى يعنى؟

د.يحيى: يمكن يقول لنفسه: الله، دا رفض مراتى ده مش جرح لرجولتى ولا حاجة، ما هو فيه واحدة ست زيها واصلنى منها ما يكفينى إنى اعطى بأمان من غير استعجال، يقوم يسترجع ثقته بنفسه والدنيا تمشى

أ. آمال: بس أنا حاسة إنه يمكن مابيحبهاش

د.يحيى: هو ده إحتمال وارد، يعنى بس ما نحطش عليه معوّل كبير، لكن ما يصحش برضه نلغى الاحتمال الأرجح اللى خلاه ينتظر كل المدة دى، وأدى احنا بنبتدى بالاحتمال اللى ممكن يساعدنا

أ. آمال: ياريت

د.يحيى:  يا شيخة لو انت ساعدتيه إنه يدور على إيه اللى مخليه صابر كل المدة دى، يمكن نلاقى الدنيا بخير فعلا،

أ. آمال: طيب وهى أكمل معاها إيه؟

د.يحيى: بصراحة عندك حق، أنا كنت قربت أنسى إن هى العيانة اللى جت لك مش هوّه، انتى لازم تفتكرى إن تصحيح العلاقات لازم يتم من الناحيتين، ياريت تقدرى تعلميها إزاى تستقبله وتعترف لنفسها بمشاعرها الإيجابية نحوه أكثر من كده، وبرضه ماتنسيش مشاعرها نحو زميلها اللى كانت بتستلطفه وبعدين انطفت بمجرد كل ده ما حصل، مش يمكن ده برضه يكون إيجابى فى المقارنة

أ. آمال: بس دى كلها فروض

د. يحيى: هوّا احنا بنعمل غير كده فى العلاج، احنا نقعد نحط الفرض اللى يجيلنا موضع الاختبار، وأى حاجة تظهر تدعمه نحافظ عليها مادام فى اتجاه تحقيقه، بس خلى بالك فيه ساعات السكريبيت ما بيتكسرشى لما تكون المسألة طالت سنين بالشكل ده، ما يتكسرشى إلا فى أزمة شديدة حتى لو أزمة كيانية أو شبه مرضية، واحنا فى العلاج الجمعى بنحاول نهز السكريبيت المعطـِّـل، لحد ما ينكسر من داخله بأى ضغط أو تراكم ألعاب أو حركية وعى مشترك، وكلام كبير ماينفعشى يتقال كده ولا حتى يتكتب

د. آمال: يا خبر!! وأنا أعمل إيه

د. يحيى: ربنا معاكى، وأدينا احنا أهه! ونشوف مع بعض واحدة واحدة.

[1] – هذه هى الحالة الوحيدة من المائة التى حدثت فيها بعض التعديلات فى الحوار دون أن أغير فى الواقع أو الوقائع، وذلك لأسباب علمية وتعليمية، وأيضا حتى لا يمكن التعرف على المعالجة أو المريض.

 

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *